حكم قضاء الصلوات المتروكة عمدًا أو نسيانًا
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الله عز وجل فرض علينا الصلاة وجعل لها أوقاتًا تؤدى فيها؛ فقال سبحانه: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: ١٠٣]، وامتدح المحافظين عليها في أوقاتها فقال سبحانه: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾ [المعارج: ١٩-٢٣]، وحذر من التهاون بها؛ فقال سبحانه: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ [مريم: 59]، وقال جل شأنه: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ [الماعون: ٤-٥].
أوضحت الإفتاء، أن من المقرر أن الفرائض الخمس قد أوجبها الله سبحانه وتعالى على كل مسلمٍ مكلَّفٍ في أوقاتٍ محددة، ويأثم المسلم بتأخير الصلاة عن وقتها لغير عذر، وقد أخرج الشيخان بسنديهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، لَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ».
أضافت، أن العبد إذا ابتلي بالتقصير في الصلاة عمدًا أو بعذرٍ لنومٍ أو نسيانًا وجب أن يقضي ما عليه من فوائت بقدر طاقته، وقد أجمع الفقهاء على وجوب قضاء الصلاة الفائتة نسيانًا أو لعذر؛ قال العلامة ابن بزيزة المالكي في "روضة المستبين في شرح كتاب التلقين": [وقد انعقد الإجماع على وجوب قضاء الصلوات الفوائت بنسيان أو نوم].
وبينت أنه لا يجوز تأخير القضاء إلا لعذرٍ، كالسعي لتحصيل الرزق وتحصيل العلم الواجب عليه وجوبًا عينيًّا، وكالأكل والنوم.
حكم قضاء الصلوات المتروكة عمدًاقالت الإفتاء، إنه قد اختلف الفقهاء في الصلاة المتروكة عمدًا؛ قال العلامة ابن بزيزة المالكي في "روضة المستبين": [واختُلف في المتروك عمدًا، والجمهور على وجوب قضائها بعد التوبة والاستغفار].
وقال العلامة بدر الدين العيني الحنفي في "البناية شرح الهداية": [(ومن فاتته صلاة قضاها إذا ذكرها) سواء كان فوتها ناسيًا، أو بغير عذر النسيان أو عامدًا، وبه قال مالك والشافعي، وقال أحمد وابن حبيب: لا يقضي المتعمد في الترك].
وأردفت الإفتاء: وإنما قال الجمهور بقضاء الصلاة المتروكة عمدًا؛ قياسًا على التنبيه بالأدنى على الأعلى؛ فقد نبَّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الصلاة المنسية فيما رواه الإمام البخاري عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ نَسِيَ صَلاةً فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَهَا، لا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ»، وهي أدنى من المتعمد تركها، فالأعلى تدخل في التنبيه من باب أولى.
واختتمت الإفتاء قائلة: "وعلى هذا: فقضاء الصلاة المفروضة التي فاتت واجب، سواء فاتت بعذرٍ غير مسقطٍ لها، أو فاتت بغير عذر، ولا يرتفع الإثم بمجرد القضاء، بل يجب معه التوبة، كما لا ترتفع الصلاة بمجرد التوبة، فإن القضاء واجب؛ لأن من شروط التوبة الإقلاع عن الذنب، والتائب بدون قضاء غير مقلع عن ذنبه".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء قضاء الصلوات دار الافتاء الصلوات الفائتة قضاء الصلوات نسیان ا
إقرأ أيضاً:
دار الإفتاء توضح حكم الإسراع في الصلاة قبل دخول وقت الأخرى
في ظل تساؤلات كثيرة حول توقيت أداء الصلاة فور سماع الأذان، وحكم الإسراع في أدائها خوفًا من دخول وقت الصلاة التالية، قدمت دار الإفتاء المصرية توضيحًا شاملًا للإجابة عن هذه الاستفسارات.
حكم الإسراع في أداء الصلاة قبل دخول وقت الصلاة التالية
أجاب الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد عبر الصفحة الرسمية للدار حول مدى صحة الإسراع في الصلاة خوفًا من دخول وقت الصلاة التالية.
وأوضح أن الصلاة تُعدّ حاضرة إذا أدرك المصلي ركعة واحدة قبل أذان الصلاة التالية، أما إذا لم يدرك ذلك، فتُعتبر قضاءً.
وأضاف الشيخ شلبي أن التأخير الذي تقوم به جماعة المسجد بعد الأذان ليس دليلًا على أن وقت الصلاة لم يدخل بعد، وإنما يهدف إلى تمكين أكبر عدد من المصلين من إدراك الجماعة.
متى يصبح أداء الصلاة صحيحًا بعد الأذان؟
أكد الشيخ شلبي أن مجرد بدء الأذان بكلمة "الله أكبر" يعد إعلانًا رسميًا بدخول وقت الصلاة، وبالتالي فإن الصلاة التي تُؤدى في هذه اللحظة صحيحة تمامًا.
لكنه أوضح أن الالتزام بسُنّة ترديد الأذان مع المؤذن، ثم الدعاء بدعاء الوسيلة، وأداء السنة القبلية إن وُجدت، يُكسب المصلي أجرًا مضاعفًا.
نصيحة دار الإفتاء بشأن أداء الصلاة في أوقاتها
دعت دار الإفتاء المصرية المسلمين إلى الالتزام بأداء الصلاة في أوقاتها مع تحقيق الخشوع والتدبر، مؤكدةً أن التمهل في بدء الصلاة بعد الأذان لا يؤثر على صحة الفريضة، بل يُكسب المصلي ثوابًا أكبر من خلال اتباع السُنن المرتبطة بالصلاة.
كما أشارت إلى أن ترديد الأذان مع المؤذن لا يستغرق سوى دقائق قليلة، لكنها تُعدّ من الأعمال التي تُغفر بها الذنوب وتزيد الأجر.