٢٦ سبتمبر نت:
2025-03-18@21:26:44 GMT

يديعوت أحرونوت: الجيش يغرق في مستنقع غزة

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

يديعوت أحرونوت: الجيش يغرق في مستنقع غزة

ويتفق في وصفه مع التحليلات التي تجمع بأن المعارك البرية تتجه لتكون حرب استنزاف، وهو ما يعكس صمود حركة حماس التي تُكبّد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة بالجنود والعتاد والآليات العسكرية.

وتحمل هذه الكلمات التي لخصها يهوشع بالقول إن “الجيش الإسرائيلي يغوص في مستنقع غزة، وإن وحل غزة بات واقعيا”، في طياتها رسائل تدحض ادعاءات الجيش الإسرائيلي أنه يسيطر على مناطق واسعة شمالي القطاع، وكذلك تعبر عن التحديات التي تواجه القوات المتوغلة، في ظل المعارك الضارية والاشتباكات العنيفة مع فصائل المقاومة الفلسطينية التي توقع قتلى وجرحى بصفوف الجنود يوميا.

وأضاف المحلل العسكري أن الطقس العاصف زاد الطين بلة وصعّب من عمليات التوغل، فيما تفاقمت تعقيدات المعارك البرية المتمثلة بالاشتباك وجها لوجه، المسافة صفر، وإطلاق القذائف والصواريخ المضادة للدبابات والدروع، وأيضا نصب الكمائن وزرع العبوات الناسفة وإلقاء المتفجرات، والتخوف من إطلاق نيران صديقة، وكلها سمات “حرب العصابات”، حسب وصفه.

وأوضح يهوشع أن الجيش الإسرائيلي يواجه سيناريوهات معدة مسبقا من قبل مقاتلي حماس الذين يختبئون بالأنفاق، ويفخخون المنازل ويطلقون القذائف المضادة للدبابات.

وأكد أن هذه السيناريوهات تحولت إلى واقع على الأرض خلال سير المعارك البرية، قائلا إن “هذه الظروف واستعدادات حماس تقودنا إلى أننا ندفع وسندفع أثمانا باهظة في مواجهة مهمة احتلال الأرض وتطهيرها من المسلحين والقضاء على حماس، حتى يتمكن سكان النقب الغربي من العودة إلى بيوتهم”.

والحقيقة البسيطة، يقول المحلل العسكري، “هي أن الغارات الجوية والمدفعية وحدها لن تحقق هذه النتيجة، فقد بنت حماس مدينة تحت الأرض تعمل قوات الجيش الإسرائيلي على تفكيكها، وهو أمر صعب ومؤلم ومكلف”.

وينقل يهوشع عن مصدر عسكري في الجيش الإسرائيلي أن حماس “أقل ميلا إلى الدخول في اشتباكات ومواجهة مباشرة أو شن اقتحامات منظمة، وتفضل إطلاق النار من الخلف، وزرع العبوات الناسفة وألغام ضد المعدات والآليات العسكرية وتفجير وهدم مبان على قوات الجيش الإسرائيلي”.

القراءة ذاتها، استعرضها المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، الذي أكد أن هجمات قليلة تكفي لحماس لتكبد الجيش الإسرائيلي خسائر بالأرواح والمعدات بشكل يومي حتى في المناطق التي يسيطر عليها الجيش، والتي تشهد معارك ضارية واشتباكات عنيفة.

وأوضح المحلل العسكري أن استمرار العمليات العسكرية البرية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ينطوي عليها احتكاك شديد مع التشكيلات الدفاعية التابعة لحركة حماس التي تستمر في محاولات تعقب القوات المتوغلة في المناطق التي سيطر عليها الجيش الإسرائيلي، بينما في الأماكن التي لم تتحقق فيها السيطرة بعد، تكون المقاومة صعبة للغاية.

عندما تهاجم قوات ضخمة القطاع، لا تقل عن 4 فرق، يقول المحلل العسكري “فهذا يعني مساحة احتكاك كبيرة ومعقدة مع العدو، ضمن مناطق مكتظة بالبناء، حيث دُمِّرَت أجزاء كبيرة منها، بينما تحت الأرض، لا يزال نظام الأنفاق نشطا.

ويتم تنفيذ معظم الهجمات المضادة التي تقوم بها حماس بأساليب حرب العصابات”.

الجنود النظاميون والاحتياط الذين قتلوا بالحرب، يقول هرئيل “ذهبوا إلى الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول مع شعور قوي بأنه لا يوجد خيار آخر، سوى توجيه ضربة قوية لحماس، بما في ذلك عملية برية بالقطاع، لمحاولة تقليل بعض الأضرار التي سببها الهجوم المفاجئ، وتحسين الوضع الأمني بالجنوب ولتهيئة الظروف لعودة المختطفين”.

وبعد مرور 80 يوما، يقول هرئيل “مع مرور الوقت، سيجد الجمهور الإسرائيلي صعوبة في تجاهل الثمن الباهظ، وكذلك التشكيك في أن أهداف الحرب لا تزال بعيدة عن التحقيق، وأن حماس لا تظهر أي علامات على الاستسلام في المستقبل القريب”.

وفي ظل تعقيدات المشهد العسكري، وتعزيز التقديرات أن أهداف الحرب لن تتحقق على المدى القريب، ومع اشتداد المقاومة والاشتباكات في كل محاور التوغل، يعتقد مراسل الشؤون العسكرية في الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، يؤاف زيتون، أن المعارك البرية تتجه لتتحول إلى حرب استنزاف.

ويشير المراسل العسكري أن روتين القتال في غزة بدأ يستقر في أنماط ثابتة، متشابهة مع بعضها، قائلا “لقد أصبحت الوتيرة أبطأ لعدة أسباب، عمليات المسح المتكررة للخلايا المسلحة في المناطق التي سيطر عليها الجيش، والخوف من إطلاق نيران صديقة”.

وفي هذه الأثناء، يبدو أن حماس، يقول زيتون “تحقق أيضا في سير الأحداث والعمليات، وتتعلم الدروس، وتبحث عن نقاط الضعف في قوات الجيش الإسرائيلي بعد كل حادث، استعدادا لجولة أخرى من القتال في اليوم التالي”.

ومع ذلك، في معركة التعلم التي لا تنتهي، يقول المراسل العسكري “تظهر حماس صبرا ربما كان مخططا له مسبقا، حيث يلاحظ تضاعف استخدام القناصة ضد الجنود إلى جانب تسلط الضوء على نقاط ضعف الجيش، في وقت تبحث حماس باستمرار عن طرق لتجاوز العوائق التي يفرضها الجيش الإسرائيلي على أسلحتها”.

أمام هذا الواقع والتطورات الميدانية في ساحات القتال، يقول زيتون إن “الجيش الإسرائيلي لا يشعر بساعة رملية للتوقف أو ضغطا لإنهاء المناورة، لكن معدل تقدم القوات ليس سريعا، حيث يود الجيش إظهار أنه حقق بعض الإنجازات عند الانسحاب للمناطق الحدودية، والحفاظ على الوضع القائم من خلال التوغل البري المحدود وهجمات من الجو”.

وحول سير القتال وتطورات المعارك، يقول زيتون “يتم تمرير تعليمات للمسلحين عبر رسائل ورقية، وسط زيادة استخدام القناصين والعبوات الناسفة المموهة، حيث تخوض حماس معركة تعلم وتدريب قبالة الجيش الإسرائيلي، الذي يستخدم من ناحية أخرى حيلا قاتلة، وهناك في الجيش من يذكرون الحزام الأمني بالجنوب اللبناني، أي نقل النموذج اللبناني إلى غزة”.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی المعارک البریة المحلل العسکری

إقرأ أيضاً:

لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟

سلط تقرير نشره موقع "موندويس" الضوء على غضب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بعد موافقة حركة حماس على مقترح أمريكي للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر، وتسليم جثث أربعة إسرائيليين يحملون جنسية مزدوجة.

وقال التقرير الذي ترجمته "عربي21" إنّ "حماس ترى بهذه الخطوة وسيلة للتمهيد للمفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وتضع تل أبيب في موقف صعب برفضها الدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب".

وذكر أن موافقة حماس الأخيرة نابعة عن مواقفها السابقة، والتي رفضت مقترحا للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بالإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين المتبقين، وتحول المقترح إلى الإفراج عن خمسة أسرى فقط بينهم عيدان ألكسندر و4 جثث.

وتابع: "من المقرر أن تتحرك المفاوضات بشأن المرحلة الثانية وصولا إلى إنهاء الحرب بشكل دائم"، مضيفا أن "هذه التطورات وضعت إسرائيل في موقف حرج، نظرا لرفضها الدخول في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، أو التفكير في إنهاء الحرب بشكل دائم".



ولفت إلى أن "محادثات وقف إطلاق النار دخلت مرحلة جديدة في وقت سابق من هذا الأسبوع مع عودة المفاوضين إلى الدوحة، لمناقشة إمكانية التوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين إسرائيل وحماس، وقد مدد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إقامته في المنطقة حتى نهاية الأسبوع لدفع المفاوضات إلى الأمام، كما أرسلت إسرائيل فريقًا تفاوضيًا يضم منسق الحكومة الإسرائيلية لشؤون الرهائن ومسؤولًا في الاستخبارات الداخلية الإسرائيلية والمستشار السياسي لنتنياهو أوفير فالك".

