جلست اللاجئة السودانية مريم آدم يايا خارج ملجأها المؤقت في شرق تشاد، وقامت بتسخين الشاي على بعض الحطب في محاولة لتهدئة آلام الجوع.

عضو لجنة الاستفتاء الدستورى فى تشاد: نسعى إلى دولة موحدة ومستقرة عضو اللجنة العليا للاستفتاء الدستورى في تشاد لـ"الوفد": 80% نسبة مشاركة الطلاب والجاليات

عبرت الفتاة البالغة من العمر 34 عاما من جماعة المساليت العرقية الحدود سيرا على الأقدام بعد رحلة استغرقت أربعة أيام دون مؤن وابنها البالغ من العمر ثماني سنوات متشبث بظهرها.

وقالت إن رجالا "مدججين بالسلاح" هاجموا قريتها، وأجبروها على الفرار وترك سبعة من أطفالها وراءها وسط عنف وحشي أثار مخاوف من التطهير العرقي.

ويغرق السودان منذ 15 أبريل في حرب أهلية بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان ضد محمد حمدان دقلو، نائبه السابق وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وقد فر الآلاف إلى تشاد المجاورة ووجدوا ملاذا في مخيمات مكتظة مثل أدري حيث استقر يايا.

وفي منطقة دارفور بغرب دارفور خلفت العمليات شبه العسكرية ضحايا مدنيين ينتمون إلى جماعة المساليت غير العربية فيما تقول الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية إنه يشتبه في أنها إبادة جماعية.

وفي بلدة أردماتا في غرب دارفور وحدها، قتلت الجماعات المسلحة أكثر من 1000 شخص في نوفمبر/تشرين الثاني، وفقا للاتحاد الأوروبي.

"ما مررنا به في أرداماتا مرعب، قوات الدعم السريع قتلت كبار السن والأطفال بشكل عشوائي".

-الصدمه-

وقد استضافت تشاد، وهي دولة تقع في وسط أفريقيا وثاني أقل البلدان نموا في العالم وفقا للأمم المتحدة، أكبر عدد من اللاجئين السودانيين.

وتقول الأمم المتحدة إن 484,626 شخصا لجأوا إلى هناك منذ اندلاع القتال، حيث أجبرت الجماعات المسلحة أكثر من 8,000 شخص على الفرار إلى تشاد في أسبوع واحد.

انتشرت المخيمات الرسمية التي تديرها المنظمات غير الحكومية والمستوطنات غير الرسمية التي أقيمت بشكل عفوي في جميع أنحاء منطقة واداي الحدودية.

وقالت أميرة خميس، 46 عاما، وهي مصابة بصدمة، إنها استهدفت بسبب انتمائها إلى المساليت وفقدت خمسة من أطفالها.

وقالت لوكالة فرانس برس وهي تتعافى في مبنى طبي طارئ تديره منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية بالقرب من مخيم أدري بعد أن كسرت شظايا قدميها.

وقالت: "إنهم يقتلون بشكل منهجي جميع الأشخاص ذوي اللون الأسود الداكن".

قال محمد نور الدين، البالغ من العمر 19 عاما والذي يعاني من كسر في ذراعه وفقد أربعة من أقاربه في أعمال العنف، إن قوات الدعم السريع طاردت بلا رحمة مجتمع المساليت قبل أن يفر إلى تشاد.

"تبعتنا مجموعة من قوات الدعم السريع إلى المستشفى وحاولت قتل الجميع  وضعونا على الأرض في مجموعات من 20 شخصا وأطلقوا النار علينا".

هدفهم غير المعلن هو قتل الناس بسبب لون بشرتهم".

- "ظروف حرجة" -

واتهمت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى قوات الدعم السريع وحلفاءها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وأعمال تطهير عرقي.

وتشير تقديرات مشروع بيانات مواقع وأحداث النزاع المسلح إلى أن عدد قتلى الحرب يبلغ 12,000 شخص. وقد فر ما يقرب من سبعة ملايين شخص من منازلهم، وفقا للأمم المتحدة.

بعد أن نجوا من الفظائع في وطنهم والرحلة المحفوفة بالمخاطر إلى الخارج، يواجه اللاجئون الآن خطر المجاعة الذي يلوح في الأفق.

وقالت يايا إنها وطفلها يأكلان "بالكاد" منذ وصولهما إلى تشاد.

وقد ولدت ندرة المياه في المخيمات توترات كافحت المنظمات الإنسانية لتهدئتها.

وقال جيرارد أوباربيو، منسق مشروع أطباء بلا حدود في أدري، إن تدفق اللاجئين السودانيين يخلق وضعا "مقلقا".

"نستقبلهم في ظروف حرجة إنهم يهتزون جسديا ونفسيا».

مستشفى أطباء بلا حدود محاط بسياج ويراقبه حارس باستمرار، وهي تدابير تقتضيها وحشية النزاع الذي لم يسلم الجرحى.

"لقد هاجمونا أيضا عندما كنت أنقل إلى تشاد لتلقي العلاج،" كما أفاد أمير آدم هارون، وهو لاجئ من المساليت كسرت ساقه بسبب مادة متفجرة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شرق تشاد تشاد دارفور وسط إفريقيا الولايات المتحدة قوات الدعم السریع إلى تشاد

إقرأ أيضاً:

في بيان رسمي.. مصر تعلن رفضها لحكومة سودانية موازية

القاهرة-رويترز

 أعربت مصر اليوم الأحد عن رفضها للمساعي الرامية إلى تشكيل حكومة موازية في السودان قائلة إن هذه المحاولات تعقد المشهد وتعيق الجهود لتوحيد الرؤى في جارتها الجنوبية التي تشهد صراعا أهليا بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية منذ ما يقرب من عامين.

وقال سياسيون سودانيون إن قوات الدعم السريع وقعت ميثاقا مع جماعات سياسية ومسلحة متحالفة معها خلال مراسم مغلقة في العاصمة الكينية نيروبي يوم 22 فبراير شباط لتشكيل "حكومة سلام ووحدة" في الأراضي التي تسيطر عليها القوات شبه العسكرية.

ومن غير المتوقع أن تحظى مثل هذه الحكومة، والتي أثارت بالفعل قلق الأمم المتحدة، باعتراف واسع النطاق لكنها دلالة أخرى على مدى تفكك البلاد خلال الحرب المستمرة منذ أبريل نيسان 2023.

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان اليوم الاحد "تعرب جمهورية مصر العربية عن رفضها لأي محاولات تهدد وحدة وسيادة وسلامة أراضى السودان الشقيق بما فى ذلك السعى نحو تشكيل حكومة سودانية موازية، الأمر الذى يعقد المشهد فى السودان، ويعيق الجهود الجارية لتوحيد الرؤى بين القوى السياسية السودانية، ويفاقم الأوضاع الإنسانية".

وطالبت مصر "كافة القوى السودانية بتغليب المصلحة الوطنية العليا للبلاد والانخراط بصورة إيجابية فى إطلاق عملية سياسية شاملة، دون إقصاء أو تدخلات خارجية".

وتؤيد القاهرة موقف الجيش السوداني وانتقدت قوات الدعم السريع عدة مرات. وفر ملايين السودانيين بعد اندلاع الحرب إلى دول جوار من بينها مصر.

وقالت مصادر شبه عسكرية وسياسيون داعمون للحكومة الموازية لرويترز إن هذه الحكومة تهدف إلى انتزاع الشرعية الدبلوماسية من منافستها التي يقودها الجيش فضلا عن تسهيل الحصول على أسلحة متطورة.

وقد يؤدي هذا التحرك إلى إطالة أمد الحرب المدمرة، التي فقدت فيها قوات الدعم السريع شبه العسكرية السيطرة على أراض خلال الفترة الماضية، وإلى التقسيم الفعلي لثالث أكبر دولة في أفريقيا من حيث المساحة.

مقالات مشابهة

  • السودان: هل تنهي مكاسب الجيش في العاصمة الحرب؟
  • الخارجية السودانية تندد بالمساعي الكينية لاحتضان حكومة موازية بقيادة “الدعم السريع”
  • ثالث دولة عربية تعلن رفضها دعوات تشكيل حكومة موازية فى السودان للدعم السريع
  • شاهد بالفيديو.. بعد تهميشهم في حكومة نيروبي.. جنود مجلس الصحوة الثوري الذين يقاتلون ضمن قوات الدعم السريع يهددون بالانسلاخ والتصعيد
  • شهادات ميدانية: الدعم السريع ترتكب أعمال قتل ونهب بالفاشر
  • ثاني دولة عربية تعلن رفضها تشكيل حكومة سودانية موازية بقيادة الدعم السريع
  • في بيان رسمي.. مصر تعلن رفضها لحكومة سودانية موازية
  • الجيش السوداني يتقدم أكثر باتجاه العاصمة و مقتل 10 من مليشيات الدعم السريع
  • مقتل 10 من الدعم السريع والجيش يتقدم في محاور القتال شرقي الخرطوم
  • الجيش السوداني يقصف مواقع الدعم السريع في الخرطوم وشمالي الأبيّض