تولي وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ممثلة بدائرة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بولاية صور اهتماما بالغا بتنمية القطاع الزراعي والحيواني؛ إذ تعد من أبرز القطاعات الإنتاجية في سلطنة عمان، حيث تقوم بتقديم العديد من الخدمات والعمل جنبا إلى جنب مع مركز سلامة وجودة الغذاء، بالإضافة إلى خطط التوسع في مشاريع الأمن الغذائي وتشجيع الاستثمار.

حاورت «عمان» عددا من المسؤولين للحديث حول أبرز البرامج والمشاريع المستقبلية والجاري تنفيذها خلال هذه الفترة بولاية صور في هذه القطاعات.

دعم رواد الأعمال والمرأة الريفية

قال المهندس خالد بن حمدان الحضرمي، مدير دائرة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بولاية صور «إن هناك اهتماما لتنفيذ المشاريع التنموية التي تسهم في تنمية القرى على مستوى تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالقطاعات الزراعية والحيوانية، بالإضافة إلى تنمية المشاريع الخاصة بالمرأة الريفية، ويتم حاليا إعداد مسودة اتفاقية لتنفيذ مشروع الشراكة المجتمعية لتربية الدواجن المحلية لقطاع المرأة الريفية بوادي المنقال بولاية صور، الذي سوف يسهم في تحقيق العديد من الأهداف، منها تنمية قطاع الدواجن المحلية وتحقيق العائد الاقتصادي للأسر واستيعاب عدد من الباحثات عن عمل بهذه القرى».

حظائر لمواشٍ متكاملة

وقال بدر بن ناصر الجابري، فني إرشاد حيواني: «لعل من أبرز المشاريع التي تعمل عليها الدائرة هو مشروع تنظيم حظائر الإيواء في ولاية صور للثروة الحيوانية، ويجري العمل على إنشاء 98 حظيرة حيوانية بتمويل من الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، ويأتي هذا المشروع تماشيا مع حرص الدائرة على تنظيم نشاط تربية المواشي عوضا عن الحظائر العشوائية بطريقة تضمن تعظيم العائد من هذه الثروة وتنويع السلالات وتجنبا لتفشي الأمراض الوبائية»، مضيفا: «يوجد مشروع لا يقل أهمية عن المشروع السابق ويتم التنسيق لتنفيذ بعض مراحله حاليا وهو مشروع مجمع الحظائر التجارية للمواشي الذي يضم 13 موقعا لحظائر المواشي التجارية، بالإضافة إلى مسلخ للمواشي ومواقع للخدمات اللوجستية مثل العيادة البيطرية وموقع لبيع الأعلاف وموقع للمناداة أيام الأعياد، ونسعى من خلال هذا المشروع إلى تنظيم بيع المواشي بالولاية وتحويل هذه الأنشطة من أنشطة عشوائية إلى أنشطة منظمة في مواقع مخصصة توفر المنتج الصحي الآمن للمستهلك وتسهم في توفير فرص العمل لرواد الأعمال».

تعزيز الجانب الزراعي

وعلى مستوى المشاريع والخدمات والبرامج الزراعية التي تشرف عليها الدائرة، أشار المهندس خالد الحضرمي إلى أنه تتم حاليا دراسة تنفيذ مشروع نوعي بالقرى الجبلية لولاية صور، وتخصيص موقع استثماري لزراعة 500 شجرة زيتون كمرحلة أولى، ويهدف المشروع إلى استغلال المناخ في النيابة كنوع من المبادرات التي تسهم في تنويع وجلب أصناف جديدة من الأشجار للولاية بالنظر إلى مناخها الملائم، ويتم حاليا التنسيق مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني لإيجاد الموقع المناسب، على أن يتم لاحقا إيجاد التمويل من إحدى مؤسسات القطاع الخاص بالولاية، كما يتم تنفيذ مشروع توعوي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لغرس ثقافة الزراعة الحديثة، وتنفيذ مشروعين بمدارس ولاية صور أحدهما للزراعة المائية والآخر للزراعة الاحتوائية بتمويل من الشركة العمانية الهندية للسماد، ويتم التنسيق حاليا لتشغيل هذه المشاريع.

وأوضحت المهندسة ابتهال بنت علي المنذرية، أخصائية إرشاد زراعي المكلفة بقسم التنمية الزراعية وموارد المياه أن أبرز البرامج التي تنفذها الدائرة حاليا برنامج مكافحة سوسة النخيل الحمراء التي تعد من أخطر الآفات التي تصيب أشجار النخيل، وتم تسجيل الإصابة بقرية فليج التابعة للولاية وهناك متابعة يومية ومسوحات دورية يتم تنفيذها بهذه القرية بشكل خاص وعلى مستوى القرى الأخرى بشكل عام، وهناك مؤشرات إيجابية بانخفاض أعداد الحشرات بالمصائد الاستكشافية وعدم تسجيل أي إصابة بأشجار النخيل خلال الفترة الماضية، والمتابعة ما زالت مستمرة، مؤكدة أن هناك أيضا برنامجا لمكافحة دوباس النخيل ويتم تنفيذ أعمال المكافحة للقرى المصابة خلال الجيلين الربيعي والخريفي باستخدام المكافحة بالرش الجوي وكذلك المكافحة باستخدام مكائن الضغط العالي.

وأشارت المنذرية إلى أنه من أبرز البرامج التي تقوم الوزارة بتنفيذها برنامج الحقول التجارية لزراعة فسائل النخيل النسيجية والشتلات المحسنة التي تقوم الوزارة بالإعلان عنها إلكترونيا، وتحرص الوزارة على مشروع التوسع في زراعة محصول القمح، الذي يعد محصولا استراتيجيا، حيث يعد القمح محصولا آمنا غذائيا، فتقوم الوزارة بدورها باستحداث مساحات للاستثمار أو عن طريق المساحات المتوفرة لدى المواطنين في مزارعهم، وتقوم بدعم المزارعين في توفير أنواع القمح ومتابعة سير عملية الزراعة والحصاد والتأكد من توفر الظروف المناسبة للزراعة.

خدمات الثروة الحيوانية

وعلى مستوى الخدمات في الجانب الحيواني، أوضحت نوال بنت فايز الهاجرية القائمة بأعمال قسم التنمية الحيوانية أن من أبرز البرامج التي يتم تنفيذها هو برنامج تحسين سلالات الثروة الحيوانية الذي يتم من خلاله توزيع السلالات الجيدة من الأغنام والماعز للمربين المهتمين والنّشطين بهذا الجانب.

وأكدت الهاجرية أن هناك برامج متنوعة لدعم جهود المرأة الريفية وربات المنازل وإيجاد مصادر دخل مختلفة مثل مشروع صناعة المخللات، ومشروع الشراكة المجتمعية لتربية الدواجن المحلية لقطاع المرأة الريفية وربات البيوت في وادي المنقال بدعم من الشركة العمانية الهندية للسماد، وهو عبارة عن 4 حظائر للنساء من أجل إنتاج البيض المحلي واللحوم البيضاء، حيث سيتم تدريب المنتسبات للمشروع الذي يخدم قرى «تيماء - عبات - عدّة - واد - إفتاء - سنافة». كما تعمل الدائرة على برنامج توزيع خلايا النحل على المرأة الريفية بكافة مستلزماتها كشكل من أشكال دعم المرأة الريفية، وقبل ذلك ستقوم بتدريب المنتسبات على آلية التعامل مع النحل وتربيتها. ومن المؤمل أن يسهم هذا المشروع في رفع المستوى المعيشي وتحقيق الأمن الغذائي، وكذلك تحقيق العديد من فرص العمل لأبناء الأسر المستفيدة من خلال إنشاء المشاريع المصاحبة مثل بيع الأعلاف ومحلات بيع البيض وغيرها من المشاريع.

برامج المسوحات والزيارات الميدانية

وأوضحت هند بنت حديد المخينية، رئيسة قسم الإحصاء: إن القسم يقوم بجمع البيانات الإحصائية على مستوى القطاعات الزراعية والحيوانية والسمكية وذلك عن طريق برامج المسوحات والزيارات الميدانية اليومية التي يقوم بها جامعو البيانات، كما أن القسم معني بإنهاء إجراءات استخراج الحيازات الزراعية والحيوانية بالتنسيق مع قسم التنمية الحيوانية بالإضافة إلى التنسيق والمتابعة فيما يتعلق بمواضيع تنظيم الأراضي الزراعية.

البرنامج الوطني للتحصين

بلغ عدد الأغنام التي يتم علاجها يوميا خلال الفترة من شهر أغسطس 2022، وحتى يونيو 2023 نحو 70.931 رأسا، حيث استفاد منها 5672 من المربين. فيما استهدفت الحملة الوطنية للتحصين نحو 1073 مربيا، وقد بلغ عدد الجرعات التي وزعت نحو 102.592 جرعة.

تنمية القطاع السمكي

وحول المشاريع الخاصة بتنمية القطاع السمكي، جار عمل التصاميم والدراسة الاستشارية لعمل مرفأ للصيادين بنيابة طيوي، علما أن العمل جار لإزالة الرمال بالمرفأ الحالي الذي تأثر بفعل العوامل الجوية وحركة التيارات المائية، وهناك مساع حاليا لإنشاء مخازن لحفظ مستلزمات الصيادين في بعض القرى الساحلية بالولاية.

