منذ الأيام الأولى لحرب إسرائيل على غزة، التى أعقبت عملية طوفان الأقصى 7 أكتوبر الماضى، برزت المظاهرات والتحركات الاحتجاجية المنددة بالممارسات الإسرائيلية، التى نظمها يهود سواء فى الولايات المتحدة أو غيرها من العواصم الغربية، ومن بينها المظاهرات التى اتخذت شعار «ليس باسمنا» فى تأكيد على رغبتهم فى التنصل من الممارسات الإسرائيلية، وحرصهم على ألا يتم تلويث سمعتهم بها باعتبارهم يهوداً.

وعلى سبيل المثال؛ فقد نظم مئات المحتجين، كثير منهم من «جماعة الصوت اليهودى من أجل السلام»، احتجاجاً فى السابع من نوفمبر الماضى أمام تمثال الحرية فى نيويورك، مطالبين بوقف إطلاق النار فى الحرب بين إسرائيل وحماس فى قطاع غزة. وفى تسجيل مصور نُشر على وسائل التواصل الاجتماعى، تظهر حشود من النشطاء جالسين عند قاعدة التمثال وهم يهتفون: «لن يحدث هذا مرة أخرى لأحد، لن يحدث ذلك أبداً مرة أخرى الآن»، كما ارتدى الناشطون، ومعظمهم من الشباب، قمصاناً سوداء طُبعت عليها شعارات، من بينها «يهود يطالبون بوقف إطلاق النار الآن»، و«ليس باسمنا»، ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها «العالم كله يراقب» و«يجب أن يتحرر الفلسطينيون».

ونقل بيان عن أحد نشطاء منظمة «الصوت اليهودى من أجل السلام»، ويدعى جاى سابر، قوله إن «الكلمات الشهيرة لجدتنا اليهودية إيما لازاروس المنقوشة على هذا النصب، تجبرنا على العمل لدعم فلسطينيى غزة الذين يتطلعون إلى العيش أحراراً». وفى منتصف ديسمبر الجارى، نظمت جماعة يهودية تطالب بوقف إطلاق النار فى غزة احتجاجات فى 8 مدن أمريكية بالتزامن مع الليلة الثامنة من عيد «حانوكا» اليهودى، وعطلت حركة المرور فى ساعة الذروة فى شوارع وجسور مزدحمة فى واشنطن وفيلادلفيا، وذلك حسبما نقلت «سكاى نيوز عربية». وفى واشنطن، قالت جماعة «الصوت اليهودى من أجل السلام» إن نحو 90 متظاهراً أغلقوا الجسر المؤدى إلى جادة نيويورك فى الجزء الشمالى الغربى من العاصمة الأمريكية.

«محمود»: هناك تغير فى الموقف العالمى تجاه الصراع العربى - الإسرائيلى 

بدوره، أكد خالد محمود، المحلل السياسى والخبير فى الشئون الخارجية، لـ«الوطن»، أن هناك تغيراً فى الموقف العالمى تجاه الصراع العربى - الإسرائيلى، مشيراً إلى أنه بعد أن اعتدنا فى السنوات الماضية على سماع أصوات أكاديمية يهودية ينتقدون سياسات الاحتلال الإسرائيلى، لكن هذه المرة الأمر اختلف تماماً، فلم يعد الأمر مجرد توجه أكاديمى عند بعض الأكاديميين ذوى الضمير الحى، وإنما أصبحنا أمام جماهير وصلت إلى التظاهر بميدان نيويورك، واحتلال الكونجرس، حيث تم القبض على 400 شخص، بالإضافة لمظاهرات مُتعددة فى الشوارع ترفع شعار «ليس باسمنا»، وهى هبّة جماهيرية بالآلاف أو ربما مئات الآلاف.

ونتيجة لهذه الهبّة الجماهيرية، حسبما يضيف «محمود»: فقد اعتبرت الصحف الأمريكية أن هناك انشقاقاً حدث فى الرأى العام اليهودى. وهناك إحصائية أجرتها وكالة الأنباء اليهودية، وهى وكالة موالية لإسرائيل، قالت إن 25% من الأمريكيين اليهود وصفوا إسرائيل بأنها عنصرية، و34% شبهوا العنصرية الموجودة فى إسرائيل بالعنصرية التى مُورست ضد السود فى الولايات المتحدة والتى قامت ضدها حركة الحقوق المدنية، و20% ممن تم استطلاع آرائهم وصفوا ما تقوم به إسرائيل بـ«الإبادة الجماعية»، وكانت المفاجأة أن 9% اعتبروا أن إسرائيل لا حق لها فى الوجود، وهذا كلام ربما لا يستطيع أن يقوله عربى اليوم.

«فهمى»: منظمات يهودية بالخارج تقف ضد انتهاكات الكيان الصهيونى 

بدوره، أوضح د. طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية والخبير فى شئون الشرق الأوسط، أن هناك منظمات يهودية بالكامل تشكلت مثل منظمة «أصوات يهودية من أجل السلام»، ومنظمة أخرى اسمها «إذا لم يكن الآن فمتى؟»، وهى منظمات تعارض كل السياسات الإسرائيلية، وتلتحم أكثر بالآراء الليبرالية والمعتدلة التى تقف ضد الكيان الصهيونى.

