شدد المفكر وعالم الدين المغربي أحمد الريسوني، على أن عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة في قطاع غزة ضد الاحتلال،  فضحت نفاق الغرب وأعادت القضية الفلسطينية إلى الصدارة.

وقال الريسوني، إن عملية "طوفان الأقصى" أحدثت زلزالا في الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية، وفضحت نفاق الكثير من الأنظمة الغربية والعربية.



وأضاف في حديثه لوكالة الأناضول، أن "طوفان الأقصى هو اسم على مسمى، فهو طوفان سياسي وثقافي ونفسي، حيث حطم الكثير من الأساطير الصهيونية، والأوهام العربية".

كما لفت الريسوني، وهو الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى أن طوفان الأقصى "ذكّر العالم بحقيقة هذه القضية، وذكّرنا بمعاناة الشعب الفلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي منذ ثمانية عقود، وبالحصار المطبق الخانق المفروض على قطاع غزة منذ نحو عشرين عاما".

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى أكثر من 20 ألف شهيد، جلهم من النساء والأطفال، فيما تجاوز عدد الجرحى حاجز الـ54 ألف مصاب بجروح مختلفة، بحسب مصادر فلسطينية.


وشدد العالم المغربي على أن أحداث غزة "لفتت الأنظار إلى محنة آلاف من السجناء والمحتجزين الفلسطينيين، وضمنهم مئات الأطفال والنساء، فطوفان الأقصى جر الاحتلال إلى الظهور على حقيقته العنصرية الإجرامية الهمجية"، بحسب الأناضول.

واعتبر الريسوني أن "طوفان الأقصى فضح نفاق الكثير من الأنظمة الغربية والعربية، وفضح أصحاب الدعاوى المزيفة لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية، موضحا أن ذلك هو السبب وراء "انتفاض جماهير واسعة من شعوب الغرب ومن نخبه الثقافية والسياسية والحقوقية، وهبت للتعبير عن تضامنها مع فلسطين ومع غزة".

وشهدت العديد من الدول الأوروبية والعربية وعبر العالم، مظاهرات ووقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني ضد حرب الاحتلال الوحشية الذي يشنها على قطاع غزة.

وحول موقف علماء الدين من القضية الفلسطينية، أوضح الريسوني أنهم "صاروا يسجلون حضورا فعالا ومتزايدا في مجريات القضية الفلسطينية".

وأشار إلى أن "الحضور في دعم القضية الفلسطينية يشهد قفزة نوعية، خصوصا في تعبئة عموم المسلمين لصالح القضية، وتحفيزهم على دعمها بكل السبل الممكنة"، لافتا إلى أنه "لأول مرة منذ نصف قرن أو أكثر، نجد الأزهر الشريف في صدارة الأحداث منذ تفجرها، ونجد شيخه الدكتور أحمد الطيب، وسائر علمائه، يتخذون موقفا صريحا وجريئا في نصرة المقاومة الفلسطينية".

وكان شيخ الأزهر، الشيخ أحمد الطيب، أعلن في أكثر من مناسبة موقفه الدعم للمقاومة الفلسطينية وأهالي قطاع غزة.

وبخصوص مستقبل القضية الفلسطينية على ضوء نتائج طوفان الأقصى، قال الريسوني: "نستطيع استشفاف بعض الملامح التي نراها من الآن ترتسم في الأفق".

وتوقع أنه "من المحتمل أن يستمر ويتعاظم التصدع داخل الكيان الصهيوني، رسميا ومجتمعيا، بسبب نتائج طوفان الأقصى والحرب على غزة، ولأسباب أخرى عميقة ومزمنة داخل تركيبة الكيان المصطنع"، بحسب وكالة الأناضول.

وأشار إلى أن "التفهم العالمي لحقيقة القضية الفلسطينية سيستمر ويزداد، وستجد إسرائيل نفسها في مأزق شديد بسبب مطالبتها دوليا بحل الدولتين، بينما القادة الصهاينة يرون أن تنفيذ حل الدولتين هو بمثابة انتحار لإسرائيل".

ورأى الريسوني أن "الصهاينة سيناورون ويحاولون ربح الوقت، ولكن وقت المناورات قد انتهى، ودقت ساعة الحقيقة، منذ السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي".

وحول تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال، قال الريسوني إن "أصحابه يتحملون وزره"، مشددا على أنه "خيانة وخذلان وانسلاخ، ولعل المطبعين ينتبهون إلى الورطة القذرة التي دخلوا فيها، وما هم بخارجين منها".


وأضاف: "المطبعون لم يعودوا قادرين حتى أن يكونوا في مستوى دول أمريكا اللاتينية، وحتى مثل إسبانيا وبلجيكا والنرويج (في إشارة إلى مواقف هذه الدول الداعمة لفلسطين)".

وكان المغرب قد طبع علاقاته مع دولة الاحتلال عام 2020، بعد خطوة مماثلة من الإمارات والبحرين، برعاية أمريكية.

وتشهد العديد من المدن المغربية وقفات احتجاجية وتظاهرات حاشدة بوتيرة شبه يومية ضد التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ومنددة بالعدوان الوحشي المتواصل على قطاع غزة.

ولليوم الـ81 على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه الوحشي على قطاع غزة، مخلفا مجازر مروعة بحق المدنيين، خصوصا الأطفال والنساء منهم.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى أكثر من 20 ألف شهيد، جلهم من النساء والأطفال، فيما تجاوز عدد الجرحى حاجز الـ54 ألف مصاب بجروح مختلفة، بحسب مصادر فلسطينية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المغربي الريسوني غزة الاحتلال الإسرائيلي المغرب غزة الاحتلال الإسرائيلي الريسوني المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القضیة الفلسطینیة طوفان الأقصى على قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبير لبنانى: الموقف الصينى يعكس التزاماً قوياً بالقضية الفلسطينية

بدأت الصين اعتباراً من اليوم ، الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولى،  لشهر فبراير الحالى خلفاً للجزائر.

من المتوقع أن تؤدى رئاسة الصين لمجلس الأمن إلى تغيير فى المعادلات السياسية والدبلوماسية على الساحة الدولية، ما يستدعى مراقبة دقيقة من قبل الدول الأعضاء والمراقبين الدوليين.

وفى هذا السياق أبرز د. أدهم السيد، المحلل اللبنانى المتخصص فى الشؤون الصينية، فى تصريحاته لـ» الوفد»، الدور الداعم الذى تلعبه الصين فى القضايا العربية، لاسيما فى ظل الأزمات الراهنة مثل حرب الإبادة فى غزة ولبنان، حيث أشار إلى أن الموقف الصينى كان واضحًا منذ البداية، إذ سعت بكين لتعزيز القرارات العربية داخل مجلس الأمن، خاصة خلال فترة رئاستها للمجلس. ورغم هذه المواقف الإيجابية، تظل فعالية مجلس الأمن نفسه موضع تساؤل، فى ظل الهيمنة الأمريكية على اتخاذ القرارات. 

وأوضح «السيد» أن تولى الصين رئاسة مجلس الأمن الشهر القادم قد يؤثر على الحسابات الدولية بشكل ملحوظ، حيث من المتوقع أن تعكس الرئاسة الصينية أولويات بكين فى السياسة الدولية، مثل تعزيز التعاون الاقتصادى والأمن الإقليمى. وقد تسعى الصين لتعزيز مواقفها فى قضايا مثل بحر الصين الجنوبى وكوريا الشمالية، مما يمكن أن يغير ديناميكيات النقاشات.

وأوضح «السيد» أن رئاسة مجلس الأمن تدور شهريًا بين الدول الأعضاء، ويُعطى الرئيس عددًا من الصلاحيات والمهام الأساسية، منها: تحديد جدول الأعمال للرئيس دور رئيسى فى تحديد القضايا التى سيتم مناقشتها خلال فترة رئاسته. كما بقود الرئيس الاجتماعات ويُسير النقاشات، مما يؤثر على الأجواء العامة للمحادثات، ويعمل على تسهيل التفاوض بين الأعضاء، خاصةً فى القضايا الحساسة التى تتطلب توافقًا.

وعن مدى قدرة الصين على التأثير فى المشهد الدولى وخاصة على للقضاياالعربية وخاصة القضية الفلسطينية، وكيف يمكن أن يتشكل مستقبل العلاقات بين القوى العظمى، أكد «السيد» أن الموقف الصينى فى مجلس الأمن كان داعمًا للقضايا العربية، حيث حاولت الحكومة الصينية دفع الأمور نحو وقف العدوان فى غزة ولبنان، ووجهت انتقادات شديدة للمندوب الإسرائيلى خلال فترة رئاستها للمجلس. ومع ذلك، أشار السيد إلى أن المشكلة الكبرى تكمن فى فعالية مجلس الأمن نفسه، حيث تهيمن الولايات المتحدة على عملية اتخاذ القرارات، مما يضعف قدرة المجلس على تطبيق قراراته.

و أشار «السيد» إلى أن تطبيق القرارات الدولية، مثل وقف إطلاق النار، غالبًا ما يظل دون تنفيذ، مما يثير تساؤلات حول دور الصين فى الضغط لتحقيق الالتزام بالقوانين الدولية. 

وفى سياق العلاقات الصينية الأمريكية، أكد «السيد» أن الصراع بين القوتين سيكون له تأثير كبير على الأمن الدولى،  وأن الصين تواجه تحديات متزايدة فى ظل محاولات الولايات المتحدة للحد من نفوذها.

ومن الناحية الآخرى يعقد مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير فو كونغ مؤتمراً صحفياً بعد ظهر غد الاثنين، بتوقيت نيويورك، يطلع خلاله الصحافة المعتمدة على برنامج عمل المجلس بعد أن يجيز مجلس الأمن البرنامج فى جلسة صباحية. و يمثل الرئيس مجلس الأمن فى الفعاليات الرسمية والمناسبات الدولية. بالإضافة إلى الإشراف على القرارات، حيث يضمن تنفيذ القرارات التى تم اتخاذها خلال فترة الرئاسة.

يتكون المجلس من 15 دولة، لكل منها صوت واحد، منها خمس دول دائمة العضوية، ولها حق النقض «الفيتو» هى: الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، و10 دول أعضاء غير دائمة تنتخب لمدة عامين من قبل الجمعية العامة، وهي: الجزائر وغويانا وكوريا الجنوبية وسيراليون وسلوفانيا بالإضافة الى الصومال والباكستان وبنما والدنمارك واليونان.

ومجلس الأمن، هو أحد أجهزة الأمم المتحدة الرئيسية الست، التى تشمل الأمانة العامة والجمعية العامة ومحكمة العدل الدولية، إضافة إلى مجلس الوصاية والمجلس الاقتصادى والاجتماعى.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يزعم العثور على وثيقة تفجر مفاجأة حول موعد طوفان الأقصى
  • تصريحات مستفزة لـ رئيس أركان جيش الاحتلال بشأن تبعات طوفان الأقصى
  • أبرز القادة الشهداء خلال طوفان الأقصى
  • خبير لبنانى: الموقف الصينى يعكس التزاماً قوياً بالقضية الفلسطينية
  • كيف تابع اليمنيون طوفان عودة الأسر الفلسطينية إلى غزة؟
  • حماس: طوفان الأقصى أسقط هيبة الاحتلال وجيشه
  • أسماء الأسرى المقرر الإفراج عنهم في الدفعة الرابعة لصفقة طوفان الأقصى
  • وزير الخارجية الايراني: عملية طوفان الأقصى أحيت القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية الإيراني: عملية طوفان الأقصى أحيت القضية الفلسطينية
  • من رفح إلى العالم: التهجير خط أحمر.. التفاف تاريخي لدعم القضية الفلسطينية