«مجدلانى»: حوار وطنى برعاية مصر وحكومة وفاق فى القطاع 

 

واصلت أمس مصر جهودها لوقف الحرب فى قطاع غزة وأعلنت مصادر فلسطينية إن السلطة قررت تشكيل وفد يتجه إلى القاهرة، وأوضحت أن الوفد سيحمل مقترحات بأن ترعى مصر حواراً وطنياً فلسطينياً لدمج حركة حماس فى منظمة التحرير الفلسطينية، وتشكيل حكومة وفاق وطنى فلسطينية فى قطاع غزة وليس حكومة تكنوقراط، حسبما اقترحت المبادرة المصرية.

وسيرأس الوفد، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، وأضافت أن وفد السلطة الفلسطينية سيقدم اقتراحاً أيضاً بأن تتضمن حكومة الوفاق الوطنى مستقلين، ترشحهم الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة «حماس»، كما سيدعو إلى إطلاق برنامج لإعادة إعمار غزة، وعقد مؤتمر دولى لذلك، بعد تشكيل «حكومة الوفاق الوطنى» المقترحة.

كما تشمل المقترحات الفلسطينية التى يحملها وفد رام الله إلى القاهرة، إعادة بناء قوات الأمن الفلسطينية فى قطاع غزة. وقال مسئول فلسطينى رفيع، إن هذه المقترحات خاضعة للحوار مع مصر ومع حركة حماس.

وأوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلانى، الذى يشارك فى الوفد، إن حكومة الوفاق الوطنى أكثر قدرة على إدارة القطاع من حكومة الخبراء التى اقترحتها المبادرة المصرية، مشيراً إلى أن القوى السياسية أكثر قدرة على تولى ملفات قطاع غزة بعد الحرب المدمرة التى تشنها إسرائيل على القطاع،

وكشف مصدر مسئول من الفصائل الفلسطينية أهمية المبادرة المصرية، وأوضح طالباً عدم الكشف عن هويته أن القاهرة تبذل اقصى ما فى وسعها من خلال طرحها لعدد من المبادرات للمقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الصهيونى، مشيراً إلى أن المبادرة الأخيرة هى نتاج جهد مهم وجاد، ولا يزال النقاش جارياً حولها بشكل عميق. وقال المصدر عن أن المقترح المصرى تضمن هدنا مؤقتة تنتهى بوقف كامل لإطلاق النار فى القطاع.

وأوضح أن الفصائل الفلسطينية منفتحة على الدور المصرى وتقدر جهود القاهرة الساعية لوقف الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضى، والتى أسفرت عن ارتقاء وإصابة وفقد الآلاف من ابناء الشعب الفلسطينى صاحب الارض ونزوح مليون و900 الف من معظم مناطق القطاع.

ونفى المسئول الفلسطينى الأخبار التى تحدثت عن رفض حركتى حماس والجهاد للورقة المصرية.

وقدمت مصر اقتراحاً مبدئياً طموحاً يهدف لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس بوقف إطلاق النار والإفراج التدريجى عن الأسرى، فضلاً عن تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية مكونة من خبراء لإدارة غزة والضفة المحتلة.

وأكدت المصادر أن الاقتراح، الذى تم التوصل إليه بالتعاون مع قطر، وقدم إلى حماس وإسرائيل والولايات المتحدة والحكومات الأوروبية، لا يزال أولياً.

ولم ترد حماس رسمياً على الاقتراح، خاصة أنه لا يزال من غير الواضح إذا ما كانت ستوافق على التخلى عن السلطة بعد السيطرة على غزة لمدة 16 عاماً.

وأكد عزت الرشق، المسئول البارز فى الحركة، فى بيان له، أن حماس لن تتفاوض بدون الوقف الكامل لإطلاق النار.

قال مسئولون إسرائيليون لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، إن مجلس الحرب الإسرائيلى اجتمع لمناقشة الخطة المصرية المقترحة لإنهاء الحرب فى قطاع غزة، فى وقت أشار فيه مسئول أمريكى للصحيفة، إلى أن هناك خططاً أخرى على الطاولة أيضاً.

وأكدت «وول ستريت جورنال» أنها اطلعت على المقترح المصرى، ووصفته بأنه خطة السلام الأكثر شمولاً التى تم تقديمها للطرفين على مدار 11 أسبوعاً من الحرب، وأشارت إلى أنه «من المتوقع أن بعض النقاط فى الخطة لن تجد قبولاً من الجانبين.

يأتى ذلك فى الوقت الذى واصلت فيه عائلات الرهائن ضغوطها على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتوصل إلى اتفاق لإعادة أكثر من 100 رهينة إسرائيلى ما زالوا محتجزين فى غزة. وبينما تعهد نتنياهو بمواصلة الحرب خلال خطاب ألقاه فى البرلمان، قاطعه أقارب الرهائن وطالبوا بإعادتهم على الفور. وصرخوا قائلين «الآن! الآن!».

كما تجمع المتظاهرون بالقرب من مقر وزارة الحرب وسط تل أبيب قبل اجتماع مجلس الوزراء الحربى، حاملين لافتات تطالب «أطلقوا سراح رهائننا الآن- بأى ثمن!».

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: منظمة التحرير قطاع غزة السلطة الفلسطينية قوات الأمن الفلسطينية الفصائل الفلسطينية الشعب الفلسطيني فى قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

إسكات التاريخ.. القضية الفلسطينية في كتب التاريخ المدرسية المصرية

صدر عن جسور للترجمة والنشر في فبراير/شباط الجاري كتاب "إسكات التاريخ: القضية الفلسطينية في كتب التاريخ المدرسية المصرية" تأليف الدكتور عبد الفتاح ماضي أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإسكندرية.

ويتناول الكتاب حضور القضية الفلسطينية في كتب التاريخ المدرسية بالتعليم العام الرسمي في مصر على مدار ما يقرب من قرن من الزمان تقريبا، من أربعينيات القرن العشرين حتى مقررات العام الدراسي 2023/2024.

ويبحث المؤلف فيما طرأ على هذا الحضور من تغيرات عبر حقب زمنية مختلفة، وعلاقة هذه التحولات وارتباطها بالأحداث والتحولات التاريخية الكبرى في مصر، مثل إسقاط الملكية وقيام الجمهورية عام 1952، واتفاقية السلام التي أبرمها الرئيس الراحل أنور السادات مع الكيان الصهيوني عام 1979، وإنشاء مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية عام 1988.

‎وتضم المادة البحثية التي جرت دراستها أكثر من 70 كتابا مدرسياً، وعددا آخر من الكتب والوثائق المنشورة والمراجع ذات الصلة، فضلا عن عدة مقابلات مع عدد من مؤلفي الكتب المدرسية والخبراء والمسؤولين وأساتذة الجامعات التربويين.

ومما ينبغي ملاحظته أن الدراسات التاريخية عموما وتلك التي تتصل بالأطر الثقافية على وجه الخصوص تكتسب قيمة خاصة، كونها تعيد التاريخ الذي يتعرض لعمليات منظمة من النهب والتغيير والإزاحة والمحو والإخفاء والإسكات، وأكثر تاريخ تعرض لذلك في الواقع المعاصر هو التاريخ الفلسطيني، مقابل إثبات التاريخ الإسرائيلي.

الدكتور ماضي استعرض في كتابه 3 حالات مرت بها المصطلحات المتعلقة بماهية القضية الفلسطينية وطبيعتها بكتب التاريخ (الجزيرة)

وقد قسم المؤلف كتابه الواقع في 217 صفحة إلى 4 فصول جاءت بعد المقدمة، على النحو الآتي:

إعلان الفصل الأول: السياقات التاريخية والسياسية لكتب التاريخ

وفيه بحث الكاتب عن وجود القضية الفلسطينيّة في 3 حقب: حقبة ما قبل عام 1952، والحقبة الممتدة ما بين عام 1952 وحتى منتصف سبعينيات القرن الماضي، وأخيرًا الحقبة الممتدة ما بين نهايات سبعينيات القرن الماضي إلى نهاية عام 2024.

في حين جاء الفصل الثاني حاملا عنوان: الحضور الفلسطيني في كتب التاريخ

واستعرض فيه المؤلف مرحلتين مر بهما الحضور الفلسطيني في كتب التاريخ المصرية، وقد أطلق عليها مرحلة البداية والتوسع، ثمّ انتقل إلى استعراض المرحلة الثانية التي أسماها مرحلة الانحسار كمًا ونوعًا.

أما الفصل الثالث من الكتاب فجاء تحت عنوان: طبيعة القضية والمصطلحات المستخدمة في كتب التاريخ

وقد استعرض المؤلف في هذا الفصل 3 حالات مرت بها المصطلحات المتعلقة بماهية القضيّة الفلسطينيّة وطبيعتها في كتب التاريخ، حيث بدأت بكونها قضيّة تحرر وطني، ثم انكفأت المصطلحات والمفاهيم نحو القطرية أو الوطنيّة المصريّة، ليصل الأمر بعد ذلك إلى الحديث عن حل القضيّة حربًا أو سلمًا ثم انتهاج السلام العادل سبيلًا للحل.

