فن الدبلوماسية.. إتيكيت ولائم ومآدب الضيوف
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
تؤكِّد المدارس المتخصِّصة بفنِّ الدبلوماسيَّة على بروتوكول وإتيكيت الضيوف بمختلف مفرداتها، سواء الاستقبال أو إقامة المآدب، الولائم، أو حفلات الشَّاي النهاريَّة أو الليليَّة.. وغيرها من الأنشطة الَّتي تُعدُّ من أولويَّات وأهداف وواجبات العلاقات العامَّة والمراسم والتشريفات، هذا إذ كان على المستوى الرسمي والَّذي ينقسم إلى قِسمَيْنِ أساسيَّيْنِ هما:(أوَّلًا: المضيف، والثاني: المستضيف).
أمَّا إذا كان على المستوى الشخصي فيلعب الإتيكيت الاجتماعي دَوْرًا بارزًا وجوهريًّا في الترحيب بالضَّيف وتوفير أفضل المشاعر والاحترام والتقدير، وليس الموضوع هو نوع الأكل المقدَّم، وإنَّما الاستقبال البهي وبشاشة الروح والوجْه والابتسامة الجميلة المُعبِّرَة هو أكثر من أيِّ قِيمة أخرى. يُعدُّ إتيكيت إقامة الولائم والمآدب للضيوف من مظاهر الحياة الاجتماعيَّة والرَّسميَّة المُهمَّة والَّتي تُعمِّق العلاقات بَيْنَ الطرفَيْنِ وإقامة صداقات شخصيَّة ورسميَّة وتدرُّ على الطرفَيْنِ فوائد مستقبليَّة، وهذا يتطلب المعرفة الكاملة بمفاهيم البروتوكول والإتيكيت؛ لأنَّ أيَّ خلل سوف يأخذ سلبيًّا على ثقافة وكاريزما المضيف بعيدًا عن نوع وحجم الأكل والموائد الموجودة. تهتمُّ المدارس الدبلوماسيَّة بدراسة معمَّقة لمختلف تراث شعوب العالَم للتعرُّف على عادات وتقاليد واستقبال الضيوف في كُلِّ مُجتمع، وبالتَّالي كَيْ لا تقعَ في مأزق كسر البروتوكول وإتيكيت الضيوف. فعلى سبيل المثال، أغلب دوَل أوروبا الغربيَّة لدَيْها وجبتان رئيستان من الأكل هما الصباحيَّة، والأخرى في نهاية اليوم، في حين دوَل أخرى لدَيْها فطور صباحي وغداء وعشاء، وهناك وجبات خفيفة بَيْنَهما، لذلك توجيه دعوة للضَّيف تعتمد اعتمادًا جوهريًّا على عادات وتقاليد وتراث ذاك الشَّعب، لذلك هذه المدارس أو المعاهد المتخصِّصة بفنِّ الإتيكيت وضعت بعض النقاط المشتركة، ومِنْها الحساسيَّة أو الحالة الصحيَّة: إذا كنتَ تعاني من الحساسيَّة من نوع معيَّن من الأطعمة أو لدَيْك أمراض مزمنة كالضغط أو السكر، فعليك أن تخبرَ المضيف بذلك وبوقتٍ مناسب كَيْ لا تحرجَه بنَفْسِ وقت الجلوس وتقول لَهُم بأنَّ نظامك الغذائي هو (نباتي)، الملابس: من اللائق جدًّا الاستفسار عن وقت ومكان الدَّعوة، فلا تتردَّد عن نَوْع الدَّعوة، هل هي حفلة شواء بالهواء الطلق (ليلًا، نهارًا) أم هي داخل البيت أم في مطعم؛ لأنَّ في كُلِّ مفردة نَوْعًا خاصًّا من الملابس، نَوْع الحضور: من الممكن أن تسألَ المضيف إذا كانت الدَّعوة شخصيَّة، عائليَّة، اجتماعيَّة، رسميَّة ونَوْع ومناصب الحضور، التحلِّي بآداب الدَّعوة والأكل؛ لا تحاول تبريد الطعام بالنفخ فيه وإنَّما أتركه حتَّى يبرد، لا تتحدَّث والطعام في فمك ولا تبصق وأنتَ على المائدة وعَلَيْك الاستئذان وقتها، معرفة استخدام السِّكين والشوكة وملعقة الشوربة وملعقة الأرز وبقيَّة الأدوات، تقطيع لقمة اللحم أو أيِّ شيء يقطع يكُونُ ربع حجم الفم كَيْ لا تقع في إشكالات فنِّ الإتيكيت، لا تبدأ في تناول أيِّ شيء إلَّا بعد أن تأخذَ الإذن بذلك أو قَدْ يكُونُ المضيف نسيَ أن يعطيَ الضوء الأخضر للبدء ولكن بمجرَّد أن يمسكَ الشوكة أو يبدأَ هو بتناول شيء فذلك يُعدُّ الضوء الأخضر لك، توضع الفوطة على الفخذَيْنِ بمجرَّد جلوسك على المائدة، لا تستخدم الهاتف نهائيًّا إلَّا في الحالات الطارئة ويوضع على وضع الصَّامت، لا تصطحب أيَّ شخص لَمْ توجَّه الدَّعوة له وهذا ينطبق على الأطفال، بالإضافة أنَّك لا تحرج المضيف بأنَّ لدَيْك ضيفًا ممكن أن تجلبَه معك، وضعيَّة الجلوس هي الاسترخاء ولا تضع يدَيْك على المائدة بل احتفظ بها على جانبَي الجسم في حالة عدم استخدامها بالأكل، المحافظة على المواعيد واحترامها؛ لأنَّها دليل على الرُّقي والتحضُّر وعدم مراعاة ذلك يُعدُّ خللًا كبيرًا بفنِّ الإتيكيت والسلوك، الوصول مبكّرًا غير مستحبٍّ نهائيًّا ويكُونُ الوصول قَبل أو بعد بخمس دقائق عن الموعد المُحدَّد، التأخُّر عن الموعد يجِبُ إبلاغ وإعلام المضيف عن سبب التأخير والوقت المقترح للوصول؛ لأنَّ المضيف يرغب بتقديم الطعام ساخنًا وبالتَّالي وضع في موقف محرج هو ليس طرفًا فيه، فقط في حفلات الاستقبال الرَّسمي وحفلات الكوكتيل فيعتمد على التوقيتات المثبتة في بطاقة الدَّعوة لإتاحة الفرصة للمشرِفين على الحفلة كَيْ يستكملوا تنظيمها حتَّى آخر لحظة؛ لأنَّ من المتعارف الحضور خلال نصف ساعة من موعد بدء فعاليَّات الدَّعوة، تجنَّب أخذ الأكل بصحن واحد وإنَّما ابدأ بالشوربة ثمَّ المقبّلات ثمَّ الطبق الرئيس ثمَّ الحلويات أو الفواكه والقهوة هي آخر مفردات الوليمة، تقديم الشكر للمضيف وتوجيه الدَّعوة له ولا تنسَ أن تجلبَ معك باقة ورد أو هديَّة بسيطة للمضيف في حالة إقامة الدَّعوة في بيت المضيف، في الحفلات الصغيرة والمختصرة عَلَيْك توديع الجميع وليس المضيف فقط ولا تطيل الأحاديث عِند الباب كالتعليق على حُسن الضيافة ونَوْع الطعام.. وغيرها من الأمور الَّتي تحرج المضيف؛ لأنَّه يحبُّ أن يرجعَ مع بقيَّة الضيوف.
د. سعدون بن حسين الحمداني
دبلوماسي سابق والرئيس التنفيذي للأكاديمية الدولية للدبلوماسية والإتيكيت
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
احتفال اليوم الثقافي الكوري بمرور 30 عاما على العلاقات الدبلوماسية المصرية
نظم مكتب وكالة التعاون الدولي الكوري (كويكا) بالتعاون مع معهد اللغات للقوات المسلحة (مودلي) فعالية ناجحة بعنوان “اليوم الثقافي الكوري” في المقر الرئيسي لمعهد مودلي بالقاهرة يوم السبت 19 ابريل، وذلك احتفالًا بالذكرى الثلاثين للعلاقات الدبلوماسية بين كوريا ومصر.
