بوابة الوفد:
2025-02-23@06:11:37 GMT

تطوير التعليم في الثلاجة

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

حالة من الامتعاض والاستياء انتابتني عندما هممت لإعداد كشف حصاد وزارة التربية والتعليم خلال عام 2023، لم أجد حدثًا بارزًا أو شرارة واحدة تعلن عن إنجاز جديد في ملف يمس أكثر من 25 مليون طالب وأسرهم. 

لا جديد يذكر يمكن أن نعدّه حدثًا بارزًا في عام 2023 يخص تطوير العملية التعليمية، بعد اشتعاله طوال السنوات الماضية بقرارات شجاعة تصنع ثورة حقيقية في التعليم المصري، سواء اختلفنا أو اتفقنا معها، إلا أنه كان ملفًا ساخنًا تتناوله جميع البيوت المصرية، وتشارك فيه.

 

لقد تجمد ملف تطوير التعليم في عهد الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بعد أن أدخله الثلاجة منذ توليه الحقيبة، وظلت آثار خطة التطوير التي بدأها الدكتور طارق شوقي تقاوم للبقاء على قيد الحياة، فاستمر قطار نظام التعليم الجديد في خط السير المرسوم له مسبقًا، واستمر وضع المناهج الجديدة مع تغيير الأيدلوجية التي قد تحدث خللًا في الترابط المعرفي، واستمر خط سير المدارس الجديدة مثل: المدارس المصرية اليابانية، والتكنولوجيا التطبيقية في التعليم الفني.

أما إدخال التكنولوجيا في التعليم خاصة مرحلة التعليم الثانوي فقد أصابه حالة من الإهمال الواضح، لم يعد الاهتمام بالتابلت المدرسي كما كان، وتوقف تحديث المنصات التعليمية الإلكترونية وإن كانت تدخل في تصريحات مستمرة يرددها وزير التربية والتعليم الحالي دائمًا، لكن الوضع يختلف تمامًا على أرض الواقع. 

حتى مشاعر أولياء الأمور التي كانت تتفاعل دائمًا مع كل قرار أو تصريح يتحدث عن تطوير العملية التعليمية تجمدت هي الأخرى، وتوغل اليأس والإحباط داخل نفوسهم، وكأنهم استشعروا عدم الجدوى من أي شيء، فآثروا الصمت العاجز قليل الحيلة. 

مع بداية عام جديد 2024، نتمنى أن يخرج ملف تطوير التعليم قبل الجامعي من مرقده في الثلاجة، وتعود له شرارته الأولى ليدق جميع البيوت مرة أخرى، ونتناقش حول المشكلات بشكل واقعي من جديد لنشرع في وضع آليات العلاج؛ لأنه دون الاعتراف بالخلل الواقع في المنظومة سنظل ندفن رؤوسنا في الرمال ليدهسنا الجميع.

نتمنى إحداث تطوير جذري وحقيقي في التعليم حتى ننشئ أجيالًا قادرة على التفكير العلمي، وحل المشكلات، وخلق أفكارًا جديدة خارج الصندوق، تتواكب مع بناء الجمهورية الجديدة وفلسفة بناء الإنسان. 

نأمل أن يستفيق القائمون على التعليم قبل الجامعي قبل فوات الأوان، ويعترفون بمشكلات طلاب المدارس الحقيقية، ويتسلحون بشجاعة المواجهة ويضعون خطة تنفيذ واستراتيجية متابعة، ولا نكتفي بمجرد كلمات معسولة ومسكنات موضعية لنعطي شعورًا وهميًا بالإنجاز. 

فالحقيقة أن أغلب مشكلات التعليم في تفاقم مستمر، مثل: الكثافة الطلابية، وعجز عدد المعلمين، وعزوف الطلاب عن المدارس، والشرح التقليدي، وتلقين المناهج، والغش التقليدي والإلكتروني، والدروس الخصوصية، والامتحانات النمطية، وطرق التقويم التي لا تقيس المهارات الحقيقية. 

إن أشد ما أخشاه أن يعود قطار تطوير التعليم إلى الخلف تدريجيًا، حتى نستيقظ ذات صباح نجد أنفسنا انخرطنا في أجيال نمطية متشابهة تخشى التغيير وتهاب المواجهة، ونصبح مجتمعًا هشًا لا يملك شجاعة الإبداع.. فالعلم هو أقوى سلاح تتحصن به الأمم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التعليم التربية والتعليم وزارة التربية والتعليم العملية التعليمية تطوير التعليم رضا حجازي تطویر التعلیم فی التعلیم

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم: نسعى لتطبيق نموذج التوكاتسو في مختلف المدارس المصرية

شارك محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم، في احتفالية مرور 70 عامًا على التعاون التنموي بين مصر واليابان، وذلك بدار الأوبرا المصرية.

التعاون المصري الياباني في مجال التعليم

وفى كلمته خلال الاحتفالية، أكد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن التعاون المصري الياباني في مجال التعليم يُعد قصة نجاح مستمرة منذ سنوات، ويعكس رؤية القيادة السياسية في البلدين لتعزيز جودة التعليم وتنمية الموارد البشرية.

وأشار وزير التربية والتعليم إلى عودته اليوم من زيارته الرسمية لليابان استمرت سبعة أيام، عقد خلالها لقاءات مكثفة مع مختلف المسؤولين اليابانيين بهدف تعزيز الشراكة وتطوير منظومة التعليم المصري من خلال الاستفادة بالخبرات اليابانية.

وأضاف أن أبرز ما لفت انتباهه خلال زيارته لليابان هو التفاني والإخلاص الذي يظهره المعلمون اليابانيون في عملهم مع الطلاب، مشددًا على أن تطوير شخصية الطالب هو الأساس لأي نظام تعليمي ناجح.

وأكد الوزير أن الوزارة تسعى لتطبيق نموذج التوكاتسو في مختلف المدارس المصرية الحكومية بالتعاون مع الشركاء اليابانيين، نظرا لكونه يركز على بناء الشخصية وتنمية القيم القيادية لدى الطلاب.

مدارس التكنولوجيا التطبيقية

وأشار إلى نجاح نموذج مدارس التكنولوجيا التطبيقية، الذي تم إطلاقه منذ أربع إلى خمس سنوات، حيث أصبحت هذه المدارس نموذجًا رائدًا في التعليم الفني والتدريب المهني، مشيرا إلى أنه ركز خلال زيارته على تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص الياباني لتأسيس مدارس تكنولوجيا تطبيقية في مجالات متخصصة تواكب سوق العمل.

كما كشف الوزير عن خطة لتعزيز الشراكة مع الجانب الياباني في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك من خلال الاستفادة من الخبرات اليابانية في هذا المجال، مثمنا ما شهده خلال زيارته لمركز طوكيو لدعم التوحد واضطرابات النمو الشاملة (TOSCA)، حيث شهد البرامج المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة والتي تتضمن كيفية دمج الرعاية النفسية ضمن البرامج التعليمية ما يساهم في تحسين الأداء الدراسي وتعزيز صحة الطلاب النفسية، ودمجهم بشكل فعال في المجتمع.

العلاقة التاريخية بين مصر واليابان 

وفي ختام كلمته، أكد الوزير على أن مصر واليابان تمتلكان تاريخا عريقا وإرثا ثقافيا غنيا، ما يجعلهما شريكين مثاليين لنقل هذا النموذج التعليمي إلى إفريقيا والشرق الأوسط، مشيرا إلى التعاون خلال الفترة المقبل لعرض نموذج التعاون خلال مؤتمر تيكاد 9، قائلا: «إذا أردنا أن نصنع المستقبل، فعلينا أن نخطط له معا».

وفي كلمته، أعرب إيواي فوميو، سفير اليابان لدى مصر، عن سعادته بالاحتفال بالذكرى السبعين للعلاقات التنموية والتعاون الدائم بين اليابان ومصر والذي يمثل رمزًا عزيزًا على الصداقة الدائمة، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء يُعَد خطوة محورية في التعاون طويل الأمد الذي وضع أساس الشراكة التي يتم الاحتفال بها اليوم.

كما أعرب عن تقديره للجهود المبذولة في تعزيز التعاون والشراكة بين مصر واليابان، مشيرًا إلى أن احتفال اليوم يعكس العلاقات الماضية والحالية والمستقبلية بين البلدين.

وأشاد السفير بالنمو الاقتصادي الذي شهدته مصر، معربًا عن اعتزاز اليابان بهذا التقدم الذي تحقق، والتعاون والمشروعات التنموية المشتركة التي تساهم في إثراء حياة الشعب المصري الرائع، مثل افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي سيكون شاهدًا على الصداقة الدائمة بين البلدين، مضيفًا أن التعاون يمتد أيضًا إلى مشروعات تتعدى البنية التحتية مثل المشروعات التي تستهدف الاستدامة، ومن بينها الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا (E-JUST) التي تعد إحدى الجامعات البحثية الرائدة في أفريقيا، فضلًا عن تميز أساتذتها المصريين واليابانيين في تدريب الجيل القادم من العلماء وقادة الصناعة، ليس فقط في مصر، بل في جميع أنحاء المنطقة.

تعليم الطفولة المبكرة

وأضاف السفير الياباني أنه إدراكًا من اليابان لأهمية التعليم، فإن تعاون اليابان يمتد ليشمل جميع جوانب النظام الأكاديمي، من تعليم الطفولة المبكرة إلى الدراسات العليا، ليظل التعليم ركيزة أساسية في الشراكة مع مصر.

ومن جانبه، أكد كاتو كين، رئيس مكتب الوكالة اليابانية للتعاون الدولي جايكا في مصر، أن التعاون المصري الياباني في مجال التعليم شهد تقدمًا ملحوظًا، مشيرًا إلى أن الشراكة المصرية اليابانية في التعليم التي انطلقت عام 2016، تهدف إلى تنمية الموارد البشرية وتعزيز جودة التعليم.

وأوضح أن هذه المبادرة تضمنت إنشاء 55 مدرسة مصرية يابانية تعتمد على النموذج التعليمي الياباني، وهو ما أتاح لأكثر من 16 ألف طالب مصري فرصة الاستفادة من هذه التجربة المتميزة، كما ساهمت اليابان في دعم جامعة مصر اليابان للعلوم والتكنولوجيا (E-JUST)، التي أصبحت من أبرز المؤسسات الأكاديمية في مصر والمنطقة.

وأضاف أن اليابان تواصل تقديم برامج تدريبية متخصصة لدعم نظام التعليم العالي في مصر، من خلال إدخال أنظمة تعليمية حديثة تلبي احتياجات سوق العمل والصناعة، ما يعزز من قدرة الخريجين المصريين على المنافسة في بيئة العمل العالمية، مؤكدا أن هذه الجهود تعكس التزام اليابان بتطوير التعليم في مصر، باعتباره أحد الركائز الأساسية للتنمية المستدامة.

وقد تم خلال الافتتاحية عرض فيديو ترويجي عن التعاون التنموي بين اليابان ومصر على مدى 70 عامًا، كما قدم طلاب المدارس المصرية اليابانية عروضًا فنية، ومعرض للرسومات التي تعكس التعاون 70 عاما بين مصر واليابان.

وشهد الوزير محمد عبد اللطيف، خلال الفعالية، حلقة نقاشية تحت عنوان تمكين رأس المال البشري من أجل نمو مستدام، وتناولت تقديم الخبرات في كيفية الاستثمار في المشاريع المختلفة وأهمية الاستفادة من التعاون مع الجانب الياباني، في ظل العلاقات الاستراتيجية الوطيدة بين الجانبين.

وقدم الحضور التطور والتحديات التي واجهت الجامعة المصرية اليابانية وتحقيق المستهدف من الوصول للمراكز المتقدمة بين جامعات العالم سواء على المستوى المحلي والأفريقي والعالمي، وكذلك تم تقديم نظام التعليم الفني الياباني «كوزن» الجديد في مصر والذي يقدم نموذجا مختلفا عن نظام التعليم الفني، بما يوفر الفرصة لتأهيل خريجين لسوق العمل بكفاءة عالية.

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم: نسعى لتطبيق نموذج «التوكاتسو» في مختلف المدارس المصرية
  • وزير التعليم: نسعى لتطبيق نموذج التوكاتسو في مختلف المدارس المصرية
  • عمران القيب: تطوير التعليم الطبي والارتقاء به وفق المعايير الدولية
  • التعليم تعلن انتهاء العام الدراسي 2023-2024 في غزة
  • وزير التعليم يشارك في ندوة تفاعلية حول الشراكة التعليمية بين مصر واليابان
  • مدير تعليم القليوبية يشارك فى معرض التعليم الفني والتعليم المزدوج
  • وزير التعليم يلتقي الكوادر التعليمية اليابانية المرشحة للعمل في مصر
  • وزير التربية يلتقي الكوادر التعليمية اليابانية المرشحة للعمل في مصر
  • وزير التعليم يلتقي مسؤولي شركة "كاسيو" لبحث سبل تعزيز التعاون بالمشروعات التعليمية
  • وزير التعليم: نعمل على إدماج التقنيات الحديثة في المناهج التعليمية