زالوجني مستاء من عمل مكاتب التجنيد العسكري الأوكرانية
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
صرح القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، اليوم الثلاثاء، أنه غير راض عن عمل مكاتب التسجيل والتجنيد العسكرية الأوكرانية.
وقال زالوجني في مقطع فيديو مصور نشرته وزارة الدفاع الأوكرانية: "بالنسبة لعمل مركز التجنيد الإقليمي (مكاتب التسجيل والتجنيد العسكري في أوكرانيا)، فأنا بصراحة غير راض عن عملهم اليوم، ولو كنت راضيا عنه، لما كنا نناقش قضايا مشروع القانون (المتعلق بالتعبئة)".
ووفقًا لزالوجني، فإن العمل على تغيير رؤساء مكاتب التسجيل والتجنيد العسكري يجري حاليا. إقرأ المزيد
وأكد زالوجني في وقت سابق من اليوم، أن القيادة العسكرية لم تتقدم بطلب لتجنيد 500 ألف شخص كما صرح رئيس البلاد فلاديمير زيلينسكي سابقا.
وكان زيلينسكي قد تطرق لأول مرة في مؤتمر صحفي عقد في 19 ديسمبر إلى موضوع التعبئة الجديدة الواسعة النطاق بالأرقام، وقال إن هيئة الأركان العامة للقوات الأوكرانية اتصلت به لطلب تجنيد قوات كبيرة إضافية تعد 450-500 ألف شخص، مشيرا إلى أن التعبئة بهذا الشكل ستكلف أوكرانيا 500 مليار غريفنيا (13.4 مليار دولار).
وفي وقت لاحق، قال أمين مجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا، أليكسي دانيلوف، إن تعجنيد مثل هذا العدد من الأشخاص سيستغرق عاما على الأقل.
وقال زالوجني لقناة "رادا" الأوكرانية ردا على كلام زيلينسكي: "لم تتقدم القيادة العسكرية بأي طلب لأي أرقام أو ما شابه".
وفي الوقت نفسه، أوضح زالوجني أن القوات الأوكرانية لديها احتياجات معينة من الناس لتغطية النقص وتشكيل وحدات عسكرية جديدة، ورفض تسمية شخصيات محددة، مشيرا إلى أن هذا سر من أسرار الدولة.
وفي أوائل ديسمبر، أفاد موقع "سترانا"، نقلا عن مصدر في الدوائر السياسية المحلية، أن رئيس نظام كييف يريد إجراء انتخابات في البلاد، لكن لن يتم الإعلان عن ذلك حتى تكون هناك ضمانات بأن القائد الأعلى زالوجني لن يشارك فيها.
في الآونة الأخيرة، أشارت وسائل الإعلام الأوكرانية بشكل متزايد إلى اشتداد المواجهة بين زيلينسكي وزالوجني، وتسببت مقابلة القائد الأعلى مع مجلة "إيكونوميست" بضجة كبيرة، حيث ذكر أن القوات الأوكرانية وصلت إلى طريق مسدود، وأثار هذا التصريح انتقادات حادة من قبل رئيس الدولة الذي سارع إلى تفنيده.
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت صحف محلية العام الماضي أن زيلينسكي يريد إقالة زالوجني من منصب القائد الأعلى وتعيينه على رأس وزارة الدفاع، لأنه يعتبره منافسا في الانتخابات الرئاسية.
وفي مقابلة أجراها مؤخراً مع صحيفة "ذا صن" البريطانية، وصف زيلينسكي محاولات المؤسسة العسكرية للانخراط في السياسة بأنها خطأ فادح، واعتبرت وسائل الإعلام ذلك هجوما مباشرا على زالوجني واعترافا فعليا بنشوء صراع بينهما.
المصدر: نوفوستي+RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الحزب الديمقراطي الأزمة الأوكرانية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي كييف موسكو
إقرأ أيضاً:
الحرب الناعمة ومؤامرة تدمير الأجيال.. كيف تحصّن الدورات الصيفية الأجيال؟
في ظل التحديات الكبرى التي تواجه الأمة، تبرز الحرب الناعمة كأخطر أدوات الاستهداف التي تستخدمها قوى الاستكبار العالمي لإضعاف الشعوب والسيطرة عليها دون الحاجة إلى احتلال عسكري مباشر. هذه الحرب لا تعتمد على الدبابات والصواريخ، بل تسخّر الإعلام، التعليم، والثقافة لزعزعة الهوية الإيمانية، وإفساد القيم، وتشويه المفاهيم. وفي هذا السياق، جاءت كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي خلال افتتاح الدورات الصيفية لتضع النقاط على الحروف، كاشفةً أبعاد هذه المؤامرة، وموضحةً الدور المحوري للدورات الصيفية في تحصين الأجيال، وخلق وعي راسخ يحبط مخططات الأعداء.
الحرب الناعمة ليست مجرد دعاية مضللة أو حملات إعلامية عابرة، بل هي استراتيجية شاملة تستهدف الإنسان من خلال الثقافة، التعليم، الإعلام، التكنولوجيا، والفنون. وكما أكد السيد القائد، فإن هذه الحرب أخطر من القتل الجسدي؛ لأنها تقتل الإنسان من الداخل، وتسلبه هويته، وتحوله إلى تابعٍ ذليلٍ لجلاديه. الأعداء يدركون أن السيطرة على العقول تصنع أجيالًا مهزومة دون الحاجة إلى معارك عسكرية، وهو ما تسعى إليه أمريكا وإسرائيل عبر عملائهما في المنطقة.
أحد أخطر مظاهر الحرب الناعمة هو استهداف قطاع التعليم، حيث تسعى الأنظمة الموالية للهيمنة الغربية إلى تغيير المناهج الدراسية لتتناسب مع مشاريع الاحتلال الثقافي، فتُحذف منها القضايا الجوهرية كفلسطين، ويتم تشويه تاريخ الأمة، واستبدال المفاهيم الدينية والوطنية بأفكار تدعو إلى التبعية والانسلاخ عن الهوية. وكما أشار السيد القائد، فإن هذه السياسات ليست مجرد خيارات تعليمية، بل هي إملاءات مباشرة من الأمريكي والإسرائيلي تهدف إلى خلق أجيال ضعيفة، فاقدة للهوية، لا تعي المخاطر التي تحيط بها.
في مواجهة هذا الطوفان الجارف، تشكل الدورات الصيفية حصنًا منيعًا لحماية الأجيال من السقوط في فخاخ الحرب الناعمة. فهي ليست مجرد أنشطة ترفيهية، بل هي مشروع متكامل لتحصين الشباب بالوعي والبصيرة، وغرس القيم الإيمانية والأخلاقية، وتزويدهم بالمعرفة الحقيقية التي تمكنهم من مواجهة حملات التضليل والتشويه. وكما شدد السيد القائد، فإن هذه الدورات تمثل ركيزة أساسية في معركة الوعي، إذ تعزز روح العزة الإيمانية، وتغرس الإحساس بالمسؤولية، وتؤهل الأجيال لتكون جزءًا من مشروع النهوض والنهضة.
لا يمكن فصل الحرب الناعمة عن الدور الذي يلعبه الإعلام المضلل، حيث تعمل شبكات إعلامية كبرى، ممولة من قبل قوى الاستكبار، على الترويج للانحراف الأخلاقي، وتمييع القيم، وتصوير الاحتلال والعمالة على أنها تحضر وتمدن. وكما نبه السيد القائد، فإن هذه القنوات لا تدخر جهدًا في تشويه صورة المقاومة، وتقديمها على أنها إرهاب، بينما تسوّق الخضوع للعدو على أنه طريق السلام والاستقرار.
في ظل هذه المعركة الشرسة، يؤكد السيد القائد أن الحل يكمن في التمسك بالهوية الإيمانية، وتعزيز الوعي، والتحصن بالثقافة الإسلامية الأصيلة. فالمعركة اليوم ليست فقط مواجهة عسكرية، بل هي صراع بين مشروعين: مشروع الهيمنة والاستعباد، ومشروع الحرية والاستقلال. والتاريخ يشهد أن الأمم التي تدافع عن هويتها وقيمها تنتصر، مهما كانت قوة العدو.
الحرب الناعمة التي يقودها الأعداء ليست مجرد تهديد مؤقت، بل هي أخطر مشروع استعماري يستهدف تدمير الأجيال القادمة من خلال هجوم منهجي على هويتها، وعيها، وقيمها. وكما حذر السيد القائد، فإن هذه المواجهة تتطلب أكثر من مجرد رد فعل؛ بل هي معركة مفتوحة تتطلب وعيًا استثنائيًا، وتحصينًا مستمرًا ضد محاولات العدو لتشويه الفكر وزرع بذور الفتنة. وللوقوف أمام هذا المدّ، يجب تعزيز الدورات الصيفية كأداة محورية لبناء جيل متسلح بالعلم والإيمان، وتعزيز التعليم الواعي الذي يعيد صياغة المفاهيم، وتفعيل الإعلام المقاوم الذي يكشف الحقائق ويواجه كل محاولات التضليل. فبدون وعي راسخ، لا يمكن تحقيق النصر، وبدون صمود عظيم، لا يمكن استعادة الحرية، ولن يكون للأمة مستقبلٌ مشرق إلا إذا تمسكنا بجيل قادر على فهم عمق المعركة، ووعي حجم التحديات التي نواجهها.