لم تتوقف القاهرة ولو للحظة عن دعم الأشقاء الفلسطينيين داخل قطاع غزة أو في باقي المدن والبلدات الفلسطينية، وتؤكد يوما بعد يوم عبر رفضها تصفية القضية الأم لكل العرب، أنه لحل للصراع في المنطقة إلا من خلال إقامة دولة فلسطين على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

ولم تتوان مصر عن دعم  الفلسطينيين، ومنذ اللحظة الأولى لتجدد الصراع بين المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي نجحت بالتنسيق والتواصل مع شركائها الدوليين والإقليميين في كسر الحصار عن قطاع غزة، ونجحت في إعادة التوازن في الموقف الدولي.

مصر و القضية الفلسطينية

وفي هذا الصدد، استقبل سامح شكري وزير الخارجية ، اليوم الثلاثاء، أيمن الصفدي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية والمغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية.

ذكر السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، أن الوزير شكري أكد حرص مصر الدائم على تعزيز التشاور والتنسيق مع الأردن، سواء على مستوى القمة أو على الصعيد الوزاري، وذلك لمواجهة التحديات المشتركة، والعمل على إيجاد حلول للأزمات السياسية والأمنية التي تموج بها المنطقة.

وأوضح أبو زيد أن اللقاء شهد أيضاً تبادل الرؤى بين الجانبين إزاء تطورات الوضع في غزة والمساعي الهادفة للوصول لوقف إطلاق النار، وتنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير رقم ٢٧٢٠ بشأن زيادة نفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع وإنشاء آلية أممية لمراقبة ومتابعة دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وذلك على ضوء العوائق والعراقيل التي يضعها الجانب الإسرائيلي على دخول المساعدات.

كما تلقى الوزير سامح شكري، اتصالاً هاتفياً، الإثنين،  من الدكتور حسين أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية الإيراني، تناول الأوضاع في قطاع غزة، ولمتابعة النقاش حول القضايا الثنائية بين البلدين.

وذكر المتحدث الرسمي باسم الخارجية، أن الوزيرين تبادلا الرؤى والتقييمات حول الأوضاع الإنسانية والأمنية المتدهورة في قطاع غزة، وكذلك مسارات التحرك على الصعيد الدولي؛ من أجل تخفيف حدة الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الأشقاء الفلسطينيون.

وقف إطلاق النار في غزة 

وأحاط وزير الخارجية، نظيره الإيراني بنتائج الاتصالات التي تضطلع بها مصر على مسار حتمية تحقيق الوقف الشامل لإطلاق النار، وضمان النفاذ الكامل والمستدام للمساعدات الإنسانية إلى القطاع، مؤكدا ضرورة التنفيذ الكامل لبنود قرار مجلس الأمن رقم ٢٧٢٠ الأخير بشأن إنشاء آلية أممية لتيسير دخول ومراقبة المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وسبق، وأكد سامح شكري وزير الخارجية، لنظيره البرتغالي ضرورة اضطلاع الأطراف الدولية بمسئولياتها إزاء دعم التوصل لوقف شامل ودائم لإطلاق النار في غزة، باعتباره السبيل الأمثل للتنفيذ الفعال لبنود قرار مجلس الأمن، وحفاظاً على أرواح المدنيين الفلسطينيين، وهو ما اتفق معه وزير خارجية البرتغال معرباً عن تطلع بلاده لتحقيق وقف إطلاق النار في أقرب وقت.

خطة مصرية بـ 3 مطالب لإنقاذ قطاع غزة.. هل تستجيب تل أبيب؟ المقاومة تتلاعب بقوات الاحتلال.. ونتنياهو يواصل أكاذيبه| والقاهرة تقدم رؤية جديدة للحل

وتلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأحد، هاتفا من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، تناول تطورات التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة.

كما أكد السيسي على المسؤولية السياسية والأخلاقية للمجتمع الدولي فيما يتعلق «بالتحرك الجاد والفاعل لحماية المدنيين الفلسطينيين ووقف سياسات العقاب الجماعي»، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وشدد الرئيس السيسي على ضرورة العمل على التهدئة في غزة بما يتيح المجال أمام فتح المسار السياسي وصولاً لحل الدولتين «الذي يمثل الطريق الوحيدة نحو السلام العادل والدائم في المنطقة».

عقد قمة القاهرة للسلام

وسبق، ودعت مصر إلى قمة القاهرة للسلام، إلى بناء توافق دولى عابر للثقافات والأجناس والأديان والمواقف السياسية؛ يدعو إلى وقف الحرب الدائرة التى راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء والمطالبة باحترام قواعد القانون الدولى والقانون الدولى الإنساني وحماية المدنيين وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية وإيصالها إلى مستحقيها من أبناء قطاع غزة، والتحذير من مخاطر امتداد رقعة الصراع الحالى إلى مناطق أخرى فى الإقليم.

وفى إطار سعي مصر نحو تحقيق تلك الأهداف السامية، فقد أكدت مصر خلال قمة القاهرة للسلام أنها لن تقبل أبداً بدعاوى تصفية القضية الفلسطينية علي حساب أى دولة بالمنطقة.

وأكدت مصر من خلال قمة القاهرة للسلام أنها لنتتهاون للحظة فى الحفاظ علي سيادتها وأمنها القومى فى ظل ظروف وأوضاع متزايدة المخاطر والتهديدات.

الضغوط الدولية تتزايد..نتنياهو في مأزق..وخسائر الاحتلال تتفاقم في غزة إفساد مخططات إسرائيل الخبيثة في المنطقة.. ماذا ناقش السيسي ورئيس إيران؟

وفي هذا الإطار، قال السفير صلاح حليمة، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن ما تسعى إليه مصر في الوقت الحالي مرتبط بتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وليس مجرد  هدنة لأيام يجري فيها فقط تبادل الأسرى بين الجانبين، وهو الأمر الذي يرجعه لـ عيوب كثيرة في اتفاقات الهدنة المؤقتة، التي تجعل هناك ترقبا لاستئناف العمليات العسكرية فور انتهاء عملية تبادل الأسرى، ما يعني الدوران في دائرة مفرغة توقع مزيدا من الضحايا.

وأضاف حليمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصر بذلت مجهودات كثيفة ومركزة بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي.

اقتراح مصر لإيقاف الحرب 

وأشار حليمة، إلى أن الدور المصري في هذه الأزمة يشمل المسار الأمني والسياسي وأيضًا المساعدات الإنسانية والطبية، مؤكدًا أن قرار مجلس الأمن بشأن غزة إنجاز، وإن كان لم يصل إلى الهدف المنشود، حيث كان الهدف هو التوصل إلى وقف إطلاق النار، حتى يمكن إتاحة الفرصة لتسوية القضية الفلسطينية.

والجدير بالذكر، أن مصر كانت واضحة منذ البداية في السياسات الكاشفة للممارسات الإسرائيلية الممنهجة من تهجير وتصفية القضية الفلسطينية، والدولة المصرية على جميع المستويات الدبلوماسية والسياسية والإعلامية عرضت تلك الممارسات الإسرائيلية الفجة، وظهرت إسرائيل كدولة مارقة عن النظام الدولي ومايجب أن تتحلى به لحفظ السلم والأمن الدوليين، وتستمر جهود مصر في كافة المسارات لتحقيق التسوية السياسية النهائية  لـ القضية الفلسطينية.

وسوف نرصد لكم المبادرة المصرية لوقف الحرب في غزة، والتي جاءت كالتالي:

المرحلة الأولى

تتضمن المرحلة الأولى، بدء هدنة إنسانية لمدة أسبوعين قابلة للتمديد لأسبوعين أو ثلاثة، تطلق خلالها "حماس" سراح 40 من المحتجزين الإسرائيليين من فئتي النساء والأطفال (أقل من 18 عاماً)، والذكور من كبار السن خصوصاً المرضى.

وفي المقابل، تطلق إسرائيل سراح 120 أسيراً فلسطينياً من نفس الفئتين، ويتم خلالها وقف الأعمال القتالية وتراجع الدبابات، وتدفق المساعدات الغذائية والطبية، والوقود وغاز الطهي لقطاع غزة.

المرحلة الثانية

إقامة حوار وطني فلسطيني برعاية مصرية بهدف "إنهاء الانقسام"، وتشكيل حكومة تكنوقراط (مستقلين) تتولى الإشراف على قضايا الإغاثة الإنسانية، وملف إعادة إعمار قطاع غزة، والتمهيد لانتخابات عامة ورئاسية فلسطينية.

المرحلة الثالثة

وقف كلي وشامل لإطلاق النار، وصفقة شاملة لتبادل الأسرى تشمل كافة العسكريين الإسرائيليين لدى "حماس" وحركة "الجهاد"، وفصائل أخرى يتم خلالها الاتفاق على عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستطلق سراحهم إسرائيل بما يشمل ذوي المحكوميات العالية، والذين اعتقلتهم إسرائيل بعد السابع من أكتوبر.

وتتضمن المرحلة الأخيرة انسحاباً إسرائيلياً من مدن قطاع غزة، وتمكين النازحين العودة إلى مناطقهم في غزة وشمال القطاع.

وقال مسؤولون إسرائيليون لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن حكومة الحرب في إسرائيل اجتمعت، مساء الإثنين، لمناقشة الاقتراح الذي تقدمت به مصر لإنهاء الحرب في غزة.

وذكر الصحيفة أن الاقتراح المصري، يعد خطة السلام الأكثر شمولا التي يتم اقتراحها على الطرفين في حرب غزة المستمرة منذ 11 أسبوعا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة مصر القضية الفلسطينية القمة العربية الإسلامية قمة القاهرة للسلام المساعدات الانسانية قطاع غزة الفلسطينيين الرئيس عبدالفتاح السيسي السيسي المساعدات الإنسانیة القضیة الفلسطینیة قرار مجلس الأمن وقف إطلاق النار إطلاق النار فی وزیر الخارجیة الإنسانیة إلى لإطلاق النار قمة القاهرة قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

بلينكن: نعمل مع الشركاء فى الشرق الأوسط وخارجه لإنهاء المعاناة فى قطاع غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، اليوم الخميس، في مقال بصحيفة Foreign Affairs: إننا نعمل مع الشركاء في الشرق الأوسط وخارجه لإنهاء الصراع والمعاناة في قطاع غزة، وفقًا لفضائية القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل.

وفي سياق متصل، جرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، محادثات هاتفية مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ووزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني.

وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية -في بيان لها- أن المحادثات ركزت على ما وصف ب"الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل" وأهمية التنسيق بشأن الرد.

كما ناقش الوزراء أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 لإنشاء محيط أمني في جنوب لبنان وتعزيز قوة اليونيفيل وتهيئة الظروف لتمكين الإسرائيليين واللبنانيين من العودة إلى ديارهم.

بالإضافة إلى ذلك، نسقت الأطراف المعنية الجهود الرامية إلى تسوية الصراع في غزة من خلال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يعيد الرهائن والمحتجزين إلى ديارهم مع زيادة وصول المساعدات الإنسانية، بحسب البيان الأمريكي.

يشار إلى أن مجموعة الكوينت أو "الخماسي" هي مجموعة غير رسمية لاتخاذ القرارات في حلف الناتو تتضمن خمس دول هي: فرنسا وإيطاليا وألمانيا والمملكة المتحدة بالإضافة إلى الولايات المتحدة. وهي بمثابة «هيئة مباشرة» في مختلف الكيانات مثل حلف شمال الأطلنطي ومجموعة الدول الصناعية السبع ومجموعة العشرين.

مقالات مشابهة

  • رسول:إرسال مئات الأطنان من المساعدات الإنسانية إلى لبنان
  • فجر جديد في تعز: اتفاق لوقف إطلاق النار ينهي معاناة الأهالي في الوازعية
  • مراسل «القاهرة الإخبارية»: قوات الاحتلال تمنع دخول الشاحنات إلى قطاع غزة
  • منظمات غير حكومية تدعو لزيادة المساعدات الإنسانية إلى لبنان
  • «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول الشاحنات إلى قطاع غزة لليوم الثاني
  • اجتماع عربي طاريء لبحث الاحتياجات الإنسانية في لبنان
  • الاتحاد الأوروبي يعلن عن 30 مليون يورو من المساعدات الإنسانية للبنان
  • بلينكن: نعمل مع الشركاء فى الشرق الأوسط وخارجه لإنهاء المعاناة فى قطاع غزة
  • بعض الدعامة وهم في الرمق الأخير عند تلقينهم الشهادة كان الرد.. سب الدين وفيهم البقول جاهزية
  • الخارجية الصينية: على جميع الأطراف التوصل لوقف شامل ودائم لإطلاق النار في غزة ولبنان