بعد 80 يوما على الحرب... الدمار الهائل في غزة لم يشهد له العالم مثيلا خلال القرن الواحد والعشرين
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
إعداد: فؤاد حسن إعلان اقرأ المزيد
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول تشن إسرائيل حملة عسكرية متواصلة على غزة ردا على قيام حركة حماس في ذلك التاريخ بتنفيذ عملية غير مسبوقة ضد الدولة العبرية. ومنذ ذلك التاريخ أدى القصف العنيف والعمليات البرية التي يشهدها القطاع إلى مقتل أكثر من 20 ألف فلسطيني، حسب أرقام وزارة الصحة في القطاع الذي تحكمه الحركة.
ولكن ما يلفت النظر أيضا في هذا النزاع المستمر منذ أكثر من 80 يوما، هو الحجم الهائل للدمار الذي شهدته مدن القطاع، والذي توصلت تحليلات نشرتها وسائل إعلام أمريكية إلى تصنيف هذه الحرب بين أكثر الصراعات العسكرية تدميرا في القرن الحادي والعشرين.
اقرأ أيضاغزة.. دمار شبه شامل وحياء بأكملها سويت بالأرض
شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية نقلت عن المحلل الاستخباراتي الدفاعي السابق والمحقق الأممي السابق في جرائم الحرب مارك غارلاسكو قوله إن حجم القصف الإسرائيلي الذي شهده القطاع لم يشهده العالم في صراع مسلح منذ حرب فيتنام، التي انتهت عام 1975، أي منذ 48 عاما.
قنابل ضخمةالشبكة الأمريكية نشرت نتائج تحليل معزز بتقنيات الذكاء الاصطناعي، أوضح أن الجيش الإسرائيلي استخدم قنابل وقذائف قادرة على قتل وإصابة أشخاص في دائرة نصف قطرها 365 مترا من مكان الانفجار، ما يعادل مساحة نحو 58 ملعب كرة قدم، بعضها يبلغ وزنه 2000 رطل (907,18 كيلوغرام)، وحسب سي إن إن فإن هذه القنابل أكبر بأربع مرات من أكبر القنابل التي ألقاها التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" على مدينة الموصل العراقية بهدف طرد التنظيم منها.
{{ scope.counterText }} {{ scope.legend }} © {{ scope.credits }} {{ scope.counterText }} i{{ scope.legend }}
© {{ scope.credits }}ونقلت الشبكة عن جون شابيل القانوني والعضو في مجموعة سيفيك، ومقرها العاصمة الأمريكية واشنطن، والتي تعنى بتقليل الأضرار على المدنيين في مناطق الصراعات، قوله إن "استخدام قنابل بوزن 2000 رطل في منطقة شديدة الازدحام بالسكان مثل قطاع غزة يؤدي لنتائج سيأخذ المجتمع عقودا للتعافي منها".
اقرأ أيضاشهادات: نزوح وبحث عن ملجأ وطعام وماء.. حياة غزيين تنقلب رأسا على عقب بسبب الحرب
وفي حين تؤكد القيادة العسكرية الإسرائيلية أن القصف المكثف واستخدام هذا النوع من القنابل مهمان للقضاء على حركة حماس التي تصنفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية، يرى محللون سياسيون أنهما مسؤولان عن حصيلة القتلى المرتفعة جدا وحجم الدمار الهائل الذي يتعرض له القطاع.
فلسطينيون يتفقدون بيوتهم بعد غارة إسرائيلية على مخيم المغازي للاجئين في غزة أودت بحياة 70 شخصا على الأقلصحيفة واشنطن بوست الأمريكية بدورها قامت بتحليل لصور الأقمار الاصطناعية الملتقطة لقطاع غزة، وتوصلت إلى أن ما تم تدميره في القطاع يفوق ما دمره النظام السوري في حملته العسكرية على مدينة حلب منذ عام 2013 إلى 2016، كما يفوق الدمار الذي تسببت به الحملة التي قادتها الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية عام 2017.
ووجدت الصحيفة أيضا أن الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية متكررة وواسعة النطاق بالقرب من المستشفيات، التي من المفترض أن تتلقى حماية خاصة بموجب قوانين الحرب. وكشفت صور الأقمار الاصطناعية التي استعرضها مراسلو الصحيفة عن عشرات الحفر الواضحة بالقرب من 17 من أصل 28 مستشفى في شمال غزة، حيث كان القصف والقتال على أشده خلال أول شهرين من الحرب، بما في ذلك 10 حفر تشير إلى استخدام قنابل تزن 2000 رطل.
ونقلت الصحيفة عن ميريانا سبولجاريك إيغر رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي زارت غزة في 4 كانون الأول/ديسمبر "لا توجد مساحة آمنة، لم أمر بشارع واحد إلا ورأيت فيه دمارا للبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات".
دمار واسع النطاقفي مقالها المنشور بتاريخ 23 كانون الأول/ديسمبر 2023، اعتمدت واشنطن بوست على بيانات يعود أحدثها إلى 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، تبين أنه حتى ذلك التاريخ شهد القطاع الذي بلغ عدد سكانه قبل بدء النزاع أكثر من 2,375,200 نسمة، تضرر ما لا يقل عن 37 ألفا و379 مبنى، 10,049 منها دمرت بالكامل.
وقالت الصحيفة إن معظم الدمار تركز في شمال غزة الذي شهد وحده دمار 29,732 مبنى 8,561 منها دمرت بالكامل.
وفي حين أن الحملة العسكرية التي شنها نظام بشار الأسد في سوريا على مدينة حلب من عام 2013 إلى عام 2016 بدعم روسي، أدت لدمار 40 في المئة من المدينة خلال ثلاث سنوات، فإن نسبة الدمار في شمال غزة قد بلغت نحو 32 بالمئة في تشرين الثاني/نوفمبر. إلا أن المباني التي دمرت بالكامل في حلب على مدى ثلاث سنوات بلغ عددها 4,773 مبنى، أي نحو 56 بالمئة من المباني التي دمرت بالكامل في شمال غزة خلال سبعة أسابيع، علما أن مساحة مدينة حلب تفوق مساحة شمال غزة بنحو مرة ونصف، حسب واشنطن بوست.
كذلك الأمر في الموصل التي تعادل مساحتها تقريبا مساحة حلب، والتي اتخذها تنظيم "الدولة الإسلامية" عاصمة لـ"خلافته". شهد شمال غزة تدمير ضعف عدد المباني التي دمرت في المدينة خلال الحملة لطرد التنظيم المتطرف منها. أما عدد المباني التي تضررت بالعموم فهو تقريبا نفسه في المدينتين، وفقا للمصدر نفسه.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن العملية العسكرية لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" من مدينة الرقة السورية عام 2017، قد أدت لدمار أقل من ثلث المباني التي دمرت في شمال غزة، في حين أن عدد المباني التي تضررت في شمال غزة أكثر بمرتين ونصف من عدد المباني المتضررة في الرقة.
آثار كارثية على أهل غزةصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية من جهتها نشرت تحليلا لصور الأقمار الاصطناعية يخلص إلى أن نسبة المباني التي تضررت نتيجة القصف في مدينة غزة حتى 15 كانون الأول/ديسمبر يتراوح بين 63,3 و75,7 بالمئة. وفي شمال المدينة بين 61,6 و74,5 بالمئة.
أما في باقي مدن القطاع فتوصل تحليل فاينانشال تايمز إلى أن ما نسبته 11,3 إلى 17,2 بالمئة من مباني مدينة رفح أقصى جنوب القطاع قد تضررت، وفي دير البلح وسط القطاع بلغت النسبة 18,7 إلى 25,6 بالمئة، أما خان يونس التي كانت ساحة لبعض أعنف المعارك مؤخرا فبلغت نسبة المباني المتضررة فيها 24,7 إلى 33,3 بالمئة، وكل هذا حتى تاريخ 15 كانون الأول/ديسمبر.
النساء في غزة يعانين نقص مستحضرات العناية الصحية بسبب الحصار والحربووفقا لوسائل الإعلام هذه فإن الحرب الحالية في قطاع غزة إلى جانب الحرب الدائرة في أوكرانيا والصراع في سوريا، هي النزاعات المسلحة الأكثر تدميرا وفتكا في القرن الحادي والعشرين. ومن أكثر ما يميز هذه النزاعات استهداف المستشفيات، وهو ما لم تخفه إسرائيل في هذه الحرب.
