الوطن:
2024-11-15@00:39:58 GMT

علاء مصطفى يكتب: «التجربة الدنماركية» في التحول الرقمي

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

علاء مصطفى يكتب: «التجربة الدنماركية» في التحول الرقمي

هل كان الفنان «عادل إمام» يعلم، وهو يبدع فى فيلمه الشهير «التجربة الدنماركية»، أن تلك الدنمارك ستصبح لديها تجربة حقيقية ملهمة فى مجال التحول الرقمى؟ لا أظن، ولكن يمكن الآن إلقاء الضوء على هذه التجربة.

المقال دعوة لاستعراض تجربة مميزة قامت بها الحكومة الدنماركية فى مارس 2021 لتأسيس شراكة من أجل مستقبل التطوير الرقمى فى الدنمارك وذلك لضمان تحقيق مصالح القطاعين الخاص والعام من تنفيذ الاستراتيجيات الرقمية الجديدة.

منذ بداية الألفية الجديدة، شهدت الدنمارك تحولاً رقمياً ملحوظاً، حيث أصبح المجتمع الدنماركى واحداً من أكثر المجتمعات اعتماداً على التقنيات الرقمية فى العالم. وقد تصدرت الحكومة الدنماركية مؤشر تطور الحكومة الإلكترونية فى إصدار الأمم المتحدة لعام 2022. ويستخدم معظم المواطنين والشركات فى الدنمارك القنوات الرقمية للتواصل مع القطاع العام، كما يعتمدون بشكل كبير على الخدمات الرقمية لرعاية الأطفال والرعاية الصحية وسداد المدفوعات وتسجيل الشركات. التطور الرقمى فى الدنمارك ليس وليد الصدفة ولكنه يقوم على خطط استراتيجية وتعاون قوى بين كافة الأطراف المعنية فى الصناعة، بالإضافة إلى دعم سياسى وشعبى قوى. فعلى سبيل المثال: نجد أنه فى مارس 2021، أنشأت الحكومة الدنماركية شراكة ثنائية لتطوير مستقبل التحول الرقمى فى الدنمارك، لضمان تحقيق مصالح القطاعين العام والخاص كنتيجة لتطبيق الاستراتيجية الوطنية الجديدة. شراكة تتألف من 28 عضواً من الشركات الدنماركية ومؤسسات الأبحاث والمجتمع المدنى والحكومة، تهدف إلى تقديم الرؤى والاستشارات للحكومة بشأن كيفية استثمار التقنيات الجديدة ونماذج التحول الرقمى المختلفة. وبعد ستة أشهر قدموا بالفعل ما يقرب من 46 توصية فى أكتوبر من العام نفسه، وكانت هذه التوصيات أساساً للاستراتيجية الرقمية الوطنية الأولى فى الدنمارك التى تشمل القطاعين الحكومى والخاص. فى رأيى أن المميز فى «التجربة الدنماركية» ليست الاستراتيجية فى حد ذاتها ولكن آلية الوصول لها وإشراك كافة اللاعبين الأساسيين وحالة الحراك المجتمعى التى صاحبتها. ويمكننا إبراز هذه المميزات فى النقاط التالية: • التعاون: حيث جمعت التجربة ممثلين من مختلف القطاعات، بما فى ذلك مجتمع الأعمال ومؤسسات المجتمع المدنى والمجتمع البحثى وممثلو الحكومة، لتحديد اتجاه التحول الرقمى فى الدنمارك. الأمر الذى يضمن أن الاستراتيجية شاملة وتأخذ فى الاعتبار وجهات النظر والاحتياجات المختلفة لكافة الأطراف المعنية.

• التوصيات المحددة: أسفرت الشراكة عن 46 توصية محددة ضمن 7 مجالات، التى تعتبر خارطة طريق واضحة للتحول الرقمى فى الدنمارك تساعد على تركيز الجهود والموارد فى نفس الاتجاه دون تشتيت. • مواجهة التحديات الاجتماعية: حيث تناولت التوصيات المقدمة من الشراكة بعض أهم التحديات التى تواجه المجتمع الدنماركى، مثل التحول إلى الاقتصاد الأخضر وتعزيز المنافسة الدولية وتقليل الضغوط المستمرة على نظام الرعاية الاجتماعية وذلك بتوظيف إمكانات التحول الرقمى، بهدف تحسين حياة المواطنين ونمو الأعمال.

خلاصة القول، التحول الرقمى الناجح فى الدول ليس نتاج عقل واحد، بل هو نتاج عصف ذهنى مجتمعى، يجمع بين رؤى وأفكار مختلفة، من كافة الأطراف المعنية، لتحديد الأولويات، وتصميم استراتيجيات تحقق النجاح.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التجربة الدنماركية عادل إمام التحول الرقمى التحول الرقمى

إقرأ أيضاً:

مؤمن الجندي يكتب: كأس مها سلامة

في رحلة الحياة، نقف أحيانًا أمام لقطات تحكي قصصًا أعمق من الكلمات، تحمل في تفاصيلها أسرارًا من الحب الخفي والدعم الصامت، وتبوح بأسرار قلوب كانت تُبنى في الظل، وتُروى بالدموع والأمل.. هناك في الزحام، تظهر صورة؛ ليست مجرد انعكاس على ورق، بل مرآة لعلاقة خُلقت من صبر امرأة وقوة عزيمتها، ومن عزف قلب ابن يسير بخطىً متعبة نحو حلمه، إنها ليست مجرد أم وابنها؛ بل حكاية عن ميثاق غير مرئي! رُسمت حدوده بالإيمان، وتلونت ملامحه بالحنان.

مؤمن الجندي يكتب: ولي العهد والنيل الذي لا يجف أبدًا مؤمن الجندي يكتب: نشر الغسيل بالمقلوب

في عالم كرة القدم، تُعَد كل لحظة نجاح أو إنجاز تتويجًا لرحلة شاقة من الكفاح والدعم اللامتناهي، ووراء كل لاعب يقف أشخاص ساهموا في تكوينه، ودعموه في كل خطوة، ليصل إلى تلك اللحظات المشرفة، ويأتي دور الأم ليكون هو الأعظم والأكثر تأثيرًا.. إنها قصة تُروى بين مصطفى شوبير، حارس مرمى الأهلي المتألق، ووالدته التي لم تكن مجرد متفرجة على طريقه، بل كانت رفيقة وداعمة وصديقة حقيقية.

تحمل صورة مصطفى شوبير ووالدته بعد حصوله على جائزة أفضل حارس مرمى في مصر من "دير جيست" تفاصيل أكثر من مجرد لقطة عابرة؛ فهي شهادة حب وتضحية ووفاء بين الأم وابنها، وقفت والدته معه في كل لحظة، تتقاسم معه الفرح والخوف، النجاح والخذلان، كانت معه عند أول خطواته في عالم كرة القدم، تحثه وتشجعه، وتُعلمه أن طريق النجاح ليس سهلًا، لكنه يستحق الجهد والمثابرة.

في تلك الصورة تتجلى ملامح فخرها بثمرة تعبها وصبرها، نظرتها إليه تُخبره بوضوح أنها كانت تؤمن به منذ اللحظة الأولى، حتى وإن شك الآخرون في قدراته! حملها لكأس الجائزة وكأنها هي المنتصر الحقيقي يُظهر الحقيقة -الأم هي الداعم الأكبر-، ولم يكن دعمها له مقتصرًا على تشجيعه على تحقيق أهدافه الرياضية فحسب، بل كانت له سندًا نفسيًا، وصوتًا داخليًا يدعوه للمواصلة، ويخبره أن الإصرار هو ما يصنع الأبطال.

والدة شوبير تحمل كأس الجائزة بكل فخر

لم تكن "مها سلامة" الأم مجرد مشجعة من بعيد، بل كانت حاضرة في كل مباراة مهمة، في كل تدريب، وربما حتى في كل خيبة أمل، لتكون له عونًا ومرشدًا، وقفت بجواره في لحظات انكساره، تعلمه أن الهزيمة ليست نهاية الطريق، بل خطوة في مسار النجاح، هذا الدعم لم يكن له قيمة مادية، بل كان يمثل عمق الحب والعطاء، فكلما واجه مصطفى شوبير تحديات جديدة.

