بوابة الوفد:
2024-09-16@17:29:50 GMT

أطلال غزة

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

إن ما يحدث فى غزة شىء يندى له الجبين، هذا هو ما فعلته قوى الشر التتارية، لقد أسقطت هذه القوى آلاف الأطنان من المتفجرات فدمرت كل شىء وقتلت وأصابت عشرات الآلاف ودمرت الشجر والحجر ومنعت الماء والغذاء والدواء حتى الهواء فالكل تحت الأنقاض وأصبحت غزة وكأنها أطلال.
إن المشهد الذى نراه فى غزة وبعيداً عن المصطلحات المستخدمة فى هذا المجال عن النصر أو الهزيمة وعن المكسب أو الخسارة، يمكن أن نقرأه فى إطار أن عدواً غاشماً ومعه قوى الشر الاستعمارية بكل ما لديها من قوة يحارب شعباً محاصراً من كل اتجاه وممنوع عنه كل سبل الحياة ورغم كل هذا يقف صامداً شامخاً ويحمل على كتفيه ما تنوء على حمله الجبال، فإن كان هناك تساؤل فإنه يجب أن يكون ما هذه القوة؟ وما هذا الصمود؟ وما هذا الصبر؟ نعم أنتم بحق شعب الجبارين، ومثلكم لن يهزم أبداً.

 
إن هذه الاطلال فى غزة العزة سوف تشهد عليكم أيها الظلمة المعتدون أنكم أسوأ احتلال عرفه التاريخ فأنتم لا تملكون المروءة ولا تملكون أى مشاعر إنسانية، فأنتم جبناء تحاربون الحجر والشجر وتفرون أمام البشر فلا تعرفون معنى التضحية والفداء وتفرون من الموت ولكنه ملاقيكم.
إن هذه الأطلال فى غزة العزة والتى أحدثتها الإبادة الجماعية بفعل هذه القوى التتارية الظالمة يجعلنا نتساءل فى عجب: أين العالم الغربى الذى يساند هذا العدو التتارى بكل قوته وفى الوقت نفسه يتغنى بحقوق الإنسان وكأنه يعزف موسيقى جنائزية تشيع على وقعها طوابير الشهداء كل ساعة وهى تتحرك من تحت الأنقاض وحولها الأطلال فى كل اتجاه.
إن هذه الأطلال التى تركها العدو الغاشم فى غزة سوف تنتفض وتزيح التراب عن نفسها وسوف يتحقق النصر المبين لهذا الشعب العظيم كما وعد الله سبحانه فى كتابه الكريم لهؤلاء المرابطين الذين ظلموا «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ» سورة الحج آية 39, وسوف يعيد هذا الشعب العظيم البناء وسوف تصدح الطيور وتولى الغربان إلى الخرائب التى أتت منها فى غرب ملىء بالتناقضات والمظالم وسوف تنهمر الدموع فرحاً وتروى أرض فلسطين الطاهرة وسوف تصبح الأطلال جنات فيحاء.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أطلال غزة غزة سورة الحج فى غزة

إقرأ أيضاً:

كيف نحتفل بالرسول؟

تحلُ علينا ذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم ودائما أتساءل كيف نقدّم الرسول للآخرين؟ نحن المسلمين نعرف قيمته وفضله؛ مازلت أتذكر كيف أقدم أحد أساتذة علم النبات فى جامعة بون بألمانيا حيث كنتُ أدرِّس فى هذه الجامعة التى حصل عدد كبير من علمائها على جائزة نوبل قدّم هذا البروفيسور محاضرة عامة عن حديث النبى صلى الله عليه وسلم فيما معناه:»إذا قامت القيامة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها،  بنى محاضرة كاملة على هذا الحديث متسائلا: كيف لرجل فى الصحراء العربية يعلم البشر والإنسانية والعالم كله إذا قامت القيامة ولكن مازالت شتلة (نبتة صغيرة )فى يد أحدنا فلا ترمها فوق الأرض لأنها ستموت وإنما حاول أن تغرسها فى الأرض دون معرفة مصيرها المحتوم ولكن الدرس كبير جدا فى تعليم حب البيئة وحب الحياة وحب النبات، كانت المحاضرة رائعة وكنت مندهشا كيف التقط هذا البروفيسور هذا الحديث وهو يحكى بحب عن هذه الرحمة وعن هذه الإنسانية التى تجلت فى سيرة النبى صلى الله عليه وسلم وهذا ذكّرنى أيضاً بما كتبه أحد العلماء حول دعوة النبى صلى الله عليه وسلم الناس إلى عدم الإسراف فى الماء حتى لو كان على نهر جارٍ؛ كيف نقدمه صلى الله عليه وسلم عندما يتحدث عن تلك المرأة التى دخلت النار لأنها حبست قطة؛ كيف نقدمه للآخر عن تلك الحادثة التى تروى أن رجلا قاتلا بينما كان يسير فى الصحراء وأبصر كلبا عطِشا فنزل البئر وسقى الكلب بخفّه فدخل الرجل الجنة؛ هذا التسامح مع الإنسان ومع النبات ومع الحيوان ومع الكائنات كلها؛ هذا ما ينبغى أن نصدّره للعالم عنه صلى الله عليه وسلم؛ فهذا الوجه الجميل فى قمة التسامح وهو يقف فى وسط الكعبة وكفار مكة يرتجفون خوفا من انتقامه لما فعلته أيديهم وأفواههم به وبصحابته وهو يسألهم هذا التساؤل ماذا تظنون أنى فاعل بكم؟ ينتابهم الخوف من ثأره والرجاء فى عفوه؛ يقولون: أخٌ كريم وابن أخ كريم،  كان بإمكانه أن يشير لمئة ألف مقاتل ينتظرون إشارته انتقاما ممنهم لما فعلوه فيه صلى الله عليه وسلم وفى صحابته لكنه يقول لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء.

« مختتم الكلام

خُلُقٌ عظيمٌ قال فى قرآنهِ

سبحانه وهو الذى سوّاهُ

ماذا ستكتبُ أنتَ فى أوصافهِ

والله يشهدُ - سيدي- وكفاهُ

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • حماس: تصاعد جرائم المستوطنين في الضفة يستدعي مزيدا من العمل المقاوم
  • لافروف: نعمل على تعزيز العلاقات الروسية المصرية على كل المستويات
  • قائد أنصار الله يتعهد بتصعيد أكبر بعد العملية النوعية التي استهدفت “تل أبيب”
  • فصائل المقاومة تبارك عملية القوات المسلحة وتعتبرها نقلة نوعية في مسار معركة طوفان الأقصى
  • كيف نحتفل بالرسول؟
  • الفصائل الفلسطينية تشيد بالضربة الصاروخية اليمنية في عمق الإحتلال
  • دلالات رسالة الشعب اليمني يوم احتفاله بالمولد النبوي
  • بعد تضمين توصيات الحوار الوطني بـ«الإجراءات الجنائية».. الأحزاب: يُلبي طموحات الشعب
  • قصفٌ مدفعي وجرحى في الجنوب.. هذا جديد وضع الجبهة!
  • قائد الثورة يدعو للخروج الكبير والمشرف غدًا حبًّا لرسول الله ونصرة لفلسطين