تأمل الولايات المتحدة في تمهيد الطريق أمام السلطة الفلسطينية لتتولى السلطة، من خلال تشكيل حكومة جديدة، لكن حتى الآن، تتعثر واشنطن في العقبات الأولى، وهي إقناع إسرائيل بالإفراج عن الرواتب اللازمة لمنع السلطة من الانهيار تماما.

وقال مسئولون فلسطينيون وأمريكيون، إن الفلسطينيين طالبوا بتغييرات وبوجوه جديدة في مناصب رئيسية لتحسين الوضع السيئ للسلطة التي لا تحظى بشعبية بين الفلسطينيين، مع تطلعهم إلى دور موسع في قطاع غزة بعد الحرب.

في البداية، رفض المسئولون الفلسطينيون فكرة العودة إلى السلطة في غزة، التي تسيطر عليها حماس منذ عام 2007، في أعقاب هذه الحرب الوحشية.، لكنهم أصبحوا تدريجيًا أكثر تقبلًا لاغتنام فرصة نادرة لإقامة الوحدة بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتتحدث إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن مع الفلسطينيين وأعضاء المجتمع الدولي حول حكومة جديدة إلى جانب عباس وتحت قيادته، وفقًا لمسئول في البيت الأبيض تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة الأمر، لكن المسئولون الفلسطينيون قالوا إنهم يريدون ربط أي جهود من هذا القبيل بأفق سياسي واضح للدولة الفلسطينية.

وأضافوا أنهم متشككون في قدرة الولايات المتحدة على تحقيق أي شيء أثناء وجود حكومة اليمين المتطرف الحالية في إسرائيل في السلطة.

وتوقفت الجهود الأمريكية للإفراج عن 140 مليون دولار من الضرائب الفلسطينية أموال مخصصة لغزة، والتي حظرتها إسرائيل منذ هجوم حماس المفاجئ على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضى.

وقال نائب رئيس وزراء السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: "الأمريكيون يتحدثون عن اليوم التالي، لكن حتى لو اتفقنا، كيف يمكننا تنفيذه، سياسة إسرائيل هي إضعاف السلطة وليس تعزيزها”.

وأضاف أبو ردينة قائلًا: “لا نستطيع حتى دفع رواتب جنودنا وموظفينا”.

عندما وصل مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في وقت سابق من هذا الشهر للقاء عباس، قال نائب رئيس الوزراء، إنه يبدو متفائلًا بشأن التوصل إلى اتفاق.

وتعتزم الولايات المتحدة السماح لإسرائيل بإعادة فحص الأفراد للتأكد من عدم وجود صلات لهم بحماس أو بالهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر عندما قتل 1200 شخص داخل إسرائيل، لكن وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف تعهد بعدم تحويل "شيكل واحد" من رواتب السلطة الفلسطينية إلى غزة.

وقال صبري صيدم، مستشار عباس وعضو اللجنة المركزية لفتح، إن خطط حصول الفلسطينيين على عائدات الضرائب الخاصة بهم "انهارت"، واكدت المفوضية الأوروبية إنها ستتدخل بحزمة مساعدات بقيمة 130 مليون دولار للمساعدة في سد الفجوة بدلًا من ذلك.

وأضاف صيدم، أن نقطة البداية يجب أن تكون وقف إطلاق النار، محذرا من إن إضاعة الوقت يمنح إسرائيل مساحة أكبر لتدمير المنطقة، وكانت التكهنات حول من قد يخلف عباس منتشرة قبل السابع من أكتوبر. 

ورغم أن عباس لا يحظى بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين، فقد شهد شعبيته تراجعا أكبر منذ هجوم طوفان الاقصى، وفقًا لاستطلاع رأي أجراه مؤخرًا المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية.

وأشار الاستطلاع إلى أن نحو 88 في المئة من الفلسطينيين يريدون استقالة عباس، بزيادة عشر نقاط عما كان عليه قبل ثلاثة أشهر. 

وفي الوقت نفسه، ارتفعت شعبية حماس في الضفة الغربية من 12% إلى 44%، كما ارتفعت أيضًا بشكل طفيف في غزة.

وقال مسئول بالبيت الأبيض إن الولايات المتحدة لم تكن "موجهة" في طلباتها للتغيير.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الولايات المتحدة إسرائيل واشنطن السلطة الفلسطینیة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

تربطه علاقة جيدة مع إسرائيل .. من هو حسن الشيخ أول نائب للرئيس في فلسطين؟ وماذا قالت حماس؟

بعد إعلانه نائباً للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس السبت، أصبح حسين الشيخ أول فلسطيني من الداخل يحوز أرفع منصب في السلطة الفلسطينية.

وجاء اختيار حسين الشيخ لمنصب نائب الرئيس، وهو منصب مستحدث، بتفويض من أهم المؤسسات الحاكمة: حركة فتح والمنظمة، بعدما فوّضت "مركزية فتح" الرئيس باختيار نائبه قبل جلسة "مركزي المنظمة" الذي استحدث بدوره المنصب، الذي اختير الشيخ له بموافقة تنفيذية المنظمة، ما يجعله مرشحاً قوياً للحركة في أي انتخابات رئاسية محتملة مقبلة، أو رئيساً بحكم الأمر الواقع، في حال عدم القدرة على إقامة الانتخابات لأي سبب بعد وفاة عباس أو عدم قدرته على الحكم.

بدوها اعتبرت حركة حماس تعيين الشيخ نائباً لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يمثل استمراراً لنهج التفرد بالقرار السياسي وتهميش القوى الوطنية، وتجاهلاً متعمداً لأولويات شعبنا الفلسطيني الذي يواجه عدواناً وإبادة متواصلة.

من هو حسين الشيخ؟

ولد حسين شحادة محمد الشيخ في مدينة رام الله في 14 ديسمبر (كانون الأول) عام 1960، لأسرة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قرية دير طريف المهجرة من قضاء الرملة. انتمى الشيخ إلى حركة "فتح"، في عمر مبكر، واعتقلته إسرائيل بسبب انتمائه ونشاطه في الحركة عام 1978، وقضى في السجون 11 عاماً، ثم خرج عام 1989 مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

خلال الانتفاضة، أصبح نشطاً فيها وحاز على عضوية القيادة الوطنية الموحدة والقيادة العليا لحركة "فتح"، ومع دخول السلطة الفلسطينية، التحق بقوات الأمن وكان عقيداً في جهاز الأمن الوقائي.

أما في الانتفاضة الثانية عام 2000، فدخل في صراع مع بعض قيادات حركة فتح المتنفذين، وإلى حد ما في صراع لاحق مع الحركة، لكنه ظلّ أحد قادتها.

في عام 2007، تسلم رئاسة الهيئة العامة للشؤون المدنية برتبة وزير ورئيس لجنة التنسيق المدنية العليا (CAC)، التي تعدّ صلة الوصل الرسمية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.

تعلم الشيخ في سجنه اللغة العبرية وأتقنها كتابة وقراءة ومحادثة، وانتخب عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح في مؤتمرها العام السادس، الذي انعقد في مدينة بيت لحم عام 2009، وانتخب مرة ثانية عام 2016، وما زال.

في عام 2017، أصبح أحد أعضاء وفد المصالحة الفلسطينية التابع لحركة فتح، إذ اختارته مركزيتها عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عن الحركة في 7 فبراير (شباط) عام 2022 في الدورة الحادية والثلاثين للمجلس المركزي، بدلاً عن صائب عريقات الذي توفي قبلها بنحو عامين بسبب "كوفيد -19".

ثم اختير أميناً لسرّ اللجنة التنفيذية للمنظمة ورئيساً لدائرة شؤون المفاوضات، في خطوة قرّبته من موقعه الحالي.

أصبح الشيخ في العامين الماضيين أقرب شخص لعباس، وقاد كثيراً من الحوارات مع الإسرائيليين والأميركيين والعرب في جميع القضايا المصيرية المتعلقة بالسلطة الفلسطينية.

وفي فبراير الماضي، غادر موقعه كرئيس للهيئة العامة للشؤون المدنية، واحتفظ بباقي المناصب، بما فيها موقعه رئيساً لنادي شباب البيرة في رام الله.

وقبل أسبوع واحد فقط، عيّنه "أبو مازن" رئيساً للجنة السفارات الفلسطينية.

يتميز الشيخ بنظرة الخارج وإسرائيل له كشخص براغماتي يمكن التواصل والتوصل معه إلى اتفاقيات، ويقول الإعلام الإسرائيلي إنه يتمتع بعلاقات وثيقة مع نظرائه الإسرائيليين.

ويتبنى الشيخ نهج عباس القائم على التوصل إلى اتفاق سلام مع الإسرائيليين عبر الحوار، واستخدام الدبلوماسية والمقاومة الشعبية، ويقرّ بحاجة السلطة إلى الإصلاحات والتغيير، لكنه يعدّها إنجازاً وطنياً لا يجب التفريط فيه.

مقالات مشابهة

  • الأونروا: يجب أن تستمر خدمات الوكالة من دون عوائق حتى يتمّ التوصّل إلى حلّ عادل ودائم لـ "محنة" اللاجئين الفلسطينيين
  • الأمم المتحدة تطالب بضرورة العودة إلى وقف إطلاق النار بغزة
  • شاهد | السلطة الفلسطينية.. من عباس إلى الشيخ.. تبديل الأسماء تثبيت السلوك
  • اليمنيون يحطمون صورة الولايات المتحدة!
  • الصحة الفلسطينية: أكثر من 52 ألف قتيل في غزة منذ السابع من أكتوبر
  • مصر وأستراليا: رفض استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين
  • حسن خريشة لـعربي21: هذا سر تمسك السلطة الفلسطينية بالاتفاقيات مع إسرائيل
  • تربطه علاقة جيدة مع إسرائيل .. من هو حسن الشيخ أول نائب للرئيس في فلسطين؟ وماذا قالت حماس؟
  • من مذكرة اعتقال إلى نائب للرئيس: من هو حسين الشيخ رجل السلطة ورجل إسرائيل؟
  • انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران