«يهود من أجل الإنسانية».. حركات يهودية تتظاهر ضد الحرب على أهالي غزة: «يجب أن يتحرر الفلسطينيون»
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
منذ الأيام الأولى لحرب إسرائيل على غزة، التى أعقبت عملية طوفان الأقصى 7 أكتوبر الماضى، برزت المظاهرات والتحركات الاحتجاجية المنددة بالممارسات الإسرائيلية، التى نظمها يهود سواء فى الولايات المتحدة أو غيرها من العواصم الغربية، ومن بينها المظاهرات التى اتخذت شعار «ليس باسمنا» فى تأكيد على رغبتهم فى التنصل من الممارسات الإسرائيلية، وحرصهم على ألا يتم تلويث سمعتهم بها باعتبارهم يهوداً.
وعلى سبيل المثال؛ فقد نظم مئات المحتجين، كثير منهم من «جماعة الصوت اليهودى من أجل السلام»، احتجاجاً فى السابع من نوفمبر الماضى أمام تمثال الحرية فى نيويورك، مطالبين بوقف إطلاق النار فى الحرب بين إسرائيل وحماس فى قطاع غزة. وفى تسجيل مصور نُشر على وسائل التواصل الاجتماعى، تظهر حشود من النشطاء جالسين عند قاعدة التمثال وهم يهتفون: «لن يحدث هذا مرة أخرى لأحد، لن يحدث ذلك أبداً مرة أخرى الآن»، كما ارتدى الناشطون، ومعظمهم من الشباب، قمصاناً سوداء طُبعت عليها شعارات، من بينها «يهود يطالبون بوقف إطلاق النار الآن»، و«ليس باسمنا»، ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها «العالم كله يراقب» و«يجب أن يتحرر الفلسطينيون».
ونقل بيان عن أحد نشطاء منظمة «الصوت اليهودى من أجل السلام»، ويدعى جاى سابر، قوله إن «الكلمات الشهيرة لجدتنا اليهودية إيما لازاروس المنقوشة على هذا النصب، تجبرنا على العمل لدعم فلسطينيى غزة الذين يتطلعون إلى العيش أحراراً». وفى منتصف ديسمبر الجارى، نظمت جماعة يهودية تطالب بوقف إطلاق النار فى غزة احتجاجات فى 8 مدن أمريكية بالتزامن مع الليلة الثامنة من عيد «حانوكا» اليهودى، وعطلت حركة المرور فى ساعة الذروة فى شوارع وجسور مزدحمة فى واشنطن وفيلادلفيا، وذلك حسبما نقلت «سكاى نيوز عربية». وفى واشنطن، قالت جماعة «الصوت اليهودى من أجل السلام» إن نحو 90 متظاهراً أغلقوا الجسر المؤدى إلى جادة نيويورك فى الجزء الشمالى الغربى من العاصمة الأمريكية.
«محمود»: هناك تغير فى الموقف العالمى تجاه الصراع العربى - الإسرائيلىبدوره، أكد خالد محمود، المحلل السياسى والخبير فى الشئون الخارجية، لـ«الوطن»، أن هناك تغيراً فى الموقف العالمى تجاه الصراع العربى - الإسرائيلى، مشيراً إلى أنه بعد أن اعتدنا فى السنوات الماضية على سماع أصوات أكاديمية يهودية ينتقدون سياسات الاحتلال الإسرائيلى، لكن هذه المرة الأمر اختلف تماماً، فلم يعد الأمر مجرد توجه أكاديمى عند بعض الأكاديميين ذوى الضمير الحى، وإنما أصبحنا أمام جماهير وصلت إلى التظاهر بميدان نيويورك، واحتلال الكونجرس، حيث تم القبض على 400 شخص، بالإضافة لمظاهرات مُتعددة فى الشوارع ترفع شعار «ليس باسمنا»، وهى هبّة جماهيرية بالآلاف أو ربما مئات الآلاف.
ونتيجة لهذه الهبّة الجماهيرية، حسبما يضيف «محمود»: فقد اعتبرت الصحف الأمريكية أن هناك انشقاقاً حدث فى الرأى العام اليهودى. وهناك إحصائية أجرتها وكالة الأنباء اليهودية، وهى وكالة موالية لإسرائيل، قالت إن 25% من الأمريكيين اليهود وصفوا إسرائيل بأنها عنصرية، و34% شبهوا العنصرية الموجودة فى إسرائيل بالعنصرية التى مُورست ضد السود فى الولايات المتحدة والتى قامت ضدها حركة الحقوق المدنية، و20% ممن تم استطلاع آرائهم وصفوا ما تقوم به إسرائيل بـ«الإبادة الجماعية»، وكانت المفاجأة أن 9% اعتبروا أن إسرائيل لا حق لها فى الوجود، وهذا كلام ربما لا يستطيع أن يقوله عربى اليوم.