وأضاف: لا بد أن نخاطب العالم ونقنعه بأن إنشاء إسرائيل بهذه الكيفية كان خطأً وانطوى على استعمار وطن وظلم شعب بأكمله وممارسة العنصرية والقهر والتعذيب ضده، وهذا يفرض علينا أيضاً أن نُقدم هذه القضية للعالم بوصفها حرباً وطنية وليست حرباً دينية كما تحاول الأصولية فى منطقتنا أن تفعل. وينبغى التأكيد هنا على أننا لا نريد قتل اليهود لكونهم يهوداً، وإنما نحن ضدهم حال كونهم صهاينة استعماريين، وبالعكس نحن مع اليهود التقدميين الذين يعارضون إسرائيل، ولا بد أن نتفاعل ونلتحم معهم ضدها، وينبغى التأكيد فى هذا السياق على أن فلسطين يجب أن يكون بلداً حراً ديمقراطياً.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية فلسطين إسرائيل من أجل السلام

إقرأ أيضاً:

مئات المسيحيين يتظاهرون فى دمشق.. رفض للطائفية ودعوة للوحدة الوطنية

شهدت العاصمة السورية دمشق، أمس، مظاهرات حاشدة شارك فيها مئات من المسيحيين احتجاجًا على حادثة حرق شجرة عيد الميلاد بالقرب من مدينة حماة، في مدينة السقيلبية ذات الغالبية المسيحية الأرثوذكسية. 

وأظهرت تقارير إعلامية أن الحادثة نُفذت على يد مسلحين من فصيل الأوزبك الأجنبي المنخرط في الصراع السوري منذ بداياته.

تفاصيل الحادثة

انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر مجموعة من الملثمين وهم يضرمون النار في شجرة الميلاد، في مشهد أثار غضبًا واسعًا. 

ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الحادثة وقعت تحت تهديد السلاح، بينما تمكنت فرق الإطفاء من إخماد النيران لاحقًا، وتمكنت القوات الأمنية من ملاحقة واعتقال المتورطين في الحادثة.

ردود الفعل الشعبية

خرجت مظاهرات في أحياء مسيحية عدة بدمشق مثل جرمانا، وكشكول، وباب توما، حمل خلالها المتظاهرون شعارات تدعو للوحدة الوطنية ونبذ الفتن الطائفية.

 كما طالبت المظاهرات القيادة العسكرية بالتنسيق مع لجان الأحياء لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث.

وفي السقيلبية، تجمع العشرات من الأهالي أمام مقر قيادة المنطقة، استنكارًا للتضييق على الطقوس الدينية والاعتداء على رموز الديانة المسيحية.

 ورفع المتظاهرون صلبانًا خشبية وعلم الحكومة الانتقالية الجديدة، مرددين هتافات تطالب بحقوق المسيحيين وتدعو إلى السلام.

موقف السلطة والمعارضة

في مقطع فيديو آخر، ظهر رجل دين يمثل هيئة تحرير الشام ليؤكد أن منفذي الحادثة ليسوا سوريين، متعهدًا بمعاقبتهم وإعادة ترميم الشجرة وإنارتها.

وفي سياق متصل، أشار المحلل السياسي السوري بسام أبوعدنان إلى أن سوريا عاشت 14 عامًا من الحرب التي غذت البعد الطائفي، حيث استغل النظام السوري الأقليات لتحصين نفسه من الأغلبية. 

وأوضح أن الحادثة تمثل نتيجة لتراكمات الحرب والصراعات الطائفية، لكنها تبقى فردية وتسعى السلطة لاحتوائها.

رسائل الوحدة الوطنية

رغم الفوضى الأمنية، أكد المتظاهرون رغبتهم في بناء وطن موحد يعمه السلام، بعيدًا عن الطائفية. 

وأشار أبوعدنان إلى أن الشعب السوري، بمختلف أطيافه، ملّ من الحرب ويطمح إلى حياة مستقرة، فيما تسعى السلطة لخلق نموذج لسوريا متماسكة ومسالمة.

مقالات مشابهة

  • أردوغان يهنيء يهود تركيا بعيد حانوكا
  • مع اقتراب 2025.. أمنيات السلام ووقف الحرب في السودان تراود المبدعين والرياضيين 
  • دبابات البابا
  • العميد فدوي: خلال السنوات القليلة القادمة لن يكون هناك كيان يسمى إسرائيل
  • فخ العسل والموت .. فى بلاط صاحبة الجلالة
  • "فخ العسل والموت".. حكايات نسائية فى بلاط صاحبة الجلالة
  • مئات المسيحيين يتظاهرون فى دمشق.. رفض للطائفية ودعوة للوحدة الوطنية
  • «نريد حياة لا موت».. كيف احتفل الفلسطينيون بعيد الميلاد؟
  • «عيد الميلاد».. شموع السلام تبحث عن الأمل (ملف خاص)
  • الإعلام الحكومي في غزة يدعو للضغط على إسرائيل لوقف سرقة المساعدات الإنسانية