يناقش سياسيون وعسكريون في منطقة الشرق الأوسط وفي أمريكا هذه الأيام قدرة المنطقة على احتمال أن تطول حرب غزة لأشهر قادمة كما أكدت حكومة الاحتلال الإسرائيلي أكثر من مرة وكما قال بشكل واضح وصريح رئيس أركان الحرب الإسرائيلي هرتسيليا هليفي: «إن الحرب ستطول أشهرا قادمة» في سياق حديثه حول أهداف الحرب وأكد «ليس من السهل تحقيق أهدافها.
من جانب آخر، فإن إسرائيل بدأت تجني بعض نتائج وحشيتها في غزة؛ حيث بدأت تتلقى الكثير من الأعمال الانتقامية في الخارج كما أكد وزير دفاع الكيان الصهيوني أمس حيث قال «إننا نتعرّض لأعمال انتقامية في كل من العراق واليمن وإيران». وإذا كانت هذه الدول في عداء دائم لإسرائيل فإن الأعمال الانتقامية قد وصلت إلى دول تقيم مع إسرائيل علاقات صداقة قوية مثل الهند؛ التي وقع فيها أمس انفجار بالقرب من السفارة الإسرائيلية.
على أن منطق الأشياء يؤكد أن مثل هذه الأعمال العدائية يمكن أن تزيد خلال المرحلة القادمة وتطال حلفاء إسرائيل وداعميها لاستمرار حربها، كما يتصاعد خطاب الكراهية ضد إسرائيل ليس بين المسلمين فقط ولكن بين الكثير من الشعوب العالمية التي رأت حجم الوحشية التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وضد الأطفال والنساء في غياب كل قيم الإنسانية التي تتشارك فيها الشعوب بغض النظر عن الأيديولوجيات.
وفي ضوء كل ذلك من الممكن أن يشهد الخطاب العالمي تحوُّلا جذريا في نظرته لهذه الحرب، كما أن الدول المتضررة اقتصاديا من الحرب قد تتحرك في اتجاهات مختلفة بما يحفظ مصالحها ويحمي أمنها.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
تراكم أخطاء إتفاقيات السلام … وثمارها المرة الحرب الحالية .. 2023 – 2025م .. وفي الحروب التي ستأتي !
تراكم أخطاء إتفاقيات السلام …
وثمارها المرة الحرب الحالية … 2023 – 2025م … وفي الحروب التي ستأتي !
إن هذه الحرب بكل فظاعاتها وإجرامها المرتكب من القوات المتمردة هي نتيجة حتمية للأخطاء التفاوضية الكارثية لكل إتفاقيات السلام منذ 1972م ، ومن هذه الأخطاء مثالا لا حصرا :
+ قبول التفاوض مع الحركات المتمردة.
+ دمج المتمرد في الجيش والأسوأ أن يكون ضابطا في الجيش ويتمرد ثم يعاد دمجه من جديد.
+ تعيين قيادات التمرد في المناصب القيادية في الدولة.
+ السكوت عن إنتزاع إقرار بتجريم استهداف الممتلكات العامة :
في كل الإتفاقيات سكت المفاوض الحكومي عن إنتزاع إقرار واعتذار من الحركات المتمردة عن إستهدافها وتخريبها للبنيات التحتية والممتلكات العامة وهذا التخريب للممتلكات العامة تحديدا ظل ممارسة كل الحركات المتمردة ، وليت الأمر توقف عند ذلك فقد وصل إلى أن يتحول المتمرد السابق إلى مفاوض حكومي في تمرد تال !
+ السكوت عن ترويج المتمرد السابق لسرديته الخاصة وتاريخه الشخصي الذي يسميه كفاحا ونضالا.
فبعد إنضمام المتمرد السابق لأجهزة الدولة تم السكوت عن قيام المتمردين السابقين بالترويج لقتالهم ضد الجيش السوداني باعتباره كفاح ونضال وإسباغ هالات البطولة على قياداتهم ما يعني تجريما ضمنيا للجيش السوداني وهضما لتضحيات ضباطه وجنوده.
كل هذه التفريطات شجعت التكاثر المتزايد للحركات حتى تضخمت أعداد الحركات المسلحة ووصلت العشرات وصارت بارعة في تكتيكات الإنشقاقات بحيث يتفاوض منها جزء وينضم لإجهزة الدولة بيننا يظل شقهم الآخر متمترسا في الميدان.
ولكل هذه الأخطاء المتراكمة لا ييأس التمرد الحالي 2023م – 2025م وداعميه من إرتكاب الجرائم والانتهاكات لأن لديهم سوابق لا يختلف عنها إلا باختلاف القوة والكم وجميعها تم السكوت عنها في مفاوضات السلام بل وتم لاحقا إصدار قرارات بالعفو أو إلغاء العقوبات عن مرتكبيها.
وحتى لا تتواصل دورات الحروب فلا مناص لكل الحركات المتمردة حاليا أو التي وصلت للمناصب من التبروء والإعتذار عن كل ما مارسته من استهداف للممتلكات العامة وتحريضها على الحصار الاقتصادي للسودان والمؤسسات السودانية مع تجريم استخدام مصصطلحات التهميش والعدالة والمساواة كمبررات لحمل السلاح.
#كمال_حامد ????