قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، إن الهجمات على السفن في البحر الأحمر بمثابة تذكير بأن الحرب بين إسرائيل وحماس قد يكون لها تداعيات عالمية على الطاقة. 

وقالت شركة بريتيش بتروليوم، إنها ستعيد توجيه ناقلات النفط مؤقتا من البحر الأحمر بسبب الهجمات على السفن.

وأضافت أنها ستعيد توجيه الناقلات مؤقتًا من رحلتها المعتادة عبر البحر الأحمر بسبب الهجمات التي يشنها المتمردون الحوثيون من اليمن المتعاطفون مع الفلسطينيين على السفن، وحتى الآن، فهي الطرف الوحيد في مجال الطاقة الذي يتخذ هذا الإجراء، بما في ذلك شركات الشحن، كما قامت أيضًا بتحويل الشحنات، والإبحار بها حول أفريقيا بدلًا من ذلك.

وأدت التوترات في البحر الأحمر إلى ارتفاع سعر خام برنت ومؤشر الغاز الطبيعي المتقلب في أوروبا TTF ، ومع ذلك، انخفضت أسعار الطاقة مرة أخرى يوم الثلاثاء، ربما لأن الولايات المتحدة قالت إن قوة بحرية متعددة الجنسيات ستحمي الشحنات التجارية في المنطقة.

ويعد البحر الأحمر شريانًا رئيسيًا لصادرات النفط والغاز الطبيعي. ووفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، شكلت شحنات الطاقة عبر هذا الطريق 12% من إجمالي تجارة النفط المنقولة بحرا في النصف الأول من عام 2023، و8% من التجارة العالمية في الغاز الطبيعي المسال. 

وجعلت الحرب الأوكرانية قناة السويس أكثر ازدحاما مما كانت عليه من قبل، حيث تدخل السفن البحر الأحمر من الشمال، وفي الفترة من يناير إلى نوفمبر، انتقل 4.72 مليون برميل من النفط يوميًا باتجاه الجنوب عبر القناة في المتوسط، بزيادة قدرها 46% عن نفس الفترة من عام 2022.

وارتفعت حركة المرور لأن شحنات النفط الروسية الخاضعة للعقوبات وجدت أسواقا جديدة. والسفن التي كانت تتجه تقليديا إلى أوروبا أو الولايات المتحدة تسافر الآن جنوبا عبر القناة إلى آسيا. 

وارتفعت واردات الهند من النفط الخام الروسي، بما في ذلك الخامات الكازاخستانية، إلى 1.63 مليون برميل يوميًا هذا العام مقارنة بـ 97300 فقط خلال الفترة نفسها من ما قبل الحرب عام 2021.

وإذا أصبح الطريق أكثر خطورة للتنقل فيه، فسيكون ذلك بمثابة أزمة لموسكو، ولكن أيضًا للاتحاد الأوروبي، وأصبحت أوروبا أكثر اعتمادا على واردات الغاز الطبيعي المسال من قطر، التي تمر عبر البحر الأحمر، لتحل محل تدفقات خطوط الأنابيب التي أوقفتها موسكو العام الماضي. كما أنها تستورد المزيد من وقود الديزل من الهند هذه الأيام. 

وقال مارك إسبوزيتو، محلل الأبحاث في شركة S&P Global: "إن التعطيل من شأنه أن يجبر السوق على التحول إلى طرق بديلة من شأنها تسهيل التدفقات ولكن بسعر أعلى ووقت رحلة أطول".

وقد يؤدي ارتفاع أسعار نقل النفط والغاز والسلع الأخرى المشحونة إلى وقف الاتجاه العالمي المتمثل في تهدئة التضخم الذي غذى الرهانات على تخفيضات أسعار الفائدة في الأسابيع الأخيرة. 

وأصبحت سفينة الحاويات التي علقت في قناة السويس في عام 2021 واحدة من أبرز حلقات مشاكل سلسلة التوريد التي أدت إلى ارتفاع التضخم بشكل غير متوقع خلال الوباء.

ومع ذلك، لا تزال معظم الشحنات تمر عبر قناة السويس كالمعتاد في الوقت الحالي، ولا يزال ضعف الطلب يشكل مصدر القلق الرئيسي في أسواق الطاقة. 

وأصبحت أسعار النفط والغاز الطبيعي أقل من المستوى الذي كانت عليه قبل أن تشن حماس هجومها على إسرائيل. 

وخفضت وكالة الطاقة الدولية مؤخرا توقعاتها للطلب على النفط للربع الرابع بنحو 400 ألف برميل يوميا. 

وأدى الطقس المعتدل على مستوى العالم إلى إبقاء الطلب على الغاز الطبيعي منخفضًا بشكل غير معتاد خلال هذا الوقت من العام. 

وستظل أسواق النفط متقلبة، خاصة إذا كانت هناك أي علامات على وجود مشاكل في مضيق هرمز، وهو الممر الرئيسي لشحنات الخام في الشرق الأوسط. 

وحتى الآن، لم تؤثر الحرب بين إسرائيل وحماس إلا على تدفقات السلع الأساسية محليًا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البحر الاحمر شركة بريتيش بتروليوم الغاز الطبيعي الغاز الطبیعی البحر الأحمر النفط والغاز

إقرأ أيضاً:

أستاذ قانون: أزمة البحر الأحمر كارثة كبيرة على التجارة العالمية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور أحمد سعيد، أستاذ القانون التجاري الدولي، وخبير التشريعات الاقتصادية، إن أزمة البحر الأحمر كارثة كبيرة على التجارة العالمية وعلى أفريقيا وآسيا وأوروبا، مؤكدًا أن التجارة العالمية تأثرت بأكثر من 2 إلى 3% في وقت يعاني فيه العالم من تضخم، وكان من المفترض وجود زيادة في الإنتاج وتسهيل الشحن ولا يوجد تكاليف إضافية ليصل المنتج إلى المستهلك بثمن أقل.

وأضاف "سعيد"، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "القاهرة الإخبارية"، أنه أصبح هناك خسائر ضخمة وبدأت السفن تتخذ طرقًا بديلة عبر رأس الرجاء الصالح وهو ما يزيد عدد أيام الشحن من 15 إلى 20 يوما، ما أحدث خللًا في سلاسل الإمداد، وبالتالي زيادة في ثمن المنتجات وزيادة معدل التضخم ولو كان هناك تصور أن التضخم في أوروبا وآسيا انخفض بدرجات أوسع بسبب الهدمات الإرهابية فقلل من تباطأ التضخم.

وأوضح أن شركات الشحن العالمية وشركات التأمينات لديها تأثيرات كبيرة بسبب السفن التي تم إغراقها والتي تم الاستيلاء عليها من قبل الجماعات الإرهابية، مشيرًا إلى زيادة التأمين على السفن لأكثر من 3 أضعاف.

مقالات مشابهة

  • وزير الطاقة التركي يبحث في بغداد التعاون بمجالي النفط والغاز
  • أسعار النفط ترتفع وسط تصاعد التوترات بين واشنطن والحوثيين
  • غرفة صناعة دمشق وريفها تعيد تشكيل عمل لجنة الطاقة والغاز الطبيعي
  • أزمة تجارية عالمية وشيكة مع إشعال أميركا الحرب ضد الحوثيين في باب المندب
  • الحوثيون يقولون أنهم هاجموا حاملة الطائرات الأمريكية التي انطلقت منها هجمات السبت
  • أستاذ اقتصاد: التصعيد العسكري في اليمن لن ينجح
  • واشنطن تتوعد الحوثيين بعد تكبدها خسائر فادحة جراء الهجمات على سفنها
  • البيت الأبيض: حان الوقت لإنهاء تهديدات الحوثيين للأمن الاقتصادي
  • أستاذ قانون: أزمة البحر الأحمر كارثة كبيرة على التجارة العالمية
  • ترامب يجتمع بشركات النفط الأمريكية وسط الحرب التجارية