جريدة الوطن:
2024-11-24@20:46:14 GMT

بواكير الاهتمام الغربي بسلطنة عمان

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

بواكير الاهتمام الغربي بسلطنة عمان

انطلقت حركة الاستشراق في إقليم سلطنة عُمان في وقت مبكِّر من القرن السابع عشر، وذلك مع وصول المبشِّرين المسيحيِّين إلى المنطقة. علمًا أنَّ أوَّل هؤلاء المبشِّرين هو الأب البرتغالي «فرانسيسكو مينديس بيريس» Perez، الَّذي وصل إلى مدينة مسقط في عام 1579، حيث أصدر كتابًا عن رحلته إلى عُمان، وتضمَّن هذا الكتاب معلومات مُهمَّة عن تاريخ وثقافة عُمان.


وفي القرن الثامن عشر، بدأ المستشرِقون الأوروبيون اهتمامهم الجادَّ بدراسة عُمان. وكان من أبرز هؤلاء المستشرِقين هو الألماني «فردريك روبنسون»Frederick Robinson، الَّذي أصدر كتابًا عن (جغرافيَّة عُمان) عام 1798. كما أصدر المستشرِق الفرنسي «جان بابتيست بيروني» Juan Beroni كتابًا آخر عن تاريخ عُمان في عام 1799. وفي القرن التاسع عشر، واصل المستشرِقون الأوروبيون اهتمامهم بدراسة إقليم سلطنة عُمان. وكان من أبرز هؤلاء المستشرِقين هو البريطاني «جون جوردون لوريمر» John Gordon Lorimar (1870-1904)، الَّذي أصدر كتابًا عن تاريخ وحضارة عُمان في عام (1880). كما أصدر المستشرِق الألماني «كارل بروكلمان» Carl Brokelmann كتابًا عن تاريخ الإسلام، والَّذي تضمَّن معلومات مُهمَّة عن تاريخ عُمان. وكان للمستشرِقين الأوروبيِّين تأثير كبير على دراسة تاريخ وثقافة إقليم سلطنة عُمان. زدْ على ذلك أنَّهم أسهَموا في نشر المعلومات عَبْرَ الغرب عن الإقليم، خصوصًا بَيْنَ الأوساط العلميَّة الأوروبيَّة، كما ساعدوا في تعزيز الاهتمام بالبحث العلمي في مجال «الدراسات العُمانيَّة». أمَّا أبرز المستشرِقين الَّذين درسوا في إقليم السَّلطنة، فهم: البرتغالي فرانسيسكو مينديس بيريس Perez (1520-1599)، وكان أوَّل المستشرقين الَّذين درسوا منطقة عُمان. وقد أصدر كتابًا عن رحلته إلى عُمان، تضمَّن معلومات مُهمَّة عن تاريخ وثقافة المنطقة. أمَّا المستشرق الألماني فردريك روبنسون (1735-1805) فقَدْ أصدر كتابًا عن جغرافيَّة عُمان عام 1798، بَيْنَما جاء دَوْر المستشرِق الفرنسي جان بابتيست بيروني (1747-1828)، إذ أصدر كتابًا عن تاريخ عُمان في عام 1799. وقَدْ تلاهم المستشرِق البريطاني جون جوردون لوريمر (1821-1888) الَّذي أصدر كتابًا عن تاريخ وحضارة عُمان عام 1880. ثمَّ جاء دَوْر المستشرِق الألماني كارل بروكلمان (1849-1956)، إذ أصدر كتابًا عن تاريخ الإسلام، والَّذي تضمَّن معلومات مُهمَّة عن تاريخ عُمان.