وقد تم التخطيط والتنفيذ الكامل للفعالية من قبل ثمانية من متطوعي كويكا بغرض تعزيز التبادل الثقافي و توطيد الصداقة بين البلدين.
تضمن الاحتفال مجموعة متنوعة من الأنشطة الممتعة، مثل تذوق الطعام الكوري، تجربة ارتداء “الهانبوك” (الزي الكوري التقليدي)، الألعاب التقليدية (توهو، جيجيشاجي، وتاكجي)، مسابقة للغة الكورية، عروض لفن البوب والرقص الكوري (K-pop وK-dance)، فضلا عن مسابقة معلومات عن الثقافة الكورية. وكان من أبرز الفقرات عرض التايكوندو الذي قدّمه فريق المنتخب المصري وتجربة ارتداء الهانبوك، حيث نال كلاهما إعجاب الجمهور وترك انطباعًا قويًا.
و حضر الاحتفال 300 مشارك، من بينهم السيدة “مينكيونغ كيم” نائب مدير مكتب كويكا في مصر ، العميد تيسير العطار رئيس "مودلي"، الدكتورة "رانيا علوان" مديرة مكتبة مصر العامة بالقاهرة ، كما رافقها السيد "تامر علي إبراهيم" رئيس قسم التدريب بمكتبة مصر العامة، بالاضافة الى طلاب و اثنين من متطوعي كويكا في المعهد العالي السياحة و الفنادق بالأقصر (ايجوث)، جامعة بني سويف التكنولوجية، وستة من متطوعي كويكا والذين يعملون في القاهرة وبني سويف والأقصر، بالإضافة إلى مواطنين مصريين.
و من جانبها قالت “مينكيونغ كيم” نائب مدير مكتب كويكا في مصر:
“نأمل أن تكون هذه الفعالية بمثابة نقطة انطلاق لمزيد من التبادل الثقافي بين كوريا ومصر. وستواصل كويكا دعم الصداقة والتعاون من خلال مبادرات متنوعة.”
وأضاف ”، العميد تيسير العطار رئيس مودلي "، أنه يتطلع لمزيد من الفرص التي تتيح للمصريين تجربة اللغة والثقافة الكورية، مشيرًا إلى أن فعاليات كهذه تُسهم في تعزيز العلاقات التعاونية بين البلدين.
وقال “ريو أو-يونغ” أحد متطوعي كويكا والذي قاد التخطيط والتنظيم للفعالية:
“لم أكن أتخيل أن مشاركة ثقافتنا ستكون ممتعة إلى هذا الحد. لقد استمتعت بكل لحظة، وهذا ما جعل الأمر ممكنًا. واجهنا بعض العقبات الصغيرة، لكني أعتقد أنها وجدت لتُتجاوز، لا لتُسقطنا. أنا ممتن حقًا لكل من دعمنا في التحضير لهذا الحدث التعاوني، وخاصة موظفي معهد مودلي وزملائي المتطوعين الذين عملوا كفريق واحد.”
قالت شيماء علي، طالبة من مكتبة مصر العامة بالأقصر، أن المتطوعين الكوريين العاملين في المكتبة والمصريين يتباينون في لون البشرة والثقافة، و لكنهم استطاعوا التواصل كبشر متساوين. وأعربت عن اعتقادها بأن هذا الحدث سيكون فرصة لتعميق التبادل الثقافي بين كوريا ومصر، على الرغم من الاختلافات في العِرق والخلفيات.
وقد شهد الحدث اهتمامًا كبيرًا ومشاركة حماسية من الجمهور المصري، مما يعكس الشعبية المتزايدة للثقافة الكورية وموجة الهاليو في مصر.
تُعد كويكا ( وكالة التعاون الدولي الكورية) هي وكالة حكومية كورية تابعة لوزارة الخارجية، تهدف لتنفيذ برامج المساعدات الإنمائية لمكافحة الفقر ودعم النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام في الدول النامية.
تأسس مكتب كويكا في مصر عام 1998، ويعمل على توفير التعليم الفني للشباب، ودعم رقمنة الخدمات الحكومية والأنظمة، بالإضافة إلى تنفيذ برامج لمكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي ويعزز تمكين المرأة و يدعم الفئات الضعيقة.