المشهد الفلسطينى الأن وفى ظل هذه الحرب الوحشية الصهيونية على قطاع غزة وعلى مدن السلطة الفلسطينية والتى تقترب الأن من إتمام شهرها الثالث على التوالى، مشهد بائس ولا ينبئ بالخير للشعب الفلسطينى فى المستقبل بعد أن تضع هذه الحرب أوزارها، فتبادل الاتهامات بين فتح وحماس، والتراشق يعد من أسوأ الأوقات للصيد وتحقيق المكاسب فى ماء عكر، بل احمر بدماء الشهداء، ولست متشائمة إذا ما قلت أن الصورة قاتمة لسيناريوهات المستقبل، إذا ما استمرت الخلافات الفلسطينية- الفلسطينية، خاصة بعد أن اختبر الشعب الفلسطينى فى ازمته موقف معظم دول العالم وهذا التخلى والخذلان الذى منى به وسقوط ورقة التوت عن تلك الدول، وهو ما أكد انه لن ينقذ فلسطين إلا الفلسطينيون، ولن تتحرر إلا بأيديهم وإرادتهم واتحاد قوتهم.
إن آجلًا أو عاجلًا ستنتهى الحرب، فإسرائيل أصبحت قاب قوسين أو أدنى من ادراك أنها لن تحقق أهدافها بالقضاء التام على حركات المقاومة، وإبادة شعب غزة، وإخلاء القطاع من سكانه، وتحويله إلى ارض فارغة تتواجد بها امنيًا ومن ثم تعيدها تدريجيا تحت قيادة السلطة الفلسطينية دون وجود لحماس، فرغم كم الخسائر فى الأرواح من شهداء وجرحى فلسطينيين، لا يزال الفلسطينيين يتمسكون بأن المقاومة هى الحل لتحرير أرضهم، وان قوة المقاومة هى التى ستجبر إسرائيل للجلوس على مائدة التفاوض لطرح حل عادل للقضية الفلسطينية، وأنه لا سلام أو امن لإسرائيل مجددًا مع عدم إعلان الحق الفلسطينى فى دولة مستقلة لها أركانها المتكاملة.
ما يجب أن يفعله الأخوة الفلسطينيين، القفز فوق كل خلافات، البدء من اللحظة بعيدًا عن أثار وخلافات الماضى، عدم التحدث عن المكاسب والخسائر، وعدم البحث عن مكاسب، عدم تبادل الاتهامات فيمن تسبب فى كارثة غزة، سواء من اشعل فتيل الحرب، ومن تخلى واكتفى بالوقوف فى صفوف المتفرجين، الجلوس العاجل معًا على طاولة واحدة للتوافق السياسى، إعلان انتخابات فلسطينية مبكرة تضم كل الفصائل والفئات الفلسطينية دون تفرقة، الاعتراف بنتائج الانتخابات وعدم تكرار خطأ عام 2007.
توحد الفصائل الفلسطينية فى حكومة ائتلاف وطنى سيكون صفعة قوية لدول الاحتلال، توحد لسان وإرادة الفلسطينيين سيشكل قوة لإرغام إسرائيل على قبول المطالب الفلسطينية، فلا ينقصكم أن نذكركم أن فى الاتحاد قوة، وفى فرقتكم مكسب هائل للعدو، وكما قال الله سبحانه وتعالى» وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ».
فأوقفوا هذا التراشق وتبادل الاتهامات بالخيانة والتخوين، ليس من المنطقى أو الإنسانى أن يتبادل قادتكم الاتهامات وشعبكم يُقتل وتستباح دماءه على هذا النحو الوحشى، ليس من المنطقى أن يقرأ العالم ويسمع شماتة بعضكم فى شهداء البعض، ودمكم الفلسطينى واحد، ووطنكم واحد، وهدفكم كما نعتقد هو واحد» إقامة دولة فلسطينية قوية متكاملة الأركان على كل أراضيها».
لقد حان الوقت للتحدث بلسان واحد، وأن يكون أول مطلب لكم جميعًا، وقف الحرب، انسحاب إسرائيل الكامل من غزة ورفض أى وجود امنى لها مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين،
واطلاق الأسرى الفلسطينيين، وان تستثمروا الغضب الإسرائيلى الشعب الضاغط على بنيامين نتنياهو ومطالبتهم له بالسعى للإفراج عن الـ»120 رهينة»، يجب ألا تغفلوا أيها الأخوة الفلسطينيين الفرقاء الأن وانتم تتمسكون بالتعنت فى ارائكم، وتوسعون فجوة خلافاتكم، أن شعب غزة يواجه كارثة إنسانية حقيقية وغير مسبوقة، ليس فقط لهذه الحصيلة المروعة من الشهداء والجرحى والنازحين من بيوتهم، بل لأن حياة النازحين باتت مستحيلة فى ظل غياب وعجز كل شيء، الأمن، المأوى، الماء، الغذاء، الرعاية الصحية، يجب أن تتوحدوا لتلملموا أشلاء الشهداء من تحت الأطلال وتكرموهم بالدفن، أن تتوحدوا لتنقذوا من تبقى من أهل غزة، أن تتوحدوا لتعيدوا بناء ما تهدم وتوطيت من تهجر، لتنقذوا مستقبل وطنكم، وتفرضوا قضيتكم على المجتمع الدولى المنحاز لإسرائيل، والذى يجد فى فرقتكم أكبر دليل على البحث عن مصالحكم الخاصة لا مصلحة الشعب والوطن.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المجتمع الدولي فكرية أحمد الغضب الإسرائيلى المشهد الفلسطيني الشعب الفلسطيني
إقرأ أيضاً:
«مهرجان قرطاج» يحتفي بالسينما الفلسطينية
بعد إلغائه العام الماضي بسبب الحرب الدائرة في قطاع غزة، افتتح مهرجان “أيام قرطاج السينمائية في تونس”، بنسخته الخامسة والثلاثين، حيث اختارت تونس في هذه الدورة، “أن تحتفي بالسينما الفلسطينيّة، لتنقل معاناة الشّعب الفلسطيني أمام آلة الحرب الإسرائيلية المتواصلة ضده”.
وتحت شعار “السينما شاشة السلام.. حيزاً للأحلام.. شمعة في الظلام وصوت لشعب الخيام”، انطلقت مساء أمس السبت، فعّاليات الدورة الــ 35 من “مهرجان أيام قرطاج السينمائية” في مدينة الثقافة بتونس.
ووفق ما أعلن الرئيس الفخري للدورة الحالية، المخرج التونسي، فريد بوغدير، “تشمل الدورة التي تتواصل حتى 21 ديسمبر الجاري، عرض 217 فيلماً من 21 بلداً من مختلف القارات، منها 56 فيلماً في المسابقة الرسمية تتوزّع بين 15 فيلماً روائياً طويلاً، و13 فيلماً وثائقياً طويلاً، و17 فيلماً روائياً قصيراً، أما المسابقة الوطنية فيشارك فيها 12 فيلماً، وقد أطلقت هذا العام لــ “تسليط الضوء على حيوية المشهد السينمائي المحلي”.
هذا “وألغيت دورة العام الماضي قبل أيام قليلة من انطلاقها بسبب الحرب على غزة وتأكيدًا على التضامن مع الشعب الفلسطيني”.
وقالت المديرة الفنية للمهرجان لمياء بلقايد قيقة، “إن الإدارة الحالية حاولت الإبقاء على التزامات المهرجان وسمعته وخصوصيته كمهرجان لسينما الجنوب وسينما المؤلف”/، وأوضحت أن “الأفلام التي ستعرض هي نخبة أفلام 2024 من عدة بلدان أبرزها مصر والأردن والسنغال والسودان واليمن وتونس وفلسطين ونيجيريا وبوركينا فاسو وإيران”.