صالون 03 الثقافى مفتاح الثقافة فى الإسكندرية
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
إن صناعة الوعى أصبحت ضرورة حتمية فى ظل بعض التحديات التى يواجهها المجتمع المصرى، وخاصة بعد أن انتشرت بعض الظواهر السلبية التى من شأنها تدمير كثير من الثوابت الأخلاقية والقيمية وتشويه هويتنا المصرية الأصيلة.
وأصبح البحث عن منابر الوعى الحقيقية لمواجهة هذه الظواهر، ضرورة حتمية للقيام بحركة تنويرية وتوعوية، وقد رأيت أن الصالونات الثقافية أصبحت واحدة من أهم هذه المنابر التى أصبح لها دور كبير فى لقاء أصحاب الاهتمامات المشتركة، ليناقشوا قضايا ذات اهتمام واحد، تتصل بالشأن العام أو الأحداث الطارئة.
وهنا أخص بالذكر صالون 03 الثقافى، هذا الصالون الذى ولد عملاقًا فى مدينة الإسكندرية، تلك المدينة الساحرة، مدينة الحضارة والثقافة والإبداع والتراث، بفكرة تولدت من ثلاثة من رواد العمل الاجتماعى والثقافى فى الإسكندرية الأستاذ محمد عقل والأستاذ خالد مصطفى والأستاذ حازم الجمال، وفى خلال شهور قليلة أصبح لصالون 03 الثقافى دور كبير فى نشر الفكر التنويرى، كما أصبح واحدًا من أهم مصادر الإشعاع الفكرى لصناعة الوعى الثقافى بالمجتمع المصري
وقد تشرفت بالمشاركة فى صالون 03 الثقافى فى نسخته الثالثة، والذى تحدث فيه الموسيقار الكبير راجح داوود وبحضور العديد من رجال الدولة والمفكرين والأدباء والفنانين وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور يسرى الجمل وزير التعليم الأسبق والفنان الكبير على الحجار والفنان التشكيلى الكبير عبدالسلام عيد والدكتور حسن وصفى نقيب الفنانين التشكليين والإعلامية المتألقة أمل صبحى، كما حضر الصالون مجموعة رائعة من أساتذة الجامعات وعمداء الكليات ومنهم الأستاذ الدكتور السيد الصيفى عميد كلية الأعمال والأستاذ الدكتور محمد بلال عميد كلية التربية الرياضية والأستاذ الدكتور إبراهيم العزازى مدير معهد السياحة والفنادق بالسيوف والأستاذ الدكتور أشرف فراج عميد كلية الآداب الأسبق، كما حضر الصالون نخبة من سيدات ورجال المجتمع السكندرى ومنهم الخبيرة السياحية امانى الغنيمى وعالم الآثار الكبير حسين عبدالبصير وخبيرة التأمين الأستاذة نرمين قاسم والعديد من قامات المجتمع السكندرى.
تناول الصالون الثالث موضوع «الموسيقى عبر الأزمنة» تحدث خلاله الموسيقار راجح داوود عن دور الموسيقى فى تعزيز الإرادة الإنسانيّة وتطرق إلى تطور الموسيقى عبر العصور الوسطى، وعصر النهضة، وعصر الباروك، والفترة الكلاسيكية، حتى القرن العشرين، كما تحدث عن العديد من الموسيقيين الذين أثروا فى التطور الموسيقى على مر التاريخ ومنهم الموسيقار الألمانى لودفيج فإن بيتهوفن الذى برع فى العديد من الأعمال المتناغمة كسوناتا بيانو، وموسيقى الحجرة، وكونشرتو، وشكلت أعماله ومؤلفاته إبداعًا استثنائيًا وباتت منعطفًًا تاريخيًّا فى فن التأليف، كما تحدث عن موزارت، وجوزيف هايدن وغيرهم.
ولأن الثقافة هى أحد أهم المنتجات الحضارية والسياحية الذى تسعى لها جميع الدول حتى الدول المتقدمة اقتصاديًا، فإن أهمية تجربة الصالونات الثقافية أصبحت ضرورية لما لها من أدوات تثرى الإبداع والفكر الإنسانى، كما أن لها عظيم الأثر على النفس لتعزيز الشعور بالتجاوب الإنسانى بين الناس مثلها مثل الندوات والملتقيات الفكرية والأمسيات الشعرية والحفلات الموسيقية والغنائية والعروض المسرحية وغيرها من وسائل التثقيف.
