بمجرد نظرة عابرة لتقاسيم بنيته الجسمانية الرشيقة والمتناسقة رسم مدرب الأثقال العراقي الكابتن مازن البدري له رؤية مستقبلية واعدة لرياضة حمل الأثقال، وأن هذه الرؤية هي من تمسك زمام العالمية إذا ما سلكت دروب المثالية بمدى الإعداد البدني الواسع والمداومة في ممارستها والتزام الانضباط لكافة ظروف هذه اللعبة، لم يتعامل معها على أنها هواية، بل دشنها كموهبة واعدة تسابق الأيام عبر أسوار أحلامه ليتمكن بعد ذلك من تحقيق النجاح وتدشين اسمه كبطل بارز في عالم هذه اللعبة التي كانت بمثابة مؤشر جيد لمستقبل باهر له.

عامر بن سالم بن رمضان الخنجري من جعلان بني بو حسن، من مواليد عام 2000، نجح في أن يجاري طموحه في رياضة رفع الأثقال ليصعد بها إلى آفاق الإنجاز وسلالمه، محققا ألقابا وميداليات اعتلى بها منصات الأبطال.

البدايات

كانت البدايات في مشوار هذه الرياضة في سن الرابعة عشرة، عندما كان يصطحبني أخي رمضان الذي يكبرني بثلاث سنوات إلى الصالة الرياضية بالحي السكني الذي نقطنه لممارسة الرياضة، وبمجرد دخولنا الصالة نمارس كل ما نجده أمامنا من تمارين آلات مشي وآلات شد البطن وغيرها من الآلات الموجودة فيها، ومع الأيام وبنظرة سريعة وعابرة لاحظ المدرب العراقي الكابتن مازن أن هيكلة جسمي وتناسقاته اللافتة تؤهلني لرياضة حمل الأثقال وأن لكل رياضة مواصفات مطلوبة، فبنيتي الجسمية والطولية وأبعادهما تعتبر من المعايير المناسبة لهذه الرياضة، وأنني لو التزمت فيها بالجد والمثابرة سأختصر طريق البطولة وسأصل إلى العالمية.. لم أكن مستوعبا لهذا الموقف بدايةً ولكن تم تشجيعي من قبل أسرتي وأصدقائي، كما أن هذا المدرب الذي له فضل كبير علي قام بتدريبي لمدة عشر سنوات، ومن يومها عشقت هذه الرياضة واقتفيت دروبها لدرجة أنها صارت من أولويات جدولي في حياتي اليومية.

الصعوبات والتحديات

قال الخنجري «واجهت صعوبات عديدة في مسألة الدعم المادي والمشاركة في البطولات الداخلية والخارجية، ولكن مع الأيام تمكنت من تخطي هذه الظروف، وحبي لهذه الرياضة جعلني أتدارك كل المواقف الصعبة والعسيرة ليتسنى لي المداومة في ممارستها والحمد لله على كل حال، وواجهت صعوبة في ممارسة هذه الرياضة في البداية باعتبار أن في رفع الأثقال، الوزن يرفع بالحركة والتكنيك وليس بالقوة العضلية كما هو شائع، فالقوة العضلية فقط عامل مساعد؛ ولكن بفضل المداومة عليها بدأت أكتسب أبجديات هذه الرياضة تدريجيا إلى أن تعلمت وأتقنت هذه المهارة، ومن يومها بدأت أدشن اسمي في البطولات».

وأوضح الخنجري أنه يتدرب يوميا لفترتين أو لثلاث فترات، وتأخذ مني هذه التمارين ساعة ومنها يأخذ الساعتين أو أكثر، وكان لا بد من الالتزام اليومي بهذه التمارين إذا ما أردت المحافظة على المستوى الذي أريد أن أحققه، فممارسة التمارين في هذه الرياضة يحتاج عملا روتينيا بشكل مستمر ويومي.

أبرز الإنجازات

حصل على الميدالية الفضية في دورة التضامن الإسلامي في تركيا، وعلى المركز العاشر في أولمبياد طوكيو 2020، وثلاث ميداليات ذهبية بجمهورية مصر العربية، وميدالية ذهبية ببطولة غرب آسيا، وثلاث ميداليات بدولة قطر، كما حصل على ثلاث ميداليات ذهبية في الدورة العربية بجمهورية الجزائر، وخلال هذه الدورة خاض منافسة قوية مع البطل صفاء راشد الطويري والفوز عليه في رفعة النتر، وهذا في حد ذاته يعتبر إنجازا كبيرا، كما تم اختياره كأفضل ثلاثة رياضيين واعدين بالسلطنة 2023.

احتياجات هذه رياضة

وعن احتياجات هذه الرياضة يقول الخنجري: تحتاج رياضة رفع الأثقال إلى النوم الكافي وعدم السهر، وإلى المكملات الغذائية والفيتامينات، أما الأكل والشرب فشأنها شأن الإنسان العادي، مع عدم الإكثار من شرب القهوة وكافة المنبهات، وعدم الإكثار من المشروبات الغازية والتعويض بالسوائل وخصوصا الماء. كما تحتاج هذه الرياضة إلى الإصرار والعزيمة والصبر، وأما بيئة هذه الرياضة فتحتاج إلى صالة تدريب مهيأة لرفع الأثقال، لأنها تختلف عن الصالة الرياضية، كما تحتاج إلى مدربين على مستوى عال لتعليم التكنيك الصحيح والدعم الكافي.

البيئة المناسبة للمواهب

من هذا المنبر الإعلامي أود أن أطرح قضية تهم كل إنسان موهوب بأن يهتم بموهبته ويصقلها ويوفر لها البيئة المناسبة والخصبة للتحليق بها عاليا، فكل إنسان يمتلك موهبة، لكن مكمن السر هو كيفية اكتشاف هذه الموهبة واتباع السبل الرائعة لإظهارها بالشكل الحسن، وأنه مهما طغت الظروف المؤلمة لطمسها لابد من مواجهتها بصورة أقوى، وأن يعتبر تلك الظروف القاهرة هي بمثابة تحدٍ له لإثبات ذاته وإظهار تلك الموهبة بأحسن ما يمكن، وأن تلك التحديات ما هي إلا محطات سرابية ستتلاشى بعيدا إن وجدت العزيمة الصادقة ومن يحسن معها برؤية مشرقة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: رفع الأثقال هذه الریاضة

إقرأ أيضاً:

تركيا: نعمل على تهيئة الظروف لعودة السوريين إلى بلدهم

أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أمس الأحد، في زيارته إلى دمشق، ولقائه قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، أن أولوية أنقرة هي ضمان الاستقرار والأمن في سوريا و"القضاء على الإرهاب"، وتهيئة الظروف لعودة المهجرين.

وفي منشور عبر حسابه على منصة "إكس"، أشار فيدان إلى أن "هذه الزيارة بعد سنوات عديدة ستكون الخطوة الأولى في حقبة جديدة مفعمة بالأمل للشعب السوري".

وأوضح فيدان: "أولويتنا بالنسبة إلى سوريا هي ضمان الاستقرار والأمن في البلاد، والقضاء على الإرهاب، وتحقيق المصالحة الوطنية، وضمان التنمية الاقتصادية، وتهيئة الظروف التي تمكن السوريين الذين ابتعدوا عن بلدهم منذ سنوات من العودة إلى وطنهم".

وأكد أن تركيا ستقدم كل المساهمات من أجل إقامة سوريا آمنة وحرة ومزدهرة تسهم في السلام الإقليمي.

وختم فيدان منشوره بالقول: "أثق بأن أيامًا أفضل تنتظر إخواننا السوريين الذين شهدت شخصيًا نضالهم على مدى 14 عامًا".

من جانب آخر، وأوضح الوزير خلال مؤتمر صحفي مشترك مع زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع المعروف بـ"أبو محمد الجولاني" أنه "عندما ننظر إلى مصالح الولايات المتحدة، عندما نجري عملية حسابية لمعرفة الجهة الأكثر أهمية بين تركيا ومنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، يدرك ترامب فورا المعادلة".

وأضاف فيدان أن ترامب رأى أنه "لا حاجة لتواجد الولايات المتحدة هنا. لم يستطع أن يفهم سبب وجود (القوات الأمريكية) هناك والفائدة من ذلك"، ورجّح أن يغيّر الرئيس الأميركي المنتخب الوضع الراهن.

وتابع قائلا: "أعتقد أن ترامب سيتعامل مع هذه القضية على نحو مختلف في الولاية الجديدة، بإرادة أكثر تصميما وقوة، تعطي الأولوية للمصالح الأمريكية فقط".

مقالات مشابهة

  • تركيا: نعمل على تهيئة الظروف لعودة السوريين إلى بلدهم
  • يوبيل الرجاء.. رياضة صوم الميلاد بكنيسة سيدة البشارة بالمهاجرين
  • رياضة أسيوط تنظم دورة تدريبية لصقل وتأهيل مدربي المشروع القومي للموهبة
  • وزنك هيقل بسرعة | 4 خطوات لتحقيق حلم الرشاقة
  • اليوسف لـ"الرؤية": دور رائد لـ"نادي الظاهرة" في نشر رياضة الرماية
  • “الجاسم” و”آل محيميد” يتوجان بـ 6 ميداليات في آسيوية رفع الأثقال
  • الجدة الخارقة تثير الجدل في تايوان.. عمرها 90 عاما وتمارس رفع الأثقال
  • فيديو.. "الجدة الخارقة" ترفع الأثقال في سن التسعين
  • رغم الظروف.. رعية السيدة في عمشيت تحتفل بـميلاد السلام
  • السجن 130 عاماً لرجل قتل مراهقتين أثناء ممارستهما رياضة المشي