تحليلات غربية: حرب غزة أكثر النزاعات العسكرية تدميرا في القرن الـ21
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
دمار هائل خلفته الحرب الإسرائيلة المتواصلة على غزة، بكافة مدن وأحياء القطاع، شمل معظم البنية التحتية والمنازل والمستشفيات حتى دور العبادة، ما يعد أكثر النزعات العسكرية تدميرا في القرن الـ 21. حسب تحليلات نشرتها وسائل إعلام غربية.
80 يوما من حرب غشيمة شملت قصفا جويا وصاروخيا ومدفعيا وعمليات برية خلفت أكثر من 20 ألف شهيد فلسطيني، ونحو 55 ألف جريح معظمهم من النساء والأطفال، وفق تقديرات أممية وفلسطينية.
ودفع هذا الحجم الهائل في الدمار المحلل الاستخباراتي الدفاعي السابق والمحقق الأممي السابق في جرائم الحرب مارك غارلاسكو إلى القول إن حجم القصف الإسرائيلي الذي شهده القطاع لم يشهده العالم في صراع مسلح منذ حرب فيتنام، التي انتهت عام 1975، أي منذ 48 عاما.
شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية نشرت نتائج تحليل معزز بتقنيات الذكاء الاصطناعي، أوضح أن الجيش الإسرائيلي استخدم قنابل وقذائف قادرة على قتل وإصابة أشخاص في دائرة نصف قطرها 365 مترا من مكان الانفجار، ما يعادل مساحة نحو 58 ملعب كرة قدم، بعضها يبلغ وزنه 2000 رطل (907,18 كيلوجرام)، حسبما نشرت صحيفة فرانس برس.
وحسب سي إن إن فإن هذه القنابل أكبر بأربع مرات من أكبر القنابل التي ألقاها التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" على مدينة الموصل العراقية بهدف طرد التنظيم منها.
ونقلت الشبكة عن جون شابيل القانوني والعضو في مجموعة سيفيك، ومقرها العاصمة الأمريكية واشنطن، والتي تعنى بتقليل الأضرار على المدنيين في مناطق الصراعات، قوله إن "استخدام قنابل بوزن 2000 رطل في منطقة شديدة الازدحام بالسكان مثل قطاع غزة يؤدي لنتائج سيأخذ المجتمع عقودا للتعافي منها".
اقرأ أيضاً
حرب غزة تظهر دعم غير مسبوق من المسلمين الأمريكيين للقضية الفلسطينية
دمار شامل
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بدورها قامت بتحليل لصور الأقمار الاصطناعية الملتقطة لقطاع غزة، وتوصلت إلى أن ما تم تدميره في القطاع يفوق ما دمره النظام السوري في حملته العسكرية على مدينة حلب منذ عام 2013 إلى 2016.
كما يفوق الدمار الذي تسببت به الحملة التي قادتها الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية عام 2017.
ووجدت الصحيفة أيضًا أن الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية متكررة وواسعة النطاق بالقرب من المستشفيات، التي من المفترض أن تتلقى حماية خاصة بموجب قوانين الحرب.
وكشفت صور الأقمار الاصطناعية التي استعرضها مراسلو الصحيفة عن عشرات الحفر الواضحة بالقرب من 17 من أصل 28 مستشفى في شمال غزة، حيث كان القصف والقتال على أشده خلال أول شهرين من الحرب، بما في ذلك 10 حفر تشير إلى استخدام قنابل تزن 2000 رطل.
في مقالها المنشور بتاريخ 23 كانون الأول/ديسمبر 2023، اعتمدت واشنطن بوست على بيانات يعود أحدثها إلى 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، تبين أنه حتى ذلك التاريخ شهد القطاع الذي بلغ عدد سكانه قبل بدء النزاع أكثر من 2,375,200 نسمة، تضرر ما لا يقل عن 37 ألفا و379 مبنى، 10,049 منها دمرت بالكامل.وقالت الصحيفة إن معظم الدمار تركز في شمال غزة الذي شهد وحده دمار 29,732 مبنى 8,561 منها دمرت بالكامل.
