موقع النيلين:
2025-03-16@22:48:05 GMT

شرح التلاعب على التناقضات!

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT


أمريكا احتلت العراق في 2003 وبدأت في مفاوضات مع المقاومة في 2005 وتشمل قيادات من حزب البعث والنظام العراقي السابق، بينما استمرت في تكليف الحكومة المصنوعة باجتثاث البعث.

أمريكا اطاحت بحركة طالبان وبدأت المفاوضات معها مع أول تقدم ميداني كبير، وكانت تراوغها وتضربها بلؤم، لتفاوضها وهي ضعيفة، ثم تفاهمت مع إيران حول أفغانستان ونسقت معها ضد طالبان، بينما تحاربها في العراق ولبنان، وهذا -لتقريب الصورة- توصيف معروف في العلاقات الدولية باسم Frenemy، ولكنه في حالة إيران بنسبة ضئيلة تزداد في عهد الديموقراطيين وتنقص في عهد الجمهوريين.

لاحقا استقر موقف أمريكا على التفاوض علنا مع طالبان في الدوحة ثم فرض الشراكة على الحكومة العميلة التي صنعتها في أفغانستان بحجة عدم فعاليتها وعزلتها الداخلية، وأمريكا هي من صنعت لها عزلتها وفاوضت خصمها، وساندت اعفاء بعض مسئولي طالبان من العقوبات وحظر السفر داخل الأمم المتحدة، لانها حتى تفاوض كيانا ما تحتاج لتجميد العقوبات، وترددت الحكومة العميلة في الشراكة مع طالبان، و وجدت طالبان الفرصة مناسبة، وأمريكا مرتبكة بسبب روسيا والصين و”جازفت” القصة كلها، بدون شراكة، مما جعل أمريكا تلملم ما تبقى من عملاء ووزراء وقادة الجيش العميل في طائرة شحن عسكرية حتى لا تعدمهم طالبان، وهو ما سماه أعضاء في الكونغرس بالخروج المذل.

في العراق مجددا، قال القيادي البعثي العراقي صلاح المختار في 2019 نفاوض أمريكا حاليا وفاوضناها كثيرا من قبل.

أمريكا فاوضت الحوثيين في سلطنة عمان، ثم توقفت، وللغرابة انطلقت عاصفة الحزم في مارس 2015 بينما فاوضت أمريكا الحوثيين في مايو 2015 يعني بدأت الحرب عليهم وصنعت قناتها معهم، ثم فاوضتهم عبر السعودية وازالتهم من قائمة الارهاب في عهد ترمب، لمساعدة السعودية على انجاح حوارها معهم، ومن حينها تسعى الأمارات الى اعادة تصنيف الحوثيين بالإرهاب وتفشل، تحاول وتفشل، حتى مطلع ديسمبر الجاري حاولت عبر مجلس الأطلسي في ملتقى بغرض افشال الحوار السعودي اليمني لأنه يعيد الاستقرار ويهدد مستعمراتها في سوقطرى وعدن والمخا، التي تخزن فيها الاسلحة وتدرب المرتزقة، حيث بلغت بالامارات الجرأة قصف الجيش اليمني الموالي للسعودية في 2019، وقتلت منه “300 جنديا وضابطا”، وبالرغم من تهديد الحوثيين لأمريكا في البحر الأحمر، تتحدث واشنطون عن عقوبات على الحوثيين وليس اعادة التصنيف كما تريد الامارات، وأنا واثق أنها ستضرب أهدافا للحوثيين لارضاء الرأي العام وحلفاءها، ثم تفاوضهم لتبتز الأمارات.

في ظل هذه السياسة الأمريكية القائمة على الاحتواء المتعدد والتلاعب بالتناقضات، أي حكومة تعول على صفقة عاجلة وسرية مع أمريكا بمطلوبات بسيطة، هي حكومة تحلم بشيء (روسيا ما بتلقاه).

إذن الأفضل عدم التفريط إبدا في السند الداخلي ونقاط القوة، واخراجها من بند المساومات تماما، لأن الغرض أصلا سلب الحكومة من نقاط القوة والاستثمار فيها خارجها، ليس الغرض أنهم يكرهون طالبان أو شيعة أو إسلاميين .. في كل حالة.

هم يعلمون أن العلاقة بين أي حكومة في السودان و الاسلاميين نقطة قوة في تدوير الجهاز التنفيذي وفي القوة الأمنية والعسكرية، لذلك حرصوا على إضعاف الحكومة وتجريدها من هذه النقطة لتكون الهزيمة سهلة بالنسبة لخصومها، ثم منحوا الضوء الأخضر للمخطط الإماراتي الاسرائيلي واحتفظوا بالمسار المصري في حال الفشل.

هذه سياسات أمريكية مستقرة، ومتطورة منذ الاربعينات، ولقد وجدت نفسي أمام 12 مجلدا في مكتبة المركز الأمريكي للسلام للتعرف علي أحداث ومعالجات مشابهة.

وبغرض الاخراج المؤسسي، هم ببساطة يفعلون الشيء ثم يرجعون عنه ويستبدلون المواقف، اقرئوا دراسة De-baathification, US blunder من جامعة جورج ميسون الأمريكية، ونقد الحالة الأفغانية و الكثير الكثير.

يقلقني جدا، أن يتوصل حاكم الى تفاهمات سرية مع الخارج ضد فصيل من أبناء وطنه ولا ينتظر تعاملا خسيسا من الخارج، وانتقاما من الداخل، وهو عين ما يريدونه.
والحل .. في الاستنفار الشعبي والتصالح العلني مع الاسلاميين.. نعم وفورا!

مكي المغربي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

رجل في الأخبار: زعيم الحوثيين يواجه أمريكا بالتحدي

17 مارس، 2025

بغداد/المسلة:  يتزعم عبد الملك الحوثي المقاتلين الحوثيين في اليمن الذين أثارت هجماتهم على السفن في البحر الأحمر ضربات عسكرية أمريكية، وعرف بأنه أبرز حليف عربي لإيران وشوكة لا تزال باقية في خاصرة إسرائيل بعد مقتل الكثير من أعدائها العام الماضي.

و قاد الحوثي، وهو في العقد الخامس من العمر، الجماعة على مدار 10 سنوات في حرب ضد تحالف قوي بقيادة السعودية، كما خاض صراعا مع إسرائيل معلنا التضامن مع الفلسطينيين في غزة بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.

وبعد أسابيع من الهدوء النسبي في ممرات الشحن في البحر الأحمر بالتزامن مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في قطاع غزة، حذر الحوثيون في 12 مارس آذار من أنهم سيستأنفون العمليات ضد إسرائيل إذا استمرت في منع دخول المساعدات والإمدادات لقطاع غزة.

وفي كلمة مصورة ظهر الحوثي وهو يضع خنجرا يمنيا تقليديا في حزامه ووصف حصار إسرائيل لغزة بأنه جريمة ضد الإنسانية لا يمكن تجاهلها، واتهم الدول العربية بالتقاعس.

وبقى الحوثي، الذي اشتهر بأنه شخصية غامضة تتمتع بقوة قيادية، صامدا على الرغم من الرد العسكري الأمريكي على هجمات الحوثيين على السفن والضربات الإسرائيلية لحلفاء الجماعة المتحالفة مع إيران.

وشملت هذه الضربات مقتل زعيم جماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله العام الماضي وزعيم حماس إسماعيل هنية وكذلك يحيى السنوار أحد مدبري هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.

وقال مهند الحاج علي من مركز كارنيجي للشرق الأوسط “أصبحت جماعة الحوثي الآن العضو العربي الأبرز في المحور الذي تقوده إيران، بعد هزيمة حزب الله. إنهم يملأون مكان نصر الله في الدفاع عن غزة”.

وأضاف “دعم غزة هو عمل يحظى بشعبية داخل اليمن. لقد تعرضوا (الحوثيون) للقصف منذ أشهر من جانب الولايات المتحدة، وقبل ذلك لسنوات من جانب السعودية، لذا فهم يتمتعون بقدرة كبيرة على الصمود”.

وفي فبراير شباط هدد الحوثي بعمل عسكري إذا سعت الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تهجير الفلسطينيين من غزة، ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمجرم.

وشملت سلسلة من الضربات الأمريكية ضد أهداف حوثية في اليمن يوم السبت مدينة ضحيان في صعدة، حيث يلتقي الحوثي بزواره عادة. ومع ذلك، فإن من النادر أن يبقى زعيم الحوثيين طويلا في مكان واحد، كما أنه لا يعقد أي لقاءات إعلامية وهو معروف بالتردد الشديد في الظهور علنا.

ورفع الحوثي عدد مقاتلي الجبال الحوثيين ليصل إلى عشرات الآلاف، وبنى ترسانة أسلحة متطورة بشكل متزايد تشمل طائرات مسيرة وصواريخ باليستية.

واندلعت الحرب الأهلية في اليمن في أواخر عام 2014 عندما سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء. ونظرا للقلق من تنامي نفوذ إيران على حدودها، قادت السعودية تحالفا مدعوما من الغرب في مارس آذار 2015 لدعم الحكومة اليمنية.

وسيطر الحوثيون على معظم شمال البلاد ومناطق سكنية كبيرة أخرى، بينما اتخذت الحكومة المعترف بها دوليا من مدينة عدن الساحلية مقرا.

وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف وتدمير اقتصاد اليمن ومعاناة الملايين من الجوع، لكنها هدأت منذ وقف إطلاق النار عام 2022.

وشهد الصراع في أشد مراحله هجمات للحوثيين على السعودية. وفي يناير كانون الثاني 2022، شنت الجماعة أيضا هجوما صاروخيا على الإمارات.

وفي كلمة عام 2022، قال الحوثي إن هدفه هو التمكن من ضرب أي هدف في السعودية أو الإمارات، وكلاهما من كبار منتجي النفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وتعتبران إيران والجماعات المتحالفة معها تهديدات أمنية رئيسية في الشرق الأوسط وخارجه.

وأوقف الحوثيون مثل هذه الهجمات منذ وقف إطلاق النار. لكن عملية السلام في اليمن تعثرت وسط حرب غزة وهجمات البحر الأحمر.

وقال مصدر مطلع إنه منذ بداية الحرب، التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها صراع بالوكالة بين الرياض وطهران، لم يلتق المسؤولون الأجانب الذين تعاملوا مع الحركة بالحوثي شخصيا.

وطُلب من كثيرين رغبوا في مقابلته السفر إلى معقل الحوثيين في صنعاء، حيث تنقلهم قافلة أمنية إلى منازل آمنة ويخضعون لعمليات تفتيش قبل نقلهم إلى غرفة يظهر فيها الحوثي فقط عبر شاشة.

وتشكلت حركة الحوثي للقتال من أجل مصالح الشيعة الزيدية، وهي طائفة أقلية حكمت مملكة استمرت ألف عام في اليمن حتى عام 1962، لكنها شعرت بالتهديد بصورة تدريجية في حكم علي عبد الله صالح خلال الفترة من 1990 إلى 2012.

وينفي الحوثيون التبعية لطهران، ويقولون إنهم يحاربون نظاما فاسدا وعدوانا إقليميا. وتتهم السعودية وحلفاؤها إيران بتسليح الجماعة وتدريبها، وهو ما تنفيه طهران.

وفي أواخر 2017، اغتال الحوثيون الرئيس السابق صالح في كمين بعد أن غير موقفه في الحرب. وأسسوا دولة عسكرية لإحكام قبضتهم.

وفي خطب وكلمات مسجلة يؤكد الحوثي، الذي ينسب نفسه إلى النبي محمد، أن حركته تتعرض لحصار كامل بسبب دينها.

وقال في إحدى خطبه إنه ينبغي التركيز على الحفاظ على الانتماء والهوية الإسلامية، وندد بما أسماها “الحرب الناعمة” التي قال إنها “تهدف إلى السيطرة على الأمة في مختلف المجالات”.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • رجل في الأخبار: زعيم الحوثيين يواجه أمريكا بالتحدي
  • أمريكا تقول إنها بعثت برسالة واضحة إلى الحوثيين.. تفاصيلها
  • بعد الحوثيين.. هل تتحرك أمريكا ضد ميليشيات إيران في العراق؟
  • بعد غارات أمريكا على الحوثيين.. لافروف يؤكد ضرورة وقف استخدام القوة
  • إعلامي مصري يهاجم الحوثيين: لم يستهدفوا سفينة إسرائيلية واحدة بينما خسرنا المليارات
  • روسيا تحث أمريكا على وقف استخدام القوة في اليمن وخفض التصعيد
  • ترمب: سنستخدم القوة المميتة الساحقة على الحوثيين
  • عاجل: ترامب يتوعد بسحق الحوثيين واستخدام القوة المميتة ضدهم تزامنًا مع غارات عنيفة على صنعاء
  • هًلْ تَصْمُد حُكوَمتا بُورتسُودان ونِيروْبي أمَام تَنَاقُضاتِهما الدَاخِليَّة القَاهِرة؟
  • الحكومة اليمنية: سنوفر الوقود لمناطق الحوثيين