دمشق-سانا

نظراً لأهمية التطوع في حياة الفرد والمجتمع أقامت مؤسسة سند الشباب التنموية فعالية (اكسبو تطوع) بهدف التعريف بالفرق التطوعية المنتشرة في دمشق وحماة وحلب، وذلك بدعم وتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان “سورية”.

الفعالية التي أُقيمت مؤخراً في كل من محافظات دمشق وحماة وحلب جمعت 33 فريقاً ومبادرة تطوعية في العديد من المجالات المختلفة (الطبية والتنموية والعلمية والمجتمعية…).

ففي دمشق، أقيمت الفعالية في فندق أمية، حيث ضمت 17 فريقاً مشاركاً، أكد خلالها المشاركون الدور النبيل والسامي لفكرة التطوع بحدّ ذاتها في المساهمة بتحسين حياة الأفراد الذين يعانون ظروفاً معيشية صعبة، وبالوقت نفسه توجيه طاقات المتطوعين وخاصة الشباب إلى خدمة مجتمعهم المحلي، وتعزيز شعورهم بالانتماء إليه، ما يعود عليهم بالنفع أيضاً لناحية تطوير ذاتهم وتوسيع دائرة معارفهم.

أما في حماة وحلب فأُقيمت بمراكز مؤسسة سند، بمشاركة 6 فرق في حماة، و10 فرق في حلب.

وأكدت الفرق التطوعية في حلب أن دورك كمتطوع يعطيك شعوراً بالفخر والانتماء والهوية إضافة للمساهمة في بناء الشخصية، بينما دعا المشاركون في حماة إلى الاستفادة من الطاقات والخبرات الموجودة لدى المتطوعين لصالح الاهتمام بالفئات الهشة في المجتمع.

كما ضمت الفعالية العديد من الأقسام والزوايا، ومنها زاوية الخط العربي، التي كانت عبارة عن لوحة تتوسطها كلمة “التطوع” ويطلب من كل زائر التعبير عن مفهوم التطوع بكلمة وكتابتها على اللوحة لنحصل بالنهاية على تعريف التطوع وفق رؤية كل شخص، وزاوية “أثر التطوع على الصحة النفسية”، وقسم أهمية التطوع في بناء المسيرة المهنية والأكاديمية.

وقال ناصر القاضي مسؤول مشاريع في مؤسسة سند لسانا الشبابية : “إن الهدف من الفعالية هذا العام هو أن يعيش الزائر تجربة التطوع، ولا سيما من خلال الزوايا والأقسام التي ضمتها الفعالية، كزاوية ” تحدي التطوع ” والتي تضم مجموعة من التحديات على الزائر أن يقوم بها سواء أكانت أعمالاً داخلية ضمن الفعالية (مساعدة الفريق التنظيمي – توزيع البريك – التفقد….)، أو خارج مكان الفعالية مع الطلب بوضع منشور أو “قصة” على مواقع التواصل الاجتماعي يصّور فيها التحدي الذي تم تنفيذه تحت هاشتاغ “#تحدي_التطوع” لتعزيز ونشر ثقافة التطوع.

ونوه القاضي بأن الفعالية هذا العام ضمت مجموعة من الفرق المشاركة من الأشخاص ذوي الإعاقة (حركية – سمعية – بصرية) بهدف تسليط الضوء على أعمالهم التطوعية، والمهارات التي يمتلكونها، والسعي إلى تحقيق الدمج المجتمعي فيما بينهم وأقرانهم السليمين، لافتاً إلى أن هذا هو الهدف الأساسي الذي تعمل عليه مؤسسة سند، في تعزيز ثقافة الفكر التطوعي والمواطنة الفعالة، وخلق الأثر والتغير الإيجابي في المجتمع.

يشار إلى أنه من الفرق التطوعية المشاركة بالفعالية.. فريق “برايل” لدعم المكفوفين، الغرفة الفتية الدولية – دمشق، فريق تاء لمناهضة العنف والتحرش، مؤسسة سيار لأطفال الشوارع، فريق “وايبير” لقضايا الشباب، فريق “كريديف” لدمج الصم مع السامعين، وفريق “الإعاقة انطلاقة” لذوي الإعاقة الحركية.

 دارين عرفة

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

بقاعة ديوان الشعر.. معرض الكتاب يناقش «ثقافة التطوع وتعزيز القيم الإيجابية»

استضافت قاعة ديوان الشعر، ندوة بعنوان «ثقافة التطوع وتعزيز القيم الإيجابية»، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، أدارتها الدكتورة أسماء فؤاد.

وافتتحت الدكتورة سالي عاشور، أستاذة العلوم السياسية المساعدة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، الندوة، قائلة: إنه منذ عدة أعوام تم مطالبة الدول بتبني استراتيجيات للتطوع، وكان هناك اتجاه في مصر لتبني هذه الاستراتيجية، مشددة على ضرورة تطبيق هذه الفكرة على أساس علمي يكشف ملف التطوع.

وأكدت سالي عاشور، أن من أهم ملامح التطوع هو الانتشار السريع للمبادرات المجتمعية الساعية للتعامل مع القضايا والتحديات التي تواجه الأفراد، مشيرة إلى مشكلة غلبة التبرع المادي على التبرع بالوقت.

وأوضحت أن نسبة التطوع في المجتمع المصري بلغت 17% من الشباب فوق 18 عامًا، مؤكدة أن مصر تقترب بهذه النسبة من المؤشرات العالمية في مجال التطوع.

ندوة بعنوان «ثقافة التطوع وتعزيز القيم الإيجابية»

وثمنت الدكتورة سالي عاشور تجربة التطوع في معرض الكتاب، معتبرة إياها تجربة رائدة تثبت مدى حب الشباب للتطوع في هذا الحدث الثقافي المهم، باعتبارهم القوة الضاربة في المجتمع.

بدوره، قال الدكتور عبد الله الباطش، مساعد وزير الشباب والرياضة لشؤون مراكز الشباب، إن التطوع يعني تماسك المجتمع، فهو مرتبط ببناء الأفراد والمجتمع المستدام.

وأوضح الباطش أن وزارة الشباب والرياضة وضعت استراتيجية في هذا الملف لتحفيز الشباب على الخدمة التطوعية، وهم الآن يعملون على تعزيز فكرة التطوع خارج مصر.

وأضاف أن الوزارة تقوم بدور مهم في هذا الملف، حيث يوجد العديد من فرق التطوع على مستوى الجمهورية، مؤكدًا أن الوزارة أنشأت أندية للتطوع داخل مراكز الشباب للإسهام في تنمية المجتمع. كما نستهدف إنشاء 1500 نادي للتطوع داخل مراكز الشباب بحلول عام 2027.

وتابع أنه على مدار السنوات الماضية، أطلقت وزارة الشباب والرياضة مبادرة «أنا متطوع» للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، مشيرًا إلى أنه يتم انتقاء الشباب بعناية لإعطائهم فرصة للتعامل مع الجمهور.

ندوة بعنوان «ثقافة التطوع وتعزيز القيم الإيجابية»

وأكد أن الوزارة تشارك أيضًا في كافة الفعاليات التطوعية خارج مصر، وتستقطب متطوعين من جميع الدول لتعليم الشباب اللغة والفنون والتكنولوجيا وثقافة التطوع. كما أشار إلى أن الوزارة قامت في عام 2016 بتصدير متطوعين مصريين للاتحاد الإفريقي ليصبحوا سفراء للتطوع المصري في الاتحاد الإفريقي.

من جانبه، قال الدكتور أيمن عبد الوهاب، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن التطوع هو مرآة لاهتمام المجتمع بالقضايا المختلفة التي تتوافق مع ثقافته. فالتطوع يعد قضية أساسية في البناء على مستوى الأفراد والمجتمع. وشدد عبد الوهاب على أهمية تغذية الجانب الروحي في ملف التطوع، حتى لا يطغى عليه الجانب المادي، مشيرًا إلى أن هناك محددات للتطوع، وأبرزها أن فكرة التطوع تساهم في بناء الإنسان والمجتمع من خلال القيم الثقافية والاجتماعية والدينية التي تدفع إلى التطوع. كما أشار إلى أهمية مراعاة الفروق بين شرائح الشباب من حيث مرجعياتهم وثقافتهم ومستوى معرفتهم ووعيهم، وكذلك تراجع الطبقة الوسطى بسبب الضغوط الاقتصادية، لأن هذه الطبقة هي أساس المتطوعين.

وأوضح أن هناك تحديات تواجه قضية التطوع، ومنها ضعف المؤسسات في إدارة التطوع وتحفيزه، إضافة إلى خلل في خريطة عمل الجمعيات الأهلية في بعض المجالات، مشيرًا إلى الحاجة إلى إعادة توزيع التطوع في العمل الأهلي، وعدم تعزيز فكرة أهمية العمل التنموي، وكذلك عدم ربط المحليات بمنظومة التطوع لتحفيز المواطنين على القيام بأدوار فعالة في المجتمع.

من جانبه، أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من أهم أسس ثقافة التطوع هو الحافز الديني والإيثاري، الذي يمثل أكبر البواعث في مسألة التطوع، مما يؤدي إلى اتساع في الأفق.

وأضاف أن التطوع من المفاهيم التي تنتشر على أساس مفهوم مادي، مما يصعب استثماره. مؤكدًا أن التطوع هو المسؤول الرئيس عن الحضارة، فصناعة الحضارة هي صناعة الأفراد، والدولة تنشر الوعي ولكن الأفراد هم من يمارسون هذا الوعي.

وأشار الدكتور عمرو الورداني إلى أن الثقافة هي مجموعة من القيم والعادات والتقاليد والمعارف والفنون التي تميز مجموعة من الناس وتعكس هوية الأفراد والمجتمعات. موضحًا أن مفهوم التطوع يقوم على الاختيار والاستطاعة والمطاوع والطواعية والطاعة.

وشدد على أهمية أن تكرس الجمعيات التطوعية ثقافة الكرامة وليس ثقافة الفقر، وأن تهتم بما يخص التطوع الصحي بالمجهود وليس فقط بالأموال.

واستعرض مقاصد التطوع، وهي حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ العرض، حفظ الدين، وحفظ المال.

وأكد على ضرورة الاهتمام بالتطوع الصحي النفسي، معربًا عن أمله في أن يكون التطوع النفسي من أولويات التطوع لتحقيق السلام.

اقرأ أيضاًشخصية معرض الكتاب 2025.. أحمد مستجير العالِم المبدع صاحب الرحلة الفريدة

جدول ندوات دار الكتب والوثائق القومية في معرض الكتاب 2025

«الحب والحرب في عيون الأطفال».. جلسة حوارية بمعرض الكتاب 2025

مقالات مشابهة

  • تجمع الجوف الصحي يقدم خدماته التطوعية لأكثر من 250 ألف مستفيد خلال عام 2024 م
  • فعالية في حلب إحياءً للذكرى الثانية عشر لمجزرة نهر قويق التي ارتكبها النظام البائد
  • جامعة الشارقة تنظم «اليوم المفتوح» للتعريف ببرامجها
  • تفاصيل ندوة ثقافة التطوع وتعزيز القيم الإيجابية بمعرض الكتاب (صور)
  • معرض الكتاب يناقش "ثقافة التطوع وتعزيز القيم الإيجابية"
  • بقاعة ديوان الشعر.. معرض الكتاب يناقش «ثقافة التطوع وتعزيز القيم الإيجابية»
  • معرض الكتاب يناقش "ثقافة التطوع وتعزيز القيم الإيجابية".. صور
  • أحباء ولو اختلفا… عرض للأطفال من مسرح الدمى
  • فرنسا تعلن رفضها لفكرة تهجير الفلسطينيين من غزة
  • محافظ ريف دمشق يلتقي ممثلي الغوطة الشرقية لمناقشة التحديات التي تواجه العمل وسبل تحسين الخدمات للمواطنين