رصد – نبض السودان

قال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية السودانية لـ «سودان تربيون»، الثلاثاء إن الترتيبات الخاصة بعقد اللقاء المباشر بين القائد العام للقوات المسلحة وقائد قوات الدعم السريع لم تكتمل حتى الآن.

وفي التاسع من ديسمبر الجاري، عقدت منظمة الإيقاد قمة استثنائية حول الأوضاع في السودان حظيت بمشاركة دولية واقليمية واسعة، وانتزعت القمة موافقة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي، على عقد لقاء مباشر بينهما.

وقال المسؤول ” بحسب علمي لم تكتمل ترتيبات عقد اللقاء بعد”.

ومن المنتظر أن يناقش اللقاء وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية عبر توقيع اتفاق بين القائدين ومتابعة ومراقبة الايقاد.

ونقل موقع قناة الشرق الثلاثاء عن مصادر لم يسمها أن رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان تسلم خطابا من رئيس منظمة ايقاد يدعوه للقاء قائد قوات الدعم السريع الخميس المقبل في جيبوتي.

وكان رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، أعلن الاثنين انه بعث رسالتين لكل من البرهان وحميدتي لعقد لقاء عاجل بغرض التشاور حول السبل الكفيلة بوقف الحرب.

وينتظر السودانيون بترقب وأمل للقاء المرتقب لوقف الحرب والقتال الدائر بين الطرفين منذ منتصف أبريل المنصرم سيما بعد تمدد القتال الى ولايات جديدة بينها الجزيرة المتاخمة للعاصمة الخرطوم.

وتضغط دول وأطراف اقليمية ودولية بقيادة الولايات المتحدة على أطراف النزاع لعقد اللقاء في محاولة لوقف القتال والعدائيات والانخراط في عملية سياسية لإنهاء الأزمة السودانية.

من جهة أخرى توقع تحالف الحرية والتغيير توصل قائدا الجيش والدعم السريع حال عقد الاجتماع المرتقب إلى اتفاق يمهد لإيقاف مؤقت أو نهائي للحرب.

ولم يستبعد عضو التحالف والمتحدث الرسمي لحزب التحالف السوداني شهاب الطيب ان يؤدي الضغط الداخلي بفعل الانتهاكات الحالية، وفشل الطرفين في تحقيق انتصار بجانب ضغط المجتمع الإقليمي والدولي توصل اجتماع الرجلين إلى اتفاق يمهد لإيقاف مؤقت أو نهائي للحرب.

ورهن ذلك بالاتفاق على تحجيم وعزل دور قادة الحركة الإسلامية ومجموعاتها التي تقود الحرب تحت مزاعم حرب الكرامة، واضاف ان هناك مستفيدين في الطرفين من استمرار الحرب، مشدداً على ضرورة تحجيم أدوار كل هذه المجموعات وعزلها حتى يتم التوصل لإيقاف الحرب وبدء عملية سياسية تنتهي ببناء جيش وطني واحد احترافي يعمل وفق الدستور في حماية المواطنين وليس قتلهم.

وأشار إلى ان اتساع رقعه الحرب يفرض على القائدين تحمل مسؤولية إنهاء هذه الحرب.

من جهته قال الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني شريف محمد عثمان إن اللقاء المرتقب لقائدي الجيش والدعم السريع يمثل فرصة كبيرة لإيقاف الحرب ووقف العدائيات بين الطرفين والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية وتوفير مناطق آمنة للمدنيين.

واكد شريف محمد عثمان لسودان تربيون أن اللقاء يمهد للشروع في إجراء مناقشات سياسية تقدم حلول جذرية لقضايا الحرب في البلاد منها حرب 15 أبريل وإنهاء معاناة السودانيين ممتدة لعقود طويلة.

ودعا قائدا الجيش والدعم السريع للتحلي بالارادة الكافية لإنهاء معاناة الشعب السوداني وتحمل مسؤولية سلامة السودانيين التي تتطلب أكثر جدية ورغبة في تقديم كل التنازلات اللازمة لإيقاف هذه الحرب.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: الخارجية السودانية تكتمل لم

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع يدمر حاضر السودانيين وقادة الجيش والإسلاميون يدمرون مستقبلهم

منذ ١٧ شهراً، يعيش السودان في صراع مستمر، حيث يجد السودانيون والسودانيات أنفسهم في مواجهة تدمير آني لحاضرهم ومستقبلهم بواسطة أولئك المناط بهم حماية مصالحهم ومن يدعون ذلك.

قوات الدعم السريع والحرب على حاضر السودان

تُعتبر قوات الدعم السريع رمزاً للدمار وعدم الاستقرار في حياة السودانيين. نشأت هذه القوات في إطار نظام الإسلاميين كقوة غير نظامية لها نفوذ واسع، وبدأت عملياتها بتدخلات مدمرة في دارفور، وامتدت تأثيراتها لاحقاً إلى مناطق أخرى، مخلفةً وراءها آثاراً كارثية على حياة الناس ومؤسسات الدولة والمجتمع.
لم تقتصر هجمات قوات الدعم السريع على الاشتباكات المسلحة فقط، بل طالت أيضاً حياة المدنيين وممتلكاتهم، والأنظمة الاجتماعية، والخدمات الأساسية، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية وتشتيت السكان ونهب الموارد. وفي ظل سيطرتهم، أصبح من الصعب على المواطنين العيش بأمان أو السعي لكسب العيش، فقد قتلت الناس وهتكت عروضهم ونهبت أموالهم ودمرت سبل حياة الناس بالكامل. هذا الدمار الذي يطال الحاضر لن يختفي بسهولة، إذ أن آثاره الاجتماعية والنفسية والاقتصادية ستستمر لتؤثر على الأجيال القادمة، تاركةً وراءها جروحاً يصعب التئامها.

قيادة الجيش والإسلاميون وظلالهم على مستقبل السودان

بينما تدمر قوات الدعم السريع الحاضر، يُعَرِّض قادة الجيش والإسلاميون مستقبل السودانيين للخطر. فبدلاً عن بناء جيش وطني موحد، تعتمد قيادة القوات المسلحة والإسلاميون على تعزيز شبكات من الميليشيات القبلية والمناطقية كقوة موازية للدعم السريع، وبعض هذه المليشيات لها امتدادات قبلية مع دول جارة. المفارقة هنا أن هذا النهج ذاته تسبب في معضلة الدعم السريع، الذي يتمتع بعلاقات خارجية مستقلة وموارد مالية وقوانين خاصة.
تشكل هذه التحالفات بين قيادة الجيش والاسلاميين والميليشيات الجديدة هذه والقديمة تهديداً للاستقرار الوطني. فعندما تعتمد المؤسسة العسكرية الأولى في البلاد على الميليشيات، فإن ذلك يقضي على أي فرصة لبناء دولة قوية متماسكة. والأدهى من ذلك، يساهم هذا الأسلوب في تحويل السودان إلى مجتمع مليء بالانقسامات والصراعات الداخلية.
ومن منظور سياسي، فإن استراتيجيات قادة الجيش والإسلاميين تلقي بظلالها على الحكم في البلاد، إذ يركزون على تأمين سلطتهم من خلال تقوية نفوذ الميليشيات بدلاً من السعي لتأسيس نظام ديمقراطي أو حتى نظام عسكري متماسك داخلياً. نتيجةً لذلك، يصبح الانتقال إلى الاستقرار في السودان أكثر صعوبة، ويظل السودان محصوراً في دائرة مغلقة من الانقسامات، مما يعطل أي محاولة جادة لإقامة دولة قائمة على الوحدة وذات استقرار نسبي.

تأثيرات مزدوجة على المجتمع السوداني

وفي ظل هذا الواقع، يجد المواطنون السودانيون أنفسهم في وضع مأساوي. بينما تسلب قوات الدعم السريع الاستقرار من الحاضر، تضمن قيادة الجيش والإسلاميون مستقبلاً مليئاً بالتشظي والانقسامات. هذا الصراع المتبادل يهدد المجتمع السوداني بأكمله، ويمنع أي تقدم حقيقي نحو بناء دولة تحترم مواطنيها وتسعى لتحقيق تطلعاتهم. وبدلاً من أن يكون الجيل الجديد حاملاً لراية النهوض بالوطن، يجد نفسه ضحية لصراع لم يختاره، مما يدفعه إلى الهجرة أو الانخراط في نزاعات لا دخل له فيها. في ظل هذا الوضع، يتم تهميش قطاعات التعليم والرعاية الصحية والتنمية الاقتصادية، فتُترك الأجيال القادمة دون أي أساس قوي لبناء سودان مستقر وربما لا وجود للسودان الذي نعرفه حاليا.

ما يواجهه السودان اليوم هو أزمة وجودية تتطلب تدخلات حاسمة من أجل إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس قومية موحدة، بعيداً عن النزعات القبلية والتحالفات المؤقتة. الحلول قد تكون بعيدة المنال حالياً، لكنها تبدأ بوعي المجتمع السوداني بمخاطر هذه السياسات والسعي للوحدة الوطنية، إضافة إلى ضغط المجتمع الدولي لدعم السودان في سعيه لتحقيق السلام والاستقرار.

mkaawadalla@yahoo.com

محمد خالد  

مقالات مشابهة

  • الخارجية السودانية تتهم الدعم السريع بقتل 120 مدنيا بولاية الجزيرة
  • الخارجية المصرية تجدد رفضها التدخل الخارجي في الأزمة السودانية
  • بعد حصار الدعم السريع ... 79 قتيلا بولاية الجزيرة السودانية
  • اتفاق سوداني إيراني لتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري
  • وزير الخارجية السوداني: الحرب ستنتهي خلال شهرين أو ثلاثة بانتصار الجيش
  • البرهان يلتقي ميريانا سبوليارتش
  • أطراف الحرب السودانية ترحّب بفوز «ترامب» بالانتخابات الأمريكية
  • البرهان يبلغ رئيسة الصليب الأحمر تحفظات عن أداءها في السودان
  • الدعم السريع يدمر حاضر السودانيين وقادة الجيش والإسلاميون يدمرون مستقبلهم
  • بيان مشترك من حركة العدل والمساواة السودانية والحزب الإتحادي الموحد