سوق سناو.. مقصد تجاري نشط يحتاج إلى تطوير
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
في ولاية سناو تُباع كافة المنتجات والأصناف المحلية والمستوردة، فتتنوع مجالات التجارة في الولاية ما بين البيع التقليدي والحديث، ففي المجال التقليدي يضم سوق سناو بيع السمك بأنواع مختلفة كثيرة والخضروات التي تباع في الكبرة، كما يوجد بيع الفضة والذهب والحلي وبيع المواشي والجمال وبيع البرسيم وأعلاف الحيوانات، إضافة إلى الخضار الموسمية وبيع الشتلات، كما يوجد بالولاية سوق الخميس الذي ينظم كل يوم خميس من كل أسبوع وسط المنطقة التجارية.
والتقت «عمان» بعدد من رواد الأعمال في ولاية سناو للحديث عن أهمية دعم وتعزيز السوق وإبداء المقترحات لتطويره.
ملتقى القوافل والزبائن
قال حمود بن سالم بن حمود الراشدي أحد رواد الأعمال في بيع الأدوات الكهربائية ومواد البناء ويعمل بها منذ الثمانينيات: «سناو غنية عن التعريف وهي ملتقى للقوافل والزبائن الذين نتعامل معهم من أغلب محافظات سلطنة عمان، ولكن يجب مراعاة العمانيين أصحاب المحلات القائمين على محلاتهم خاصة في فواتير الكهرباء والماء وعقود الإيجار وتجديد بطاقات العمال». وعن أبرز التحديات قال حمود: أبرز التحديات التي تواجهنا تتمثل في التجارة المستترة وانخفاض المبيعات بسبب انخفاض المشروعات وقلة السيولة المالية لدى الناس.
الاستيراد المباشر
أما عبدالله بن سليم بن ناصر الرواحي صاحب مشاريع عبدالله الرواحي للتجارة والمقاولات قال: «نواجه صعوبة الحصول على التراخيص من قبل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، في حالة أننا نرغب في الاستيراد المباشر للأدوية الزراعية والأسمدة، وارتفاع المبالغ التي تطلبها وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، عند مزاولة أي نشاط، كما أن هناك قصورا من وزارة العمل في مكافحة الأيدي العاملة الوافدة السائبة التي تؤثر سلبا على العمال الملتزمين، بالإضافة إلى القيمة المضافة والضريبة التجارية المتعلقة بالأنشطة، حيث يصعب فيها التعمين في الوقت الحالي مثل قطاع المقاولات وبها مردود بسيط مما يثقل كاهل الشركات الصغيرة والمتوسطة»، ودعا إلى ضرورة تكثيف الحملات لتعزيز دور التاجر العماني في المجتمع والعمل على تنظيم السوق بطريقة تعكس قوة النشاط التجاري في السوق العماني.
جاذبة للصناعات
وقال بدر بن حمد بن عبدالله البراشدي أحد أصحاب مصنع «صفنان للصناعات البلاستيكية»: المصنع مصمم لينتج كل أنواع الأكياس البلاستيكية التي يحتاجها السوق، ورغم أهمية هذه الصناعات، إلا أنها تحتاج إلى تدخل الجهات المعنية لتنظيم مثل هذه الصناعات بحيث تحمي المصانع من الخسارة، وتحديد سعر بيع أقل لا يمكن لأي مصنع أن يبيع أقل منه تجنبا لخسارة هذه المشروعات التي تكلف مبالغ طائلة وجهدا كبيرة وتجنبا لتضارب المصالح، إضافة إلى عدم توفر الآلات وقطع الغيار في سلطنة عمان، ووجود ضريبة عليها عند شرائها من الخارج». وعرج في حديثه إلى التحديات التي تعيق التقدم في مثل هذه الصناعات على محدودية السوق الداخلي لاستيعاب كمية الإنتاج، ففي مصنعنا مثلا الكمية التي ينتجها المصنع شهريا 50 طنا شهريا فقط، رغم أن المصنع يستطيع إنتاج 200 طن ولكن بسبب القوة الشرائية يكون هذا المستوى للإنتاج هو المستوى المثالي، والحل هو التصدير للخارج وذلك بدعم من الحكومة في تيسير الوسائل لاستيعاب الإنتاج والتصدير.
وتحدث الوليد بن عبدالله بن عامر الراشدي مدير مصنع «العامر للخزانات» الذي ينتج خزانات المياه في ولاية سناو قائلا: تتوفر مميزات عدة لاختيار المصنع، منها حركة جيدة وقلة التكاليف في استئجار الأراضي بمساحات كبيرة ومتوفرة، ويقع المصنع على مساحة ألفي متر مربع وينتج 40 إلى 50 طنا شهريا بحدود 600 خزان شهريا من مختلف الأحجام».
وأشار الراشدي إلى أن عدم وجود شوارع مهيأة للنقل التجاري يعد تحديا في آلية التوصيل، إضافة إلى عدم توفر الخامات التي يحتاجها المصنع في سلطنة عمان ويستوردها المصنع من خارج سلطنة عمان، وعدم توفر خدمات الصيانة، وبالتالي يتوقف المصنع لعدة أيام بسبب قطع غيار بسيطة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
انطلاق "قمة الهيدروجين الأخضر" أول ديسمبر لتعزيز التصنيع المحلي وجذب الاستثمارات
الرؤية- ريم الحامدية
تصوير/ راشد الكندي
تنطلق أعمال النسخة الرابعة من قمة عمان للهيدروجين الأخضر (GHSO 2025) خلال الفترة من 1 – 3 ديسمبر 2025م، والتي تُعد أحد أبرز الأحداث الإقليمية في قطاع الطاقة النظيفة، وذلك تحت رعاية وزارة الطاقة والمعادن، وبشراكة استراتيجية من شركة هيدروجين عمان (هايدروم)، الجهة الوطنية المعنية بتنمية قطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، وتنظيم من شركة بيربا لخدمات الطاقة، وسط مشاركة واسعة من الجهات الحكومية والخاصة والمؤسسات الدولية المعنية بالطاقة المتجددة.
وجرى الإعلان عن تفاصيل القمة خلال مؤتمر صحفي عُقد، الأربعاء، بمشاركة الدكتور فراس بن علي العبدواني مدير عام الطاقة المتجددة والهيدروجين بوزارة الطاقة والمعادن، والمهندس عبد العزيز الشيذاني المدير العام لشركة هايدروم.
وتهدف النسخة الرابعة من القمة إلى دعم الجهود الوطنية الرامية لتطوير قطاع الهيدروجين الأخضر من خلال تعزيز التعاون الدولي، وجذب الاستثمارات النوعية، وتسريع وتيرة بناء منظومة مستدامة لهذا القطاع الواعد.
وأكد الدكتور فراس بن علي العبدواني مدير عام الطاقة المتجددة والهيدروجين بوزارة الطاقة والمعادن، أن تنظيم القمة يعكس إيمان السلطنة بأهمية الحياد الصفري الكربوني والدور المحوري الذي سيلعبه الهيدروجين قليل الانبعاثات وخاصة الهيدروجين الأخضر في هذا الملف، موضحًا أن سلطنة عُمان تمتلك موارد طبيعية تمكنها من النجاح، ومساحات واسعة مخصصة للهيدروجين تصل إلى 50,000 كيلومتر مربع، إلى جانب بنية أساسية متكاملة تشمل الموانئ، وموقع جغرافي استراتيجي يربط بين الأسواق العالمية.
وأضاف الدكتور أنَّ التعاون الدولي والمشاركة في مواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص بناءة من أهداف المؤتمر الأساسية ومنها تفعيل الشراكات المحلية والدولية، بما يسهم في توطين الصناعات المرتبطة وفتح فرص اقتصادية واعدة.
وأشار العبدواني إلى أن سلطنة عمان تمضي قدمًا في تنفيذ خارطة طريق طموحة لبناء اقتصاد متكامل للهيدروجين الأخضر، تقوم على 5 أهداف رئيسية تشمل: الإسهام في أمن إمدادات الطاقة محليًا وعالميًا، وتنويع الاقتصاد وتوسيع سلاسل التوريد والصناعات المصاحبة، وخفض الانبعاثات الكربونية، وخلق قطاع تنافسي بتكلفة فعالة، ودعم الابتكار وبناء القدرات الوطنية، وأضاف أن سلطنة عُمان أرست حتى الآن ثمانية مشاريع للهيدروجين الأخضر في الدقم وظفار.
من جانبه، قال المهندس عبد العزيز الشيذاني: "تمثل قمة عُمان للهيدروجين الأخضر منصة مهمة لدعم تطور القطاع وتعزيز الحوار الدولي حول مستقبل الطاقة، ومن هذا المنطلق، تأتي شراكة هايدروم لهذا العام كشراكة استراتيجية طويلة المدى، تهدف إلى تمكين هذا الحدث من أن يكون رافدًا للمعرفة، ومسرّعًا للتكامل، ومساهمًا مباشرًا في تحقيق الأهداف الوطنية لهذا القطاع الحيوي".
وبيّن: "نحن لا نتعامل مع هذه القمة كفعالية مستقلة، بل كجزء من منظومة أوسع تُسهم في تعزيز جاهزيتنا، وتوسيع نطاق شراكاتنا العالمية، وتوفير بيئة داعمة للاستثمار والابتكار، وحرصا منا على أن تواصل سلطنة عُمان ريادتها، ليس فقط في تطوير المشاريع، بل في رسم ملامح مستقبل قطاع الهيدروجين الأخضر على المستوى الدولي."
ومن المتوقع أن تستقطب القمة أكثر من 3000 مشارك من مختلف دول العالم، من صناع القرار، والمطورين، والمستثمرين، والمؤسسات البحثية، ما يعكس مدى الاهتمام العالمي المتزايد بقطاع الهيدروجين، بما يعزز من مكانة السلطنة كمركز إقليمي لتصدير الطاقة النظيفة.
وتنعقد القمة هذا العام تحت شعار "إدارة الهيدروجين: سد الفجوات، ودفع عجلة العمل"، في دلالة على توجه السلطنة إلى الانتقال من مرحلة المبادرات إلى التنفيذ، حيث يأتي هذا الشعار ليُجسد أولويات المرحلة القادمة، والتي تشمل التغلب على التحديات التنظيمية، وتحفيز التمويل، ومعالجة تحديات الشراء، وتعزيز جاهزية البنية التحتية، وذلك من خلال حلول واقعية وشراكات فاعلة.
كما ستركز أعمال القمة على عدد من المحاور الحيوية، تشمل التصنيع المحلي، وتوطين المكونات الاستراتيجية، وتنمية المحتوى المحلي، وتطوير الكفاءات الوطنية، وتعزيز القيمة المحلية المضافة، في إطار جهود بناء اقتصاد هيدروجيني شامل ومرن قادر على تحقيق القيمة الاجتماعية والاقتصادية لعمان على المديين القريب والبعيد.
وتحظى قمة عمان للهيدروجين الأخضر 2025 بدعم واسع من الجهات الحكومية والمؤسسات القطاعية، في خطوة تعكس التزام سلطنة عمان بتحقيق أهدافها التنموية، وتعزيز موقعها الريادي على خارطة الطاقة النظيفة العالمية.