يمن مونيتور:
2025-04-26@03:08:33 GMT

تحرير العقل الجمعي من الغوغائية

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

تحرير العقل الجمعي من الغوغائية

عندما نتحدث عن العلم، فأننا نتحدث على ركيزة مهمة في عملية بناء المستقبل، في مواجهة حالة الانهيار العام، ونركز على العقل في مواجهة غوغائية التملق للجماهير لاستغلال مشاعرها، وكسب ودِّها وإثارة غوغائية بعضها، لهدف فقدان استقلالية الفكر ليتبع عقلية القطيع، في مشروع ظاهره بنا، وباطنه خراب.

منذ أن وعيت على هذه الأرض الطيبة، وعشنا تجربة الكفاح المسلح، واحلام الاستقلال والحرية والسيادة على الأرض، تنهار تلك الاحلام ويخذل الناس، حتى وصلنا لما وصلنا إليه من تدمير للإنسان والفكر والقيم والاخلاقيات، فقدنا الإرادة الحقيقة في حق تقرير المصير والسيادة على الأرض، والحرية اليوم مصادرة والقرار مرتهن، ومشاريعنا الوطنية بكل تعددها تنهار امام اعيننا، وافكارنا لا تجد بيئة صالحه لتبلورها، حيث لا فرصة للعقل والمنطق، وصارت الغوغائية تحكمنا، وخطاب التملق للجماهير يصدح، ليصنع ضوضاء سلوكية وفوضى فكرية، تشوش الصورة، وتتوه الناس، وتصنع لهم أعداء من بينهم، لتطويق رقابهم كخطام بيد السياسي الجاهل في مقود العقل الجمعي، ويصبح صنم كل قرارته محل ثقه للتابعين، يبدأ الجهل من هنا يقود الناس للكارثة، نصنع له كاريزما القائد الملهم على العقل والمنطق، يصرح هنا وهناك، بقليل من الكلام الذي يدغدغ مشاعر الناس ويرضي فضولهم، بكلام عفوي غير مترابط يشعل الحماس الغوغائي، ويشعرهم انه واحدا منهم.

ولهذا نرى أن قضيتنا اليوم هي التصدي للجهل وهد معبد الغوغائية، وتدعيم ركائز العلم والعقل والمنطق، تعزيز شريحة البناء، وهي الشريحة التي تضم كل طاقات المجتمع ومن اجل نصرة الفكرة، التي تبدأ بتعزيز دور المجتمع، وإصلاح ما خربته الغوغائية، تعافي المجتمع لإعادة الروح اليه، نصنع وعيا جماهيريا يجمع الناس، وتخشى منه السلطة، أكبر انجاز يمكن ان يحققه مناضل اليوم ان يحرك المجتمع ليدافع عن مصالحه.

مع الأسف، أن الغوغائية آفة من إنتاج الجهل والتخلف، حتى وان وجدنا بعض المتعلمين ومن يدعون الثقافة في قطيع الغوغائية، فهم ضمن قطيع المصالح والنفعية البراغماتية والديماغوجية السياسية، يتبعون القطيع، قطيع يقوده من لا يستطيع ان يقرأ المتغيرات السياسية، ولا يستطيع ان يدير عملية سياسية، ولا تحالفات سياسية، مجرد قائد مقاد من أطرف كبرى، مهمته السيطرة على القطيع حتى لا يتمرد على المخطط، قائد مرتهن وجد من اجل تنفيذ اجندات واطماع خارجية، أو مرتهن لفكر شاذ وماضي تعيس.

عندما ندعو لمحاربة الجهل، فنحن ندعو لقطع دابر الغوغائية، التي نشهدها اليوم من عدة أطراف، وتصب خدمتها لنفس المشروع، الغوغائيين لا يطيقون الحديث عن الأفكار النيرة، ولا يفهمونها، واليوم يعيش العقل والمنطق في أزمة مع الغوغائية، ويناضل ويكافح بصعوبة في مواجهة الجهل والغوغائية التي عطلت كل مشروع وطني وفكر انساني تحرري، كل نضال الشرفاء في مواجهة المؤامرة لتدمير وطن وإهانة أمة وكرامة الإنسان فيها وحق تقرير المصير للأرض والهوية.