وأشار نصر بن جمعة الفارسي، رئيس قسم التنمية السمكية إلى أن القسم يقوم بالعديد من الأعمال، منها إنهاء إجراءات إصدار التراخيص السمكية بأنواعها، بالإضافة إلى معاينات سفن الصيد الحرفي والساحلي وتنفيذ برامج الإرشاد السمكي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المرأة الریفیة وموارد المیاه بالإضافة إلى أبرز البرامج قسم التنمیة بولایة صور على مستوى من أبرز إلى أن

إقرأ أيضاً:

المحاصيل الزراعية في العُلا.. تنوّع يثري موائد شهر رمضان

المناطق_واس

تشتهر العُلا بتنوّع محاصيلها الزراعية التي تسهم في إثراء مائدة الإفطار والسحور خلال شهر رمضان المبارك، إذ توفر الطبيعة الفريدة للمنطقة منتجات زراعية طازجة تتصدر موائد الأهالي والزوار، وتعكس عمق ارتباط الإنسان بالأرض عبر الأجيال.
وتعد التمور من أبرز المحاصيل في العُلا، حيث تتميز بجودتها العالية وتنوع أصنافها، مثل (البرني، والحلوة، والعجوة)، ولا تخلو مائدة إفطار رمضانية من التمر الذي يعد عنصرًا أساسيًا في بدء الإفطار وفق السنة النبوية، كما تُستخدم التمور في إعداد العديد من الأطباق التقليدية والحلويات الرمضانية.

وإلى جانب التمور، تنتج العُلا مجموعة متنوعة من الفواكه الموسمية مثل الحمضيات مثل (البرتقال بمختلف أنواعه وأحجامه، والليمون)، إضافة إلى الرمان والتين والعنب، مما يضفي لمسة منعشة على وجبات السحور، ويسهم في تزويد الصائمين بالفيتامينات والعناصر الغذائية الضرورية، كما تساعد هذه المحاصيل في دعم الأسواق المحلية وتلبية احتياجات المجتمع خلال الشهر الفضيل.

أخبار قد تهمك الإفطار الرمضاني في البلدة القديمة بالعُلا .. تجربة تنبض بعبق التاريخ والتراث الأصيل 9 مارس 2025 - 8:34 مساءً العُلا تستقبل زوارها في رمضان بتجارب فريدة 24 فبراير 2025 - 11:17 مساءً

أما الخضروات الطازجة مثل الخيار والطماطم والباذنجان والفلفل، فتُزرع بأساليب زراعية مستدامة وتُستخدم في إعداد السلطات والأطباق الرمضانية التي تعزز من توازن النظام الغذائي للصائمين, فيما تعتمد العديد من مزارع العُلا على تقنيات الري الحديثة لضمان استدامة الإنتاج، مما يسهم في توفير منتجات زراعية ذات جودة عالية على مدار العام.
وتُشكل الزراعة في العُلا جزءًا أساسيًا من التراث المحلي، حيث يحرص المزارعون على الاستفادة من التربة الخصبة والمناخ الملائم لزراعة محاصيل تلبي احتياجات السكان والزوار، خاصة خلال شهر رمضان، حيث يزداد الطلب على المنتجات الطازجة والمغذية.

ووفقًا لإحصائية 2024 الصادرة عن القطاع الزراعي في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا فإن الإنتاج السنوي للمحافظة من الفواكه يقدر بـ 127 ألف طن، بمساحة تتجاوز 18 ألف هكتار، فيما يقدر إنتاجها من الحبوب بأكثر من 800 طن، على مساحة تزيد عن 200 هكتار، وتُشكل الأعلاف مساحة تتجاوز ألفي هكتار بإنتاج يقدر بأكثر من 40 ألف طن.

كما تبلغ مساحة الخضروات المكشوفة الشتوية أكثر من 60 هكتار بإنتاج سنوي يتجاوز 1565 طنًا، فيما يبلغ إنتاج الخضروات المكشوفة الصيفية السنوي أكثر من 2150 طنًا، على مساحة تقدر بـ 101 هكتار، كما تبلغ مساحة مزارع الخضروات المحمية نحو 25 هكتارًا، بإنتاج سنوي يقدر بأكثر من 1500 طن.

وبفضل هذا التنوّع الزراعي، تستمر العُلا في تقديم منتجات طبيعية طازجة تعزز من جودة الحياة، وتثري الموائد الرمضانية بنكهات أصيلة غنية بالخيرات الطبيعية، تعكس ارتباط الإنسان بأرضه وتراثه العريق.

مقالات مشابهة

  • "تحرير 237 محضر تعدي".. "زراعة الأقصر" تستعرض إنجازاتها خلال شهرين
  • الإسكان تبحث مع شركة عالمية حلولًا مبتكرة لمعالجة مياه الصرف وإنشاء بحيرات سياحية
  • تفاصيل 3 مقترحات مطروحة على الطاولة حالياً بشأن قطاع غزة
  • الأرصاد : أجواء صحوة وسحب ركامية ممطرة بالمرتفعات الجبلية
  • المحاصيل الزراعية في العُلا.. تنوّع يثري موائد شهر رمضان
  • بصور نادرة .. السليمانية تحتضن معرضاً يُوثِّق فاجعة حلبجة بعدسة الشهود
  • الزراعة تدعو المزارعين لحماية أشجارهم من مرض سل الزيتون
  • أكثر من 375 ألف مستفيد من خدمات مشروع حافلات المدينة خلال الثلث الأول من شهر رمضان
  • “لينة”..مُتحفٌ يحاكي عبقرية الأجداد ويُجسِّد الهوية الثقافية لمنطقة الحدود الشمالية
  • قبل الإفطار .. 4 شهداء بقصف الاحتلال خلال جمعهم الحطب، في حي الزيتون