ومما ذكره المؤلف بهذا الفصل أنّه بعد معاهدة السلام في اتفاقية كامب ديفيد في 17 سبتمبر/أيلول 1978، لم يستخدم كتاب "تاريخ مصر والعرب الحديث" مصطلحات مثل "الاستعمار الصهيوني" أو "الإرهاب الصهيوني" أو الإرهاب اليهودي" لكن وردت كلمة "إرهابيين وعبارة "الإرهابيين الصهيونيين" عند الحديث عن نسف فندق الملك داود بالقدس عام 1946 على يد يهود لإرهاب الانتداب البريطاني على فلسطين، وبدلاً من استخدام كلمة "العصابات اليهودية المسلحة" ظهرت عبارة "العناصر العسكرية اليهودية" عند الحديث عن حرب 1948.

ثمّ يؤكد المؤلف أنّه ابتداء من كتاب "التاريخ" للثانوية العام عام 2002، وحتى آخر كتاب صادر عام 2017- 2018، فإن حجم تناول حضور فلسطين والقضية الفلسطينية تقلّص وتبدّلت المفاهيم والمناهج في المقرّرات الدراسية في التعليم العام، مع التوسع في ذكر الحروب العربية الإسرائيلية، والتركيز على الدور المصري تحديداً.

إعلان ثمّ يأتي الفصل الرابع حاملًا عنوان: نتائج وملاحظات نهائية

وفيه يجيب المؤلف عن مجموعة من الأسئلة أهمها: من يضع كتب التاريخ المدرسية؟ ما الحاضر والمفقود من القضية من القضية الفلسطينية في كتب التاريخ؟ كيف تفسد السياسة كتب التاريخ؟ وما تداعيات التغافل عن سياقات تاريخية ودينية؟ وكيف تطورت كتب التاريخ عموما؟

المؤلف يخبرنا أن الأراضي التي اشتراها اليهود قبل انتفاضة 1936 لم تتخط 5% من الأراضي الفلسطينية (الجزيرة)

ويعتمد المؤلف في هذا الفصل مرجعية النقد المنهجي حيث يقدم عرضا تحليليا نقديا خلال الإجابات عن هذه الأسئلة الجوهرية.

وفي واقعنا خرافات كبيرة منتشرة حول قضية فلسطين من أكثرها اشتهارا أن الفلسطينيين باعوا أراضيهم لليهود، وأنهم تركوا منازلهم، والعجيب أن تجد مؤرخا مثل إيلان بابيه يفند هذه الخرافة بوضوح فيخبرنا أن الأراضي التي اشتراها اليهود قبل انتفاضة 1936، التي قام بها الفلسطينيون ضد الوجود الصهيوني وسلطة الانتداب البريطاني، لم تتخط 5% من الأراضي الفلسطينية، وتمت كلها في إطار تعايش كوزموبوليتاني اشتهرت به الدول العربية في تلك الفترة، قبل أن يتضح الهدف من الشراء الممنهج للأراضي، فصدر قرار بعد الانتفاضة بمنع بيع الأراضي إلى اليهود. أما باقي الأراضي، فلم يتخل عنها أهلها إلا بالترويع وارتكاب المجازر، وليس كما تروج خرافات إسرائيل أن الفلسطينيين تركوا الأرض ليفسحوا المجال لجيش الإنقاذ.

ومثل هذه الخرافات الكثير التي يسهل انتشارها مع تقليص القضية الفلسطينية في مناهج التعليم، ولذا فإن الكتاب يمثل مرجعا مهما للباحثين في صورة القضية الفلسطينية بالمناهج الدراسية، وللباحثين عن التحولات التي تطرأ على صورة القضية الفلسطينية في وعي الأجيال المتعاقبة، ودحض روايات الاحتلال من عقول الأجيال التي ينتظر أن تكون حاملة الأمانة والقضية.

مقالات مشابهة

  • «القومى للمرأة» بأسوان: توزيع 250 وجبة ضمن مبادرة «مطبخ المصرية»
  • ستنعقد قريباً .. من سيضم وفد لبنان إلى قمة القاهرة؟
  • خطّة مصرية فلسطينية لإدارة غزة وإعادة الإعمار بعد الحرب.. تعرّف عليها
  • ستنعقد قريباً.. من سيضم وفد لبنان إلى قمة القاهرة؟
  • فتح: الحكومة الإسرائيلية الحالية «حكومة حرب» تهدف لتصفية القضية الفلسطينية
  • تفاصيل الخطة العربية لإدارة غزة.. السلطة ستحكم القطاع (شاهد)
  • إعلام إسرائيلي: محادثات القاهرة لم تكن جيدة ونتنياهو يبحث استئناف الحرب
  • إسكات التاريخ.. القضية الفلسطينية في كتب التاريخ المدرسية المصرية
  • حركة فتح: سلاح حماس ليس هو المشكلة في قطاع غزة بل الاحتلال
  • ليبيا تشارك بـ«الدورة 102» لـ«منظمة العمل العربية» في القاهرة