لقراءة مقالات الكاتب مؤمن الجندي بالكامل اضغط هنا

بعيدًا عن حصول مصطفى شوبير على جائزة أفضل حارس مرمى في مصر، فإن الجائزة الأكبر هي رضا والدته عنه وأن الرحلة التي قطعها مع والدته لم تذهب سدى.. إنها جائزة للعلاقة الوطيدة التي جمعت بينهما، وللمثابرة التي زرعتها فيه، في كل مرة يرفع فيها الكأس أو يتوج بإنجاز جديد، يكون ذلك تتويجًا لحب وتضحيات والدته، وإثباتًا أن دعم الأهل هو أساس النجاح.

ففي هذه الرحلة، لم يكن مصطفى شوبير مجرد لاعب موهوب؛ بل تعرض لضغوطات لا يتحملها أحد في بدايته فقط لأنه ابن أحمد شوبير حارس الأهلي العملاق، شوبير الصغير كان نموذجًا للابن المحب والوفي، الذي لم ينسَ فضل والده ووالدته في كل لحظة نجاح، ولا يزال يحتفظ بتلك اللحظة التي التقطت فيها تلك الصورة، ليبقى أثرها محفورًا في ذاكرته كدليل على أن النجاح الحقيقي يبدأ من البيت، ومن حضن الأم ودعم الأب.

مؤمن الجندي يكتب: "الإرهاب والكباب" من أبوتريكة إلى أحمد.. الرسالة واحدة مؤمن الجندي يكتب: مُحلل خُلع

وفي الختام، "مها سلامة" رمزًا للأم التي تتسع قلبًا وروحًا، لا لابنها وحده، بل لكل من سار معه في دروب الملعب، كأم حاضرة بحبها لكل لاعب يرتدي القميص الأحمر، تكون والدة شوبير صورة للتضحية والإيثار، متمثلة في تلك اليد التي تمتد بالدعم والنصح، وتلك الابتسامة التي تحتضنهم كأبنائها.. وهنا، يستحضرني طيف والدة الراحل محمد عبد الوهاب -رحمه الله-، نجم الأهلي الذي خطفه القدر مبكرًا، فكانت أمه حكاية أخرى من التضحية والحب، بين هؤلاء الأمهات وأبنائهن.. تمتد روابط غير مرئية، قادرة حقًا على أن تحوّل الملاعب إلى عائلة، تُرسم فيها حدود الانتماء بالدموع والصبر، ويبقى إرثهنّ خالدًا، يضيء طريق كل جيل جديد يسعى للنجاح والوفاء.. إلى أمي وأم شوبير وكل أم شكرًا من هنا لنهاية العمر!

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

مقالات مشابهة

  • "التحول الرقمي".. ندوة بكلية التربية للطفولة المبكرة بجامعة الفيوم
  • "التحول الرقمي" ندوة بكلية التربية للطفولة المبكرة بجامعة الفيوم
  • ملتقى "التحول الرقمي" يبحث أدوات التكنولوجيا الحديثة وكيفية استخدامها
  • جامعة الفيوم تنظم ندوة "التحول الرقمي" بكلية التربية للطفولة المبكرة
  • التحول الرقمي.. مفتاح المستقبل وأهميته في عصر التكنولوجيا
  • "مبادرة التحول الرقمي" ندوة بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة الفيوم
  • مبادرة التحول الرقمي فى ندوة بكلية الخدمة الاجتماعية بالفيوم
  • أحمد الشيخ يكتب: لا تحاكموا وسام شعيب.. حاكموا المجتمع
  • جامعة الفيوم: ندوة مبادرة التحول الرقمي بكلية الخدمة الاجتماعية
  • مؤمن الجندي يكتب: كأس مها سلامة