قالت حكومة الدولة العبرية في بداية حملتها على غزة إن حركة حماس تستخدم المستشفيات كمراكز قيادة أو كمخازن أسلحة، مبررة بذلك استهدافها للمستشفيات.
وبالطبع فقد كان لاستهداف المستشفيات، إلى جانب الحصار الخانق المفروض على القطاع، والذي منع وصول الوقود والدواء والماء وغيرها من المواد، أثر سلبي على الوضع الصحي لسكان القطاع الذين بات معظمهم يعيشون في مخيمات وملاجئ، وهو ما يترك أثرا مدمرا على سكان غزة.
فؤاد حسن
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج إسرائيل غزة حماس الحرب بين حماس وإسرائيل فلسطينيون إسرائيل حماس غزة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني أسلحة للمزيد إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة المغرب دبلوماسية الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا کانون الأول دیسمبر الدولة الإسلامیة دمرت بالکامل واشنطن بوست عدد المبانی فی شمال غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
والي شمال دارفور وقائد الفرقة السادسة يهنئان البرهان بالإنتصارات التي حققتها القوات المسلحة على المليشيا بالفاشر
بعث قائد الفرقة السادسة مشاة بالفاشر ، اللواء الركن محمد أحمد الخضر صالح ، ببرقية تهنئة لرئيس مجلس السيادة الإنتقالي ، القائد العام للقوات المسلحة ، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ، ونوابه ، ورئيس هيئة الأركان ونوابه ، وأسود الغربية ، والشعب السوداني عامة ، بمناسبة صدها للهجوم العنيف والغادر الذي شنته المليشيا الإرهابية يوم الاثنين على مدينة الفاشر مؤكداً أن القوات المسلحة ، والقوات المساندة لها ، قد الحقت بالعدو هزيمة كاملة في كافة المحاور.ووجه الخضر رسالة للمواطنين بعدم الالتفات للشائعات المغرضة ، وان النصر قادم بمشيئة الله ، وبعزم الرجال .من جهته هنأ والي ولاية شمال دارفور المكلف ، الحافظ بخيت محمد ، الشعب السوداني ، وأهالي الولاية بالإنتصارات التي حققتها الفرقة السادسة مشاة ، والقوات المساندة لها ، في صدها للعدوان الغاشم ، والذي شنته مليشيا آل دقلو الأرهابية على مدينة الفاشرمؤكدآ وقوف حكومته الكامل خلف القوات المسلحة حتى تحرير آخر شبر من تراب الوطن . وحيا بخيت أبطال الفاشر على الصمود والشجاعة.على صعيد متصل ، كشفت الفرقة السادسة مشاة ، أن المليشيا الإرهابية ، قد إرتكبت جريمة جديدة امس الثلاثاء عبر قصفها العشوائي الذي نفذته يوم أمس الثلاثاء بالمحورين الشمالي ، والجنوبي للمدينة ، مما أسفر عن إستشهاد 12 مدنياً ، بينهم نساء وأطفال ، وإصابة 7 آخرين تم نقلهم للمستشفيات ، لتلقي العلاج.وتوجهت بالدعاء للمولي عز وجل سائلة الرحمة على أرواح الشهداء الذين إرتقوا إلى بارئهم ، والشفاء العاجل للجرحى والمصابين.وقالت الفرقة في إيجازها الصحفي أن القوات المسلحة الباسلة تمكنت يوم الثلاثاء من تنفيذ ضربات موجعة ، مما ادى إلى تدمير ثلاث مركبات قتالية ، و”عربة صرصور” ، بالإضافة إلى وقوع عشرات القتلى ، والمصابين من عناصر المليشيا وأشارت أن الضربات زلزلت العدو ، وأعادت رسم خارطة معركة الكرامة.وأوردت الفرقة ، أن عناصر مليشيا آل دقلو الإرهابية ، واصلت عملية الهروب من أطراف مدينة الفاشر ، نحو جهات مختلفة خارج المدينة ، وتحت وطأة ضربات أبطال القوات المسلحة.وطمأنت الفرقة السادسة مشاة ، المواطنين بالداخل والخارج ، بأن الأوضاع بمدينة الفاشر تحت السيطرة ، وان قواتها ، والقوات المساندة لها ، متماسكة وفي روح معنوية عالية وقالت أن النصر بات قريباً مما يتصوره الناس بإذن الله.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب