يمن مونيتور:
2024-07-01@20:04:41 GMT

تحرير العقل الجمعي من الغوغائية

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

تحرير العقل الجمعي من الغوغائية

عندما نتحدث عن العلم، فأننا نتحدث على ركيزة مهمة في عملية بناء المستقبل، في مواجهة حالة الانهيار العام، ونركز على العقل في مواجهة غوغائية التملق للجماهير لاستغلال مشاعرها، وكسب ودِّها وإثارة غوغائية بعضها، لهدف فقدان استقلالية الفكر ليتبع عقلية القطيع، في مشروع ظاهره بنا، وباطنه خراب.

منذ أن وعيت على هذه الأرض الطيبة، وعشنا تجربة الكفاح المسلح، واحلام الاستقلال والحرية والسيادة على الأرض، تنهار تلك الاحلام ويخذل الناس، حتى وصلنا لما وصلنا إليه من تدمير للإنسان والفكر والقيم والاخلاقيات، فقدنا الإرادة الحقيقة في حق تقرير المصير والسيادة على الأرض، والحرية اليوم مصادرة والقرار مرتهن، ومشاريعنا الوطنية بكل تعددها تنهار امام اعيننا، وافكارنا لا تجد بيئة صالحه لتبلورها، حيث لا فرصة للعقل والمنطق، وصارت الغوغائية تحكمنا، وخطاب التملق للجماهير يصدح، ليصنع ضوضاء سلوكية وفوضى فكرية، تشوش الصورة، وتتوه الناس، وتصنع لهم أعداء من بينهم، لتطويق رقابهم كخطام بيد السياسي الجاهل في مقود العقل الجمعي، ويصبح صنم كل قرارته محل ثقه للتابعين، يبدأ الجهل من هنا يقود الناس للكارثة، نصنع له كاريزما القائد الملهم على العقل والمنطق، يصرح هنا وهناك، بقليل من الكلام الذي يدغدغ مشاعر الناس ويرضي فضولهم، بكلام عفوي غير مترابط يشعل الحماس الغوغائي، ويشعرهم انه واحدا منهم.

ولهذا نرى أن قضيتنا اليوم هي التصدي للجهل وهد معبد الغوغائية، وتدعيم ركائز العلم والعقل والمنطق، تعزيز شريحة البناء، وهي الشريحة التي تضم كل طاقات المجتمع ومن اجل نصرة الفكرة، التي تبدأ بتعزيز دور المجتمع، وإصلاح ما خربته الغوغائية، تعافي المجتمع لإعادة الروح اليه، نصنع وعيا جماهيريا يجمع الناس، وتخشى منه السلطة، أكبر انجاز يمكن ان يحققه مناضل اليوم ان يحرك المجتمع ليدافع عن مصالحه.

مع الأسف، أن الغوغائية آفة من إنتاج الجهل والتخلف، حتى وان وجدنا بعض المتعلمين ومن يدعون الثقافة في قطيع الغوغائية، فهم ضمن قطيع المصالح والنفعية البراغماتية والديماغوجية السياسية، يتبعون القطيع، قطيع يقوده من لا يستطيع ان يقرأ المتغيرات السياسية، ولا يستطيع ان يدير عملية سياسية، ولا تحالفات سياسية، مجرد قائد مقاد من أطرف كبرى، مهمته السيطرة على القطيع حتى لا يتمرد على المخطط، قائد مرتهن وجد من اجل تنفيذ اجندات واطماع خارجية، أو مرتهن لفكر شاذ وماضي تعيس.

عندما ندعو لمحاربة الجهل، فنحن ندعو لقطع دابر الغوغائية، التي نشهدها اليوم من عدة أطراف، وتصب خدمتها لنفس المشروع، الغوغائيين لا يطيقون الحديث عن الأفكار النيرة، ولا يفهمونها، واليوم يعيش العقل والمنطق في أزمة مع الغوغائية، ويناضل ويكافح بصعوبة في مواجهة الجهل والغوغائية التي عطلت كل مشروع وطني وفكر انساني تحرري، كل نضال الشرفاء في مواجهة المؤامرة لتدمير وطن وإهانة أمة وكرامة الإنسان فيها وحق تقرير المصير للأرض والهوية.

ولهذا ندعو كل العقلاء والصادقون والشرفاء المناضلون التصدي للغوغائية من اجل الانطلاق للمستقبل، متحررين من كل قيود الماضي أو الارتهان لمشاريع استعمارية كانت وما زلت تعيق تطورنا، وان شاء الله وصلت الفكرة.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: كتابات يمن مونيتور فی مواجهة

إقرأ أيضاً:

هبة عبد العزيز تكتب: ثورة 30 يونيو كانت بمثابة المخرج للمرأة المصرية من الوقوع فى فخ الجهل والتجهيل الذى مارسته الجماعة المحظورة

أهنىء السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية والشعب المصرى  والمرأة المصرية كما أهنىء نفسى بمناسبة ذكرى مرور ١١ سنة على ثورة ٣٠ يونيه.

تلك الثورة التى كانت بمثابة الترياق للحفاظ على الهوية المصرية والروح الوطنية من مغبة الفوضى والضياع الذى لحق بالعديد من الدول الشقيقة والجارة بكل آسف،  تلك الثورة أيضا التى انتشلت الشعب المصرى من خوف الدخول فى حرب أهلية  لا قدر الله لا يدرى أيا منا إذا إشتعل فتيلها كيف متى وكيف يمكن إطفاءه، فتلك الثورة هى التى وحدت جموع الشعب المصرى العظيم على قلب رجل واحد.

واليوم أتذكر معكم يا نساء مصر  الدور الاستثنائي لنا جميعا - المرأة المصرية -، حيث كنا أول الفئات التى أدركت مدى خطورة الوضع الذى تعانى منه البلاد، وما كانت تبيت وتخطط له جماعة الإخوان المحظورة من شر حول الوطن، فقد كنا أكثر من عانى من ممارسات التجاهل تارة،  ومحاولات التجهيل تارة آخرى سواء على المستوى السياسى أو الإقتصادي أو الدينى أو الإجتماعى والثقافى ولعل هذا الأخير هو الأخطر.
ولعلى أرى أن من أهم الإنجازات والمكتسبات لثورة ٣٠ يونيه هو ما تحقق فى مجال دعم المرأة المصرية على العديد من المستويات، فلا بد من الايمان بأهمية دور النساء فى تقدم أو تأخر المجتمعات، لذا فقد وضعت الدولة المصرية استراتيجية ٢٠٣٠ لتمكين المرأة المصرية على المستويات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية، وهى أول استراتيجية تضعها دوله على مستوى العالم تخص النساء.

مقالات مشابهة

  • هبة عبد العزيز تكتب: ثورة 30 يونيو كانت بمثابة المخرج للمرأة المصرية من الوقوع فى فخ الجهل والتجهيل الذى مارسته الجماعة المحظورة
  • الفساد للرُكب
  • تفاصيل جلسة جوميز مع لاعبي الزمالك قبل مواجهة فاركو في الدوري
  • الهدف الأمريكي من استهداف القطاع الثقافي للمجتمع اليمني
  • هيبة العالِم والمنطق المعوَج
  • كيف نقرأ واقع المجتمعات الإنسانية؟
  • "الخدمات المالية" تستعرض دور التأمين في مواجهة المخاطر السيبرانية.. اليوم
  • الجهل نعمة!!
  • عتاب إلى الشركة المختصة بإدارة النفايات
  • هل يجب عليك إزالة ضرس العقل؟