أيام قليلة ويبدأ عام ميلادي جديد، يتمنى فيه الجميع تحقيق أحلامه وأمنياته، ويخطط العديد من الأفراد والعائلات لقضاء ليلة رأس السنة بشكل مميز؛ ليصنعوا ذكريات جديدة يظلوا يتذكرونها طوال شهور العام الجديد.

وتستعرض «الوطن» خطط بعض الشباب والعائلات للاحتفال بليلة رأس السنة، وجاءت كالتالي:

«التصوير مع شجرة الكريسماس أكتر حاجة بتحسسني بالسنة الجديدة»، بهذه الكلمات بدأت شريهان محمد، صاحبة الـ35 عامًا حديثها لـ«الوطن»، إذ تقرر هي وعائلتها الصغيرة، المكونة منها وزوجها وطفلتيها، الذهاب إلى أحد المولات الشهيرة للتجول والتسوق، ثم تناول عشاء مميز في أحد المطاعم، ومن ثم قضاء وقت ممتع في التصوير أمام شجرة الكريسماس التي تزين ساحة المول، لينتهي اليوم بالالتفاف حول شاشة التليفزيون ليلًا وتمني الأمنيات للعام الجديد سويًا.

دخول السينما ونزهات نيلية

ومع انتهاء العام، تنتظر العشرينية روان وصديقاتها الثلاث، نزول أفلام الكريسماس في السينمات للمفاضلة بينهما لقضاء سهرة ممتعة لا تخلو من ضحكاتهم والتحدث حول أحلامهم للعام الجديد: «دايمًا بندور على الأفلام الهندي الجيدة لأننا من عشاقها.. وناويين السنة دي ندخل فيلم شاروخان الجديد».

أما الأخوين محمد وسهيلة، فيفضلان قضاء ليلة رأس السنة، في نزهة نيلية مع شباب العائلة، إذ يتفقون على التجمع في أحد منازل العائلة لتناول الغداء سويًا، ثم النزول إلى كورنيش النيل لحضور إحدى الحفلات النيلية، حسب تعبير محمد لـ «الوطن»: «الخروجة بتكون بسيطة بس كلنا بنتبسط مع بعض وبتكون ذكرى حلوة بنفتكرها طول السنة».

لمة العائلة والتصوير بملابس بابا نويل 

«أحلى ليلة رأس سنة بقضيها مع ولادي وأحفادي.. وأمنيتي في السنة الجديدة أنهم يفضلوا متجمعين حواليا دايمًا»، بهذه الكلمات عبرت زينب محمد، صاحبة الـ 65 عامًا، عن سعادتها بليلة رأس السنة ولمة العائلة حول سفرة الغداء، وتصوير الأحفاد بملابس بابا نويل لينتهي اليوم بجلسة عائلية دافئة أمام شاشة التليفزيون لمشاهدة أحد أفلام الزمن الجميل، حسب وصفها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شجرة الكريسماس العام الجديد ليلة رأس السنة السينما رأس السنة

إقرأ أيضاً:

رحل الشاعر محمد المكي إبراهيم (1939-2024) الموت في زمن الشتات

(1)
في تقديمه لكتاب الدكتور حسن أبشر الطيب، إطلالة في عشق الوطن (أم درمان مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، 2001)، كتب محمد المكي إبراهيم عن جيل العطاء الذي ينتسب إليه عبر زميل دراسته بجامعة الخرطوم وصديق عمره حسن أبشر الطيب قائلاً: "ينتمي المؤلف إلى جيل الستينيات في السودان، هو جيل يجمع إلى الريادة الإبداعية المواكبة المستمرة والتجويد المتفوق والاطلاع الغزير... وهذا السفر الذي بين يدي القارئ الآن شاهد على صحة تلك المقولة، فها هي بين أيدينا ما يقرب من أربعين مقالة في مختلف شؤون الحياة والثقافة في السودان. تتناول فيما تتناول أعلامه الكبار: الطيب صالح، والمجذوب، وجمال محمد أحمد، والتجاني الماحي، ومحمد إبراهيم أبوسليم. كما تتناول أهل الفن والإبداع فيه: أحمد المصطفى، وعبد العزيز محمد داود، وليلى المغربي. إلى جانب أشهر آثاره الأدبية المعاصرة: "موسم الهجرة إلى الشمال"، و"غضبة الهبباي"، و"أمتي".

