شبكة انباء العراق:
2025-03-10@11:47:42 GMT

أسطورة الحياة والموت

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

بقلم : فراس الحمداني ..

الحياة والموت قدران ، هما كالليل والنهار ، يأتي أحدهما ليزيح الآخر ويضعفه ثم ينهار أمامه إلى أن تأتي اللحظة التي ينتهي فيها الإثنان فلا موت ولا حياة بالمعنى الذي نعرفه وتبقى الأمور بيد الخالق الكبير والعالم بالسرائر والخفايا الذي سيقرر اللحظة التي ينهي بها تلك العاصفة .
مررت بسلسلة تجارب طويلة من العذابات والآلام التي علمتني أن الصبر موت بذاته والألم ليس نزهة بل هو تحفيز آخر للحزن وتجرع الغصة التي تتجدد كل يوم وكل لحظة فكل الذين أحبهم رحلوا ولم تعد الحياة سوى محطة وهي كذلك في الحقيقة ولكننا لا ندرك ذلك إلا حين تحدث الصدمة القاتلة والقاصمة فنتحول إلى فلاسفة ومفكرين وآدميين بينما حين نكون في فسحة من العيش تحيط بنا السعادة ويرعانا الأهل والأحبة فنتحاشى التفكير في النهايات والموت .

عندما نمرض بقوة تبدأ الأبواب تنغلق وعندما يشتد المرض نتحسس الموت ونستشعره يقترب ونبدأ في التحول إلى كائنات مسالمة وادعة لا تريد سوى أن ترتاح وتطمئن وتهدأ والحقيقة إننا غير ذلك ففي داخل كل واحد منا شيطان وقوة رهيبة من الوقاحة وقلة الأدب والذوق وإنعدام الضمير والشر المتنقل من حارة إلى حارة ومن زقاق إلى آخر ولا هم لنا سوى تحصيل ما يمكننا من منافع مادية ، تغرينا الحياة بلذائذها ونركض خلف الجمال الزائل ولا نفكر بجمال الروح والخالق والوجود بل بالجمال الذي تقدمه المادة الفانية هو جمال غير حقيقي سرعان ما يزول كوجه المرأة حين تشيخ وكالشجرة حين تذبل وتتيبس أغصانها ونحن مثلها لا قيمة لنا حين نكبر ونتهاوى ونصارع المرض والموت .

حين يموت الذين نحبهم تصلنا الرسالة تلو الرسالة ومع مرور الوقت يتكرر وصول تلك الرسالة فلا هي بحاجة إلى عناوين بريدية ولا إلى مراكز بريد ولا إلى تقنيات إتصال بل أنها أشباح تتنقل من مكان إلى آخر وتتسارع معنا وتندهش حين ترانا نكابر ونعيش الوقاحة ونؤجل الإعتراف بحتمية النهاية وأننا لا شيء بل عدم لا قيمة له ولا تدوم سوى الكلمات الطيبة والأفعال الحسنة التي نجود بها على الآخرين من المستضعفين والجياع والمحرومين ، ولكننا لا نريد أن نقر بذلك بل نتجاهل وننسى ونسعى لتحقيق ما أمكن من منافع وضيعة فانية مثلنا فكلنا إلى الفناء والعدم ماضون غير مأسوف علينا وسينسانا الجميع بعد بضعة أشهر وربما يذكرنا أحدهم في التفاتة غير مقصودة .
Fialhmdany19572021@gmail.com.

فراس الغضبان الحمداني

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

كيف يعيد دونالد ترامب إحياء الأسطورة الأمريكية المتعلقة بـ الحدود؟

نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريراً ناقشت  فيه كيفية استغلال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أسطورة "الحدود" في الخطاب السياسي الأمريكي، مستحضراً روح التوسع التاريخي للولايات المتحدة لتبرير طموحاته الجيوسياسية وتبرير انتهاكاته المختلفة للمعايير الأخلاقية، مثل محاولته ضم غرينلاند.

وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه وفي 4 آذار/مارس، وخلال خطاب أمام الكونغرس، وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة تهديدية قال فيها: "إلى شعب غرينلاند الرائع"، هذا "الإقليم الكبير جدًا" الذي يحتاجه الأمريكيون "لأمنهم الدولي": "أعتقد أننا سنحصل عليه  بطريقة أو بأخرى، سنحصل عليه. سنضمن لكم الأمن، وسنجعلكم أغنياء، وسنرفع غرينلاند إلى مستويات لم تكونوا تتخيلونها من قبل".

وأشارت الصحيفة إلى أن الطموحات التوسعية المتكررة لترامب سواء تجاه غرينلاند، أو كندا أو قناة بنما يمكن تفسيرها من خلال مبررات اقتصادية وجيوسياسية واضحة. لكن هذه الطموحات تتصل أيضًا بخيال وطني قديم: أسطورة  "الحدود"، التي تجعل من أمريكا دولة لا تتوقف عن توسيع أراضيها.

ترامب وأسطورة الحدود
وذكرت الصحيفة أنه من الصعب تخيل شخصية أبعد عن أسطورة "غزو الغرب" من دونالد ترامب، الذي وُلد مليارديرًا في نيويورك ويمتلك شقة فاخرة في قمة ناطحة سحاب، وكان معروفًا حتى ذلك الحين بتركيزه على تعزيز الحدود الجنوبية للبلاد بجدار.

ومع ذلك، صرح ترامب في خطاب تنصيبه: "روح الحدود مكتوبة في قلوبنا"، مؤكدًا أن "دعوة المغامرة الكبرى المقبلة" تدوي في أعماق نفوسنا. وأضاف أن أسلاف الأمريكيين حولوا مجموعة صغيرة من المستعمرات على حافة قارة شاسعة إلى جمهورية قوية تمتد على آلاف الكيلومترات عبر أرض وعرة.

وفي 14 كانون الثاني/يناير، نشر إريك تيتسل، نائب رئيس مركز تجديد أمريكا، مقالًا في مجلة "World"، حيث وضع اقتراح ترامب بشأن غرينلاند في تقاليد "المستكشفين الذين يواجهون المصاعب في السعي وراء حياة أفضل". وقال تيتسل في مقاله: "لسنوات طويلة، كانت السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة مدفوعة بمطلب السيطرة على مصيرنا من محيط إلى آخر. ترامب يعيد إحياء هذه الروح".


أسطورة الحدود والتاريخ الأمريكي
ووفقا للصحيفة؛ تعتبر "نظرية الحدود" التي وضعها المؤرخ فريدريك جاكسون تيرنر في 1893 أحد الركائز الأساسية في الفهم الأمريكي للهوية الوطنية. حيث يعتبر أن استعمار الحدود الأمريكية كان حاسمًا في تشكيل ثقافة الديمقراطية الأمريكية وتميزها عن الدول الأوروبية.

ويعرض تيرنر الغرب وأوروبا كقوى متعارضة، حيث يسعى الأول نحو الحرية، بينما الثاني يسعى للسيطرة عليها. مشيراً إلى أن "الديمقراطية الأمريكية لم تولد من حلم نظري؛ لقد وُلدت من الغابة وزادت قوتها كلما وصلت إلى حدود جديدة".

وافترضت فرضية تيرنر أن التحليل التاريخي يتجاوز ليأخذ طابع الأسطورة منذ طرحها: "الغرب هو منبع الشباب السحري الذي يعيد شباب  أمريكا"، كما قال في خطاب له عام 1896، إلا أن أسطورة الحدود قد تم استبدالها بصورة قوية أخرى ناتجة عن الحرب العالمية الثانية، مثل أمريكا زعيمة العالم الحر".
الحدود كاستراتيجية سياسية

وأفادت الصحيفة أن جون كينيدي، في خطاب تنصيبه كمرشح ديمقراطي في 1960، استخدم صورة "الحدود الجديدة"، للإشارة إلى مجالات العلم والفضاء، وقضايا السلام والحرب، والفقر.

وفي عام 1993، قال الرئيس بيل كلينتون "الاقتصاد العالمي هو حدودنا الجديدة". من جانبه، استخدم ترامب هذه الصورة في أبسط صورها، كما يراها ريتشارد سلوتكين: أمريكا التي ازدهرت من خلال التوسع غير المحدود والبحث عن الطاقة الأحفورية.

وكتب المؤرخ غريغ غراندين في مجلة نيويورك تايمز. "يبدو أنه يعلم أن القومية الغاضبة والمنطوية على نفسها التي سمحت له بالوصول إلى السلطة قد تكون مدمرة ذاتيًا".

وفي عام 1787، كتب جيمس ماديسون: "وسّعوا الأراضي، وسوف تضعفون التطرف السياسي وتمنعون الصراع الطبقي"، فيما قال توماس جيفرسون في 1805: "كلما كانت أمتنا أكبر، قلّ تأثير النزاعات المحلية".

ترامب رجل الحدود
وأضافت الصحيفة أن  ترامب، الذي يعيد صياغة صورته من خلال أسطورة الحدود، يستخدم هذه الصورة لتبرير خروجه عن القواعد الأخلاقية والقانونية.

كما تلاحظ عالمة الاجتماع أولينا ليبنيك، فإن تضمين ترامب في هذه الأسطورة حوّل غموضه الأخلاقي إلى دليل على أصالة بطل الحدود، حيث يتم تصوير "رجل الحدود" كرمز للاستقلال والفردية.

لكن هذه الصورة تتجاهل الحقيقة التاريخية بأن التوسع في الغرب تم بفضل دعم حكومي، من خلال بناء السكك الحديدية وحماية الجيش. ورغم ذلك، لا تزال هذه الصورة تجد صدى في بعض الأوساط، مثل وادي السيليكون، حيث يموّل رجال الأعمال مشاريع تهدف إلى الهروب من القيود المفروضة من قبل الديمقراطيات الليبرالية.


نحو حدود جديدة: الفضاء
ونوهت الصحيفة إلى أنه بالنسبة لترامب، فإن غرينلاند تمثل مجرد بداية نحو "حدود" جديدة، وهي الفضاء. وقد صرح في خطابه الافتتاحي: "سنتبع مصيرنا المحتوم حتى النجوم"، في إشارة إلى عقيدة "القدر المتجلي" التي استخدمها الأمريكيون في القرن التاسع عشر لتبرير الاستعمار الأبيض لأمريكيا الشمالية، وألهمت سياسات أدت إلى إبادة السكان الأصليين.

واختتمت صحيفة "لوموند" تقريرها بالتأكيد على قول ريتشارد سلوتكين أن فكرة ترامب تظل ثابتة: "من غرينلاند إلى كندا، ومن غزة إلى الفضاء؛ نستولي على هذه الأرض البدائية، وسنجعلها جنة، كل ما عليكم فعله هو طرد السكان الأصليين منها". 

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

مقالات مشابهة

  • ذكرى انتصارات العاشر من رمضان.. جنود مصر يحطمون أسطورة «الجيش الذي لايقهر»
  • صيب السماء يعرقل الحياة في بغداد (صور)
  • عبد المنعم رياض.. أسطورة العسكرية المصرية ورمز يوم الشهيد
  • ترامب يوجه رسالة تهديد إلى إيران بشأن البرنامج النووي
  • حصار البحر والموت في أمواجه.. إسرائيل تدمر قطاع الصيد في غزة
  • كيف يعيد دونالد ترامب إحياء الأسطورة الأمريكية المتعلقة بـ الحدود؟
  • أحمد الفيشاوي: عادل إمام أسطورة وقالي دمك خفيف في مسلسل تامر وشوقية
  • حسن الرداد: حسام حسن أسطورة وأتمنى رؤيته مدربًا للأهلي
  • اليمن يكتب نهاية أسطورة الطائرات الأمريكية بدون طيار
  • “شِعب الجرار” إحدى المكونات الطبيعية التي تعزّز الحياة الفطرية والبيئية في جبل أحد بالمدينة المنورة