محلل سياسي: النزاع بين الفصائل المسلحة والامريكان مستمر والحكومة محرجة امام حلفائها من الطرفيين
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
أكد الباحث في الشأن السياسي، سيف رعد، ان العلاقة بين الحكومة العراقية والأمريكية خلال الفترة الحالية، تمر بمرحلة “عدم الثقة” بين الطرفين.
وقال رعد في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” “سبق وأبلغت الحكومة الأمريكية أنها عند استهدافها لمواقع الفصائل، ستصدر تنويهًا تخطر به الحكومة العراقية قبل الاستهداف، ولكن ما حصل هو أن هناك أماكن تم استهدافها بصورة مباشرة ودون سابق إنذار، الأمر الذي خلق نوعًا من عدم الثقة لدى الحكومة العراقية خلال تعاملها مع نظيرتها الأمريكية، خاصةً وأنهما تربطهما تحالفات واتفاقيات استراتيجية”.
وأضاف أن “السفيرة الأمريكية في بغداد، آلينا رومانوسكي، اشارت الى أن الشراكة العراقية الأمريكية شاملة، بالإضافة إلى وجود اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين، فالأمريكيون مهيمنون على الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية في العراق”.
وأشار إلى أن “الاستهدافات الأمريكية للمواقع العراقية سبب حرجًا للحكومة العراقية أمام شركائها، كما نعلم أن الحكومة العراقية هي حكومة فصائل، وأيضًا أمام الأمريكيين بسبب التصعيد الذي سببته تلك الفصائل واستهدافاتها المتكررة للقواعد الامريكية”.
وتابع قائلاً إن “الاستهداف بين الجانبين سيتواصل لان هذه الفصائل غير مرتبطة بالقائد العام للقوات المسلحة ولا بهيئة الحشد الشعبي، بل هي فصائل لها ارتباطات وامتدادات إقليمية ودولية، وهي تنفذ ما يطلب منها كحركة النجباء حيث أصدرت بيانات واضحة أبدت فيها امتعاضها من أداء الحكومة العراقية الحالية وتدخل السفيرة الأمريكية وما يحدث من دعم أمريكي لإسرائيل خلال حربها على قطاع غزة. كما أنها أطلقت على القوات الأمريكية المتواجدة بالعراق بقوات الاحتلال، والحكومة العراقية تصفها بقوات التحالف “.
وأشار إلى أن “هذا التناقض قد يصعد من حدة التوتر خلال الأيام المقبلة، ولن تتوقف الهجمات على الأمريكان خاصة مع اطلاقهم تحالف “حراس الازدهار” في البحر الاحمر ضد الحوثيين الامر الذي سيوسع الصراع أكثر في المنطقة وتكون ارتداداته على الساحة العراقية”.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
كلمات دلالية: الحکومة العراقیة
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي فلسطيني: نتنياهو لديه رغبة ونية لاسئتناف الحرب بعد حصوله على الضوء الاخضر من ترامب
قال اللواء عدنان الضميري، المحلل السياسي والأمني وعضو المجلس الاستشاري لحركة فتح، إن الأولوية القصوى لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هي الحفاظ على حكومته، التي تضم عناصر من اليمين المتطرف، أكثر من اهتمامه بتحرير الأسرى الإسرائيليين أنفسهم.
أستاذ علوم سياسية: نتنياهو يريد التلاعب في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بغزةبسبب ترامب | نتنياهو يقرر تأجيل مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة
وأوضح الضميري، خلال مداخلة عبر تطبيق "زووم" في برنامج "كلمة أخيرة" مع الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON، أن نتنياهو أقنع أعضاء حكومته بأن الاتفاق يُعد انتصارًا لإسرائيل، رغم أن الحقيقة تختلف عن ذلك، مشيرًا إلى أن الجانب الفلسطيني، بمساعدة مصر وقطر، يرى أن وقف المذبحة والإبادة كان إنجازًا كبيرًا بحد ذاته، حتى وإن كانت بقية بنود الاتفاق غير واضحة المعالم.
وحذر الضميري من أن المرحلة المقبلة من الاتفاق ستكون أكثر صعوبة بسبب الصياغات الغامضة لبعض البنود، مؤكدًا أن "الإسرائيليين لديهم تاريخ طويل في صياغة اتفاقيات تتيح لهم التهرب من الالتزامات، كما حدث في اتفاقية أوسلو والتفاهمات التي رعتها مصر في الحروب الخمس الماضية".
وأضاف أن مصر لعبت دورًا رئيسيًا في وقف الحروب السابقة، لكن التزام إسرائيل كان دائمًا غير كامل، مما يثير المخاوف بشأن مدى التزامها بتنفيذ الاتفاق الحالي.
وأشار الضميري إلى أن نتنياهو يواجه ضغوطًا داخلية من عائلات الأسرى الإسرائيليين والمعارضة، مما دفعه إلى الموافقة على اتفاق الهدنة، لكنه في الوقت ذاته يحاول طمأنة اليمين المتطرف بنيته استئناف الحرب لاحقًا.
وقال: "نتنياهو سيظهر أكثر وفاءً في العودة إلى الحرب بعد أخذ الموافقة المبدئية من دونالد ترامب، خلال اللقاء المرتقب بينهما في الرابع من فبراير، للحصول على دعم عسكري أمريكي إضافي".
وأكد أن الولايات المتحدة كانت شريكًا رئيسيًا في هذه الحرب، من خلال تزويد إسرائيل بكميات كبيرة من السلاح، مشيرًا إلى أنه بعد عودة ترامب للبيت الابيض رفع الحظر عن القنابل الثقيلة التي كان بايدن قد قيد استخدامها، وهو ما قد يزيد من حدة التصعيد العسكري في الفترة المقبلة في حال إسئتناف الحرب.
وعن مستقبل المصالحة الفلسطينية، أشار الضميري إلى أن مصر لعبت دورًا محوريًا في محاولة إنهاء الانقسام الفلسطيني منذ 2007، ولا تزال تبذل جهودًا مشكورة في هذا الاتجاه، حيث تستضيف في الوقت الحالي وفودًا من حركتي فتح وحماس لمواصلة الحوار.
وأضاف: "للأسف، حتى الآن، لا تزال حماس ترى أن نضالها مرتبط بالحفاظ على حكمها، رغم أننا في فتح لا نمانع وجودها في السلطة، ولكن تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".
وحذر الضميري من أن نتنياهو يسعى لفصل غزة عن الضفة الغربية كجزء من مخططه لمنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مؤكدًا أن "القيادة في حماس لم تدرك بعد خطورة هذا المخطط، الذي لا يستهدف غزة وحدها، بل يمتد ليشمل الضفة الغربية أيضًا، حيث تتعرض مخيمات جنين وطولكرم لهجمات شرسة".
وختم الضميري حديثه بالتأكيد على أن الفلسطينيين يواجهون مرحلة مصيرية تتطلب وحدة الصف، محذرًا من أن التباعد بين الفصائل الفلسطينية قد يمنح إسرائيل فرصة لتحقيق مخططاتها الرامية إلى تقسيم الأرض والقضاء على فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة.