إنجازات متتالية للمستشفى السلطاني.. نجاح 9 عمليات جراحية بالقلب دون فتح القفص الصدري
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
مسقط- الرؤية
تمكن فريق طبي بالمركز الوطني لطب وجراحة القلب بالمستشفى السلطاني، من إجراء نوع جديد من جراحات القلب باستخدام تقنيات متقدمة وفق أحدث العلاجات الدولية عبر التدخل المحدود دون الحاجة لفتح القفص الصدريّ.
ترأس الفريق الدكتور قاسم العبري استشاري جراحة القلب للكبار في المستشفى السلطاني، والمشرف على الملتقى الثاني عشر لبرنامج إعادة التقييم للتدخل الجراحي المحدود في جراحات القلب في مستشفى الميثوديست في تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية والمشرف على الفريق الطبي المنفذ للعمليات المذكورة.
وقد شارك في هذه العمليات الجراحية والاستعداد لها فريق متكامل يشمل الكوادر الطبية من مختلف أقسام المركز من بينها فريق التخدير برئاسة الدكتور إسحاق العامري وفريق التمريض في غرفة العمليات الجراحية برئاسة الممرضة حميدة الخاطرية وفنيي التروية القلبية برئاسة صالح الكيومي بالإضافة إلى فنيي التعقيم برئاسة علي الجابري.
وقال الدكتور قاسم العبري إن هذا النوع من العمليات يتم بفتحات صغيرة بالمناظير دون الحاجة لفتح القفص الصدري وفق أحدث التقنيات الطبية العالمية، وإن هذا النوع من التدخل الطبي يغني عن التدخل الجراحي ويجنب المرضى عمليات القلب المفتوح، كما يقلل من المضاعفات التي قد يتعرض لها المريض عن طريق عمليات القلب المفتوح ويقلل مدة المكوث في المستشفى مما يخفف العبء على النظام الصحي، مؤكدا أن نجاح هذه العمليات تأتي تحقيقًا لما يشهده القطاع الصحي في سلطنة عمان من تقدم على جميع المستويات وتسخير كافة الإمكانات البشرية والفنية والتقنية.
وأشار إلى أن هذه العمليات يسبقها تحضيرات واستعدادات لمدة عام كامل بدعم مباشر وإشراف مستمر من معالي الدكتور وزير الصحة، تخللتها استقدام الآليات المطلوبة مع تهيئة وتشكيل الفريق اللازم لإجراء هذه العمليات، بالإضافة إلى الاجتماعات الدورية لمناقشة أدق التفاصيل بما يتعلق بالتقنيات وطريقة إجراء هذا النوع من العمليات، وتهيئة المرضى والتحدث معهم حول هذا النوع من العمليات وإجراء الفحوصات التجهيزية اللازمة.
وتكللت أول 9 عمليات من هذا النوع بالنجاح، حيث غادر المرضى غرفة العناية المركزة في وقت قياسي لم يتجاوز 13 ساعة ورخص معظم المرضى في اليوم الثالث بعد العملية.
وأوضح الدكتور علاء اللواتي رئيس قسم جراحة القلب، أن هذه الحملة تمثل نقلة نوعية وبداية لحقبة جديدة في الخدمات الطبية التي يقدمها القسم مما يسهم في تقديم العلاج الأمثل لمرضى جراحة القلب بمختلف احتياجاتهم وسرعة استشفائهم من العمليات الجراحية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
المتميزون لا يُقهرون.. إنهم النور في الظلام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
من الصعب أن ننكر وجود أفراد يستغلون قدراتهم ونفوذهم في إفساد مساحات العمل أو العلاقات الإنسانية، بهدف خدمة مصالحهم الشخصية دون النظر إلى عواقب أفعالهم على الآخرين. هؤلاء الأشخاص يتصفون بصفات أنانية تجعلهم يعملون على تغييب الأشخاص الأكثر تميزًا أو استبدالهم بأفراد أقل كفاءة، لمجرد أنهم يجدون فيهم توافقًا مع أهدافهم الأنانية أو يرونهم أداة سهلة للتحكم.
هذا السلوك ليس مجرد خلل في أخلاقيات العمل أو العلاقات، بل هو انحراف عن القيم الإنسانية الأساسية.. إن استبدال الأشخاص المميزين بأفراد ضعيفي الكفاءة يؤدي إلى تدهور جودة العمل ويخلق بيئة سلبية تفتقر إلى الإبداع والتعاون.. مثل هذه البيئة لا تؤدي فقط إلى فشل أى مؤسسة أو أى فريق، بل تسهم أيضًا في إحباط الأشخاص المتميزين ودفعهم للابتعاد عن بيئة لا تقدر جهودهم.
من المؤسف أن هذا النوع من الأفراد يتلاعب بالنظم والقوانين ليحقق مكاسب شخصية.. إنهم يستخدمون أساليب ملتوية لإقصاء الآخرين من خلال التشويه أو التضليل أو حتى المؤامرات الصغيرة.. ويشعرون بالراحة في إحداث ضرر للآخرين طالما أن ذلك يعزز من وضعهم الخاص أو يمنحهم شعورًا زائفًا بالقوة.
لكن ما يدفع هؤلاء الأشخاص إلى هذا السلوك؟ الجواب غالبًا ما يكمن في انعدام الأمان النفسي أو المهني لديهم.. فهم يرون في الأشخاص المتميزين تهديدًا لقدراتهم، لأن هؤلاء المتميزين يعكسون ضعفهم وعدم كفاءتهم.. لذلك، يلجأون إلى محاولة السيطرة على الموقف بطرق ملتوية لإخفاء هذا الشعور بعدم الكفاءة.
إن التعامل مع هؤلاء الأشخاص يتطلب وعيًا وحكمة.. ومن الضروري أن يكون لدينا القدرة على كشف هذه التصرفات وتجنب الوقوع في شراكها.. يجب أن يتمسك الأفراد المتميزون بقيمهم وأخلاقياتهم، وأن يحافظوا على ثقتهم بأنفسهم رغم العراقيل التي يضعها هؤلاء المستغلون في طريقهم.
كما أن المؤسسات تلعب دورًا كبيرًا في مواجهة هذه الظاهرة.. يجب أن تكون هناك سياسات واضحة وشفافة تمنع هذا النوع من الاستغلال.. فعندما تكون البيئة المهنية قائمة على النزاهة والعدالة، فإنها تقلل من فرص الأفراد المستغلين للتلاعب بالآخرين.. لذلك، فإن بناء ثقافة عمل إيجابية يقوم على أساس التقدير والاعتراف بالكفاءات الحقيقية يمكن أن يكون حاجزًا ضد تصرفات هؤلاء المفسدين.
أيضًا، يجب أن نتساءل: كيف يمكننا أن نحمي أنفسنا من تأثير هذه التصرفات؟.. أولًا، علينا أن نركز على تطوير مهاراتنا وقدراتنا باستمرار، بحيث نصبح أكثر استعدادًا لمواجهة أي تحديات. ثانيًا، علينا أن نكون واعين لحقوقنا وأن ندافع عنها بطريقة محترمة وذكية.. وأخيرًا، يجب أن نُحيط أنفسنا بشبكة من الداعمين الذين يشاركوننا قيمنا ويساعدوننا على المضي قدمًا.
لا يمكن إنكار أن هذا النوع من السلوكيات يمثل تحديًا كبيرًا على المستوى الفردي والمؤسسي. لكن بالنظر إلى الصورة الأكبر، فإن التمسك بالقيم والعمل بجدية وإصرار يمكن أن يظهر مدى هشاشة هؤلاء الأشخاص الذين يعتمدون على أساليب ملتوية لتحقيق أهدافهم.. إنهم يعيشون في دوامة من عدم الثقة والخوف من الفشل، وهذه الدوامة نفسها قد تكون سببًا في سقوطهم في نهاية المطاف.
إن قوة التميز الحقيقي تكمن في أنه لا يمكن طمسه أو تجاهله لفترة طويلة.. قد يحاول البعض إخفاءه أو التقليل من قيمته، لكن في النهاية، يبقى التألق والتميز هما المعياران الحقيقيان للنجاح والتقدير. لذلك، على المتميزين أن يظلوا صامدين ومؤمنين بأنفسهم وبقيمهم، وأن يتذكروا دائمًا أن النور يسطع حتى في أحلك الظروف.
في الختام، من المهم أن نتذكر أن هذا النوع من السلوكيات لا يعكس سوى ضعف من يقوم بها.. إنهم يسعون إلى تحقيق نجاحات زائفة على حساب الآخرين، لكن هذه النجاحات تكون مؤقتة وغير مستدامة.. فالعمل الدؤوب والالتزام بالقيم هما السبيل لبناء مستقبل حقيقي ومشرق، حيث يتم تقدير الجهد والإبداع والكفاءة الحقيقية.