لبنان ٢٤:
2024-06-30@01:55:53 GMT

هذا ما جاء في مقدّمات نشرات الأخبار المسائية اليوم

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

هذا ما جاء في مقدّمات نشرات الأخبار المسائية اليوم

مقدمة نشرة اخبار قناة الـ"ان بي ان"

لا مؤشرات حاسمة على قرار وشيك بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة. آلة القتل والتدمير هناك شغالة على مدى ساعات الليل والنهار مسجلة مجازر إضافية جديدة والمئات من الشهداء الجدد.   أما على مستوى المواجهة البرية مع القوات الغازية فإن جنود العدو ودباباته الميركافا المتطورة تسقط يوميا بوتيرة متسارعة في مصيدة مقاومين أشداء.

  في تعبير عن هذا المشهد القاسي كتبت وسائل إعلام عبرية: نحن لن ننتصر وكل يوم إضافي في المناورة البرية يعمق الفشل أكثر فأكثر.   الأمر نفسه أقر به رئيس أركان العدو السابق دان حالوتس بقوله: إسرائيل خسرت الحرب ضد حماس ... وصورة النصر الوحيدة إسقاط بنيامين نتنياهو.   نتنياهو هذا  نظمت تظاهرات جديدة ضده مطالبة الحكومة والجيش بتقديم إجابات حول الوضع الراهن.   على أن العدوان على غزة تمتد تداعياته إلى أكثر من بقعة جغرافية في المنطقة من الضفة الغربية مرورا بلبنان وصولا إلى العراق واليمن.   أما عند الخاصرة السورية فكان التطور الأبرز إغتيال العدو الإسرائيلي مستشار الحرس الثوري في سوريا رضي موسوي.   هذا الإغتيال لوحت وزارة الدفاع الإيرانية بأن الرد عليه سيكون صارما ومؤثرا لكن لن يوفر المجال لأي إستغلالات إسرائيلية.   على الجبهة اللبنانية قصف إسرائيلي طال خصوصا أطرف جبشيت للمرة الأولى  وردود من المقاومة على المستعمرات الشمالية التي ضاق مستوطنوها ذرعا فتظاهروا اليوم ضد حكومتهم إحتجاجا على واقعهم الصعب.   وفي إنعكاس لهذا الواقع ذكرت وسائل الإعلام العبرية أن الشمال ينهار مشددة على أن إسرائيل مردوعة وليست المقاومة في لبنان.   وفي العراق هجوم على قاعدة أربيل الأميركية أسفر عن سقوط ثلاثة جرحى  رد عليه الأميركيون باعتداءات على مواقع للمقاومة العراقية.   وعند التخوم اليمنية وقع إنفجاران قرب سفينة تجارية على بعد خمسين ميلا بحريا غرب الحديدة بحسب ما أعلنت هيئة التجارة البحرية البريطانية.

 

مقدمة نشرة اخبار قناة الـ"ام تي في" 

الجمود السياسي القاتل كسر اليوم. اذ زار وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي بنشعي، حيث التقى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. انه الاجتماع المنتظر منذ اسبوع ، والهادف الى استكمال  معالجة قضية الشغور في الجيش. وعليه، من المرجح ان يحصل التعيين في اول جلسة لمجلس الوزراء بعد الاعياد، التي ستنعقد مبدئيا في النصف الاول من كانون الثاني المقبل،  بعدما اصبح تيار المردة  اقرب الى الموافقة على ذلك.    توازيا، لفتت زيارة التهنئة بالعيد التي قام بها قائد الجيش الى وزير الدفاع، ما يعني كسر الجليد بين الرجلين، الذي قوي بعد معركة التمديد. في المقابل التيار الوطني الحر  في مقلب اخر، اذ كشف النائب سيزار ابو خليل ان طعن التيار بقانون التمديد اصبح منجزا، مؤكدا ان مجلس الوزراء ساقط شرعيا. جنوبا، القصف والعمليات العسكرية مستمرة، اما في غزة  فيبدو ان الحرب التي بدأت  في 7 تشرين الاول الفائت  ستستمر لعدة اشهر أخرى، كما اعلن رئيس الاركان الاسرائيلي.  

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار 


انه لهيب الشمال الذي طوق ما تبقى من خيارات الكيان المأزوم، فبراكين المجاهدين تزلزل مواقع الجيش العبري التي استحدثها بين منازل المستوطنين، وصواريخهم تلاحق آلياته المتخفية، وطائراتهم الانقضاضية تقض مضاجع الجنود المربكين على جبهة باتت تصبب العرق على جباه قادته..

هي جبهة الجنوب اللبناني التي تحفر كل يوم امتارا مباركة على طريق القدس، وتعبدها بدماء شهدائها لتكون سالكة للامة نحو النصر الموعود..

هي جبهة النصرة لغزة ومقاومتها، اشتعلت اليوم بكل انواع البطولات، فهزت المحتل في اكثر من موقع عسكري بصواريخ بركان، ولاحقت جنوده بعد عمليات رصد دقيق، فاصابت منهم مقتلا، حتى اضطر للاعتراف بتسع اصابات على الاقل بينهم حالات حرجة..

هي حراجة الصهيوني الذي كيفما ادار وجهه عاجلته اللكمات، على ان اقساها تلك المستحكمة بجنوده على رمال غزة الملتهبة، حيث الخسائر اكبر مما توقع قادة الحرب واسيادهم، وحجم القتلى اعظم من ان يتستر عليهم، فبات كل صباح ملونا باخبار تعداد القتلى الصهاينة، وخلاصة كل مساء عدد الآليات المحترقة في شوارع غزة ومدنها..

اما الشارع الصهيوني فمخدوع من حكومته التي تكذب عليه كل يوم بحسب كبار المحللين الصهاينة، وهي مربكة بخياراتها، عاجزة عن تحقيق اهدافها، رغم كل الدعم الذي اباح لها كل الاجرام، فوقفت بعد واحد وثمانين يوما، واكثر من عشرة آلاف طن من الذخيرة الاميركية، لتتحدث عن ضرورة تغيير التكتيك القتالي في القطاع لتجنب الخسائر الكبيرة..

فيما قطاعاتها الاقتصادية تئن تحت وطاة الحرب، والحصار الذي يفرضه يمن الايمان على الكيان الصهيوني حتى يرفع الحصار عن غزة ويوقف العدوان..

اما العدوان الصهيوني الآثم الذي طال العميد في الحرس الثوري الايراني الشهيد رضي الموسوي في سوريا فله العقاب الذي يوازي حجم هذه الجريمة بحسب الجمهورية الاسلامية الايرانية التي أكدت ان الرد الذكي قادم لا محالة...

 

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في" 

بين "بيع الحكي" و"حكي الجرايد" الغش السياسي والتضليل الاعلامي في احسن حال. "بيع الحكي" يمارسه بعض المسؤولين باحتراف، وآخر الامثلة اليوم حديث احد الوزراء عن ان الحل الجذري لمأساة الرواتب التقاعدية لمعلمي المدارس الخاصة يكون بإقرار سلسلة جديدة للرتب والرواتب، تحاكي الواقع الاقتصادي والمالي الجديد، مع علمه المسبق بأن الموضوع مستحيل. اما "حكي الجرايد"، فيدور هذه الايام حول مبادرة رئاسية يجري العمل لاطلاقها مطلع العام الجديد، علما ان الترويج لها ينطلق من البناء على الجو السياسي الذي رافق التمديد، والتوازنات السياسية التي نجحت في فرضه على حساب الدستور والقانون…   هذا على المستوى السياسي المحلي. اما جنوبا، فيتواصل التصعيد بفعل الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة، فيما يؤمن العجز الاقليمي والدولي ازاء الحرب الاسرائيلية على غزة، الغطاء اللازم لآلة القتل والتدمير، من دون ان تظهر في الافق اي مؤشرات ملموسة الى حل جدي، بل الى تصعيد اخطر، دخلت ايران مباشرة على خطه، بعد مقتل احد ابرز قادتها العسكريين اثر استهدافه اسرائيليا على ارض سوريا.    واليوم، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة أن 20915 شخصا استشهدوا و54918 أصيبوا في الضربات الإسرائيلية منذ السابع من تشرين الأول الماضي، علما أن 241 فلسطينيا سقطوا وأصيب 382 خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط. فإلى متى هذا الجنون؟

 

مقدمة نشرة اخبار قناة الـ"ال بي سي" 

في اليوم الواحد والثمانين على حرب غزة ، التصعيد العسكري واضح، سواء في غزة او في الجبهة مع لبنان، والمساعي الديبلوماسية واضحة سواء في القاهرة أو في واشنطن. 