ومن هذا المنطلق أرى أن الاستمرار فى تقديم موضوعات ثقافية وتوعوية من خلال فعاليات الصالونات الثقافية أصبح ضرورة حتمية لبناء الوعى والمعرفة والإدراك فى المجتمع للإحاطة بكافة التحديات المعاصرة.
نقيب الصحفيين بالإسكندرية
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نقيب الصحفيين بالأسكندرية مدينة الإسكندرية المجتمع السكندري
إقرأ أيضاً:
انتهاء أعمال ترميم مقبرة TT 39 بمنطقة الخوخة بالبر الغربي بالأقصر
قامت البعثة الأثرية المكسيكية بالأقصر، اليوم الخميس، بالانتهاء من أعمال الترميم بمقبرة 39 TT، بعد ترميمها، بعد إنتهاء مشروع الترميم والتوثيق والتسجيل على مدى 19 عاما، فى المنطقة التاريخية بمنطقة الخوخة فى البر الغربى بالأقصر.
وقامت اليوم الدكتورة جابريلا أراتشى ، رئيسة البعثة الأثرية المكسيكية، بمرافقة سفيرة المكسيك بالقاهرة، السفيرة ليونورا رويدا، فى إطار المؤتمر الصحفى الذى أقيم أمام مقبرة 39 TT، بحضور الدكتور أيمن عشماوى ، رئيس قطاع الأثار المصرية، ممثلا عن الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للاثار بجمهورية مصر العربية، كما حضر المؤتمر الدكتور عبد الغفار وجدي مدير عام الآثار المصرية واليونانية والرومانية بالأقصر، والاستاذ الدكتور بهاء عبد الجابر، المدير العام لآثار البر الغربى بالأقصر.
حظى المؤتمر الصحفى بحضور الدكتور زاهى حواس، عالم الآثار و المصريات الشهير ، و وزير الآثار المصرى الأسبق، و الذى شهد بداية أعمال ترميم البعثة بالمقبرة.
يعد المشروع شاهدا على التعاون الدولى الذى يصب فى مصلحة التراث الثقافى، و الذى يبرز الدور المكسيكي للاهتمام بالآثار.
صفات مقبرة 39 TT
المقبرة منحوته ، وذات أبعاد تتمثل فى : 16:77متر طول ، 12.15 متر عرض، و 3,79 متر إرتفاع، تم نحتها فى طبقة صخرية من الحجر الجيرى، بها فناء خارجى به رواق، و ممر يؤدى إلى ثلاث غرف داخلية مزخرفة و متعددة الألوان.
تعد مقبرة 39 TT رمزا هاما للفن المعمارى و الجنائزى الذى يميز مقابر النبلاء المصريين من الأسرة الثامنة عشر، أى 1500 عاما قبل الميلاد تقريبا، و هى مقبرة الكاهن بو ام رع، الذى شغل منصب الكاهن الثانى للإله أمون أثناء حكم الملكة حتشبسوت و الملك تحتمس الثالث.
منذ عام 2005، قامت البعثة الأثرية المكسيكية، تحت قيادة الدكتورة جابريلا أراتشى، و عضوية عدد كبيرا من علماء الآثار ، و المتخصصين فى الترميم ، و المؤرخين و الخطاطين المكسيكيين ببذل جهود دؤوبة من أجل الحفاظ على هذا الأثر الهام، و طوال فترة المشروع استطاع فريق العمل من ترميم قطع أثرية فريدة ذات أهمية تاريخية بالغة، كما تم استخدام وسائل ترميم مستدامة لفترة طويلة للتأكد من الحفاظ على هذا الكنز الثقافى للأجيال القادمة.
مشروع للتعاون الدولى يصب فى مصلحة التراث الثقافى
يعبر مشروع ترميم مقبرة 39 TT عن إلتزام المكسيك بالحفاظ على التراث الثقافى للبشرية، و على مدى عمق أواصر الصداقة و التعاون بين مصر و المكسيك. حيث قام فريق العمل بالبعثة المكسيكية، بمساندة ما بين 15 و 50 عاملا مصريا، فى فترات العمل المختلفة بالمقبرة ببذل جهود مشتركة من أجل الحفاظ على هذا الأثر الهام.
كما يجسد هذا المشروع الجهد الجماعى المبذول من أجل حماية التراث الثقافى المصرى و التعبير عن مدى تقدير العالم له.
إن مقبرة 39 TT بعد ترميمها الآن، ستظل شاهدا على التراث الثقافى و الفنى للعصر الفرعونى، و تعد اسهاما فى فهم التاريخ المصرى القديم و شاهدا على مدى التقارب بين الأمم.