عامر الخنجري يجاري طموحه في رياضة رفع الأثقال محققا إنجازات عالمية
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
بمجرد نظرة عابرة لتقاسيم بنيته الجسمانية الرشيقة والمتناسقة رسم مدرب الأثقال العراقي الكابتن مازن البدري له رؤية مستقبلية واعدة لرياضة حمل الأثقال، وأن هذه الرؤية هي من تمسك زمام العالمية إذا ما سلكت دروب المثالية بمدى الإعداد البدني الواسع والمداومة في ممارستها والتزام الانضباط لكافة ظروف هذه اللعبة، لم يتعامل معها على أنها هواية، بل دشنها كموهبة واعدة تسابق الأيام عبر أسوار أحلامه ليتمكن بعد ذلك من تحقيق النجاح وتدشين اسمه كبطل بارز في عالم هذه اللعبة التي كانت بمثابة مؤشر جيد لمستقبل باهر له.
عامر بن سالم بن رمضان الخنجري من جعلان بني بو حسن، من مواليد عام 2000، نجح في أن يجاري طموحه في رياضة رفع الأثقال ليصعد بها إلى آفاق الإنجاز وسلالمه، محققا ألقابا وميداليات اعتلى بها منصات الأبطال.
البدايات
كانت البدايات في مشوار هذه الرياضة في سن الرابعة عشرة، عندما كان يصطحبني أخي رمضان الذي يكبرني بثلاث سنوات إلى الصالة الرياضية بالحي السكني الذي نقطنه لممارسة الرياضة، وبمجرد دخولنا الصالة نمارس كل ما نجده أمامنا من تمارين آلات مشي وآلات شد البطن وغيرها من الآلات الموجودة فيها، ومع الأيام وبنظرة سريعة وعابرة لاحظ المدرب العراقي الكابتن مازن أن هيكلة جسمي وتناسقاته اللافتة تؤهلني لرياضة حمل الأثقال وأن لكل رياضة مواصفات مطلوبة، فبنيتي الجسمية والطولية وأبعادهما تعتبر من المعايير المناسبة لهذه الرياضة، وأنني لو التزمت فيها بالجد والمثابرة سأختصر طريق البطولة وسأصل إلى العالمية.. لم أكن مستوعبا لهذا الموقف بدايةً ولكن تم تشجيعي من قبل أسرتي وأصدقائي، كما أن هذا المدرب الذي له فضل كبير علي قام بتدريبي لمدة عشر سنوات، ومن يومها عشقت هذه الرياضة واقتفيت دروبها لدرجة أنها صارت من أولويات جدولي في حياتي اليومية.
الصعوبات والتحديات
قال الخنجري «واجهت صعوبات عديدة في مسألة الدعم المادي والمشاركة في البطولات الداخلية والخارجية، ولكن مع الأيام تمكنت من تخطي هذه الظروف، وحبي لهذه الرياضة جعلني أتدارك كل المواقف الصعبة والعسيرة ليتسنى لي المداومة في ممارستها والحمد لله على كل حال، وواجهت صعوبة في ممارسة هذه الرياضة في البداية باعتبار أن في رفع الأثقال، الوزن يرفع بالحركة والتكنيك وليس بالقوة العضلية كما هو شائع، فالقوة العضلية فقط عامل مساعد؛ ولكن بفضل المداومة عليها بدأت أكتسب أبجديات هذه الرياضة تدريجيا إلى أن تعلمت وأتقنت هذه المهارة، ومن يومها بدأت أدشن اسمي في البطولات».
وأوضح الخنجري أنه يتدرب يوميا لفترتين أو لثلاث فترات، وتأخذ مني هذه التمارين ساعة ومنها يأخذ الساعتين أو أكثر، وكان لا بد من الالتزام اليومي بهذه التمارين إذا ما أردت المحافظة على المستوى الذي أريد أن أحققه، فممارسة التمارين في هذه الرياضة يحتاج عملا روتينيا بشكل مستمر ويومي.
أبرز الإنجازات
حصل على الميدالية الفضية في دورة التضامن الإسلامي في تركيا، وعلى المركز العاشر في أولمبياد طوكيو 2020، وثلاث ميداليات ذهبية بجمهورية مصر العربية، وميدالية ذهبية ببطولة غرب آسيا، وثلاث ميداليات بدولة قطر، كما حصل على ثلاث ميداليات ذهبية في الدورة العربية بجمهورية الجزائر، وخلال هذه الدورة خاض منافسة قوية مع البطل صفاء راشد الطويري والفوز عليه في رفعة النتر، وهذا في حد ذاته يعتبر إنجازا كبيرا، كما تم اختياره كأفضل ثلاثة رياضيين واعدين بالسلطنة 2023.
احتياجات هذه رياضة
وعن احتياجات هذه الرياضة يقول الخنجري: تحتاج رياضة رفع الأثقال إلى النوم الكافي وعدم السهر، وإلى المكملات الغذائية والفيتامينات، أما الأكل والشرب فشأنها شأن الإنسان العادي، مع عدم الإكثار من شرب القهوة وكافة المنبهات، وعدم الإكثار من المشروبات الغازية والتعويض بالسوائل وخصوصا الماء. كما تحتاج هذه الرياضة إلى الإصرار والعزيمة والصبر، وأما بيئة هذه الرياضة فتحتاج إلى صالة تدريب مهيأة لرفع الأثقال، لأنها تختلف عن الصالة الرياضية، كما تحتاج إلى مدربين على مستوى عال لتعليم التكنيك الصحيح والدعم الكافي.
البيئة المناسبة للمواهب
من هذا المنبر الإعلامي أود أن أطرح قضية تهم كل إنسان موهوب بأن يهتم بموهبته ويصقلها ويوفر لها البيئة المناسبة والخصبة للتحليق بها عاليا، فكل إنسان يمتلك موهبة، لكن مكمن السر هو كيفية اكتشاف هذه الموهبة واتباع السبل الرائعة لإظهارها بالشكل الحسن، وأنه مهما طغت الظروف المؤلمة لطمسها لابد من مواجهتها بصورة أقوى، وأن يعتبر تلك الظروف القاهرة هي بمثابة تحدٍ له لإثبات ذاته وإظهار تلك الموهبة بأحسن ما يمكن، وأن تلك التحديات ما هي إلا محطات سرابية ستتلاشى بعيدا إن وجدت العزيمة الصادقة ومن يحسن معها برؤية مشرقة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: رفع الأثقال هذه الریاضة
إقرأ أيضاً:
واشنطن وطهران تتبادلان رسائل حادّة... هل تتكرّر تجربة اتفاق 2015 أم أنّ الظروف تغيّرت؟
جولة أولى من الرسائل بين الولايات المتحدة وإيران انتهت، بعد إعلان طهران إرسال ردّها على رسالة ترامب. وفق مصادر يورو نيوز الردّ الإيراني كان إيجابيا حول التفاوض النووي، وسلبيًّا حول البرنامج الصاروخي. تتجّه الأنظار إلى مسار التواصل بين االبلدين، وسط ترقّب لا يغفل عن احتمال اشتباك إيراني إسرائيلي.
في كتابه الأخير "طاقة الصبر"، يسرد النائب الأول للرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف، بمرارة، الكثير من التحديات الصعبة التي واجهها كمفاوض عن إيران، وسبقت التوصل إلى الاتفاق النووي المعروف بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة".
لكن رغم ما يتحدّث عنه وزير الخارجية الإيراني آنذاك، من محاولات روسيّة لعرقلة مسار الأمور، وتراجعات أميركيّة عن بعض التفاهمات، إلّا أنّ خاتمة المفاوضات الشاقّة في فيينا كانت اتفاقًا تاريخيًّا تم بموجبه رفع الكثير من العقوبات التي أضعفت الاقتصاد الإيراني بنسبة ملحوظة جدا.
لكن هذه العقوبات عادت بعد تنفيذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أحد وعود ولايته الرئاسية الأولى، حيث وقّع في 18 أيار / مايو 2018 على انسحاب الولايات المتحدّة من الاتفاق، وهو ما جعله شبه معطّل. خطوة أمريكيّة تصعيديّة في وجه طهران، رحبّت بها إسرائيل حينذاك، لكنّها لم تكن كافية في نظر صنّاع القرار فيها، الذي يؤكدون دائما ضرورة ضمان منع إيران من امتلاك أسلحة نوويّة.
Relatedإيران في مواجهة العقوبات: دعم الصين وروسيا يفتح الباب للحوار النوويإيران تلغي "شرطة الآداب": استجابة شعبية أم مناورة سياسية أمام الضغوط الخارجية؟رسالةٌ برسم الخصوم.. مناورات بحرية صينية إيرانية روسية مشتركة في خليج عُمانوتعود اليوم التصريحات والجهود للتوصّل إلى اتفاق نوويّ جديد، على وقع المهل والتهديدات المتبادلة بين واشنطن وطهران. لكنّ الظروف الداخلية، والاقليمية، والدولية، تبدو مختلفةً كثيرا بالنسبة لإيران عمّا كانت عليه عام 2015.
ويشير مصدر إيرانيّ مطّلع لـ يورونيوز من طهران إلى أنّ ردّ إيران على رسالة ترامب الأخيرة التي نقلها مسؤول إماراتي لإيران، "تناول النقاط التي ركّز عليها الرئيس الأمريكي في رسالته".
ويؤكد المصدر أنّ طهران أبدت في ردّها "انفتاحا على التفاوض حول البرنامج النوويّ"، لكنّها رفضت التفاوض على "القدرات الدفاعية والبرامج الصاروخية".
"الرد الإيراني رفض أيضا ربط المفاوضات النووية بوضع المنظمات الاقليمية المدعومة من إيران"، تضيف المصادر مشيرةً إلى أنّ القيادة الإيرانية "دعت واشنطن إلى التفاوض مع هذه الجماعات مباشرة، لأنّ لا وصاية لطهران عليها".
وكان وزير الخارجيّة الإيراني عباس عراقجي قد أعلن أنّ طهران أرسلت عبر وساطة سلطنة عمان ردّها على رسالة ترامب. ووفق وسائل إعلام إيرانيّة أبدت إيران استعدادها للتفاوض غير المباشر، وجدّدت رفضها التفاوض تحت الضغط والتهديد.
وبينما حذّر ترامب إيران من أنّها "ستواجه أشياء سيئة إن لم تتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع أمريكا"، هدّد رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف بـ"قصف القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، إذا نفذت واشنطن تهديداتها بشنّ عمل عسكريٍّ ضدّ إيران" في حال عدم التوصّل إلى اتفاق.
تواجه إيران اليوم ظروفًا تفاوضيّة أكثر تعقيدًا من تلك التي واجهتها قبل اتفاق 2015. فالشروط الأمريكيّة اليوم أكثر تشدّدًا وكذلك القناعة الأمريكيّة بإمكانيّة فرضها، ربطًا بالتراجع الإقليميّ الكبير الذي منيت به طهران خلال الحرب الأخيرة في الشرق الأوسط، عبر تعرّض حلفائها ومن أبرزهم حزب الله في لبنان لضربات كبيرة، إضافة إلى سقوط نظام بشار الأسد الذي أدّى إلى سحب الوجود الإيرانيّ في سوريا، وقطع طرق الإمداد البريّة بين طهران وحلفائها في المنطقة.
وتقول واشنطن إنّها تعتمد سياسة "الضغوط القصوى" ضد إيران، وذلك عبر فرض العقوبات الاقتصادية عليها بشكل متواصل. وتدين إيران هذه العقوبات، ومطلع هذا الشهر وصف المتحدث باسم خارجيتها إسماعيل بقائي العقوبات الأمريكية بالـ"شريرة"، وقد شملت العقوبات وزير النفط، وعدد من ناقلات النفط والشركات الإيرانية.
ويفرض الواقع الاقتصاديُّ نفسه كورقة ضغط أمريكية في هذه الأزمة. فقد بلغ التضخم نسبة مرتفعة جدا، وانخفض سعر العملة الإيرانية مقابل الدولار إلى مستوى قياسي حيث بلغ مليونا 39 ألف ريال مقابل الدولار.
Relatedترامب يتوقع إبرام صفقة مع إيران "الخائفة" بعد تراجع قدرتها الدفاعية الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لترامب: "لن أتفاوض معك وافعل ما شئت"إيران والحرب في غزة والتطبيع.. هذه هي الملفات الأكثر سخونة في لقاء نتنياهو وترامبوتبقي إيران باب التفاوض مفتوحًا، وسط وضعٍ داخليٍّ يسوده الجدل حول "جدوى التفاوض مع ترامب"، كما يصرُّ المسؤولون الإيرانيّون على أنّهم لا يريدون الحرب مع الولايات المتحدة، رغم رفضهم التهديدات الأمريكية اليومية منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
ومع الضربات المتوالية التي تشنّها القوات الأمريكية على حركة "أنصار الله" في اليمن، يتعزّز الانطباع بجديّة احتمال ذهاب ترامب إلى الخيار العسكريّ.
ولم يوضح ترامب حتى اليوم تفسيره لعبارة "اتفاق نوويّ جديد" مع إيران، وما إذا كانت الشروط الأمريكية تصل حدّ قبول طهران بالتخلّي عن برنامجها النوويّ الذي يؤكد مسؤولوها أنّه محصور بالاستخدامات السلمية.
وفي ظلّ الحرب الإقليميّة المستمّرة، يبدو الموقف الأمريكي مساندًا بقوة للموقف الإسرائيلي من طهران وملفها النووي، علمًا أن قصف المنشآت النووية الإيرانيّة خيار يتردّد دائمًا في تصريحات الساسة الإسرائيليين.
وقبل أيام كشف الحرس الثوري الإيراني عن مدينة صاروخية جديدة في أعماق الأرض، لقواته الجوفضائية وأشار إلى أنّها "تضمُّ آلاف الصواريخ الدقيقة". كما هدّد قائد القوات البحرية في الحرس الثوري علي رضا تنكسيري بـ"تحويل البحر إلى جحيم للصهاينة".
وكما سلطنة عمان، يبدو أن روسيا ستلعب دورًا في التوسّط بين طهران وواشنطن في الملف النووي، وفق ما نقلت وسائل إعلام روسية مطلع آذار / مارس الحالي. هذا الإعلان لقي ردود فعل متباينة في إيران بين الترحيب والقلق، خصوصا في ظلّ قناعة لدى طيفٍ إيرانيٍّ واسع بأنّ موسكو "يمكن أن تحوّل الملف النوويّ كورقة مساومة مع واشنطن على حساب إيران".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الأوضاع الإنسانية في غزة تتفاقم وسط محاولات دبلوماسية لإحياء وقف إطلاق النار وزارة الخزانة الأمريكية: واشنطن تصدر عقوبات جديدة تستهدف حزب الله رئيس البرلمان الإيراني يُحذّر: سنستهدف القواعد الأمريكية إذا تعرضنا لهجوم الحرس الثوري الإيرانيإيرانالولايات المتحدة الأمريكيةدونالد ترامبالبرنامج الايراني النوويعلي خامنئي