صراع العملات يضرب على مشاعر المواطن: أماني الاستقرار وتقلبات الدولار
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
26 ديسمبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث: تتجلى أهمية الدولار في الحياة اليومية للمواطن العراقي بشكل لافت، حيث أصبحت قيمة الدولار تحديدًا يوميًا تؤثر على مستوى المعيشة والاستقرار الاقتصادي. ففي ظل التقلبات السياسية والاقتصادية، يترقب المواطن العراقي بفارغ الصبر قيمة الدولار مقارنة بالدينار العراقي.
وسجلت بورصة العملات في العاصمة العراقية بغداد، اليوم الثلاثاء، مكاسب جديدة حققها الدينار العراقي أمام الدولار، وذلك مع استمرار السلطات النقدية والحكومة العراقية بتنفيذ إجراءات محاربة السوق الموازي وملاحقة المضاربين بالعملة.
التغيرات الطارئة في قيمة الدولار تُعتبر عاملًا حاسمًا في تحديد أسعار السلع الأساسية، حيث يتبدل مستوى قوته الشرائية بشكل يومي. وهذا الأمر يضع المواطن في مأزق اقتصادي، حيث يجد نفسه يُجبر على ضبط ميزانيته اليومية استجابةً لتلك التقلبات، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على الأسر والفرد.
ويصاحب ذلك اضطرابات في الأسواق وزيادة في أسعار السلع الأساسية مثل الغذاء والوقود والدواء. يشعر المواطن بعدم الاستقرار وعدم القدرة على التخطيط للمستقبل بسبب هذه التقلبات.
مع ذلك، تظل رغبة المواطن العراقي في الاستقرار السياسي والأمني هي الحلم البعيد.
ويتطلع الجميع إلى تحقيق الاستقرار السياسي كخطوة أولى نحو ضمان الاستقرار الاقتصادي والعيش الكريم. حيث يمثل السلام والأمن الاستقرار الأمثل للبنية الاقتصادية ورفع مستوى المعيشة.
وتحمل تلك الظروف الحالية دعوةً للحكومة والجهات المعنية للتفكير بإيجاد حلول عاجلة لضبط تلك التقلبات الاقتصادية المستمرة، وتأمين إجراءات تحفيزية تحقق الاستقرار الاقتصادي للمواطنين.
وسجلت بورصة الكفاح والحارثية في بغداد، إلى جانب بورصة أربيل، الثلاثاء، ارتفاعا في قيمة الدينار العراقي أمام الدولار، بواقع 1490 دينارا أمام الدولار الواحد، وهي أفضل قيمة يصلها الدينار منذ ما يزيد عن 8 أشهر، إلا أنه يبقى بعيدا عن القيمة الرسمية التي حددها البنك المركزي العراقي وهي 1320 دينارا للدولار الواحد.
ويرجّح مختصون ارتفاع سعر الصرف تدريجياً للدينار أمام الدولار لعدة أسباب، من بينها الاتفاق الأخير بين المركزي العراقي والفيدرالي الأميركي للانتقال التدريجي لعمليات تعزيز الرصيد المسبق من الدولار لحسابات عدد من المصارف العراقية.
بالإضافة إلى الاستيراد من بعض الدول المُعاقبة أميركياً بعملتها المحلية، مثل إيران وسورية ولبنان، التي أصبحت لديها منظومات مالية مشتركة تقلل من الطلب على الدولار من السوق العراقية، فيما يرى آخرون أن هذه الفترة ومع نهاية كل عام تشهد ركوداً في عمليات التبادل التجاري وإيقاف مؤقت لعدد من الصفقات بسبب عطلة نهاية العام.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: أمام الدولار
إقرأ أيضاً:
التجار غير النظاميين في مواجهة نظام مالي جديد: عصر جديد في سوق الدولار
12 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: أعلن البنك المركزي العراقي عن خطوة وصفتها تحليلات بـ”الجذرية” في عالم التحويلات المالية، حيث من المقرر إنهاء العمل بمنصة مراقبة حركة الدولار وعمليات تحويل العملة الأميركية للخارج مطلع العام المقبل.
وذكرت مصادر مطلعة أن البنك يسعى، عبر هذا القرار، إلى تقوية آليات التحويلات المالية والانتقال إلى نظام أكثر انفتاحاً يعتمد على العلاقات المباشرة بين المصارف العراقية والبنوك العالمية الكبرى. ويرى مراقبون أن هذا التحول سوف يؤدي إلى تغييرات جوهرية على مستوى الاستقرار المالي في العراق، مع احتمال تذبذب أسعار الصرف، خاصة للمصارف غير المؤهلة للاندماج في النظام الجديد.
ووفق معلومات تداولها مصرفيون، فإن البنك المركزي العراقي بالتعاون مع الفدرالي الأميركي، سيدخلان كجهات مراقبة وإسناد للتحويلات، خاصة عبر المصارف التي تربطها علاقات مع مؤسسات مالية دولية مثل “سيتي بنك” و”جي بي مورغان”.
ويعتبر هذا التوجه – بحسب آراء تحليلات اقتصادية – خطوة لتسريع عمليات التحويل والقضاء على التلاعب بالبيانات المالية، ما ينعكس إيجاباً على تنظيم السوق ومنع التجارة غير القانونية التي تستغل الفرق في أسعار الصرف.
وقالت تغريدة لمحلل اقتصادي إن “هذا القرار سيصيب شريحة من التجار غير النظاميين الذين يعتمدون على شراء الدولار من مصادر غير رسمية ويستفيدون من فروق الأسعار”.
فيما أشار محمد علي الحسيني، صاحب مكتب صيرفة، إلى أن توفير الدولار بسعر رسمي ثابت من خلال النظام الجديد سيكون له تأثير مباشر على التجار الذين يعتمدون على السوق السوداء، وقد يؤدي ذلك إلى اضطراب في بعض القطاعات التجارية.
والخطوة تشكل تحدياً كبيراً لبعض المصارف العراقية التي لم تتكيف بعد مع المتطلبات المالية الدولية، حيث تخضع حالياً لتقييم من قبل شركة (أوليفر وايمن) التي تسعى لتطوير قدراتها على التحويلات المالية العالمية.
وذكرت مصادر أن بعض هذه المصارف قد تواجه صعوبة في الاندماج في النظام الجديد، مما قد يدفعها للخروج من المنافسة في السوق المالي العراقي، أو البحث عن شراكات دولية جديدة تتيح لها الاستمرار.
توقعات اقتصادية تشير إلى أن هذا التحديث، رغم فوائده الملموسة، قد يضع المصارف العراقية أمام ضغوط جديدة في ظل توجه المركزي نحو استحداث شروط أعلى للامتثال، ما قد يفرض تكاليف إضافية على المصارف الراغبة في الاستمرار.
وفي مطلع عام 2023، أعلن العراق اعتماد منصة إلكترونية من أجل مراقبة حركة بيع الدولار وعمليات غسيل الأموال، وذلك بعد تحذيرات أطلقها البنك المركزي الأميركي، وفي أعقاب معاقبة وزارة الخزانة الأميركية العديد من المصارف المحلية لـ”تورطها” في أعمال مشبوهة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts