تحتفظ تحويلات اللبنانيين العاملين في الخارج والمغتربين، بخصوصيةٍ مطلقةٍ وشبه منفردة، كقناةِ ضخٍّ متواصلٍ للتدفقات النقدية بالعملات الصعبة، مع تسجيلِ تقدمٍ استثنائي في حصةِ المبالغ الواردة سنوياً لتناهز الثلث من إجمالي الناتج المحلي للبلاد.

وفي ختام عام متقلّب بأحداثه، قَدَّرَ البنك الدولي حجم تحويلات المغتربين الوافدة إلى لبنان بما يناهز 6.

4 مليار دولار، أي من دون تغيير يُذكر عن أرقام العام 2022، فيما تشير تقديرات محلية الى ضخٍّ دولاري إضافي بنحو 5 مليارات دولار شهده العام 2023 يقدّر تسجيله بحصيلة النشاط السياحي المميّز في الموسم الصيفي، والمستكمَل جزئياً في موسم أعياد نهاية السنة.

ما هو العرض الإسرائيلي لوقف الحرب على غزة؟ منذ 21 ساعة تقرير أممي: اقتصاد لبنان يعاني ضغوط «حرب غزة» منذ 22 ساعة

ومن الثابت، وفق الخبراء والمراكز البحثية، أنه وفي ظل انسداد قنوات تدفق الاستثمارات الخارجية، فإن التحويلات الوافدة تشكل صمام الأمان لمعيشة مئات الآلاف من الأسر المقيمة، وجلّهم من اللبنانيين إضافة الى عائلات سورية وفلسطينية، والتي تتلقى مساعدات نقدية ذات طابع مستدام من العاملين في الخارج والمغتربين.

وبالمثل، فان هذه التحويلات، اكتسبتْ أهميةً مضافةً وكبيرة في تصويب مؤشراتِ الميزان التجاري وميزان المدفوعات اللذين يعانيان انحرافاتٍ حادةً ناتجة عن انفجار الأزمات النقدية والمالية وتَوالي انهياراتها للعام الخامس على التوالي، فضلاً عن مساهمتها النوعية في معاودة بناء الاستقرار الهشّ للعملة الوطنية التي فقدت نحو 98 في المئة من قدرتها الشرائية مقابل الدولار الأميركي، قياسا بالسعر الرسمي السابق.

رقمياً، حلّ لبنان في المركز الثالث إقليميّاً بقياس حجم التحويلات، مسبوقاً فقط من مصر التي استقبلت نحو 24.2 مليار دولار، والمغرب الذي سجلت تحويلاتُ مغتربيه نحو 12.1 مليار دولار.

لكن، وفق الرصد السنوي الذي يجريه البنك الدولي، فإن متوسّط كلفة التحويلات الوافدة إلى لبنان من بلدان ذات دخل مرتفع من ضمن دول منظَّمة التعاون الإقتصادي والتنمية، لا يزال عالياً جدّاً، بحيث برز تصنيف لبنان في اثنين من أغلى 5 ممرّات لتحويل الأموال.

أما في حساباتِ المضاهاة النوعية، ودائماً بحسب جداول البنك الدولي، فقد تَبَوَّأَ لبنان المركز الأوّل في المنطقة والمرتبة الرابعة عالميّاً من حيث مساهمة تحويلات المغتربين في الناتج المحلّي الإجمالي، والتي بلغت 27.5 في المئة خلال 2023، مقابل نسبة 35.7 في المئة في نهاية العام 2022.

وفي لائحةِ الترتيب الدولي، حازتْ طاجيكستان المرتبة الأولى إذ شكلتْ نسبةُ تحويلاتِ مغتربيها 48 في المئة من الناتج المحلّي الإجمالي، تبعتْها تونغا بنسبة 41 في المئة، وساموا بنسبة 32 في المئة.

أمّا في الترقبات الاقليمية، فقد قَدَّرَ البنك الدولي أنّ تنخفض التحويلات إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 5.3 في المئة في العام 2023، إلى 61 مليار دولار نتيجة التراجع الكبير في حجم التحويلات إلى مصر. مع الإشارة إلى أنّ التراجع المتوقّع في تحويلات المغتربين إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعود إلى تدنّي التحويلات الخارجة من المملكة العربيّة السعوديّة والإمارات العربيّة المتّحدة، والذي يُقابله تحسّن طفيف متوقّع في البلدان المغربيّة.

عموماً، قدّر التقرير الدوري للبنك الدولي بعنوان «موجَز الهجرة والتطوير رقم 39»، والذي أوردتْه دائرة الأبحاث في مجموعة «الاعتماد اللبناني»، أن ترتفع تحويلات المغتربين حول العالم بنسبة 3 في المئة لتصل إلى 860 مليار دولار خلال العام الجاري، لقاء 836 مليار دولار خلال 2022.

وفي التوزيع الجغرافي، ارتفعتْ تحويلاتُ المغتربين إلى البلدان المنخفضة والمتوسّطة الدّخل بنسبة 3.8 في المئة في 2023 لتبلغ 669 مليار دولار، فيما سجلت زيادة بنسبة بنسبة 7.7 في المئة خلال 2022. مع الإشارة الى أنّ نموَّ تحويلاتِ المغتربين إلى البلدان المنخفضة والمتوسّطة الدّخل يعود إلى قوّة أسواق العمل المستمرّة في بلدان منظّمة التعاون والتنمية في الميدان الإقتصادي (OECD) وفي دول أعضاء في مجلس التعاون الخليجي (GCC Countries).

ولوحظ أنّ التحويلات أصبحت المصدر الرئيسي لتمويل البلدان المنخفضة والمتوسّطة الدخل بحيث تخطّت الإستثمارات الخارجيّة المباشرة بأكثر من 250 مليار دولار. وقد دفعتْ الأهميّة المتزايدة لتحويلات المغتربين بالسلطات المعنيّة إلى توطيد الجهود لتحسين توقيت وإتّساق المعلومات حول التحويلات.

أمّا بالنسبة لمنطقة أوروبا وآسيا الوسطى، فقد أشار البنك الدولي إلى أنّه يتوقّع أن تشهد المنطقة تراجعاً في تحويلات المغتربين بنسبة 1.4 في المئة خلال 2023، لتتراجع إلى 78 مليار دولار. وهذا الأمر يمكن تفسيره بتراجع التحاويل النقديّة من روسيا إلى البلدان المجاورة نتيجة تدهور قيمة الروبل الروسي مقابل الدولار الأميركي.

أمّا لجهة منطقة أميركا اللاتينيّة والكاريبي، فقد كشف التقرير عن نسبة نموّ متوقّعة لتحويلات المغتربين عند 8 في المئة خلال 2023 لتصل إلى 156 مليار دولار، وذلك في ظلّ قوّة سوق العمل في الولايات المتّحدة.

ويتوقّع التقرير أن تنمو تحويلات المغتربين إلى منطقة جنوب آسيا بنسبة 7.2 في المئة خلال 2023، لتصل إلى 189 مليار دولار وذلك بسبب الزيادة الكبيرة في تحويلات المغتربين إلى الهند، والتي يقدّر التقرير أن تتخطّى التوقّعات السابقة بنحو 14 مليار دولار لتبلغ بالتالي نحو 125 ملياراً.

أمّا لناحية منطقة جنوب أفريقيا والصحراء الكبرى، فمن المتوقّع أن تزيد تحويلات المغتربين بنسبة متواضعة عند 1.9 في المئة لتبلغ نحو 54 مليار دولار. مع العلم أن هذه الزيادة ناتجة في غالبيتها عن النموّ الكبير للتحويلات إلى رواندا بنسبة سنوية بلغت 16.8 في المئة والى أثيوبيا بنسبة 16 في المئة، وأيضاً الى موزامبيق التي سجّلت زيادات قياسية بلغت نحو 48.5 في المئة.

