سلام الشكيلي وحكاية 25 عاما في صناعة حبال خوص النخيل والسعفيات
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
أكمل سلام بن عديم الشكيلي من سكان محلّة السويق بولاية نزوى أكثر من خمسة وعشرين عاما من عمله في صناعة السعفيات من خوص النخيل وامتهنها لهذه الفترة بعد أن عشقها ولم يستطع مفارقتها رغم ظروفه الصحية، حيث شغلت وقته واستهوته لدرجة كبيرة رغم أنه بدأها كهواية فقط لقضاء وقت فراغه لكنه لم يلبث كثيرا حتى امتهن الحرفة واستطاع إتقانها وكسب منها جزءا من مستلزمات حياته؛ وعلى حد قوله لم تكن العملية سهلة، كونه يعمل في هذه الحرفة رغم فقدان بصره من فترة طويلة حيث نستذكر في هذه السطور مسيرته مع هذه الحرفة حينما بدأ في ممارستها لشغل وقت فراغه لأنه فاقد لبصره ولم يكن يرتبط بأي عمل يستطيع به كسر حالة الفراغ التي يعيشها، خاصة أنه تعلّم هذه الحرفة منذ كان صغيرا قبل أن ينتقل للعمل خارج سلطنة عمان في ستينيات القرن الماضي، حيث راودته فكرة العودة لهواية صنع السعفيات المتنوعة باستخدام خوص النخيل، بعد ذلك بدأ في بيع ما ينتجه من أعمال وخاصة مغلفات الشواء العماني المعروفة بـ « الخصفة» حيث استطاع كسب ثقة الزبائن، الأمر الذي دفعه لتكرار العملية تباعا مع كل موسم عيد ليبدأ بعد ذلك في امتهان هذه الحرفة.
يقول سلام الشكيلي «في البداية كنت أقوم بتصنيع عدد من منتجات السعفيات، إضافة إلى الخصاصيف مثل «الظرف» وهو الجراب الذي يحفظ فيه التمر والمخرافة والقفير والسمّة، وغير ذلك، ولكن نظرا لكون عملية التصنيع تختلف من منتج إلى آخر فقد آثرت أن أقوم بالعمل في منتج واحد فقط وهو «الخصفة» لسهولة تسويقها موسم الأعياد، ووجود الكثير من الزبائن الدائمين ممن اعتادوا الشراء بصفة سنوية، أما باقي المنتجات فأقوم بتصنيعها حسب الطلب وحسب وقت الفراغ وتوفّر خوص النخيل.
مراحل التصنيع
يسرد سلام الشكيلي مراحل صناعة الخصفة منذ بدايتها، حيث يقول: أبدأ بتجميع خوص النخيل وأحرص على اختيار أنواع معينة من النخيل لعل أجودها الفرض والمبسلي أما الأنواع التي لا تصلح فهي النغال والبرنية حيث يكون خوص هذه الأنواع لينا فتكون السفّة ناعمة ولا تتماسك أثناء الخياطة أما الفرض فتكون السفّة متينة وخشنة ومتماسكة وتكون عملية خياطتها سهلة وسريعة، بعد ذلك أقوم بمرحلة تقسيم الخوص إلى قسمين ثم غسله ونقعه بالماء ليكون خاضعا وسهلا للخياطة، حيث يفضّل أن يكون رطبا بصفة دائمة خلال مراحل نسج الخيوط. وأضاف: إن نسج السفّة يتم وفق ترتيب معين وحسب النوع المطلوب، حيث إن بعضها يكون بعرض خمس خوصات وتسمى خميسية وهي تستخدم للسمّة التي تستعمل كسفرة طعام وكذلك القفير والمخرافة، أما النوع الثاني فهو السفّة السبيعية وهي مكونة من سبع خوصات، ثلاث متحركة في كل جانب وواحدة وسطية تربط بين الطرفين ويعتمد طول السفّة على الإناء المطلوب، حيث تتراوح بين خمسة إلى ثمانية أمتار وعند اكتمال السفّة أقوم بربطها والبدء في نسج سفّة أخرى وهكذا لمجموعة من السفيف؛ ثم تبدأ بعد ذلك خياطة الوعاء حيث أقوم بتحضير الحبل من خوص النخيل الطري المعروف محليا باسم «الضيب» وهو خوص طري وناعم حيث يؤخذ بعد تجميعه ويدّق بالحجر ليكون أكثر طراوة، بعد ذلك أبدأ بنسجه بأطوال متقاربة تقريبا في حدود 3 - 3.5 متر، حيث تحتاج الخصفة بين خمسة إلى سبعة أمتار من الحبل، مضيفا إن حبال النايلون لا تصلح للخياطة كونها تتأثر بالنار عندما يتم رمي الخصفة في تنور الشواء وسيؤدي إلى تفككها بفعل الحرارة.
ختاما، يوصي سلام الكندي الشباب بتعلّم هذه الحرفة لعدة أسباب، لعل أهمها هو الحفاظ عليها من الاندثار كونها حرفة قديمة، ولتناقص عدد ممارسيها خلال الوقت الحاضر وكذلك يمكن خياطة بعض السفيف لأعمال الزينة وتزيين الجدران وحفظ الأطعمة وإعادة استخدام هذه الأواني المصنوعة من السعف كما كانت تستعمل سابقا مثلما تقوم بعض مصانع الحلوى بوضع الحلوى في أواني سعفية صغيرة تسمى « قزقوزة» وهي طريقة كانت منتشرة قديما لبيع الحلوى؛ كما أن صناعة هذه الأواني يمكن أن يتيح للشباب مورد رزق وإن كان بسيطا يساعدهم ماديا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: هذه الحرفة بعد ذلک
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن لترامب أن يكون صانع سلام؟
يستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض هذا الأسبوع، في أول زيارة لزعيم أجنبي إلى واشنطن في ولاية ترامب الثانية، وفي أعقاب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة.
وتقول مجلة "تايم" الأمريكية إن من غير المرجح أن يصمد وقف إطلاق النار إذا اعتقد نتانياهو أنه قادر على استئناف الحرب بدعم من الولايات المتحدة، ولهذا على ترامب أن يبذل قصارى جهده لإنهاء الحرب بشكل دائم، وأن يوضح لضيفه أنه إذا انهار وقف إطلاق النار واستؤنفت الحرب، فلن تتدخل الولايات المتحدة.وترى المجلة أن الفرصة المتاحة أمام ترامب لهذا التضيق بالفعل. وهناك أدلة تشير إلى أن نتانياهو وشركاءه في الائتلاف لا يريدون انتهاء الحرب. فقد استقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن غفير بالفعل بسبب وقف إطلاق النار، وهدد وزير المالية المتشدد بتسلئيل سموتريتش بإسقاط الحكومة إذا لم تستأنف إسرائيل الحرب بعد المرحلة الأولى التي تستمر 42 يوما من الاتفاق، وإذا رفض نتنياهو إعادة احتلال غزة.
Column: How Trump can be a Middle East peacemakerhttps://t.co/ljNnAuBLO9
— TIME (@TIME) February 1, 2025وفي الأسابيع الأخيرة، كان نتانياهو يطمئن أعضاء ائتلافه المتطرفين على أن الحرب ستستأنف بدعم من الولايات المتحدة، إذا فشلت مفاوضات المرحلة الثانية لإنهاء الحرب بشكل دائم. لكن العودة إلى القتال في غزة ستصبح عبئًا ثقيلًا على ترامب، تمامًا كما كانت على جو بايدن، وستتعارض بشكل أساسي مع المصالح الأمريكية.
الغايات المعلنةوالسبب الأول في ذلك حسب "تايم" هو أن هناك القليل من الأدلة على أن الحرب ستحقق الغايات المعلنة لنتانياهو، بما فيها تدمير حكم حماس في غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن. لم يفض تدمير غزة وقتل الكثير من قادة حماس حتى الآن أيًا من الهدفين. وتظل حماس القوة السياسية والعسكرية المهيمنة داخل القطاع.
وقال وزير الخارجية السابق أنتوني بلينكن أخيراً إن حماس جندت عدداً من المقاتلين يقارب عدد الذين خسرتهم في 15 شهراً من الحرب.
وذكرت صحيفة "جيروزالم بوست" أن الجهاد وحماس مجتمعتان تضمان أكثر من 20 ألف مقاتل. أما الرهائن، فقد أنقذ جنود إسرائيليون 8 منهم، لكن حماس أطلقت سراح أكثر من 100، بفضل الجهود الدبلوماسية.
How Trump Can Be a Middle East Peacemaker https://t.co/Ia8V4CBl0d
— #TuckFrump (@realTuckFrumper) February 1, 2025إلى ذلك، من شأن تجدد القتال أن يصرف انتباه إدارة ترامب عن التركيز على الصين، أكبر تهديد جيوسياسي للولايات المتحدة. كما يمكن أن يساعد الصراع في غزة في جر الولايات المتحدة إلى حرب ضد إيران، والتي أوضح نتانياهو أنه يريدها، والتي ستكون خطأ استراتيجياً للمنطقة وتستنزف الأكسجين من جهاز السياسة الخارجية الأمريكية. وأخيراً، فإن الحروب في أوكرانيا وإسرائيل فرضت بالفعل ضغوطا على مخزونات الأسلحة الأمريكية الحيوية، واستخدامها قد يؤدي إلى تآكل الردع والاستعداد في مسارح أخرى.
مثل أي رئيس أمريكيوتلفت المجلة إلى أن لترامب، مثله مثل أي رئيس أمريكي، نفوذ إذا كان على استعداد لاستخدامه. لقد رأت إدارة ترامب بالفعل فائدة النفوذ الأمريكي، حيث تشير التقارير إلى أنه وفريقه لعبا دوراً حاسماً في الضغط على نتانياهو لقبول صفقة كانت على الطاولة منذ أشهر. ولا تريد الولايات المتحدة أن تتخلى عن دعمها للحرب في الشرق الأوسط. بل عليها أن تشير بوضوح إلى نتانياهو أن الدعم الأميركي لهذه الحرب قد انتهى؛ وإذا قرر نتانياهو أن الحرب حيوية رغم ذلك، فعلى الولايات المتحدة أن تتوقف عن دفع ثمنها.
ولا شك أن صقور نتانياهو سيصورون هذا على أنه خيانة. ولكن ترامب، وأمريكا، ليس لديهما مصلحة كبيرة في العودة إلى حملة إسرائيلية مكلفة سياسياً ومشكوك فيها عسكرياً.
إن وقف إطلاق النار يحظى بشعبية هائلة بين الأمريكيين، ولا يسبب يذكر للاعتقاد أن إسرائيل اكتشفت الصيغة السرية لهزيمة حماس في النهاية، ولتحرير الرهائن.
لفترة طويلة، أغرقت الولايات المتحدة الشرق الأوسط بالأموال والبنادق، وحلت القليل من المشاكل بينما خلقت مشاكل جديدة. ولم تكن الأشهر الخمسة عشر الماضية مختلفة. ولدى ترامب الفرصة لتغيير هذا. وكما قال في خطاب تنصيبه: "سنقيس نجاحنا ليس فقط بالمعارك التي نفوز بها، بل وأيضا بالحروب التي ننهيها، وربما الأهم من ذلك، الحروب التي لا ندخل فيها أبداً. وسيكون إرثي الأكثر فخراً هو إرث صانع السلام والموحد".
وقد ينهار كل ذلك لم يوضح ترامب الآن أن الولايات المتحدة لن تدعم تجديد هذه الحرب المدمرة.