(2)
لكن يصف محمد المكي إبراهيم الوطن في بداية الألف الثالثة بأنه "يمر بأسوأ أيامه، وأشدها بؤساً وسوء حظ، وفي السنوات الأخيرة من القرن العشرين كانت قد اكتملت مسلسلة الخروج من السودان هرباً من العسف السياسي، والبؤس الاقتصادي، وغياب الحرية، وإظلام الحياة الفكرية وإجدابها. وكانت السلطة في بداية أمرها تريد إفراغ البلد من ذوي الفكر والرأي، فأفرطت في القسوة عليهم، حتى هجروا البلاد بالألوف، ثم توسعت حلقة الرعب وطالت من لا ينتمي لتلك الفئة من المواطنين، فأجفلت العصافير وخرج السودانيون بالملايين ما بين ناشد حرية، وطالب دنيا يصيبها، أو أمن يشتهيه.... وفي المنافي الاختيارية التي تقاطر عليها السودانيون تحول السودان في نفوس بنيه المهاجرين إلى ذكرى سيئة ومدعاة للحسرة واليأس والألم، فالأخبار التي تأتي من تلقائه لا تحمل إلى الجماعة المهاجرة سوى أنباء الفقد والفجيعة والتدني المستمر في نوعية الحياة، والتكرار المميت لكل أخطاء الماضي ورزاياه. وأمام أعينهم كانت سمعة السودان المشرقة تتحول إلى صيت سيء، وكان اسمه الشريف يتمرغ في الوحول."

(3)
الآن رحل محمد المكي إبراهيم إلى الدار الآخرة في يوم الأحد الموافق 29 سبتمبر/أيلول 2024 بقاهرة المعز وفي زمن شتات لم يشهد السودان له مثيلاً من قبل، وحال الوطن أسوأ مما كان عليه في بداية الالفية الثالثة، إذ حولَّت حرب الخامس عشر من أبريل 2023 واقع أهله إلى جحيم لا يطاق، بعد أن احتلت قوات الدعم السريع معظم مساكن المواطنين في العاصمة المثلثة وود مدني وغيرها من المدن، ونهبت مقتنياتهم الثمينة، وجعلت حواضن ذكرياتهم وتراثهم أثراً بعد عين، وأجبرتهم على الأمرَّين، إما النزوح إلى الولايات الآمنة في السودان، أو اللجوء إلى دول الجوار ومهاجر ذوي القربى. وعن تداعيات الحرب وتعقيدات استمراريتها، تصدق الحقيقة الذهبية التي طرحها الدكتور حسن أبشر الطيب: "إن المدفع لا يبنى بيتاً، ولا يشفي مريضاً، ولا يزرع حقلاً، ولا يحصد إلا دماراً. إن الأوطان تبنى بالمحبة والتعاطف، وبالاحترام المتبادل للرأي والرأي الآخر، وبالسعي الموصول لتعظيم عناصر الاتفاق، ونبذ مسببات الفرقة، وبالسمو فوق المنافع الذاتية الآنية إلى مصلحة الوطن، بالاحتفاء بكل المبدعين من أبناء الوطن في مختلف الميادين، تقديراً للعبقرية وتجسيداً للقدوة المتميزة، وبالانفتاح الذكي المتبصِّر على المعطيات والتجارب الإنسانية المعاصرة."  كما يصدق استفهام الشاعر محمد الحسن سالم (حميد) الاستنكاري، عندما انشد قائلاً: "أخــيــر كــرّاكــةً بـتـفــتـح حـفـيـر وتـراقـد الركام*** أم الدبابة البتكشح شخـيـر الـمـوت الزؤام؟ *** درب مـن دم مـاب يـودي حرِب سُبّه حرب حرام*** تـشـيـل وتـشـيـل مـابِ تـدِّي عُـقـب آخــرتا انهزام."