المصدر: الراي

كلمات دلالية: تحویلات المغتربین فی المئة خلال 2023 المغتربین إلى البنک الدولی ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

الاتحاد للطيران: 1.4 مليار درهم أرباح الأشهر التسعة الأولى من 2024

أعلنت الاتحاد للطيران عن نتائج الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 التي سجلت صافي أرباح بعد الضريبة بلغ 1.4 مليار درهم (368 مليون دولار)، بارتفاع قوي عن الفترة نفسها من عام 2023 التي سجَّلت 814 مليون درهم (222 مليون دولار). ويعكس ذلك استراتيجية الشركة المستمرة لدفع النمو، إلى جانب تعزيز الكفاءات التشغيلية وتحسين خدمة العملاء.

وارتفعت الإيرادات بنسبة 21% فوصلت إلى 18.4 مليار درهم (5 مليار دولار) في الأشهر التسعة الأولى من 2024، مقارنة بـ15.1 مليار درهم (4.1 مليار دولار) في الفترة نفسها من عام 2023، مدفوعة بالأداء القوي في عطلة الصيف نتيجة نجاح استراتيجية توسعة شبكة الوجهات، إلى جانب النمو المهم في حجم الشحن، خصوصاً في الربع الثالث من عام 2024.
وسجَّلت عائدات المسافرين ارتفاعاً بنسبة 21%، لتبلغ 15.2 مليار درهم (4.1 مليارات دولار)، نتيجة التوسعة الاستراتيجية لشبكة الوجهات وزيادة عدد الرحلات. ونقلت الاتحاد نحو 14 مليون مسافر خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، بزيادة بلغت 35% عن عام 2023، حيث بلغ عدد "المقاعد المتوافرة لكل كيلومتر" 68.2 مليار، بزيادة 31% عن العام الماضي، فيما بلغ متوسط عامل حمولة الركاب 87% للأشهر التسعة المنتهية في 30 سبتمبر 2024، مقارنة بنسبة 86% خلال الفترة نفسها من عام 2023.
أمّا إيرادات الشحن فارتفعت إلى 3 مليارات درهم (808 ملايين دولار)، بزيادة 21% عن الفترة نفسها من عام 2023، مدفوعة بزيادة السعة، وارتفاع حجم الشحن وتحسُّن العائدات.

الاتحاد للطيران تُحقِّق نمواً في صافي الأرباح ليصل إلى 1.4 مليار درهم، وزيادة بنسبة 21% في إجمالي الإيرادات ليصل إلى 18.4 مليار درهم في الأشهر التسعة الأولى من 2024. النتائج جاءت مدفوعة بالأداء القوي لعائدات المسافرين والشحن، ما يعكس نجاح استراتيجية توسعة شبكة وجهات الشركة. pic.twitter.com/cMbpeiYfOZ

— مكتب أبوظبي الإعلامي (@ADMediaOffice) November 20, 2024 خفض تكلفة الوحدة

وتواصل الناقلة تحسين كفاءتها التشغيلية مع خفض تكلفة الوحدة للفترة نفسها من عام 2023، على الرغم من ارتفاع التكاليف التشغيلية نتيجة النمو والاستثمارات لتعزيز المنتجات وتجربة الضيوف. وخفضت تكلفة المقعد المتوافر لكل كيلومتر 5%، وتكلفة المقعد المتوافر لكل كيلومتر من دون احتساب سعر الوقود 8%، مؤكدة التزام الاتحاد للطيران بالفاعلية والجودة.
واستمرت تجربة الضيوف في التحسن، مع الأداء الإيجابي في مستوى رضا المتعاملين، والذي جاء نتيجة بدء تشغيل الطائرة الخامسة من طراز "A380"، وتعزيز الخدمات في مطار زايد الدولي، وتعديل توقيت الرحلات لتكون أكثر ملاءمة للمسافرين، ما يؤكِّد التزام الاتحاد للطيران بتوفير تجربة سفر سلسة ومحسَّنة لجميع الركاب.
وبعد الإعلان عن الاتفاقية المشتركة مع خطوط شرق الصين الجوية في الربع الثاني من عام 2024، عزَّزت الاتحاد للشحن شراكتها مع خطوط "إس إف" الصينية لدعم التجارة بين دولة الإمارات والصين من خلال تعزيز السعة، وأوقات الترانزيت، وسهولة الوصول.

فاعلية وقوة

وقال أنطونوالدو نيفيس، الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران: يسرنا أن نعلن عن أدائنا القوي للأشهر التسعة الأولى للسنة المالية 2024، مع زيادة 21% من العائدات و66% في صافي الربح بعد احتساب الضريبة، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023. ويعود هذا النمو المهم إلى النتائج القوية في عائدات المسافرين والشحن، ما يؤكِّد فاعلية استراتيجيتنا وقوة مسيرة النمو، حيث نرى أيضاً تحسينات ملحوظة في رضا المتعاملين.
وأضاف: نستمر في تعزيز أسطولنا التشغيلي، بتشغيل الطائرات الست من طراز (A321 NEO) التي تسلمناها في 2024. وعلى الرغم من استمرار نقص الطائرات المتوفرة على مستوى العالم، نما أسطولنا إلى 95 طائرة، بزيادة قدرها 16 طائرة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.
وتابع: بلغ عدد المسافرين خلال فترة 12 شهراً نحو 18 مليون مسافر، ما يعني زيادة بما يقارب 80% مقارنة بعام 2022، ويؤكِّد نمونا خلال السنتين الماضيتين. ووسَّعنا شبكة وجهاتنا إلى 83 وجهة حتى سبتمبر 2024، مقابل 72 وجهة قبل عام، مع توقع المزيد من النمو بحلول نهاية العام.
وقال: إلى جانب النمو الذي نشهده، نفخر بالإعلان أننا نواصل الاستثمار في موظفينا وتطويرهم؛ فخلال هذا العام، نجحنا في إعادة إطلاق برنامجنا للطيارين المتدربين، وترقية أكثر من 1,000 طيار وعضو طاقم، وتزويدهم بالمهارات والخبرات اللازمة لمواصلة تقديم الخدمات المتميّزة لضيوفنا. وهنا، أودُّ أن أشكر ضيوفنا على ثقتهم ودعمهم المستمر. ونحن ملتزمون بتعزيز تجربة سفرهم لنكون شركة الطيران التي يرغب الجميع بالسفر على متن رحلاتها. وأشكر جميع موظفينا للتفاني في تأدية مهامهم في كلِّ مرحلة من مراحل السفر، ما أدّى إلى تحقيق هذه النتائج المتميّزة.

مقالات مشابهة

  • 1.86 مليار دولار إيرادات "لولو للتجزئة" في الربع الثالث
  • انتهاء زيارة مراجعة قد تمنح مصر أكثر من 1.2 مليار دولار
  • الاتحاد للطيران: 1.4 مليار درهم أرباح الأشهر التسعة الأولى من 2024
  • بنك ستاندرد تشارترد يتوقع نموا في متوسط تحويلات المصريين بالخارج إلى 5 مليارات دولار شهريا
  • صافي عجز استثمار تركيا الدولي يبلغ سالب 318 مليار دولار أمريكي
  • بقيمة 3.9 مليار دولار.. صادرات «تصديري الصناعات الهندسية» ترتفع خلال سبتمبر 2024
  • 25.6 % ارتفاعا بصادرات الصناعات الهندسية مسجلة 3.9 مليار دولار في 9 أشهر
  • %15.6 زيادة في صادرات مصر إلى دول الاتحاد الافريقي عام 2023
  • الإحصاء: 9.2 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين مصر ودول الاتحاد الإفريقي خلال 2023
  • صافي أرباح بنك «saib» تقفز بنسبة 118% حتى 30 سبتمبر 2024