لجريدة عمان:
2024-07-04@01:55:29 GMT

هل سيُرشح ترامب للانتخابات الرئاسية؟

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

في 5 مارس 2024، سيُدلي سكان ولاية كولورادو بأصواتهم في «الانتخابات التمهيدية»، لتحديد المرشحين الذين يمكنهم دخول غمار المنافسة على رئاسة الولايات المتحدة في نوفمبر. والسؤال المطروح الآن هو ما إذا كان اسم الرئيس السابق، دونالد ترامب، سيظهر على لائحة الانتخابات التمهيدية لحزب الجمهوريين.

وفي قرار صدر في الآونة الأخيرة -وُصف بأوصاف متعددة، منها أنه «مفاجئ»، و«ذو تأثير مزعزع» و«لحظة مهمة في تاريخ الديمقراطية»- أجابت المحكمة العليا في ولاية كولورادو عن السؤال المطروح بـ«لا».

إذ قرر قضاة المحكمة بأغلبية أربعة أصوات مقابل ثلاثة، أن مصير ترامب قد حُدد بموجب المادة 3 من التعديل الرابع عشر، الذي يمنع «المتمردين» من شغل المناصب الفدرالية أو على مستوى الولايات.

وينجم قرار المحكمة عن إصرار محكمة دُنيا على مستوى الولاية بأن ترامب شارك في التمرد في نهاية عام 2020 وبداية عام 2021، وذلك بسعيه عن دراية وقصد، إلى التدخل في الانتقال السلمي للسلطة. وبالإضافة إلى ادعاءاته الكاذبة بخصوص تزوير الانتخابات، حرض أيضًا أتباعه على عرقلة عملية فرز الأصوات الانتخابية، وشارك في الوقت نفسه في خطة لاستبدال ناخبي الولاية المعتمدين بقوائم وهمية مؤيدة لترامب. واستنتجت المحكمة أن هذه الأفعال تمرد نشط على دستور الولايات المتحدة.

إن ترامب يشبه في تصرفاته المسؤولين الحكوميين السابقين الذين شاركوا في انفصال ولاياتهم في عامي 1860 و1861 عن الاتحاد، وعن تأسيس الولايات الكونفدرالية الأمريكية. وباءت هذه الجهود بالفشل، بعد صراع طويل ودموي.

وانتهت الحرب الأهلية (1861-1865) بحزمة من التعديلات الدستورية التي أُطلق عليها «التأسيس الثاني» لأمريكا: التعديل الثالث عشر، الذي أنهى مؤسسة العبودية، والتعديل الخامس عشر، الذي سن حق التصويت العام للرجال، والتعديل الرابع عشر، الذي منح «جميع الأفراد» الحقوق الفيدرالية في المحاكمة وفقا للأصول القانونية، وفي المساواة في الحماية، وفي المادة 3 نص التعديل على تعزيز الديمقراطية بمنع المتمردين من شغل المناصب العامة: «لا يجوز لأي شخص أن يكون عضوًا في مجلس الشيوخ أو نائبا في الكونجرس، أو ناخبا للرئيس ونائب الرئيس، أو أن يشغل أي منصب، مدنيا كان أو عسكريا، سواء على المستوى الفدرالي، أو على مستوى الولايات، إذا سبق له أن أقسم بتأييد دستور الولايات المتحدة الأمريكية، ثم شاركَ بعد ذلك في التمرد عليه، أو تمردَ عليه، أو قدم مساعدة أو عونا لأعداء الولايات المتحدة. ومع أن محكمتي كولورادو اتفقتا على أن ترامب «شارك في التمرد»، اختلفتا في تحليلهما القانوني. إذ رفضت المحكمة الدنيا فكرة عدم تأهيل ترامب للمشاركة في الانتخابات التمهيدية في كولورادو بحجة أن مصطلح «مسؤول» لا ينطبق على منصب الرئاسة. ولكن المحكمة العليا في الولاية وصفت هذا التفسير بأنه سخيف..

