النيكوتين في السجائر الإلكترونية شديد الضرر أيضاً
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
كان العلماء يعتقدون أن النيكوتين هو الأقل ضرراً في التبغ.
وتساءل خبراء عن ضرر النيكوتين، وإذا حجبت آثاره الضارة عمداً للتركيز على السموم الأخرى في السجائر، وإذا كانت السجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين خطيرة مثل السجائر العادية. المواد الضارة في السجائر تشمل المواد الضارة في السجائر البوتادين المستخدم في صناعة المطاط والذي يمكن أن يسبب بعض أنواع سرطان الدم، والكادميوم المستخدم في البطاريات والمسبب لسرطان الرئة، والكروم السادس المستخدم في صناعة الدهانات والأصباغ، والمسبب أيضاً لأورام الرئة، إلى جانب مواد كيميائية ضارة أخرى كثيرة، بعضها طبيعي في نبات التبغ، وبعضها يضاف أثناء التصنيع لتعزيز النكهة أو زيادة امتصاص الدخان في الرئتين.وكان الاعتقاد السائد أن النيكوتين هو الأقل ضرراً في السجائر، وأن دوره يقتصر على الإحساس بالنشوة.
ولكن بعد تزايد شعبية السجائر الإلكترونية، التي تمنح المستخدمين النيكوتين مثل التبغ، دون التعرض للمواد الكيميائية الأخرى، تساءل الباحثون عن أضراره. آثار ضارة يوجد النيكوتين بشكل طبيعي ولكن بكميات صغيرة في العديد من النباتات، مثل الطماطم والبطاطس والباذنجان. ورغم أنه يعمل على إطلاق رسائل كيميائية مثل الدوبامين المسؤول عن المتعة والسعادة إلى الدماغ، إلا أنه أيضاً يزيد معدل ضربات القلب، وضغط الدم، ويجعل الأوعية الدموية تنقبض، لأنه يؤدي إلى إطلاق هرمون الأدرينالين.
ويقول جون بريتون، أستاذ علم الأوبئة في جامعة نوتنغهام والرئيس السابق للمجموعة الاستشارية للتبغ بالكلية الملكية للأطباء، إن للنيكوتين تأثيرات فسيولوجية على الجسم، فهو يغير ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، وله تأثيرات مشابهة للكافيين.
كما أظهرت الدراسات أن النيكوتين في التبغ يجعل الشرايين أكثر صلابة، ما يقلل تدفق الدم ويزيد فرص الإصابة بأمراض القلب.
وأظهر بحث في مؤتمر جمعية القلب الأمريكية في أكتوبر(تشرين الأول) 2022 أن مدخني السجائر الإلكترونية الذين يتعرضون بانتظام للنيكوتين، كانوا أسوأ من غيرهم في اختبارات المشي المصممة للتنبؤ بخطر الإصابة بأمراض القلب.
علاوة على ما سبق، أشارت العديد من الدراسات المخبرية إلى صلة محتملة للنيكوتين ببعض أنواع السرطان، وفق ديلي ميل البريطانية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة النيكوتين السجائر الإلکترونیة فی السجائر
إقرأ أيضاً:
روسيا في سوريا... انتكاسة ومرونة استراتيجية أيضاً
اعتبر البعض في الغرب انهيار نظام بشار الأسد في سوريا، وقرار روسيا بالوقوف جانباً والسماح بحدوث ذلك، مؤشراً على التمدد الإمبراطوري المفرط لموسكو وتراجع نفوذها الإقليمي.
سقوط الأسد يمثل انتكاسة لروسيا، ولكنه أيضاً انعكاس لمرونة الكرملين
وحسب هذا التفكير من الواضح أن "العملية العسكرية الخاصة" الجارية التي يشنها الكرملين في أوكرانيا تضغط على الجيش الروسي إلى درجة جعلته عاجزاً عن وقف المد المتدحرج للمتمردين، فكان عاجزاً وغير راغب بدعم النظام أكثر من ذلك.
