الجزيرة:
2025-03-04@05:13:46 GMT

لاجئو السودان في تشاد وروايات الكرب العظيم

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

لاجئو السودان في تشاد وروايات الكرب العظيم

الحدود التشادية السودانية– نحيب وعويل ورعشة أطراف، ثم ذهول، فصمت مطبق.. وكأن مصائب الأمس وقعت للتو.

تلك صور من ملامح بعض هؤلاء اللاجئين السودانيين وهم يسردون قصص القتل والتدمير والإهانة والسلب والفظاعات، التي تعرضوا لها في بلدهم، وساقتهم سوقا إلى هذا الركن القصي من تشاد.

يجمع أغلب هؤلاء على أن استهدافهم كان بقصد "التطهير العرقي"، ويقولون، إن انتسابهم لقبيلة المساليت الأفريقية هو ما جعلهم في عين العاصفة، أو بسبب كونهم من "النوباي" تعبيرا عن كونهم زنوجا سودا.

وتشير كل الأصابع إلى الدعم السريع مسؤولا عن تلك الفظاعات.

ويقول عبد اللطيف عبد الله يعقوب (32 عاما)، إن بيتهم تعرض للعدوان في خضم هجوم كاسح على حي المدارس في الجنينة بنحو 300 سيارة نفذه الدعم السريع يوم 15 مايو/أيار 2023، ويقول "قتلوا أبي وشقيقي واستهدفوا رِجلي بطلقة نارية، كل ذلك دون أي سبب وأمام أمي وأخواتي الثلاث، اللواتي كن يبكين ويصرخن.. تركوني أنزف في البيت بجانب جثتيْ أبي وأخي".

أما محمد قمر أبكر (46 عاما) فترك زوجته و3 من أبنائه: شريف (22 عاما)، وآدم (18)، ويسن، صرعى ملقوْن على الأرض، في هجوم مباغت في يونيو/حزيران الماضي، بحي التضامن بالجنينة سقط فيه -حسب شهادة محمد أبكر- 300 شخص، "وأشعلت الحرائق في كل مكان بعد أخذ كل ممتلكاتنا من ذهب وسيارات وأموال".

ويضيف "كانوا ينهبون كل شيء ويشعلون النار في الباقي… وحتى الحمير، أطلقوا النار عليها إمعانا في الإفساد".

مصطفى طاهر لاحقه عناصر الدعم السريع واستهدفوه في رجله لتبتر لاحقا، في الصورة مع والدته دارية بوكني (الجزيرة)

وروى مصطفى طاهر (18 عاما)، من حي الشاطئ بالجنينة، حادثة استهدافه بشكل مباشر في بيته، قبل 6 شهور، بعد ملاحقته في الشارع من عناصر الدعم السريع، وهو ما أدى إلى بتر رجله في المستشفى التركي بنيالا.. وتحدثت والدته دارية بوكني (40 عاما) عن فقدان ابنتها في الهجوم، بينما لا تزال بنتها الأخرى محاصرة في الجنينة مع جيران، وهي تتحين الفرص للهرب إلى تشاد.

ضرب وربط بالحبال

وفي شهادة أخرى يقول عبد الله يعقوب إسماعيل، إنه اعتُقل 3 أيام في الجنينة تعرض فيها لصنوف العذاب بعد اقتياده من بيته وإحراقه أمام عينه: "ضربوني بطلقة نارية في الإبط واقتادوني لمعسكرهم وربطوني بالحبال وضربوني ضربا مبرحا".

ووسط نوبات بكاء تتفطر له الأكباد، يحكي نقيب الشرطة (على المعاش) إبراهيم إسحاق جمعة (65 عاما) عن صفعه، وضرب زوجته وبنتيه أمامه، وقتل ضيفه -ابن عمه- ودفنه في البيت، وسلب كل ممتلكاته، في هجوم على بيته في حي التضامن بالجنينة، أواسط شهر يوليو/تموز الماضي، من 5 أشخاص "عرب خارجين على القانون" يجزم أنهم من الدعم السريع.

نادية أبّكر السنوسي روت كيف عاجلتها قذيفة في بيتها وكيف بقيت محاصرة وسط النيران (الجزيرة)

ويقول إبراهيم، وهو طريح الفراش بفعل كسور مركبة عدة برجليه تعرض لها في خضم نوبة إغماءات وسقوط على صخور، إن جميع ما وقع له "كان بسبب الانفعال الذي يرفع الضغط والسكر"، وهو المصاب بهما أصلا، وقد شفعا له بتجنب القتل يوم الهجوم حين قُتل ابن عمه وفر أخوه قفزا من البيت، وتجنب قريب له آخرُ القتل بفعل مجادلة النسوة بأنه عربي، استنادا إلى لونه الفاتح، وأنه كان يرفع المصحف الشريف فوق رأسه.

ويضيف "ذهبوا وعادوا مجددا، أخذوا سيارتي (ركشة= تيك توك) ودخلوا الغرف ونهبوا كل ممتلكاتنا، حتى الملابس، وأخذوا 10 مليارات سوداني هي حقوقي من الشرطة، فضلا عن كتب قانونية وشرعية. ويتابع أنه الآن بات "صفر اليدين".
ويؤكد إبراهيم جمعة، الأب لـ15 طفلا، أن الاعتداء عليه كان بسبب كونه مسلاتيا لا بسبب كونه شرطيا، ويقول، إن البلاد انحدرت في أتون صراع عرقي.

أما نادية أبّكر السنوسي (30 عاما) فتروي كيف عاجلتها قذيفة في بيتها أدت إلى إصابتها بحروق بيديها ورجليها، وكيف بقيت محاصرة وسط النيران مدة 40 دقيقة، وشهدت مقتل 8 أشخاص بجانبها، وجرح عدد آخر كبير في هجوم للدعم السريع على مخيم للنازحين شرق الجنينة يوم 24 أبريل/نيسان الماضي.

إبراهيم إسحاق جمعة تحدث عن صفعه وضرب زوجته وابنتيه أمامه وبكى بكاء مرا وهو يروى قصته (الجزيرة)

وتصر نادية على أن تبدأ قصتها عن الدعم السريع بالحديث عن الجنجويد، وكيف كابدت معه عائلتها مرارات 20 سنة من القتل، وكيف قُتل جداها وعدد من أعمامها وأخوالها في هجوم لهم في 2003. وكيف انتقلت العائلة بين عدد من المؤسسات الحكومية والمخيمات، مثل مخيم كراندينغ وغيره.

تمزيق بالفؤوس والمناجل

وفي مجزرة واحدة، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الأخير، تحدث عنها العديد من شهود العيان لنا، هي "مجزرة أردمتا" وهو حي بالجنينة، قال عشرات الناجين، إنهم رأوا رجالا من المساليت يُعتقلون ويُطلق النار عليهم. وقال بعضهم، إنهم رأوا أشخاصا يمزقون إربا حتى الموت بالفؤوس والمناجل. ووصف شهود كيف أُعدم المدنيون في منازلهم وفي الشوارع وأثناء محاولاتهم الفرار.

وفي وقت سابق، قال الاتحاد الأوروبي، إن أكثر من 1000 من أفراد قبيلة المساليت قُتلوا في أردمتا. وقال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن "الفظائع" في أردمتا كانت جزءا من "حملة تطهير عرقي أوسع نفذتها قوات الدعم السريع، بهدف استئصال قبيلة المساليت".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الدعم السریع فی هجوم

إقرأ أيضاً:

مقتل 10 من الدعم السريع والجيش يتقدم في محاور القتال شرقي الخرطوم

أفاد مراسل الجزيرة بمقتل 10 من قوات الدعم السريع في اشتباكات بضاحية الحاج يوسف في شرق النيل، في حين يواصل الجيش تقدمه في العاصمة الخرطوم.

وأشار المراسل إلى أن الجيش السوداني قصف بالطائرات والمدفعية مواقع للدعم السريع في العاصمة الخرطوم، وبارا شمال الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان.

وقال الجيش إنه تقدم في جميع المحاور بمنطقة شرق النيل شرقي العاصمة الخرطوم، وإنه استولى على منظومة تشويش كاملة في المنطقة.

وأفادت مصادر محلية للجزيرة بأن الجيش السوداني قصف بالمدفعية الثقيلة مواقع لقوات الدعم السريع في مدينة الخرطوم ومنطقة شرق النيل شرقي العاصمة.

وفي مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، قال إعلام الفرقة الخامسة مشاة، التابعة للجيش، إن قوات الدعم السريع استهدفت بالمسيرات والمدافع مواقع بالمدينة، وإن القصف جاء بعد أن منيت قوات الدعم السريع بخسائر أمس الجمعة.

وفي ولاية شمال كُردفان غربي السودان تدور مواجهات بين الجانبين، يسعى الجيش من خلالها إلى السيطرة على الطريق الرابط بين غربي السودان وشرقيه.

الدعم السريع: سننتصر

في المقابل قال الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع الفاتح قرشي إن قواته ستنتصر في المعركة التي تدور ضد الجيش.

إعلان

وشدد، في خطاب أمام جنود وضباط من قوات الدعم السريع، على أنهم سيقاتلون الجيش وحلفاءه إلى ما لا نهاية.

وأضاف أن قوات الدعم السريع في أفضل حالاتها من حيث التسليح والآليات الحربية، وأن هذه الحرب تمثل حرب وجود بالنسبة لهم.

وتسيطر قوات الدعم السريع على 4 ولايات في إقليم دارفور (غرب) من أصل 5 ولايات، في حين تخوض اشتباكات ضارية ضد الجيش في مدينة الفاشر، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات الإقليم.

ويأتي ذلك بعد يوم من حديث مصدر عسكري سوداني عن أن اشتباكات تدور بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محيط القصر الرئاسي وسط الخرطوم، والتي تتجدد منذ أيام.

وقال المصدر للجزيرة إن الجيش استعاد السيطرة على أجزاء واسعة من ضاحية "حلة كوكو" بشرق النيل شرقي الخرطوم.

وحسب المصدر، فقد هاجم الجيش حلة كوكو من محاور عدة، من بينها محور كافوري ومحور سلاح الإشارة، في حين تداول ناشطون عبر فيسبوك أول أمس الخميس مشاهد لانتشار جنود الجيش السوداني في منطقة حلة كوكو.

مقالات مشابهة

  • الخارجية السودانية تندد بالمساعي الكينية لاحتضان حكومة موازية بقيادة “الدعم السريع”
  • ثالث دولة عربية تعلن رفضها دعوات تشكيل حكومة موازية فى السودان للدعم السريع
  • لماذا تحتضن نيروبي مشروع حكومة الدعم السريع؟
  • معارك شرق الخرطوم والجيش يكثف غاراته على الدعم السريع بمحيط الفاشر
  • شهادات ميدانية: الدعم السريع ترتكب أعمال قتل ونهب بالفاشر
  • ثاني دولة عربية تعلن رفضها تشكيل حكومة سودانية موازية بقيادة الدعم السريع
  • الجيش: سيطرنا على منظومة تشويش تابعة لقوات الدعم السريع على سطح منزل في شرق النيل – فيديو
  • مقتل 10 من الدعم السريع والجيش يتقدم في محاور القتال شرقي الخرطوم
  • الجيش السوداني يقصف مواقع الدعم السريع في الخرطوم وشمالي الأبيّض
  • دول خليجية تعلن رفضها لتشكيل حكومة موازية في السودان للدعم السريع