وترى المحكمة أن المعنى الظاهر لكلمة «منصب»، بناءً على سياق استخدامها في تاريخ صياغة التعديل، يتضمن الرئاسة بلا شك. وفضلا على ذلك، تقول المحكمة العليا متسائلة: «ما معنى أن يُقصي واضعو التعديل جميع المتمردين الذين أنكروا قسمهم ويستثنوا منهم أكثرهم سلطة؟» من المؤكد أن لا أحد كان يعتقد أن جيفرسون ديفيس، الرئيس السابق للكونفدرالية الذي أقسم سابقًا بأن يساند دستور الولايات المتحدة بصفته سيناتورا ووزيرا للحرب، سيكون مؤهلا لأن يصبح رئيسًا للولايات المتحدة. إن سجل الكونجرس، الذي يوثق المناقشات المتعلقة بالتعديل، يدعم هذا الرأي دعما لا لبس فيه.

ولم تسمع بعد الكلمة الأخيرة بخصوص هذا الجدل. ويعود القرار الأخير في هذا الشأن للمحكمة العليا الحالية في الولايات المتحدة، التي ستضطر قريبا إلى البت في هذه المسألة. وفي الوقت نفسه، سيظل اسم ترامب على اللائحة الانتخابية.

وعلقت -أو أجلت- المحكمة العليا في كولورادو سريان قرارها حتى 4 يناير 2024: وبعد هذا التاريخ يجب على وزير خارجية كولورادو تصديق قوائم المرشحين المدرجين في لائحة الانتخابات التمهيدية الرئاسية للولاية.

وبناء على ذلك، تعتمد النتيجة على ما ستقرر محكمة الولايات المتحدة العليا قبل انتهاء فترة التعليق. وهناك مجال واسع أمام المحكمة العليا -بأغلبيتها اليمينية المتشددة- لإلغاء قرار كولورادو.

فمن ناحية، يمكن أن ترفض الاستنتاجات التي توصلت إليها محكمتا الولاية فيما يتعلق بتورط ترامب في التمرد. ومع ذلك، غالبا ما تُحيل المحاكم العليا مهمة تقصي الحقائق إلى المحاكم الدنيا. وفي المحصلة النهائية، تنطوي المراجعات المتعلقة بالاستئناف على سجل ساكن؛ وتفتقر إلى ما توفره شهادة المحاكمة الحية، بما في ذلك القدرة على تقييم سلوك الشاهد أو إلى أي مؤشرات أخرى تدل على المصداقية (أو عدمها).

ولكن هناك مسائل أخرى لم تعالجها المحكمة بعد. فعلى سبيل المثال، لم تبت المحكمة العليا في الولايات المتحدة قط بشأن ما إذا كانت المادة 3 «ذاتية التنفيذ»، أو أنها تتطلب بعض التشريعات التمكينية من جانب الكونجرس الأمريكي قبل أن يصبح ممكنا تطبيقها. وتقول المحكمة العليا في كولورادو أن الولايات لها الحق في تفسير قوانين الانتخابات الخاصة بها فيما يتعلق بإلغاء أهلية الاقتراع على أساس الدستور دون انتظار المبادئ التوجيهية الفيدرالية. وتدعم المحكمة هذا الرأي باستشهادها بقرار اتخذه القاضي، نيل جورساتش، قبل أن يصبح عضوا في المحكمة العليا الحالية في الولايات المتحدة. ولكن، بطبيعة الحال، لدى القضاة تاريخ في تغيير آرائهم.

أما فيما يتعلق بما إذا كانت المحكمة العليا ستؤيد تعريفا شاملا أو ضيقا لكلمة «منصب» فلا أحد يستطيع أن يخمن بشأن ذلك.

وأُطلق على المحكمة العليا في الولايات المتحدة «الفرع الأقل خطورة» في الحكومة الفيدرالية، وذلك لأنها لا تتمتع بسلطة المجلس التشريعي في إدارة الأموال، ولا تتولى قيادة القوات المسلحة كما يفعل الرئيس. وعملتها الوحيدة هي استعداد الجمهور لقبول شرعية سلطتها. وقد تراجعت قيمة هذه «العملة» في الآونة الأخيرة، خاصة بسبب فضائح المحكمة الأخلاقية التي ما فتئت تتزايد، والنقض الصادم لقضية «رو» ضد «وايد»، الذي رفض سابقة طويلة الأمد تدعم حق المرأة في خصوصية اختيار المضي في الحمل أو عدمه.

وبعد مراجعة الأسئلة المتعلقة بتورط ترامب في التمرد وما إذا كانت المادة 3 تنطبق على منصب الرئيس، سيتعين على المحكمة العليا أن تنظر فيما إذا كانت مستعدة للمقامرة بالمزيد من التراجع في الدعم الشعبي، أو مدى استعدادها لذلك. إنه وقت عصيب سيلقي بظلاله على الجمهورية، وعلى محكمة مشحونة بالفعل بشكوك متزايدة بشأن تضارب المصالح والسيطرة السياسية.

ريتشارد ك. شيروين أستاذ القانون الفخري في كلية الحقوق في نيويورك، ومؤلف كتاب «عندما يصبح القانون شعبيا: الخط المتلاشي بين القانون والثقافة الشعبية».

خدمة بروجيكت سنديكيت.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الانتخابات التمهیدیة فی الولایات المتحدة المحکمة العلیا فی ما إذا کانت فی التمرد المادة 3

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض: بايدن ماض ٍقدما في حملته للانتخابات الرئاسية

يستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، حكام الولايات الديموقراطيين بهدف محاولة طمأنتهم بشأن قدرته على مواصلة حملته الانتخابية للفوز على دونالد ترامب، الأمر الذي تُثار حوله الكثير من الشكوك منذ المناظرة الفاشلة التي خاضها مع ترامب، الخميس، الماضي.

وبعد حوالى أسبوع، لا يزال الرئيس الأميركي بعيدا من محو الانطباع المحبِط الذي تركته 90 دقيقة تلعثم خلالها في بعض الأحيان أو حملق في الفراغ، كما فقد تسلسل أفكاره في أحيان أخرى.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن أحد المقربين من بايدن من دون أن يذكر اسمه قوله "إنه يعلم أنه إذا واجه حدثين آخرين من هذا النوع، فستكون الأمور مختلفة تماما".

وأشار إلى أن بايدن يتساءل في المجالس الخاصة عن مستقبل ترشحه.

غير أن المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس رد على الفور على ما جاء في الصحيفة، وقال عبر منصة "إكس"، إن "هذا غير صحيح تماما. لو أعطتنا صحيفة نيويورك تايمز أكثر من سبع دقائق للتعليق لكنا أخبرناها".

ويأتي ذلك بعدما تساءل عدد من الديموقراطيين، بمن فيهم شخصيات بارزة في الحزب مثل نانسي بيلوسي، بشأن صحة بايدن العقلية فيما برزت مطالبات بانسحابه حتى لو كانت هذه الدعوات لا تزال حتى الآن مقتصرة على برلمانيين قلائل وغير معروفين.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار لصحافيين، الأربعاء، لدى سؤالها عن احتمال انسحاب المرشح الديموقراطي "أبدا أبدا".

وأكدت أنه "ماضٍ قدما" في حملته الانتخابية، مضيفة "يركز الرئيس على كيفية مواصلة هذا العمل. وكل أمر آخر نسمعه أو يُقال، كاذب تماما".

ومن المقرر أن ينعقد لقاء الحكام مع الرئيس الديموقراطي البالغ 81 عاما عند الساعة 22,30 بتوقيت غرينتش في البيت الأبيض. ويوجد في الولايات المتحدة حوالى عشرين حاكم ولاية ديموقراطيين، غير أنه لم يتم الإعلان عن القائمة المحددة للمشاركين في الاجتماع.

"نقاش صحي"

وقال جي بي بريتسكر الحاكم الديموقراطي لولاية إيلينوي على شبكة "سي إن إن" مساء الثلاثاء، "سنُجري نقاشا صحيا مع الرئيس". 

وأضاف "في الوقت الحالي، جو بايدن هو مرشحنا، أنا أؤيد ترشحه بنسبة مئة في المئة ما لم يتخذ قرارا آخر، وفي هذه الحالة سنناقش جميعا أفضل مسار نتبعه".

ويعتبر حاكم إيلينوي وحكام كاليفورنيا غافين نيوسوم وميشيغان غريتشن ويتمر وبنسلفانيا جوش شابيرو، مرشحين محتملين في المستقبل للرئاسة.

ولكن لم يشكك أحد علنا حتى الآن في ترشح جو بايدن الذي حقق فوزا في الانتخابات التمهيدية.

وفي استطلاع للآراء أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" بعد المناظرة، أعرب 74 في المائة من الناخبين المستطلعين عن مخاوفهم بشأن عمر المرشح الديموقراطي، فيما توسعت فجوة التأييد بين ترامب وبايدن في السباق إلى البيت الأبيض لصالح المرشح الجمهوري.

"ليلة سيئة" 

وفي إطار حملته الانتخابية، يتوجه بايدن في الأيام المقبلة إلى ولايتي ويسكونسن وبنسلفانيا اللتين تعدان "ولايتين متأرجحتين" حاسمتين في السباق إلى البيت الأبيض.

وبث فريق حملته، الأربعاء، فيديو جديدا بعدما أقرت المحكمة العليا، الإثنين، تمديد الحصانة الرئاسية لترامب، في ما يشكّل انتصارا له خصوصا في مواجهة الاتهامات الجنائية التي وُجهت إليه.

ويعتزم بايدن إجراء مقابلة مع قناة "إيه بي سي"، الجمعة، وعقد مؤتمر صحافي الأسبوع المقبل، بهدف إظهار قدرته على التحدث بطلاقة.

أما في ما يتعلق بالأداء الضعيف، الخميس، فقد كانت "ليلة سيئة" بالنسبة لمرشح كان يعاني من أكثر من "نزلة برد"، وفقا لمناصري جو بايدن.

غير أن الأخير قدم، الثلاثاء، توضيحا آخر. وقال للمانحين إنه "لم يكن من الذكاء السفر حول العالم عدة مرات" قبل وقت قصير من المناظرة، مضيفا أن هذا الأمر دفعه إلى "النوم تقريبا على المنصة".

وزار جو بايدن فرنسا وإيطاليا في يونيو، ثم عاد إلى الولايات المتحدة في 15 يونيو، قبل 12 يوما من المبارزة التلفزيونية ضد دونالد ترامب والتي أمضى ستة أيام في التحضير لها من دون جدول أعمال رسمي أو ظهور علني خلال هذه الفترة.
 

مقالات مشابهة

  • بالنسبة لترامب.. هذا ما يعنيه قرار الحصانة الصادر عن المحكمة العليا الأمريكية
  • البيت الأبيض: بايدن ماض ٍقدما في حملته للانتخابات الرئاسية
  • هاريس تتهرب من الإجابة على سؤال حول استعدادها لقيادة الولايات المتحدة بدلا من بايدن
  • مارك رافالو: الولايات المتحدة تتجه إلى الديكتاتورية.. ما علاقة ترامب؟
  • خبير بالشأن الأمريكي يوضح كواليس قرار المحكمة العليا بمنح حصانة لـ"ترامب"
  • بايدن ينتقد قرار المحكمة العليا بشأن الحصانة الرئاسية لترامب
  • بايدن: قرار المحكمة العليا بشأن حصانة ترامب سابقة خطيرة
  • بايدن ينتقد قرار المحكمة العليا بحصانة ترامب: سابقة خطيرة تضعف سلطة القانون
  • بايدن: قرار المحكمة العليا بمنح حصانة لترامب يقوض سيادة القانون
  • لا يوجد ملوك في أمريكا.. بايدن يصدر تحذيرًا شديدًا بعد قرار المحكمة العليا بـحصانة ترامب