أنفاق حماس الضخمة.. هكذا تثير المخاوف في إسرائيل من حزب الله
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
نظرا لضخامتها، تثير أنفاق حركة "حماس" تحت أرض في قطاع غزة المخاوف في تل أبيب مما قد تكون عليه أنفاق "حزب الله" العابرة من لبنان إلى إسرائيل أسفل "الخط الأزرق" الفاصل.
ذلك ما خلص إليه سيث فرانتزمان، في تحليل بصحيفة "ذا جيروزاليم بوست" الإسرائيلية (The Jerusalem Post) ترجمه "الخليج الجديد"، على ضوء حرب مدمرة يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
فرانتزمان قال إن "حزب الله يتمتع بخبرة واسعة في حفر الأنفاق تحت الأرض، لكن اكتشفنا أن أنفاق حماس أضخم وأكثر اتساعا بكثير مما كان يُعتقد، فهل يمكن أن يكون تهديد أنفاق حزب الله أكبر مما كان يُعتقد؟".
وتابع أن هذا السؤال مثار منذ "الكشف (في 17 ديسمبر/ كانون الأول الجاري) عن نفق عملاق لحماس بالقرب من معبر إيريز (بيت حانون). وكان النفق واسعا بما يكفي لمرور سيارة عبر أجزاء منه. كما اكتشف الجيش أنفاقا ضخمة أخرى متعددة الطبقات".
وتساءل: "بينما تم العثور على 1500 عمود (مدخل) نفق (في غزة)، يبدو أن هناك آلافا أخرى. فماذا عن لبنان اليوم؟".
وقال قائد القيادة الشمالية لجيش الاحتلال الميجور جنرال أوري جوردين، لمسؤولي المجالس الإقليمية في الشمال (قرب لبنان)، إن الجيش "يجري عمليات بحث لتحديد موقع أي بنية تحتية (أنفاق)، وإذا تم تحديد تهديد، فلن نبقي الأمر سرا".
وحتى أمس الإثنين، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة 20 ألفا و915 فلسطينيا، وأصاب 54 ألفا و918 بجروح، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
وتضامنا مع سكان غزة، البالغ عددهم نحو 2.4 مليون فلسطيني، يتبادل حزب الله وفصائل فلسطينية في لبنان مع جيش الاحتلال قصفا يوميا منذ 8 أكتوبر الماضي؛ ما خلّف عشرات القتلى والجرحى في الجانبين.
اقرأ أيضاً
إذاعة عبرية: إسرائيل تخطط لبناء جدار مضاد للأنفاق بين غزة ومصر
أنفاق استراتيجية
وبحسب مركز "ألما" الإسرائيلي للأبحاث، فإنه "بعد الكشف عن نفق حماس الاستراتيجي في غزة، أصبحت السلسلة الغذائية لوكلاء إيران واضحة: حزب الله أولا، وبعده البقية. وإذا كانت هذه قدرات حماس، فما هي قدرات حزب الله في سياق بناء الأنفاق الاستراتيجية؟".
وتعتبر كل من طهران وتل أبيب العاصمة الأخرى العدو الأول لها، وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ في كل من فلسطين ولبنان وسوريا.
ونقلا عن تقرير سابق للمركز صدر في يوليو/ تموز 2021، ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية أنه بعد حرب لبنان الثانية مع إسرائيل عام 2006، أنشأ "حزب الله"، بمساعدة الكوريين الشماليين والإيرانيين، مشروعا لبناء شبكة من الأنفاق في لبنان، وهي أكبر بكثير من أنفاق "حماس"، التي استعانت أيضا بالمعرفة الإيرانية والكورية الشمالية.
وفي الشهر ذاته، نشرت قناة "كان" العبرية الرسمية تقريرا عن نفق من المفترض أنه يمتد من العاصمة بيروت إلى جنوب لبنان.
وقال فرانتزمان إنه خلال الحرب السابقة على "حماس"، في مايو 2021، استهدف الجيش الإسرائيلي أيضا "مترو حماس (شبكة الأنفاق)"، ومع ذلك، يُعتقد الآن أن نظام أنفاق "حماس" أكبر بكثير مما كان يُعتقد، وهنا تظهر من جديد المخاوف بشأن أنفاق "حزب الله".
اقرأ أيضاً
إغراق الأنفاق.. خطة إسرائيلية تقضي على الزراعة والمياه الجوفية بغزة
تضاريس مختلفة
"لقد راقب حزب الله التطورات في غزة، وهو يحسب تحركاته القادمة، ونفذ هجمات على إسرائيل وتكبد أيضا خسائر"، على حد قول فرانتزمان.
وأضاف أن "جنوب لبنان ليس مثل غزة، لدى حزب الله نوعا مختلفا من التضاريس، بما في ذلك التلال الصخرية والوديان".
وأردف: "وفي حين قامت حماس ببناء أنفاق تحت المدن، فإن حزب الله يعمل في القرى والبلدات".
و"مع إجلاء المدنيين الإسرائيليين من الحدود الشمالية، تغيرت المعادلة في الشمال قليلا.. ومع ذلك، تبقى الأسئلة حول الأنفاق قائمة: ما هي نوعية أنفاق حزب الله؟ وكيف تشكل تهديدا؟"، كما ختم فرانتزمان.
اقرأ أيضاً
وول ستريت جورنال: إسرائيل بدأت ضخ مياه البحر في أنفاق حماس بغزة
المصدر | سيث فرانتزمان/ ذا جيروزاليم بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حزب الله فی غزة ی عتقد
إقرأ أيضاً:
تقرير: حزب الله يستخدم صواريخ إسرائيلية ضد إسرائيل
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن حزب الله يستخدم صاروخا متطورا ضد إسرائيل تم هندسته عكسيا من سلاح إسرائيلي استولى عليه في حرب سابقة، وفقا لمسؤولي دفاع إسرائيليين.
ويعتقد أن مسلحي حزب الله استولوا على صواريخ "سبايك" الإسرائيلية الأصلية المضادة للدبابات خلال الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان عام 2006 وشحنوها إلى إيران، الدولة الداعمة الرئيسية لهم، لاستنساخها، كما يقول مسؤولو دفاع إسرائيليون وغربيون وخبراء أسلحة.
وبعد ثمانية عشر عاما، يطلق حزب الله صواريخ "الماس" التي أعيدت تسميتها على القواعد العسكرية الإسرائيلية وأنظمة الاتصالات وقاذفات الدفاع الجوي بدقة وقوة كافية لتشكل تحديا كبيرا للقوات العسكرية الإسرائيلية.
وقيام إيران وقواتها بالوكالة باستنساخ أنظمة أسلحة لاستخدامها ضد الخصوم الذين صمموها ليس بالأمر الجديد. إذ سبق لطهران أن نسخت طائرات بدون طيار وصواريخ أميركية.
لكن صاروخ الماس هو مثال على الاستخدام المتزايد للأسلحة الإيرانية التي "تغير بشكل أساسي ديناميكيات القوة الإقليمية"، وفقا لمحمد الباشا، محلل أسلحة الشرق الأوسط الذي يدير شركة استشارية للمخاطر مقرها في فرجينيا.
ويضيف الباحث للصحيفة "ما كان في يوم من الأيام انتشارا تدريجيا لأجيال الصواريخ القديمة تحول إلى نشر سريع للتكنولوجيا المتطورة عبر ساحات القتال النشطة".
قال مسؤولو الدفاع الإسرائيليون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة معلومات استخباراتية حساسة، إن صواريخ الماس كانت من بين مخزونات أسلحة حزب الله التي استولت عليها القوات الإسرائيلية منذ بدء اجتياحها لجنوب لبنان قبل حوالي شهرين.
برزت الصواريخ كبعض الأسلحة الأكثر تطورا من ضمن ما وجد في مخبأ كبير من الذخائر منخفضة الجودة في الغالب، بما في ذلك صواريخ كورنيت المضادة للدبابات الروسية الصنع.
الماس هو صاروخ موجه لا يحتاج إلى رؤية مباشرة لخط العين للانطلاق من المركبات البرية والطائرات بدون طيار والمروحيات والأنابيب التي تطلق من على الكتف.
إنه ما يسمى بصاروخ الهجوم الأعلى، مما يعني أن مساره الباليستي يمكن أن يضرب من فوق أهدافه مباشرة بدلا من الجانب ويضرب الدبابات حيث تكون مدرعة خفيفة وضعيفة.
وقال مسؤولو دفاع إسرائيليون إن الماس هدد الوحدات والمعدات الإسرائيلية بالقرب من الحدود اللبنانية.
وقال تحليل أجراه مركز ألما للأبحاث والتعليم في أبريل إن الصواريخ ستهدد مجموعة متنوعة من الأهداف عالية الجودة (وليس فقط الإسرائيلية) على نطاقات متزايدة.
وظهر الماس لأول مرة بعد سنوات من انتهاء الحرب في لبنان في عام 2006. بعد وقت قصير من انتهاء الحرب، فحص الجيش الإسرائيلي قائمة جرد للمعدات التي نشرها في لبنان. وظهرت تباينات بين ما تم نقله إلى لبنان، وما أعيد وما تأكد أنه دمر في القتال.
وأصبح من الواضح أن نظام صواريخ سبايك بأكمله، بما في ذلك قاذفة وعدة وحدات صاروخية، قد ترك على الأرجح في الميدان، وفقا لاثنين من مسؤولي الدفاع الإسرائيليين. ومنذ تلك اللحظة فصاعدا، عرفت إسرائيل أن هناك خطرا كبيرا من نقل الأسلحة إلى إيران، حيث يمكن تفكيكها وهندستها عكسيا.
ويقول مسؤولو المخابرات الإسرائيلية إن حزب الله استخدم الماس باعتدال عندما قاتل في الحرب الأهلية في سوريا، حيث ساهم حزب الله بمقاتليه وقوته النارية لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ويقوم حزب الله الآن بتصنيع صواريخ الماس في لبنان لتقليل اعتماده على سلاسل التوريد الإيرانية، وفقا لمسؤولي الدفاع الإسرائيليين. ويعتقد أيضا أن الصواريخ أنتجت في إيران لصالح الجيش الإيراني.
وقال خبراء الأسلحة إن الماس شوهد علنا في عام 2020 أثناء تسليم الشركة المصنعة لطائرات بدون طيار منتجة حديثا إلى الجيش الإيراني. وكشف الجيش الإيراني النقاب عن الصاروخ بإطلاقه خلال مناورة عسكرية عام 2021.
ولكن لم تبدأ التقارير عن استخدام الماس في القتال في الظهور حتى أوائل هذا العام في الهجمات على إسرائيل، وفقا لباحثين من "جينس" وهي شركة استخبارات الدفاع ومقرها في بريطانيا.