ورغم جاذبية هذه الرواية، دعا الباحث البارز في معهد الأمن القومي بجامعة ميسون جوشوا هيومينسكي المحللين الغربيين إلى الحذر من التركيز الكبير على فكرة أن روسيا كانت عاجزة عن المساعدة ومن عدم التركيز بشكل كاف على واقع بسيط مفاده أنها كانت غير راغبة بذلك.
وبحسب الكاتب فإن من المرجح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رأى في دعم روسيا للأسد ترتيباً منخفض الكلفة نسبياً وعالي التأثير، لكن مع تقدم المتمردين، خسر فائدته.
استخفاف بالدب الروسيوكتب هيومينسكي في موقع "بريكينغ ديفنس" أن الاستراتيجية تتلخص أساساً في المقايضات، وهنا يبدو أن موسكو اتخذت قراراً واضحاً بأن الفائدة المترتبة على مواصلة دعم نظام الأسد لم تكن تستحق الكلفة.
وشكل سقوط بشار الأسد انتكاسة لموسكو، فمنذ التدخل في سوريا سنة 2015، قدم الكرملين دعماً مالياً وسياسياً كبيراً للأسد، وهذا الاستثمار يعد صغيراً نسبياً عند تقييمه بالمقارنة مع الموارد التي ضختها أمريكا في المنطقة مثلاً، وبالمقابل اكتسب الكرملين موطئ قدم في الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط. وكانت قواعده البحرية في البلاد بمثابة محطة لإعادة التزود بالوقود في البحر المتوسط ونقطة انطلاق للعمليات في أفريقيا.
احتمالان متساويانوسارع البعض للإشارة إلى تأثير أوكرانيا على العمليات الروسية في سوريا، لكن بحسب الكاتب، يشكل هذا سوء فهم لدور موسكو في البلاد، الذي اقتصر إلى حد ما على توفير القوة الجوية والمستشارين، مع بعض المقاولين العسكريين من القطاع الخاص.
والسؤال هو هل كانت روسيا لتكون أكثر استعداداً لمواجهة تقدم المتمردين دون الحرب الأوكرانية؟ هذا محتمل بحسب الكاتب، لكن من المحتمل أيضاً أن النظام قد أصبح قضية خاسرة، فالسرعة التي انهار بها، تعكس ضعفاً عسكرياً وتنظيمياً وتكتيكياً كبيراً، وأي هجوم مضاد بالنيابة عن النظام سيكون باهظ الثمن مادياً وعسكرياً.
كما أثبت نظام الأسد لموسكو أنه شريك متقلب وصعب، إذ رفض التعامل مع المعارضة، جعل البلاد جزءاً من نفوذ إيران.
مصير القوات الروسيةويضيف الكاتب أنت الموقف الروسي الجديد في سوريا ما زال غير معروف، وتشير التقارير الأولية إلى أن القوات الروسية تعيد تموضعها داخل قاعدة حميميم الجوية وميناء طرطوس، وربما تخلي البلاد بالكامل.
ومن المرجح وفق الكاتب أن تلعب الكراهية المؤكدة تجاه روسيا بسبب قسوتها بالنيابة عن نظام الأسد، وتمكينه من البقاء في السلطة، دوراً في التطورات.
ومع ذلك، لا يوجد ما يضمن أن تسعى هيئة تحرير الشام إلى طرد القوات الروسية بشكل دائم من البلاد، بل قد تسعى إلى تحويل موسكو من خصم إلى مجرد طرف محايد.
انتكاسة ومرونة وبحسب الكاتب فإن تقاعس الكرملين عن دعم الأسد، يرسل رسالة إلى الأنظمة الأوتوقراطية في أفريقيا، بأن موسكو مستعدة لمواصلة دعم النظام طالما كان فائزاً وقادراً على الاحتفاظ بالسلطة ــ وراغباً بالاستماع إلى نصيحة الكرملين. وعندما يصبح النظام غير قادر على القيام بذلك، يتخذ الكرملين قراراً استراتيجياً ويغير مساره.ويختم الكاتب أن سقوط الأسد يمثل انتكاسة لروسيا، لكنه أيضاً انعكاس لمرونة الكرملين الاستراتيجية. والتركيز فقط على الانتكاسة وتفويت المرونة يخاطر بمفاجأة استراتيجية سواء في سوريا أو في أماكن أبعد.