ر لقَدْ تناول المستشرِقون الأوروبيون دراسة المجالات الآتية في منطقة عُمان: (1) التاريخ، حيث أسهَموا في جمع ونشر المعلومات عن تاريخ عُمان منذ العصور القديمة حتَّى العصر الحديث؛ (2) الجغرافيا، حيث أسهَموا في رسم خرائط المنطقة ودراسة تضاريسها وخصائصها الطبيعيَّة؛ (3) الثقافة، حيث أسهَموا في دراسة اللُّغة العربيَّة والأدب العُماني والفنون العُمانيَّة. وقَدْ كان للمستشرِقين الأوروبيِّين تأثير كبير على تورخة الإقليم العُماني ودراسة ثقافته. زدْ على ذلك أنَّهم أسهَموا في نشر المعلومات عن المنطقة بَيْنَ الأوساط العلميَّة الأوروبيَّة المتخصِّصة حقبة ذاك. كما ساعدوا في تكريس الاهتمام بالبحث العلمي في مجال الدراسات العُمانيَّة. وفيما يلي بعض الآثار الَّتي تركها الاستشراق الأوروبي على دراسة عُمان، فقَدْ نشروا المعلومات عن إقليم السَّلطنة تاريخًا وثقافة وجغرافية، الأمْرُ الَّذي أسهَم في زيادة وتكريس الوعي الأوروبي بالسَّلطنة. كما أنَّهم أثاروا الاهتمام بالبحث العلمي بالسَّلطنة، إذ أسهَمت أعمال المستشرِقين الأوروبيِّين في إطلاق الاهتمام بالبحث العلمي في مجال الدراسات العُمانيَّة، الأمْرُ الَّذي قاد إلى ظهور العديد من الدراسات العلميَّة حَوْلَ السَّلطنة فيما بعد. وقَدْ أدَّت أعمال المستشرِقين الأوروبيِّين أعلاه إلى ظهور المزيد من الدراسات النقديَّة حَوْلَ أعمال المستشرِقين أنْفُسهم، ممَّا أسهَم في تطوير البحث العلمي في مجال «الدراسات العُمانيَّة». وعلى الرغم من الآثار الإيجابيَّة الَّتي تركها الاستشراق على دراسة سلطنة عُمان، إلَّا أنَّه قاد كذلك إلى بعض الآثار السلبيَّة، مِثل:
النظرة الاستشراقيَّة الاستعلائيَّة الَّتي ميَّزت أعمال المستشرِقين الأوروبيِّين بنظرة نمطيَّة حيال السَّلطنة، فكانت هذه نظرة تعتمد تعميمات وأحكامًا مسبقة، لبالغ الأسف. وكان جلُّ تركيز المستشرِقين على الجانب المادِّي، إذ ركز المستشرِقون الأوروبيون على دراسة الجانب المادِّي لسلطنة عُمان، مِثل التاريخ والجغرافيا، دُونَ الاهتمام بدراسة الجوانب الروحيَّة والاعتباريَّة والثقافيَّة.

أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: العلمی فی مجال المعلومات ع ة عن تاریخ على دراسة ع مان فی ة ع مان فی عام

إقرأ أيضاً:

ستة أسباب تُحتِّم على “الضمان” الاهتمام بمتقاعدي الشيخوخة

ستة أسباب تُحتِّم على “الضمان” الاهتمام بمتقاعدي الشيخوخة

كتب.. #خبير_التأمينات والحماية الاجتماعية _ #موسى_الصبيحي

#متقاعدو_الشيخوخة وفقاً لأحكام #قانون #الضمان_الاجتماعي هم المؤمّن عليهم الذين تم إيقاف اشتراكهم بالضمان عند إكمال سن الستين للذكور وسن الخامسة والخمسين للإناث أو ما بعد هذه السن، بعد أن استكملوا مدة الاشتراك المطلوبة لاستحقاق راتب تقاعد الشيخوخة وخُصّصت لهم رواتب تقاعد من الضمان.
يبلغ العدد التراكمي لمتقاعدي الشيخوخة حوالي (106) آلاف متقاعد، ويتقاضى حوالي 52% منهم راتباً تقاعدياً لا يزيد على ( 300 ) دينار.
ولكون هذه الفئة من المؤمّن عليهم آثروا أن يتقاعدوا عند إكمال السن القانونية الطبيعية لتقاعد الشيخوخة، فمن المهم أن تسعى مؤسسة الضمان الاجتماعي إلى الاهتمام بهم لعدة أسباب:
أولاً: أنهم خرجوا على التقاعد عند إكمال السن القانونية لتقاعد الشيخوخة كما ذكرت، وهي السن الطبيعية المُفترَضة، وهذا يعني أنهم لم يُثقِلوا كاهل الضمان برواتب تقاعدية في سن مبكرة، كما أنهم أدّوا ما عليهم من اشتراكات حتى بلوغ هذه السن، ولم يلجأوا للتقاعد المبكر بمحض إرادتهم، ومن المعروف أن للتقاعد المبكر أثراً سلبياً على الضمان.
ثانياً: أن فُرص التحاقهم بالعمل بعد هذه السن قليلة جداً، وأن شعورهم بأمن الدخل من خلال راتب التقاعد يجب أن يكون حاضراً، وأن تعمل المؤسسة على دعم هذا الشعور عملياً ومعنوياً.
ثالثاً: أن هذه الشريحة من المتقاعدين في أمسّ الحاجة إلى الطبابة والرعاية الصحية، حيث تزداد المتاعب الصحية عادةً كلما تقدّم الإنسان بالسن، وعليه فإن من الأهمية بمكان أن تدرس مؤسسة الضمان توفير تأمين صحي نوعي مريح لهذه الفئة وأفراد اُسَرها.
رابعاً: أن هذه الشريحة من متقاعدي الضمان هم من كبار السن، وأنهم بحاجة إلى خدمات اجتماعية مريحة مثل خدمات النقل والمواصلات والحدائق والأندية الاجتماعية التي تلبّي احتياجاتهم وتملأ أوقاتهم بما يفيد.
خامساً: أن معظم هؤلاء المتقاعدين بحاجة إلى مساعدات مادية، ولا سيما أصحاب الرواتب المتدنية (الأقل من 300 دينار)، لذا على مؤسسة الضمان أن تدرس إمكانية إطلاق برنامج سُلف اجتماعية حسنة (بدون فوائد) ضمن أسس مُيسّرة لهم ودون تحديد لسقف السن لأي متقاعد.
سادساً: أن الكثير من هؤلاء المتقاعدين يحتفظون بخبرات كبيرة نوعية في العديد من المجالات، ويمكن الاستفادة منهم في التدريب والمحاضرات والدراسات والمهن المختلفة مقابل أتعاب معينة سخيّة، وهي طريقة مهمة لإدماجهم في عملية التنمية والبناء الوطني.
وفي ضوء كل ما سبق وعلاوةً عليه، أقترح على مؤسسة الضمان الاجتماعي أن تُجري دراسة دورية “كل ثلاث سنوات مثلاً” لأوضاع متقاعدي الشيخوخة، وبناءً على نتائج الدراسة تضع برنامجاً لخدمة متقاعديها مع التركيز على الفئة الأقل حظّاً والأكثر ضعفاً.

مقالات مشابهة

  • رئاسة كوردستان تتسلم كتاب المصادقة على انتخابات برلمان الإقليم
  • «البترول»: الاهتمام بالعنصر البشري على رأس استراتيجية عمل الوزارة
  • ناقشا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.. نائب أمير مكة المكرمة يلتقي القنصل العام لفلسطين
  • ملامح من تاريخ تطور التعليم في عهد الدولة البوسعيدية 1744 - 1970
  • ستة أسباب تُحتِّم على “الضمان” الاهتمام بمتقاعدي الشيخوخة
  • إعادة كتاب بعد نصف قرن
  • طقس الشرقية.. أمطار ورياح شديدة على حفر الباطن وقرية العليا
  • انتحار 6 جنود إسرائيليين على الأقل بغزة ولبنان
  • مصر والكونغو في بيان مشترك: تشاور مستمر حول القضايا الاستراتيجية
  • إيران تبدأ تشغيل أجهزة الطرد المركزي بعد قرار الوكالة الذرية ضدها