(4)
وعندما شعر حسن أبشر الطيب بتعاطف الحركة الديمقراطية السودانية المعارضة لنظام الإنقاذ آنذاك مع بعض أعمال الدمار والتخريب التي كانت تطال خط أنابيب تصدير النفط كتب مقالاً بعنوان: "هذا كلام أعوج"، ويتمثل اعوجاج ذلك في بُعد نجعته عن القيم العليا التي تطالب الساسة بالعمل من أجل إسعاد الناس أجمعين، ما دامت سعادة الناس تتجسَّد في الحفاظ على مصادر معاشهم اليومي وخروجهم من عنق زجاجة المعاناة؛ لأن تدميرها يعتبر طغياناً من السياسة على مقدرات الدولة الاقتصادية. فأي سياسي أو عسكري غير عاقل يدمِّر موارد أرزاق الناس ويشردهم من مساكنهم الآمنة، ثم يعدهم بالحكم المدني والديمقراطية، فأنه يضحك على عقولهم في صلف وكبرياء وعدم استحياء؛ لأن أولويات الحياة الأساسية تقوم على المسكن والمأكل والمشرب والحريات العامة، وما سواها أولويات كمالية مؤجلة لا يستقيم ميسمها إلا باستقامة مَيَاسِم الأولويات الأساسية.

(5)
إذاً يا سادتي دعونا نجمع القول: "أرضاً سلاح"؛ لأن إيقاف الحرب لا يعني إعفاء الذين ارتكبوا الجرائم والفظائع في حق الشعب المسكين من العقوبة؛ ولا يعني إشراك الذين كانوا سبباً في الحرب أن يكون جزءاً من الحل. لكن إيقاف الحرب يُسهم في إبقاء ما لم يُدمَّر من بنية البلاد التحتية، وفي الحافظ على الوطن من التقسيم وجعله نهباً لمصالح الدول الإقليمية والعالمية، وفي صون أرواح أبنائه وبناته الشرفاء الذين يحلمون بغدٍ أفضل. إيقاف الحرب، يا سادتي، يعني الحفاظ على مؤسسات الدولة، وإعادة احتكار العنف القانوني لجيش مهني واحد وقوات شرطة مؤهلة، ويعني التخلص من المليشيات المسلحة، والتواضع على نظام حكم يكون تداول السلطة فيه بطرق ديمقراطية سليمة. ولا يتحقق ذلك إلا بتوافق الصف الوطني. والشاهد في ذلك قول الرئيس الرواندي بول كاغامي (Paul Kagame)، الذي انتشل بلاده من ركام الحرب الأهلية الضروس والعداوات العرقية إلى البناء والإعمار، عندما صرّح قائلًا: "إنّ تقدم بلادنا سببه أنتم أيها الروانديون، وخاصة الشباب والنساء منكم، الذين أخذوا زمام المبادرة لتقرير مصير بلادهم من خلال روح العمل والابتكار والوطنية كمفتاح للرقي والتنمية [...] فليس ذلك بسبب وجود الفاتيكان، أو الكعبة، أو البيت الأبيض، أو الإليزيه، أو تاج محل" في بلادنا.
إنا نعلق الآمال على جيل يُشبه الجيل الذي غنى له محمد المكي إبراهيم، جيل "يعطي لهذا الشعب معني أن يعيش وينتصر، جيل يقرر "التاريخ والقيم الجديدة والسير"، جيل يصوغ "الدنيا وتركيب الحياة القادمة"، جيل مستميت على المبادئ مؤمنًا، ومشرئباً إلى "النجوم لينتقي صدر السماء". رحم الله شاعر جيل العطاء، الذي عاش بروح الجيل الذي ينشده ومات وفي قلبه شيء من حتى.

ahmedabushouk62@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • رابط التقييم والأداء الصفي والمنزلي لطلاب النقل بالعام الدراسي الجديد
  • المجلس الأعلى للجامعات يكشف عن خطط الأنشطة الطلابية بالعام الجديد
  • «مصر أكتوبر»: المصريون حائط الصد الأول ضد محاولات زعزعة استقرار الوطن
  • رحل الشاعر محمد المكي إبراهيم (1939-2024) الموت في زمن الشتات
  • القوات المسلحة تنشر أول برومو رسمي لذكرى النصر: المصريون أشجع المقاتلين (فيديو)
  • الاتحاد العام للمصريين في استراليا يحتفل بالمولد النبوي الشريف
  • هيئة مجلس الشورى تعقد اجتماعها الأول من أعمال السنة الأولى للدورة التاسعة
  • وزير التعليم يوجه بتطبيق أعمال السنة بمختلف مراحل النقل
  • خبير علاقات دولية: مخطط خبيث قديم يحاول نتنياهو تنفيذه
  • احتفال "ملكي قديم" بالطفل يامن أحدث متعافي في مستشفى 57357