«فهمى»: منظمات يهودية بالخارج تقف ضد انتهاكات الكيان الصهيونىبدوره، أوضح د. طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية والخبير فى شئون الشرق الأوسط، أن هناك منظمات يهودية بالكامل تشكلت مثل منظمة «أصوات يهودية من أجل السلام»، ومنظمة أخرى اسمها «إذا لم يكن الآن فمتى؟»، وهى منظمات تعارض كل السياسات الإسرائيلية، وتلتحم أكثر بالآراء الليبرالية والمعتدلة التى تقف ضد الكيان الصهيونى.
وأضاف: لا بد أن نخاطب العالم ونقنعه بأن إنشاء إسرائيل بهذه الكيفية كان خطأً وانطوى على استعمار وطن وظلم شعب بأكمله وممارسة العنصرية والقهر والتعذيب ضده، وهذا يفرض علينا أيضاً أن نُقدم هذه القضية للعالم بوصفها حرباً وطنية وليست حرباً دينية كما تحاول الأصولية فى منطقتنا أن تفعل. وينبغى التأكيد هنا على أننا لا نريد قتل اليهود لكونهم يهوداً، وإنما نحن ضدهم حال كونهم صهاينة استعماريين، وبالعكس نحن مع اليهود التقدميين الذين يعارضون إسرائيل، ولا بد أن نتفاعل ونلتحم معهم ضدها، وينبغى التأكيد فى هذا السياق على أن فلسطين يجب أن يكون بلداً حراً ديمقراطياً.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية فلسطين إسرائيل من أجل السلام
إقرأ أيضاً:
أزمة غذاء في إسرائيل وتدهور الزراعة بسبب حرب غزة
كشف تقرير عن خسائر الأغذية في إسرائيل، فقدان ما يقرب من 2.87 مليون طن من الغذاء خلال عام 2023، بقيمة إجمالية بلغت 24.3 مليار شيكل «أي ما يعادل6.6 مليار دولار أمريكي» بسبب الحرب في غزة وتزايد الجوع في جميع أنحاء البلاد.
وأشار تقرير يستند إلى بيانات من المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي أوردته صحيفة «يدعوت أحرونوت» الإسرائيلية اليوم الإثنين إلى أن الحرب أضافت خسائر اقتصادية بلغت 1.6 مليار شيكل «أي ما يعادل 437 مليون دولار» خلال الأشهر التسعة الأولى من القتال، بما في ذلك ما يقرب «273 مليون دولار» من الخسائر الغذائية المباشرة، و «55 مليون دولار» من الأضرار البيئية، و «101 مليون دولار» من التكاليف الصحية بسبب زيادة انعدام الأمن الغذائي.
كما تضرر القطاع الزراعي في إسرائيل بشدة، حيث تقع 32٪ من الأراضي الزراعية في مناطق القتال في الجنوب والشمال، وأدى الانخفاض الحاد في عدد العمال الأجانب بنسبة تصل إلى 59٪ خلال الأشهر الأولى من الحرب إلى خسارة بلغت 251 ألف طن من المنتجات الزراعية، وهو ما يكفي من الغذاء لإطعام مئات الآلاف من الأسر خلال هذه الفترة الحرجة.
وأوضح التقرير أيضًا أن 1.5 مليون إسرائيلي يعانون حاليًا من انعدام الأمن الغذائي، ومن المتوقع أن يرتفع ذلك العدد بصورة حادة بسبب الوضع الأمني والاقتصادي الراهن.
ويتكبد الاقتصاد 5.5 مليار شيكل « أي ما يعادل 1.5 مليار دولار» سنويًا تكاليف رعاية صحية إضافية مرتبطة بسوء التغذية.
بينما نوه التقرير بأنه لا يزال ما يقرب من نصف إجمالي الأغذية المهدرة صالحًا للأكل وقابلًا للإنقاذ، ويمكن أن يُلبي احتياجات الأمن الغذائي لجميع المواطنين بشكل كامل، وخاصةً الفئات السكانية الضعيفة، مع تقليص الفجوات الاجتماعية الآخذة في الاتساع.
وقدر التقرير أن خسائر الغذاء تعادل نحو خُمس ميزانية الدفاع الإسرائيلية الموسعة، وأن تكلفة خسارة الغذاء تقع في النهاية على عاتق الجمهور، ما يزيد العبء المالي الذي تفاقم أصلًا بسبب الحرب.
ويؤكد التقرير على أهمية الأمن الغذائي في الأوقات العادية وفي حالات الطوارئ، تجدر الإشارة إلى أن واحد دولار أمريكي يساوي 3.66 شيكل إسرائيلي.
اقرأ أيضاًالنائب حازم الجندي: المظاهرات الحاشدة في جموع المحافظات تؤكد الرفض الشعبي للعدوان على غزة
بعد صلاة العيد.. مدينة السادات تتضامن مع غزة بحشد جماهيري ضخم
غزة تستقبل عيد الفطر بالقصف.. شهداء في غارات للاحتلال على مناطق متفرقة بالقطاع