اسرائيل خفضت من سقف أهدافها فتحدثت عن أنها تسعى للقضاء على "الأنفاق الاستراتيجية"، ما يعني أن الهدف ليس كل الأنفاق بل الاستراتيجي منها، من دون أن تحدد طبيعة ما هو استراتيجي.

وفي سياق توسع الحرب، أعلنت اسرائيل أنها تخوض حربا على سبع جبهات.

وبالتزامن مع التصعيد، محادثات يجريها وزير مقرب من نتنياهو في واشنطن. 

جبهة الجنوب، شهدت تصعيدا هذا المساء، في سياق إبقاء هذه الجبهة مفتوحة على كل الاحتمالات. 

في قضية اغتيال العميد في الحرس الثوري رضي موسوي في دمشق، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية، أن بلاده تحضر ل"رد قوي وذكي ، لكن في زمان ومكان وبطريقة لا تحقق الأهداف التي يبتغيها الكيان الصهيوني". 

محليا، غابت الحركة السياسية كليا باستثناء حركة الاشتراكي في اتجاه المردة، حيث زار رئيس الحزب تيمور جنبلاط ، على رأس وفد ، بنشعي، والتقى رئيس المردة والنائب طوني فرنجيه. 

النائب أكرم شهيب قال: "إذا كان هناك بعض التباين في المواقف بيننا وبين تيار المرده، فهذا لا يلغي الود والإحترام والتقدير والتواصل".

النائب طوني فرنجيه قال بدوره: "التباينات  في وجهات النظر بين "المرده" و"الاشتراكي"، التي لا تمنع التواصل الدائم في ما بيننا".


 
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد" 

قبل أن يرمي العام الجاري آخر أوراقه فتح ملحقا جديدا  بين المختارة وبنشعي وفي المجلس السياسي جرى استحضار أرواح المجلس العسكري بعد تمديد لقائد الجيش جوزف عون رأى فيه تيار المردة بديلا كي لا تذهب البلاد إلى المجهول. في اللقاء بين العيدين جرى ترميم الجسر التاريخي الذي يربط الدارين "والدار دارهم" بحسب تعبير النائب طوني فرنجية.   أما عنوان اللقاء فالعيدية أولا مصحوبة بملف رئاسة الأركان وبما تيسر من تعيينات رأى فيها تيار المردة حلولا مجتزأة ورسم حول مبدئها علامات الاستفهام في ظل غياب رئيس الجمهورية لكن التباين في بعض وجهات النظر لا يفسد  للود قضية وعلى هذه القاعدة وضع النائب أكرم شهيب الزيارة في إطار السعي لإخراج لبنان من الوضع الصعب الذي يمر به.   واتفاق الإطار هذا، يهدف إلى الحفاظ على رئاسة الأركان والمجلس العسكري وصون المؤسسة العسكرية الأم التي حافظت على وجودها وعلى السلم الأهلي على الرغم من الظروف الصعبة والدقيقة والتي تقوم بدورها كاملا في الدفاع عن لبنان بمواجهة العدو الإسرائيلي.   وفي خلال اجتماع الاشتراكي المردة أكدت مصادر الحاضرين أن فرنجية الأب مستمر في الترشح لرئاسة الجمهورية وألا علاقة للقاء بعملية تبادل بين رئاستي الأركان والجمهورية وأن الاشتراكي لا يزال على موقفه الواضح بما خص الرئاسة ربطا بالتوافق المسيحي.    الوضع في غزة شغل حيزا من اللقاء لكن حيزه الأكبر كان في الإشغال المتنامي على طول الجبهة الحدودية المشتعلة مع فلسطين المحتلة وفي كثافة النيران على اختلاف أنواعها وأسلحتها التي أصاب بها حزب الله مواقع الاحتلال حتى انقطاع أنفاس جنوده ومستوطنيه الذين تظاهروا في صفد وغيرها من مدن الجليل المحتلة ضد بنيامين نتنياهو واتهموه بالتخلي عن الشمال في وقت كثفت مدفعية الاحتلال قصفها لكل القرى الحدودية الجنوبية واستهدفتها بالقذائف والصواريخ من سهل القليلة على ساحل صور حتى تلال بلدتي جبشيت وشوكين في محافظة النبطية. أما في غزة حيث وصل عدد الشهداء المدنيين إلى ارتفاع تجاوز العشرين ألفا بالمئات فقد كشف انسحاب جنود الاحتلال من مناطق القطاع التي توغل فيها حجم المجازر التي ارتكبها والدمار الذي خلفه وراءه والمشاهد الصادمة عن معتقلين بينهم أطفال جردهم الجنود من ملابسهم وتركوهم في العراء لصقيع كانون القارسفي مشهد صفع وجه الإنسانية ودعاتها الذين دفنوا رؤوسهم في رمال غزة حيث المقاومة الفلسطينية تتفنن في ضرب العدو وتستدرجه إلى مقابر الأنفاق المفخخة بعدما  أدت خدمتها العسكرية.   وصمود غزة الأسطوري حرك الصفائح الرخوة تحت أقدام بنيامين نتنياهو الذي فقد الثقة حتى بظله وقد أبلغ وزير حربه يوآف غالانت بأنه ليس من صلاحياته عقد اجتماعات مع رؤساء ليسوا تحت قيادته والمقصود هنا رؤساء الموساد والشاباك وفرض رقابة عسكرية مشددة على المواد الإعلامية قبل نشرها ووضع أهالي الجنود القتلى في مواجهة مع أهالي الأسرى ما دفع بدان حالوتس رئيس هيئة الأركان السابق في جيش الاحتلال إلى القول إن إسرائيل خسرت الحرب ضد حماس وصورة النصر الوحيدة التي ستتحقق هي إسقاط  نتنياهو. وفي محاكاة لسقوطه وقادته، بثت وكالة مهر الإيرانية شريطا مصورا تحت عنوان هذا ليس تهديدا عزرائيل ينتظركم وذلك غداة اغتيال المستشار في الحرس الثوري رضي الموسوي. 
وفي حين قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إن على تل أبيب أن تبدأ العد التنازلي شدد  وزير الدفاع على إن إيران سترد على الكيان الصهيوني في المكان والزمان المناسبين. 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الحرس الثوری فی غزة

إقرأ أيضاً:

الحراك الطلابي الأميركي وتداعياته على القضية الفلسطينية

لم يكن السابع من أكتوبر/تشرين الأوّل 2023م يومًا عاديًا بالنسبة للقضية الفلسطينية وبالنسبة للعالم أجمع، فالمواجهة التي بدأت في ذلك اليوم لا تزال مستمرّة من حيث تداعياتها على الداخل الفلسطيني من جهة، وعلى منطقة الشرق الأوسط من جهة أخرى، حيث أعقبها الكثير من التأثيرات التي ستظلّ انعكاساتها كبيرة على مجمل القضية الفلسطينية بمختلف جوانبها مستقبلًا.

وبذات القدر من الأهمية شكّل السابع عشر من أبريل/نيسان 2024م علامة فارقة في تاريخ الاحتجاجات الطلابية بأميركا، وذلك عندما قامت مجموعة من الطلاب بجامعة كولومبيا بولاية نيويورك الأميركية بالتظاهر؛ احتجاجًا على المجازر الهمجية والتصفية المُمنهجة التي قامت بها إسرائيل ضد مواطني غزة.

إن الذي أعطى تلك الاحتجاجات ذلك الصدى هو أنها انطلقت من جامعة تصنف ضمن أبرز الجامعات على مستوى العالم، إضافة إلى أنّ معظم النخب التي لعبت ولا تزال تلعب أدوارًا مفصلية في تحديد الكثير من الأمور في ماضي ومستقبل الكوكب الذي نعيش فيه، قد تخرجت في هذه الجامعة العريقة.

كما أن جامعة كولومبيا تعتبر من بين أكثر الجامعات التي تربطها صلات وشراكات مع إسرائيل، وهناك برنامج للشهادات المزدوجة بين جامعتَي كولومبيا وجامعة تل أبيب، فضلًا عن وجود المركز العالمي بتل أبيب، وهو أحد فروع مراكز كولومبيا العالمية الموجهة لدعم عدد من البلدان لحل المشكلات ذات الطبيعة المعقدة التي تواجه تلك المجتمعات، وبالتالي يُنظر للحراك الطلابي الصادر من جامعة كولومبيا في هذا السياق.

وهي تعد جامعة رائدة ومؤثرة على صعيد مؤسسات التعليم العالي في الولايات المتحدة الأميركية والعالم من واقع تأثير ما حدث في حرمها الجامعي على بقية الجامعات والكليات، حيث أقام مئات الطلاب مخيمات احتجاجية فيما لا يقلّ عن اثني عشر حرمًا جامعيًا آخر في جميع أنحاء أميركا؛ للاحتجاج على الانتهاكات الإسرائيلية ضد مواطني غزة.

الأمر الآخر الذي يُعطي حيويةً إضافيةً إلى هذا الحراك، هو أنّ أغلب المتحدثين باسم الطلاب من اليهود، بجانب أنّ عملية توفير الطعام للمتظاهرين كانت تتم بواسطة شريحة مقدرة من سكان مدينة نيويورك، مما يُضفي على هذا الحراك بُعدًا شعبيًا يتجاوز أسوار الحرم الجامعي.

مطالب الحراك

لقد كان المطلب الرئيسي لهؤلاء المتظاهرين هو وقف إطلاق النار في غزة، ووقف التعامل مع إسرائيل. وتتفاوت النظرة لمطالب وقف التعامل مع إسرائيل من جامعة لأخرى، بيد أنّها لا تخرج عن أربعة أشكال تصبّ محصلتها النهائية في دعم وقف العدوان على غزة، ومناصرة القضية الفلسطينية.

فهناك من طالب بالتوقف عن التعامل مع الشركات المصنعة للأسلحة العسكرية التي تزوّد إسرائيل بها، ومنهم من دعا لعدم قبول تمويل الأبحاث العلمية التي تساعد الجهود العسكرية، ومنهم من ناشد بوقف استثمار الأوقاف الجامعية مع مديري الأموال الذين يستفيدون من الشركات أو المقاولين الإسرائيليين، فضلًا عن شكل آخر ينادي بضرورة أن تكون هناك شفافية أكبر بشأن الأموال التي يتم تلقيها من إسرائيل، والأغراض التي تستخدم فيها.

ووَفقًا لقاعدة بيانات وزارة التعليم الأميركية Department of Education، فقد أبلغت حوالي 100 كلية أميركية عن هدايا أو عقود من إسرائيل بقيمة إجمالية تبلغ 375 مليون دولار على مدى العشرين سنة الماضية، والمفارقة العجيبة أنّ البيانات المتوفرة لا تُنبئ إلا عن القدر القليل فيما يخُصّ مصدر الأموال، أو كيفية استخدامها، فوَفقًا للمركز الوطني لإحصاءات التعليم The National Center for Education Statistics لعامي 2019م-2020م، فإنّ عدد الكليات الجامعية في الولايات المتحدة بلغ 3.982 جامعة.

وبالتالي عندما تتمّ مقارنة الكليات التي قدّمت تقارير لوزارة التعليم عن حجم الدعم المالي الذي تتلقّاه من إسرائيل، وتلك التي لم تقدّم تقارير عن ذلك، نجد أن الفجوة المعلوماتية كبيرة للغاية، وعليه فإنّ الافتراض بوجود ارتباطات أو عدمها بين تلك الكليات وإسرائيل، يظلّ كبيرًا، ويعكس حجمَ الفرص المتوفّرة لها لتطوير قطاع الصناعات الدفاعية بالتعاون مع المؤسّسات العلمية الأميركية، ومن ثم يعطي وجاهة لمطالب المتظاهرين ضد الحرب على غزة بضرورة قطع أيّة صلات لهذه الجامعات والكلّيات بإسرائيل.

خصوصية الحراك

من المعلوم أنّ الجامعات الأميركية قد شهدت موجة عارمة من الاحتجاجات في منتصف الستينيات من القرن العشرين؛ بسبب الحرب في فيتنام، حيث ترافقت حركة التذمّر ضد الحرب مع تصعيد الرئيس الأميركي ليندون جونسون من وتيرة العمليات العسكرية، وزيادة عدد القوات العسكرية المشاركة.

وقد تختلف التفسيرات الخاصة بدواعي تصاعد الحراك الطلابي المناهض للحرب ما بين العام والخاص، فالعام يتعلق برفض الانتهاكات التي رافقت الحرب بدرجة محدودة – حسب تقديري الشخصي – والخاص الذي يرتبط بمصالح شريحة عريضة من الطلاب الذين انتظموا في ذلك الحراك، هو عدم استعدادهم للانضمام للجيش، والمشاركة في الحرب، ضمن ما يُعرف بالخدمة العسكرية، وأنا أميل لترجيح كفة هذا الدافع على ما عداه من دوافع، من واقع استبسال المقاومة الفيتنامية في إلحاق الأذى البدنيّ المباشر بأفراد الجيش الأميركي.

وبالتالي كان الطلاب يرون في الذهاب والمشاركة الفعلية في الحرب أمرًا يحمل درجة عالية من الخطورة على حياتهم، وجاءت معارضتهم من ذلك الباب، بينما الحراك الطلابي الداعم لوقف الانتهاكات الموجهة ضد أهالي غزّة بشكل خاصّ والداعم للقضية الفلسطينية بشكل عام، ارتبط بشكل مباشر بعاملين اثنَين:

العامل الأول، يتعلق بالموقف الأخلاقي من الحرب، ورفض الإبادة الجماعية الممنهجة التي قامت بها إسرائيل والمدعومة من قبل الولايات المتحدة، وهذا فرق كبير للغاية من المنظور الإنساني والسياسي. فالحراك الطلابي المناصر لغزة نابع من وعي سياسي عميق وموقف أخلاقي يتجاوز دائرة المصلحة الشخصية، كما كان الحال في حرب فيتنام، مع الأخذ في الاعتبار الاختراق الكبيرالذي أحدثه هذا الحراك في فتح باب النقاش واسعًا – وبصورة لم يسبق لها مثيل – حول العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وجدوى هذا التحالف الذي ظلّ يُكلف دافع الضرائب الأميركي ما يقدر بـ 3.3 مليارات دولار سنويًا.

وقد بلغ حجم الدعم العسكري المقدم لإسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023م تاريخ الحرب الدائرة في غزة، ما قيمته 12.5 مليار دولار. فالعلاقة مع إسرائيل ونقد سياستها ودور اللوبي الصهيوني، تُعد من الأمور المحرم نقاشها على أي مستوى من المستويات، وذلك لما لهذا اللوبي من سطوة كبيرة على مختلف هياكل السلطة وأبنيتها في نطاق النظام السياسي الأميركي.

العامل الثاني الأهم؛ هو أنّ نجاح الشعب الفلسطيني بشكل عام، وأهالي غزة بشكل خاص في الصمود أمام آلة القمع الإسرائيلية المدعومة بالقوة العظمى الأميركية – وعدم انكسارهم وإصرارهم على عدم مغادرة أراضيهم، رغم الكلفة البشرية العالية جدًا – سبب رئيسي في كسب تعاطف الطبقة المستنيرة داخل الولايات المتحدة الأميركية مُمثلة في طلاب الجامعات.

تمدّد هذا التعاطف والتفهم لعدالة قضية الشعب الفلسطيني بشكل لم يسبق له مثيل، وقد نجح المواطن الفلسطيني من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في مخاطبة الرأي العام العالمي بشكل عام، والرأي العام الأميركي المستنير بشكل خاص، وبصورة تجاوز فيها سطوة وسائل الإعلام التقليدية التي كانت تحتكر الرواية الخاصة بالقضية الفلسطينية بصورة ساهمت في عدم وصولها للشعوب الحرة التي تؤمن بحقوق الإنسان، والتي من بينها الحق في الحياة.

الدروس المستفادة

​رغم أنّ حجم الحراك الطلابي قد انخفض بشكل ملحوظ في الوقت الحالي؛ بسبب نهاية العام الدراسي الجامعي بالولايات المتحدة الأميركية، فإنّه حمل بين طياته مجموعة من الدروس المُستفادة والتي من بينها أنّه مهما كانت عدالة القضية المعنية – القضية الفلسطينية – وحجم الدعم الذي يُمكن أن تحظى به، يظل العامل الحاسم في استمرار التعاطف والتأييد مرتبطًا بمتغير مُستقل أوحد، وهو درجة صمود أصحاب القضية واستعدادهم للتضحية مهما كان حجمها؛ بُغية الوصول لأهدافهم العادلة. وبالتالي لم يكن مُمكنًا أن تحظى القضية الفلسطينية بهذا التأييد لولا صمود أهل غزة، والصورة النادرة التي قدموها للعالم.

الأمر الثاني هو أنّ الانتباه لقوة وسائل التواصل الاجتماعي والاستعانة بها في الوصول للرأي العام العالمي، من الأمور التي أسهمت بشكل إيجابي في شرح القضية الفلسطينية، وكسب المناصرة والتأييد لها.

ومن الدروس المُهمة التي أفرزتها تجربة الحراك أنّ البعد الإنساني والقيمي، يُعتبر من الأمور المُهمة التي تدفع شريحة مقدرة من الناس للتعاطف مع قضية ما – القضية الفلسطينية – بصورة تتجاوز حواجز الديانات والمعتقدات والجغرافيا، فأغلب المتظاهرين الذين خرجوا محتجّين على ما أفرزته الحرب الدائرة من انتهاكات موجهة ضد الفلسطينيين لم يكونوا مسلمين، وليست لهم أي ارتباطات مباشرة بمنطقة الشرق الأوسط، ولا يعرفون عنها إلا القليل.

التوقعات المستقبلية

إنّ مستوى الوعي الذي أفرزه الحراك الطلابي داخل الجامعات الأميركية سيشكّل نقطة انطلاق لتغيير الأسس التي يتم من خلالها النظر للسياسة الخارجية، وتحديد خياراتها بناءً على معيار المصلحة الملتزم بالأبعاد الأخلاقية، والخاسر الأكبر في هذا الصدد سيكون إسرائيل، وسيسهم ذلك في تعميق عزلتها، الأمر الذي سيصبّ في مصلحة القضية الفلسطينية على المدى الطويل، بالنظر إلى أنه يمكن أن يُشكل هؤلاء المتظاهرون الطبقة السياسية الحاكمة في أميركا على المدى البعيد.

من جهة ثانية، ستنحسر سطوة اللوبي الصهيوني على مستوى السياسة الخارجية الأميركية تجاه منطقة الشرق الأوسط إجمالًا، وإسرائيل على وجه الخصوص بتأثير حملة الوعي التي ابتدرَها طلاب الجامعات الأميركية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبعيدًا عن سطوة وسائل الإعلام التقليدية المعروفة كالـ "CNN" و"FOX News"، وغيرهما.

ومن المتوقع أن تتصاعد فاعلية استغلال وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الفلسطينيين للوصول للرأي العام الأميركي بشكل منهجي سيأخذ في الحسبان التكوين النفسي والفكري والقيمي الذي ينطلق منه المواطن الأميركي؛ لضمان تأثير أكبر في شرح قضيتهم، فضلًا عن توقعات بنشر الوعي الإلكتروني المرتبط باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وسط الشعب الفلسطيني، الأمر الذي سيعقد من مسار وحركة قطار التطبيع في المنطقة، على خلفية الوعي المفترض تأسيسه وانتشاره.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • مفاوضات مسقط مهددة بالفشل: عدن ترفض مطالب غروندبرغ وتصعد الحرب الاقتصادية ضد صنعاء
  • التقسيم والفقاعات.. تعرف على سيناريوهات إسرائيل لإدارة غزة بعد الحرب
  • الحراك الطلابي الأميركي وتداعياته على القضية الفلسطينية
  • كرتي يطرح جبريل رئيساً!!
  • آخر تحديث لأسعار الذهب اليوم في ختام التعاملات المسائية.. اعرف عيار 21 بكام
  • مقدمات نشرات الاخبار المسائية
  • سعر الذهب في التعاملات المسائية اليوم الخميس 27 يونيو 2024
  • بهدف خفض التصعيد جنوبا.. موفد قطري في بيروت
  • تأملات في مواقف تقدم (١)
  • السودان: إنقاذ ما لا يمكن إنقاذه