وفي حين أن الحملة العسكرية التي شنها نظام بشار الأسد في سوريا على مدينة حلب من عام 2013 إلى عام 2016 بدعم روسي، أدت لدمار 40 % من المدينة خلال ثلاث سنوات، فإن نسبة الدمار في شمال غزة قد بلغت نحو 32 % في تشرين الثاني/نوفمبر.
كذلك الأمر في الموصل التي تعادل مساحتها تقريبا مساحة حلب، والتي اتخذها تنظيم "الدولة الإسلامية" عاصمة لـ"خلافته". شهد شمال غزة تدمير ضعف عدد المباني التي دمرت في المدينة خلال الحملة لطرد التنظيم المتطرف منها.
أما عدد المباني التي تضررت بالعموم فهو تقريبا نفسه في المدينتين، وفقا للمصدر نفسه.
اقرأ أيضاً
أنفاق "حماس" الضخمة.. هكذا تثير المخاوف في إسرائيل من "حزب الله"
المستشفيات هدف رئيسي
صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية من جهتها نشرت تحليلا لصور الأقمار الاصطناعية يخلص إلى أن نسبة المباني التي تضررت نتيجة القصف في مدينة غزة حتى 15 كانون الأول/ديسمبر يتراوح بين 63,3 و75,7 %. وفي شمال المدينة بين 61,6 و74,5 %
أما في باقي مدن القطاع فتوصل تحليل فاينانشال تايمز إلى أن ما نسبته 11,3 إلى 17,2 % من مباني مدينة رفح أقصى جنوب القطاع قد تضررت، وفي دير البلح وسط القطاع بلغت النسبة 18,7 إلى 25,6 %.
أما خان يونس التي كانت ساحة لبعض أعنف المعارك مؤخرا فبلغت نسبة المباني المتضررة فيها 24,7 إلى 33,3 %، وكل هذا حتى تاريخ 15 كانون الأول/ديسمبر.
ووفقا لوسائل الإعلام هذه فإن الحرب الحالية في قطاع غزة إلى جانب الحرب الدائرة في أوكرانيا والصراع في سوريا، هي النزاعات المسلحة الأكثر تدميرا وفتكا في القرن الحادي والعشرين.
ومن أكثر ما يميز هذه النزاعات استهداف المستشفيات، وهو ما لم تخفه إسرائيل في هذه الحرب.
قالت حكومة الدولة العبرية في بداية حملتها على غزة إن حركة حماس تستخدم المستشفيات كمراكز قيادة أو كمخازن أسلحة، مبررة بذلك استهدافها للمستشفيات.
وبالطبع فقد كان لاستهداف المستشفيات، إلى جانب الحصار الخانق المفروض على القطاع، والذي منع وصول الوقود والدواء والماء وغيرها من المواد، أثر سلبي على الوضع الصحي لسكان القطاع الذين بات معظمهم يعيشون في مخيمات وملاجئ، وهو ما يترك أثرا مدمرا على سكان غزة.
اقرأ أيضاً
أنفاق "حماس" الضخمة.. هكذا تثير المخاوف في إسرائيل من "حزب الله"
المصدر | الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة دمار قطاع غزة سوريا العراق شمال غزة فی شمال
إقرأ أيضاً:
الكشف عن الأهوال التي يتعرض لها الفلسطينيين في غزة
ألقت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الضوء على الأهوال التي يتعرض لها الفلسطينيون فى قطاع غزة على أيدى الاحتلال الإسرائيلي، وقالت إن منظمات حقوق الإنسان تصف الوضع فى القطاع بأنه يزداد يأسا.
وقالت الصحيفة، إنه منذ شنت إسرائيل غزوها لغزة حولت عمليات القصف العسكري المدن إلى أرض قاحلة مليئة بالأنقاض، ونزح 90% من سكان غزة البالغ عددهم نحو 2.1 مليون نسمة مرة واحدة على الأقل.