ويأتي تجدد المفاوضات في ظل وقف إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وقد أدى إغلاق جميع نقاط العبور إلى غزة ومنع إدخال المساعدات إلى القطاع إلى نقص في المواد الغذائية والوقود وإغلاق المخابز في القطاع، بالإضافة إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية للمعيشة.

وأشار التقرير إلى أن نتنياهو صرح في أوائل الشهر الحالي بأنه لن يكون هناك "غداء مجاني لغزة" طالما لم يتم إطلاق سراح أسرى إسرائيليين جدد، في خطوة تمثل انتهاكًا لشروط وقف إطلاق النار المتفق عليها، حيث لم يكن من المقرر إطلاق سراح أي أسرى جدد قبل بدء المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وانسحاب إسرائيل من ممر فيلادلفيا على طول الحدود مع مصر.

ومن الاستراتيجيات الأخرى التي اتبعها نتنياهو وحلفاؤه في تخريب مفاوضات وقف إطلاق النار هي تهديداته باستئناف الهجوم الإسرائيلي على غزة، فقد صرح وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بأن إسرائيل تستعد لهجوم متجدد وأشد قسوة، كما هدد نتنياهو نفسه حماس وسكان غزة خلال خطاب له في الكنيست الإسرائيلي بعواقب "لا تُحتمل" إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.



وبحسب التقرير، جاء تعبير حماس عن استعدادها لتسليم أسير إسرائيلي وجثث أربعة آخرين مقابل التفاوض على المرحلة الثانية، ليضع حدًا لتكتيكات نتنياهو التخريبية.

وأوضح التقرير أن هذا التحول جاء إثر إجراء الولايات المتحدة محادثات مباشرة مع حماس دون وساطة، في خطوة تكسر ثلاثة عقود من العرف الأمريكي في رفض التفاوض مع المنظمات التي تعتبرها "إرهابية".

وذكر أنه "رغم محدودية صلاحيات الوفد الإسرائيلي الذي أُرسل إلى الدوحة، إلا أن استئناف المحادثات بعد أسبوع متوتر من التهديدات الإسرائيلية يظهر تغيرًا في الموقف الأمريكي الذي انتقل من اقتراح ترامب الاستفزازي بتطهير عرقي للفلسطينيين من غزة إلى مناقشة الشروط مباشرة مع حماس وتقديم مقترحات متتالية للانتقال إلى محادثات حول إنهاء الحرب".

وفي صلب هذا التغيير مسألة إعادة إعمار غزة ومقترح القمة العربية البديل؛ حيث عرض اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة يوم الأربعاء الماضي الخطة على ويتكوف، واتفقوا على مناقشتها في المحادثات الجارية كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع.

وختم التقرير بقوله: "بينما يضع الفلسطينيون في غزة وعائلات الأسرى الإسرائيليين آمالهم في جولة المحادثات المتجددة في الدوحة، فإن احتمالات التوصل إلى اتفاق نهائي لا تزال بعيدة؛ فحكومة نتنياهو لا تُظهر أي علامة على استعدادها لإنهاء الحرب، وستحاول الآن إيجاد طريقة لتجنب المضي قدمًا في المفاوضات وإيجاد طريقة لإلقاء اللوم على حماس، كما فعلت مرات عديدة في الماضي".

مقالات مشابهة

  • محمد الحوثي يعزي في استشهاد عدد من قادة حماس والناطق العسكري لسرايا القدس
  • حماس: الخيار العسكري لن يعيد الأسرى الإسرائيليين ويعني التضحية بهم
  • الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل الضربة الافتتاحية ضد غزة
  • الجهاد الإسلامي تكشف هوية الناطق باسم جناحها العسكري بعد استشهاده في غارة إسرائيلية
  • الجيش الإسرائيلي: نفذنا ضربات مكثفة على أهداف تابعة لحماس في غزة
  • رائحة الموت تنبعث من أحد أحياء الخرطوم على وقْع المعارك بين الجيش و«الدعم السريع»
  • الأمم المتحدة تعارض الوجود العسكري الإسرائيلي في المنطقة العازلة بين سوريا والجولان المحتل
  • هرتسي هاليفي: حماس استخدمت الهدوء كفخ محكم لخداع الجيش الإسرائيلي
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق يُشيد بـ "حماس"!  
  • لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