علاء مصطفى يكتب: «التجربة الدنماركية» في التحول الرقمي
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
هل كان الفنان «عادل إمام» يعلم، وهو يبدع فى فيلمه الشهير «التجربة الدنماركية»، أن تلك الدنمارك ستصبح لديها تجربة حقيقية ملهمة فى مجال التحول الرقمى؟ لا أظن، ولكن يمكن الآن إلقاء الضوء على هذه التجربة.
المقال دعوة لاستعراض تجربة مميزة قامت بها الحكومة الدنماركية فى مارس 2021 لتأسيس شراكة من أجل مستقبل التطوير الرقمى فى الدنمارك وذلك لضمان تحقيق مصالح القطاعين الخاص والعام من تنفيذ الاستراتيجيات الرقمية الجديدة.
منذ بداية الألفية الجديدة، شهدت الدنمارك تحولاً رقمياً ملحوظاً، حيث أصبح المجتمع الدنماركى واحداً من أكثر المجتمعات اعتماداً على التقنيات الرقمية فى العالم. وقد تصدرت الحكومة الدنماركية مؤشر تطور الحكومة الإلكترونية فى إصدار الأمم المتحدة لعام 2022. ويستخدم معظم المواطنين والشركات فى الدنمارك القنوات الرقمية للتواصل مع القطاع العام، كما يعتمدون بشكل كبير على الخدمات الرقمية لرعاية الأطفال والرعاية الصحية وسداد المدفوعات وتسجيل الشركات. التطور الرقمى فى الدنمارك ليس وليد الصدفة ولكنه يقوم على خطط استراتيجية وتعاون قوى بين كافة الأطراف المعنية فى الصناعة، بالإضافة إلى دعم سياسى وشعبى قوى. فعلى سبيل المثال: نجد أنه فى مارس 2021، أنشأت الحكومة الدنماركية شراكة ثنائية لتطوير مستقبل التحول الرقمى فى الدنمارك، لضمان تحقيق مصالح القطاعين العام والخاص كنتيجة لتطبيق الاستراتيجية الوطنية الجديدة. شراكة تتألف من 28 عضواً من الشركات الدنماركية ومؤسسات الأبحاث والمجتمع المدنى والحكومة، تهدف إلى تقديم الرؤى والاستشارات للحكومة بشأن كيفية استثمار التقنيات الجديدة ونماذج التحول الرقمى المختلفة. وبعد ستة أشهر قدموا بالفعل ما يقرب من 46 توصية فى أكتوبر من العام نفسه، وكانت هذه التوصيات أساساً للاستراتيجية الرقمية الوطنية الأولى فى الدنمارك التى تشمل القطاعين الحكومى والخاص. فى رأيى أن المميز فى «التجربة الدنماركية» ليست الاستراتيجية فى حد ذاتها ولكن آلية الوصول لها وإشراك كافة اللاعبين الأساسيين وحالة الحراك المجتمعى التى صاحبتها. ويمكننا إبراز هذه المميزات فى النقاط التالية: • التعاون: حيث جمعت التجربة ممثلين من مختلف القطاعات، بما فى ذلك مجتمع الأعمال ومؤسسات المجتمع المدنى والمجتمع البحثى وممثلو الحكومة، لتحديد اتجاه التحول الرقمى فى الدنمارك. الأمر الذى يضمن أن الاستراتيجية شاملة وتأخذ فى الاعتبار وجهات النظر والاحتياجات المختلفة لكافة الأطراف المعنية.
• التوصيات المحددة: أسفرت الشراكة عن 46 توصية محددة ضمن 7 مجالات، التى تعتبر خارطة طريق واضحة للتحول الرقمى فى الدنمارك تساعد على تركيز الجهود والموارد فى نفس الاتجاه دون تشتيت. • مواجهة التحديات الاجتماعية: حيث تناولت التوصيات المقدمة من الشراكة بعض أهم التحديات التى تواجه المجتمع الدنماركى، مثل التحول إلى الاقتصاد الأخضر وتعزيز المنافسة الدولية وتقليل الضغوط المستمرة على نظام الرعاية الاجتماعية وذلك بتوظيف إمكانات التحول الرقمى، بهدف تحسين حياة المواطنين ونمو الأعمال.
خلاصة القول، التحول الرقمى الناجح فى الدول ليس نتاج عقل واحد، بل هو نتاج عصف ذهنى مجتمعى، يجمع بين رؤى وأفكار مختلفة، من كافة الأطراف المعنية، لتحديد الأولويات، وتصميم استراتيجيات تحقق النجاح.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التجربة الدنماركية عادل إمام التحول الرقمى التحول الرقمى
إقرأ أيضاً:
الحكومة: الدين الخارجى فى الحدود الآمنة ونستهدف خفضه 2 مليار دولار سنويا
قال الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء،أثر سعر الفائدة سيستمر لجزء كبير من العام المالى القادم.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولى خلال مؤتمر الحكومة الأسبوعى، أن لجنة الدين الخارجى لديها تصور كامل بشأن سقف الدين الخارجى.
النسب الآمنة
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولى أن الدين الخارجى كمكون من الناتج الإجمالى مازال فى النسب الآمنة.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولى أن الحكومة تستهدف خفض الدين الخارجى سنويا من لـ 1.5 لـ 2 مليار دولار سنويا.