حالة من الامتعاض والاستياء انتابتني عندما هممت لإعداد كشف حصاد وزارة التربية والتعليم خلال عام 2023، لم أجد حدثًا بارزًا أو شرارة واحدة تعلن عن إنجاز جديد في ملف يمس أكثر من 25 مليون طالب وأسرهم.
لا جديد يذكر يمكن أن نعدّه حدثًا بارزًا في عام 2023 يخص تطوير العملية التعليمية، بعد اشتعاله طوال السنوات الماضية بقرارات شجاعة تصنع ثورة حقيقية في التعليم المصري، سواء اختلفنا أو اتفقنا معها، إلا أنه كان ملفًا ساخنًا تتناوله جميع البيوت المصرية، وتشارك فيه.
لقد تجمد ملف تطوير التعليم في عهد الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بعد أن أدخله الثلاجة منذ توليه الحقيبة، وظلت آثار خطة التطوير التي بدأها الدكتور طارق شوقي تقاوم للبقاء على قيد الحياة، فاستمر قطار نظام التعليم الجديد في خط السير المرسوم له مسبقًا، واستمر وضع المناهج الجديدة مع تغيير الأيدلوجية التي قد تحدث خللًا في الترابط المعرفي، واستمر خط سير المدارس الجديدة مثل: المدارس المصرية اليابانية، والتكنولوجيا التطبيقية في التعليم الفني.
أما إدخال التكنولوجيا في التعليم خاصة مرحلة التعليم الثانوي فقد أصابه حالة من الإهمال الواضح، لم يعد الاهتمام بالتابلت المدرسي كما كان، وتوقف تحديث المنصات التعليمية الإلكترونية وإن كانت تدخل في تصريحات مستمرة يرددها وزير التربية والتعليم الحالي دائمًا، لكن الوضع يختلف تمامًا على أرض الواقع.
حتى مشاعر أولياء الأمور التي كانت تتفاعل دائمًا مع كل قرار أو تصريح يتحدث عن تطوير العملية التعليمية تجمدت هي الأخرى، وتوغل اليأس والإحباط داخل نفوسهم، وكأنهم استشعروا عدم الجدوى من أي شيء، فآثروا الصمت العاجز قليل الحيلة.
مع بداية عام جديد 2024، نتمنى أن يخرج ملف تطوير التعليم قبل الجامعي من مرقده في الثلاجة، وتعود له شرارته الأولى ليدق جميع البيوت مرة أخرى، ونتناقش حول المشكلات بشكل واقعي من جديد لنشرع في وضع آليات العلاج؛ لأنه دون الاعتراف بالخلل الواقع في المنظومة سنظل ندفن رؤوسنا في الرمال ليدهسنا الجميع.
نتمنى إحداث تطوير جذري وحقيقي في التعليم حتى ننشئ أجيالًا قادرة على التفكير العلمي، وحل المشكلات، وخلق أفكارًا جديدة خارج الصندوق، تتواكب مع بناء الجمهورية الجديدة وفلسفة بناء الإنسان.
نأمل أن يستفيق القائمون على التعليم قبل الجامعي قبل فوات الأوان، ويعترفون بمشكلات طلاب المدارس الحقيقية، ويتسلحون بشجاعة المواجهة ويضعون خطة تنفيذ واستراتيجية متابعة، ولا نكتفي بمجرد كلمات معسولة ومسكنات موضعية لنعطي شعورًا وهميًا بالإنجاز.
فالحقيقة أن أغلب مشكلات التعليم في تفاقم مستمر، مثل: الكثافة الطلابية، وعجز عدد المعلمين، وعزوف الطلاب عن المدارس، والشرح التقليدي، وتلقين المناهج، والغش التقليدي والإلكتروني، والدروس الخصوصية، والامتحانات النمطية، وطرق التقويم التي لا تقيس المهارات الحقيقية.
إن أشد ما أخشاه أن يعود قطار تطوير التعليم إلى الخلف تدريجيًا، حتى نستيقظ ذات صباح نجد أنفسنا انخرطنا في أجيال نمطية متشابهة تخشى التغيير وتهاب المواجهة، ونصبح مجتمعًا هشًا لا يملك شجاعة الإبداع.. فالعلم هو أقوى سلاح تتحصن به الأمم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التعليم التربية والتعليم وزارة التربية والتعليم العملية التعليمية تطوير التعليم رضا حجازي تطویر التعلیم فی التعلیم
إقرأ أيضاً:
المكسيك.. إجراءات لافتة لمكافحة «السمنة» عند الأطفال
في محاولة من البلاد للتصدي لواحدة من أسوأ حالات انتشار السمنة والسكري في العالم، وفي الوقت الذي تكافح فيه الحكومات للحد من “وباء السمنة العالمي”، أعلنت السلطات في المكسيك عن إجراء “غريب” في المدارس.
ووفق السلطات، “تم حظر بيع الوجبات السريعة في المدارس في جميع أنحاء المكسيك حيز التنفيذ”.
وبحسب القرار، “تستهدف الإرشادات الصحية، بشكل مباشر المنتجات المصنعة المملحة والمحلاة التي أصبحت جزءا أساسيا من حياة أجيال من الأطفال المكسيكيين، مثل المشروبات السكرية من عصائر الفواكه، ورقائق البطاطس المعبأة، وشرائح لحم الخنزير الاصطناعية، والفول السوداني المغلف بالصويا بنكهة الفلفل الحار”.
ووفق القرار، “بموجب النظام الجديد في المكسيك، يجب على المدارس الاستغناء عن أي طعام أو شراب يظهر عليه حتى شعار تحذير واحد يشير إلى أنه يحتوي على نسبة عالية من الملح أو السكر أو السعرات الحرارية أو الدهون”.
وأعلنت وزارة التربية المكسيكية على منصة “إكس”، عن تطبيق القانون قائلة: “وداعا للوجبات السريعة!”، وشجعت الأباء على “دعم الحملة الحكومية من خلال طهي وجبات صحية لأطفالهم”.
وبحسب وكالة “اسوشيتد برس”، “يجري مراقبة محاولة المكسيك الطموحة لإعادة تشكيل ثقافتها الغذائية وإعادة برمجة الجيل القادم من المستهلكين عن كثب في جميع أنحاء العالم”.