ولهذا ندعو كل العقلاء والصادقون والشرفاء المناضلون التصدي للغوغائية من اجل الانطلاق للمستقبل، متحررين من كل قيود الماضي أو الارتهان لمشاريع استعمارية كانت وما زلت تعيق تطورنا، وان شاء الله وصلت الفكرة.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: كتابات يمن مونيتور فی مواجهة

إقرأ أيضاً:

جامعة القناة تعزز قيم الولاء والانتماء في ندوة توعوية بدار الرحمة للبنات احتفالًا بأعياد تحرير سيناء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظمت جامعة قناة السويس ندوة توعوية بدار الرحمة للبنات بهدف تعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن، تأكيدًا على رسالتها المجتمعية ودورها في بناء وعي وطني أصيل لدى النشء، وذلك في إطار احتفالات الجامعة بأعياد تحرير سيناء.

جاءت الندوة تحت رعاية الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، الذي أكد أن الجامعة لا تقتصر على رسالتها التعليمية داخل الحرم الجامعي، بل تمتد مسؤولياتها لتشمل المجتمع المحلي بكافة فئاته، مشيرًا إلى أن تعزيز الانتماء للوطن هو حجر الأساس في بناء أجيال واعية قادرة على العطاء والعمل من أجل مستقبل أفضل.

 

أهمية دعم الفتيات 

 

أقيمت الندوة تحت إشراف عام من الدكتورة دينا أبو المعاطي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، التي شددت على أهمية دعم الفتيات في دور الرعاية بالمعرفة والوعي الوطني، وتمكينهن من الانخراط في المجتمع بثقة وإيجابية، مؤكدة أن الفعاليات التي تنظمها الجامعة تستهدف ترسيخ القيم الأخلاقية والوطنية وتنمية المهارات الحياتية.

 

مد جسور التواصل 

 

كما تمت الندوة تحت إشراف الدكتور مدحت صالح، عميد كلية التربية، الذي أوضح أن الكلية حريصة على مد جسور التواصل بين الجامعة والمجتمع المحلي من خلال كوادرها الأكاديمية بما يسهم في تقديم برامج نوعية هادفة تعزز من وعي المواطن ومسؤوليته تجاه وطنه.

 

العمل من أجل الوطن 

 

وقدّم المحاضرة الدكتور عمرو مصطفى، المدرس بكلية التربية، حيث تناول مفهوم المواطنة باعتبارها تجسيدًا للانتماء والإخلاص في العمل من أجل رفعة الوطن، موضحًا الفارق بين مفهومي الولاء والانتماء، ومؤكدًا أن المواطنة الفعالة تتطلب تحمل المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية تجاه المجتمع.

كما أشار إلى أن السعادة الحقيقية تنبع من القدرة على مواجهة تحديات الحياة بثقة وتفاؤل، وأن معرفة الفرد لذاته وشخصيته الحقيقية تمكّنه من التفاعل الإيجابي مع محيطه المجتمعي، بما يعزز من أدواره التنموية ويؤكد على مكانته كمواطن فاعل في خدمة الوطن وشهدت الندوة تفاعل الطلاب والمشرفين مع المحاضر والرد علي استفساراتهم.

نظم الندوة  ايفون حبيب مدير إدارة الإتصالات والمؤتمرات بقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة قناة السويس.

مقالات مشابهة

  • تحرير 173 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: حين ينفصل العقل عن الإيمان ينهار العمران وتنحرف القاطرة عن القضبان.. والإفلاس الحقيقي إتيان المرء يوم القيامة متلبسًا بظلم الناس
  • جامعة القناة تعزز قيم الولاء والانتماء في ندوة توعوية بدار الرحمة للبنات احتفالًا بأعياد تحرير سيناء
  • علماء: أدوات اللغة تسهّل الفهم والاستنباط
  • خالد الجندي: لازم نلتزم برأي الأزهر في الفتوى العامة التي تمس المجتمع
  • الكشف عن الأهداف التي طالها القصف الأمريكي في صنعاء اليوم
  • تحوّل بفعل الناس.. طريق هيئة تحرير الشام إلى السلطة في سوريا
  • معارض الكتب.. الكلمة التي تبني وطنا
  • موقف عمومي
  • التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات