جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-04@23:55:10 GMT

أمريكا بين هوية المواطنة وهوية الزبون

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

أمريكا بين هوية المواطنة وهوية الزبون

 

فوزي عمار

تهتم الدول عادة بالمواطنة كعامل يعتبر مؤسساً للحياة العامة بيننا يعتمد النموذج الأمريكي على مفهوم الزبون، الذي لديه القدرة على الشراء ودفع الضرائب أكثر من مفهوم المواطنة.

لا تجد فرقًا كبيرًا بين أمريكي حامل لجواز السفر الأمريكي ومقيم أجنبي يعمل ولديه دخل؛ بل ربما يكون وضع المُقيم أفضل من المواطن الأمريكي، إذا توفر له المال القادر على دفع تكاليف الدراسة والعلاج له ولأسرته؛ فالتعليم والصحة في بلد العم سام بمقابل لكل مواطن ومُقيم، والمثل الأمريكي يقول: "لا يوجد شيء مجاني في أمريكا! There is No free lunch in America".

أمريكا تختلف في هذا حتى مع أختها الأكبر بريطانيا التي توفر العلاج المجاني من خلال هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وأيضًا التعليم لمواطنيها؛ لذلك لا معنى للمواطنة في أمريكا دون مال وعمل.

وحالة المواطن الأمريكي جيدة ما دام يعمل ويدفع ضرائب؛ فالدولة تشاركه في دخله بنسبة تصل إلى 30% وأكثر أحيانا، حتى لو عمل خارج أمريكا، فعليه دفع الضرائب لأمريكا! تساعدك الحكومة الأمريكية على كسب المال لجني أرباح الضرائب وتفتح باب الهجرة للعقول لتغذي مصانعها. كما تشعل الحروب وتتدخل في العالم بما يسمح لها إمداد النفط وبيع السلاح والتقنية مستفيدة من ماكينة إعلانية ضخمة تسوق لمشروعها "الحلم الأمريكي"، ومُستفيدة من مجموعة من المتحمسين للمشروع الأمريكي من دول العالم الثالث متوقعين لعب دور "كارازي" في دولهم، مجبورين تحت وطأة حالة الغربة التي تقود إلى اغتراب بين مُنبطح للتغريب ومعادٍ لها قد يتحول إلى داعشي، ربما تحركه المخابرات الأمريكية، ثم ينتهي به الأمر في معتقل جوانتانامو.

فأمريكا تعرف كل شيء عنهم!

أمريكا اليوم تلعب الدور الإمبراطوري الذي لعبته بريطانيا عندما كانت لا تغيب عنها الشمس لتتحول بريطانيا إلى جزيرة لا تشرق فيها الشمس ومثل أسبانيا التي احتلت أمريكا اللاتينية ومازال شعوبها يتكلمون لغتها.. إنها حالة مراحل الدول التي يشبهها ابن خلدون بمراحل الإنسان من طفولة وشباب وشيخوخة.

طبعًا هذا لا ينفي نجاحات المؤسسات في أمريكا من جامعات ومستشفيات ومراكز بحث علمي، ولكنه نجاح للمؤسسات والشركات بالدرجة الأولى. وإذ يظهر التعدد وانفتاح السوق بيد أن الواقع غير ذلك؛ فشركة "أبل" هي الشركة شبه المحتكرة لسوق الهواتف الذكية في أمريكا، وشركة "بوينج" هي المُهيمنة على سوق الطائرات، كما إن جميع الشركات الكبرى ترزح تحت لوبيات المال في "وول ستريت"؛ بل حتى الأحزاب الحاكمة، فهما حزبان فقط قال عنهما المفكر الأمريكي جور فيدال "في أمريكا حزب واحد يحكم بجناحين هو حزب الملكية".

أمريكا تعتمد على الدخل والمال كحاكم مهم للهوية لأن الأمريكي الأحمر صاحب الأرض لم يعد له حضور؛ فهو يعيش في مجمعات سكنية مغلقة أشبه بالسجون داخل أمريكا الديمقراطية بعد أن استعملت البارود في القضاء عليه حين اكتشفت الأرض الجديدة أول مرة.

أمريكا التي تؤمن باقتصاد السوق الحر ولكنها لا تؤمن بالحرية عندما تكون لصالح غيرها فهي نفسها تمنع بيع الحديد الصيني بحجة سياسة عدم الإغراق! هي نفسها أمريكا التي منعت شركة مواني دبي من الاستحواذ على إدارة الموانئ الأمريكية بحجة الأمن القومي!

أمريكا تفعل ما تريد ولن تعدم الوسيلة في إيجاد مبرر، ولن تتعب في إيجاد المنافقين لها، أو خائن جديد لأي شعب من شعوب الأرض يقيم على أرضها، ما دام الدولار هو العملة الأقوى في العالم، وما دامت اتفاقية البترودولار قائمة وكل بنوك العالم الثالث تعمل على تخزين أموالها في أمريكا، والدولار هو من يحدد الهوية الأمريكية وليس أي شيء غيره. فأنت إما مالك لإحدى الشركات المهيمنة في السوق أو تملك المليارات ليحق لك دخول الانتخابات الرئاسية، أما غير ذلك فأنت مواطن لا قيمة له إلا بقيمة حسابك البنكي فقط!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مصر تكتسح أمريكا بنتيجة 12-3 استعدادا لبطولة العالم للكروكية

نجح المنتخب المصري للجولف كروكيه، في اكتساح منافسه الأمريكي، بنتيجة 12/ 3، على هامش بطولة مصر الدولية للكروكية، التي أقيمت على ملاعب الاتحاد.

مصر تكتسح أمريكا بنتيجة 12-3 استعدادا لبطولة العالم للكروكية

ويعد هذا اللقاء الأول بين المنتخبين في تاريخ البلدين، والذي يأتي في إطار خطة الاتحاد المصري للكروكيه لزيادة الخبرات الدولية للاعبي الفراعنة، إلى جانب زيادة الاحتكاك الدولي أمام  منتخبات مصنفة عالميا وعالية المستوى، استعدادا للبطولات والمسابقات التي يشارك فيها الاتحاد مستقبلا.

من جانبه، قال الدكتور محمد رسلان، رئيس الاتحاد المصري للجولف كروكيه وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي، إن هذا اللقاء من شأنه أن يسهم في توطيد العلاقة بين الاتحادين المصري والأمريكي للكروكيه وزيادة التعاون بينهم.

بـ 11 ميدالية.. بعثة الكونغ فو تصل القاهرة بعد المشاركة في بطولة العالم بسلطنة بروناي شبانة: حقن الركبة حل مطروح في الأهلي لعودة هاني سريعا

وشدد على أن هذه المواجهات تهدف إلى تجهيز  لاعبي المنتخب المصري الذين سيخوضون مباريات بطولة كأس العالم للكروكيه المقرر  إقامتها خلال الفترة من 18 إلى 26 أكتوبر الجاري.

وهنأ الدكتور محمد رسلان، رئيس الاتحاد المصري للجولف كروكيه وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي، اللاعبين على هذا المستوى الذي قدموه، متمنيا لهم النجاح والتوفيق في بطولة العالم المقبلة.

واختتم حديثه، مؤكدًا أنه جاري العمل في الفترة الحالية على التواصل مع الجانب الأمريكي  لتحديد موعد ومكان مباراة العودة بين المنتخبين.

مقالات مشابهة

  • القيادة المركزية الأمريكية: نفذنا ضربات ضد 15 هدفا في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن
  • باحثة سياسية: الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تسير الأمور في الشرق الأوسط
  • الداخلية: المواطنة التي أشار إليها تصريح الوزير أنهت إجراءات البصمة البيومترية في مطار الكويت ودخلت البلاد
  • وزارة الخارجية الأمريكية توضح موعد وخطوات تقديم اللوتري الأمريكي 2025
  • هذه طريقة الاشتراك في عرض “إيدوم فيبر”
  • رئيس جامعة الأزهر السابق: الاعتراف بوثيقة «الأخوة الإنسانية» دليل على أهميتها
  • القسام تكشف تفاصيل عملية (تل ابيب) امس وهوية منفذيها
  • مصر تكتسح أمريكا بنتيجة 12-3 استعدادا لبطولة العالم للكروكية
  • السفارة الأمريكية: نشعر بالقلق من الأضرار التي لحقت بمقر سفير الإمارات في السودان
  • حماس: المجازر الصهيونية التي تدعمها أمريكا لن تضعف عزيمة وصمود ‏شعبنا