واشارت الصحيفة إلى أن الوضع الإنساني المتدهور على نحو متزايد أثار موجة من الإدانة اللاذعة من جانب الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية.
ونقلت الصحيفة عن فادية ناصر، وهي أرملة لجأت إلى دير البلح في وسط غزة قولها إنها لم تقتات على شيء سوى شطيرة صغيرة من الأعشاب في وجبة الإفطار وطماطم تتقاسمها مع ابنتها في وجبة الغداء على مدى الأسابيع القليلة الماضية.
وعلى بعد أحد عشر ميلاً في مخيم في جنوب غزة، يقول سعيد لولو، الذي اعتاد إدارة كشك قهوة صغير في مدينة غزة، إنه يعاني من آلام بسبب مرض الكلى ولكنه لا يستطيع الوصول إلى المياه النظيفة التي يقول الأطباء إنه يجب أن يشربها لمنع حالته من التدهور.
وتقول الصحيفة إن الحرب في غزة تحرم الأطفال من آبائهم والآباء من أطفالهم، وتقوض النظام الطبيعى للأمور وتدمر الوحدة الأساسية للحياة فى غزة، كما تتسبب الحرب فى أعداد هائلة من الأيتام فى حالة من الفوضى، لا تستطيع أى وكالة أو جماعة إغاثة إحصاءها.
ونقلت الصحيفة عن عاملين في المجال الطبي قولهم إن الأطفال يُترَكون يتجولون في ممرات المستشفيات ويدافعون عن أنفسهم بعد أن يتم نقلهم إلى هناك وهم ملطخون بالدماء وحيدين، “طفل جريح، لا أسرة على قيد الحياة”، كما تصفهم بعض المستشفيات.
وباستخدام طريقة إحصائية مستمدة من تحليل حروب أخرى، يقدر خبراء الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 19 ألف طفل يعيشون الآن بعيدا عن والديهم، سواء مع أقاربهم أو مع مقدمي الرعاية الآخرين أو بمفردهم. لكن الرقم الحقيقي ربما يكون أعلى.
ويقول جوناثان كريكس، المتحدث باسم اليونيسف إن الحروب الأخرى لم تشهد هذا القدر من القصف وهذا القدر من النزوح في مثل هذا المكان الصغير والمزدحم، مع وجود نسبة عالية من الأطفال.
ورصدت الصحيفة تأثير حرب غزة على الآلاف من الأطفال الفلسطينيين الذين أصبحوا أيتاما بعد أن فقدوا آبائهم جراء العدوان الإسرائيلى المستمر منذ أكثر من عام على القطاع، وأشارت إلى تدخل أقارب هؤلاء الأطفال وموظفى المستشفيات والمتطوعين لرعايتهم، حيث تعرض بعضهم لإصابات بجروج وصدمات نفسية وتطاردهم ذكريات والديهم.
إهلاك اجيال
وقالت الواشنطن بوست إنه تم منع أكثر من 10 آلاف مريض يحتاجون إلى إجلاء طبي عاجل من مغادرة غزة منذ بداية الحرب، وكذلك صرّحت وزارة الصحة الفلسطينية إن ما يقرب من 1000 مسعف استشهدوا في غزة في العام الماضي فيما وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه خسارة لا يمكن تعويضها وضربة قوية للنظام الصحي.
وخلص التقرير إلى أن الهجمات على المرافق الطبية في غزة، خاصة تلك المخصصة لرعاية الأطفال وحديثي الولادة، أدت إلى معاناة لا تُحصى للمرضى الأطفال، بما في ذلك الأطفال حديثي الولادة.
وبمواصلتها لهذه الهجمات، انتهكت إسرائيل حق الأطفال في الحياة، وحرمتهم من الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية، وفرضت عمداً ظروفاً معيشية يقصد بها إهلاك أجيال من الأطفال الفلسطينيين.