بواكير الاهتمام الغربي بسلطنة عمان
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
انطلقت حركة الاستشراق في إقليم سلطنة عُمان في وقت مبكِّر من القرن السابع عشر، وذلك مع وصول المبشِّرين المسيحيِّين إلى المنطقة. علمًا أنَّ أوَّل هؤلاء المبشِّرين هو الأب البرتغالي «فرانسيسكو مينديس بيريس» Perez، الَّذي وصل إلى مدينة مسقط في عام 1579، حيث أصدر كتابًا عن رحلته إلى عُمان، وتضمَّن هذا الكتاب معلومات مُهمَّة عن تاريخ وثقافة عُمان.
وفي القرن الثامن عشر، بدأ المستشرِقون الأوروبيون اهتمامهم الجادَّ بدراسة عُمان. وكان من أبرز هؤلاء المستشرِقين هو الألماني «فردريك روبنسون»Frederick Robinson، الَّذي أصدر كتابًا عن (جغرافيَّة عُمان) عام 1798. كما أصدر المستشرِق الفرنسي «جان بابتيست بيروني» Juan Beroni كتابًا آخر عن تاريخ عُمان في عام 1799. وفي القرن التاسع عشر، واصل المستشرِقون الأوروبيون اهتمامهم بدراسة إقليم سلطنة عُمان. وكان من أبرز هؤلاء المستشرِقين هو البريطاني «جون جوردون لوريمر» John Gordon Lorimar (1870-1904)، الَّذي أصدر كتابًا عن تاريخ وحضارة عُمان في عام (1880). كما أصدر المستشرِق الألماني «كارل بروكلمان» Carl Brokelmann كتابًا عن تاريخ الإسلام، والَّذي تضمَّن معلومات مُهمَّة عن تاريخ عُمان. وكان للمستشرِقين الأوروبيِّين تأثير كبير على دراسة تاريخ وثقافة إقليم سلطنة عُمان. زدْ على ذلك أنَّهم أسهَموا في نشر المعلومات عَبْرَ الغرب عن الإقليم، خصوصًا بَيْنَ الأوساط العلميَّة الأوروبيَّة، كما ساعدوا في تعزيز الاهتمام بالبحث العلمي في مجال «الدراسات العُمانيَّة». أمَّا أبرز المستشرِقين الَّذين درسوا في إقليم السَّلطنة، فهم: البرتغالي فرانسيسكو مينديس بيريس Perez (1520-1599)، وكان أوَّل المستشرقين الَّذين درسوا منطقة عُمان. وقد أصدر كتابًا عن رحلته إلى عُمان، تضمَّن معلومات مُهمَّة عن تاريخ وثقافة المنطقة. أمَّا المستشرق الألماني فردريك روبنسون (1735-1805) فقَدْ أصدر كتابًا عن جغرافيَّة عُمان عام 1798، بَيْنَما جاء دَوْر المستشرِق الفرنسي جان بابتيست بيروني (1747-1828)، إذ أصدر كتابًا عن تاريخ عُمان في عام 1799. وقَدْ تلاهم المستشرِق البريطاني جون جوردون لوريمر (1821-1888) الَّذي أصدر كتابًا عن تاريخ وحضارة عُمان عام 1880. ثمَّ جاء دَوْر المستشرِق الألماني كارل بروكلمان (1849-1956)، إذ أصدر كتابًا عن تاريخ الإسلام، والَّذي تضمَّن معلومات مُهمَّة عن تاريخ عُمان.ر لقَدْ تناول المستشرِقون الأوروبيون دراسة المجالات الآتية في منطقة عُمان: (1) التاريخ، حيث أسهَموا في جمع ونشر المعلومات عن تاريخ عُمان منذ العصور القديمة حتَّى العصر الحديث؛ (2) الجغرافيا، حيث أسهَموا في رسم خرائط المنطقة ودراسة تضاريسها وخصائصها الطبيعيَّة؛ (3) الثقافة، حيث أسهَموا في دراسة اللُّغة العربيَّة والأدب العُماني والفنون العُمانيَّة. وقَدْ كان للمستشرِقين الأوروبيِّين تأثير كبير على تورخة الإقليم العُماني ودراسة ثقافته. زدْ على ذلك أنَّهم أسهَموا في نشر المعلومات عن المنطقة بَيْنَ الأوساط العلميَّة الأوروبيَّة المتخصِّصة حقبة ذاك. كما ساعدوا في تكريس الاهتمام بالبحث العلمي في مجال الدراسات العُمانيَّة. وفيما يلي بعض الآثار الَّتي تركها الاستشراق الأوروبي على دراسة عُمان، فقَدْ نشروا المعلومات عن إقليم السَّلطنة تاريخًا وثقافة وجغرافية، الأمْرُ الَّذي أسهَم في زيادة وتكريس الوعي الأوروبي بالسَّلطنة. كما أنَّهم أثاروا الاهتمام بالبحث العلمي بالسَّلطنة، إذ أسهَمت أعمال المستشرِقين الأوروبيِّين في إطلاق الاهتمام بالبحث العلمي في مجال الدراسات العُمانيَّة، الأمْرُ الَّذي قاد إلى ظهور العديد من الدراسات العلميَّة حَوْلَ السَّلطنة فيما بعد. وقَدْ أدَّت أعمال المستشرِقين الأوروبيِّين أعلاه إلى ظهور المزيد من الدراسات النقديَّة حَوْلَ أعمال المستشرِقين أنْفُسهم، ممَّا أسهَم في تطوير البحث العلمي في مجال «الدراسات العُمانيَّة». وعلى الرغم من الآثار الإيجابيَّة الَّتي تركها الاستشراق على دراسة سلطنة عُمان، إلَّا أنَّه قاد كذلك إلى بعض الآثار السلبيَّة، مِثل:
النظرة الاستشراقيَّة الاستعلائيَّة الَّتي ميَّزت أعمال المستشرِقين الأوروبيِّين بنظرة نمطيَّة حيال السَّلطنة، فكانت هذه نظرة تعتمد تعميمات وأحكامًا مسبقة، لبالغ الأسف. وكان جلُّ تركيز المستشرِقين على الجانب المادِّي، إذ ركز المستشرِقون الأوروبيون على دراسة الجانب المادِّي لسلطنة عُمان، مِثل التاريخ والجغرافيا، دُونَ الاهتمام بدراسة الجوانب الروحيَّة والاعتباريَّة والثقافيَّة.
أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: العلمی فی مجال المعلومات ع ة عن تاریخ على دراسة ع مان فی ة ع مان فی عام
إقرأ أيضاً:
اعتماد اللائحة المالية للجنة أخلاقيات البحث العلمي بصيدلة أسيوط
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، أنه خلال اجتماع مجلس الجامعة المنعقد في 26 مارس 2025، تم اعتماد اللائحة المالية الخاصة بلجنة أخلاقيات البحث العلمي بكلية الصيدلة، والتي تم تسجيلها كأول لجنة على مستوى الجامعة بالمجلس الأعلى لمراجعة أخلاقيات البحوث الطبية الإكلينيكية، بعد استيفاء جميع المتطلبات والشروط العلمية. وأكد أن هذا الإنجاز يعكس ريادة الجامعة في مجال البحث العلمي وحرصها على الالتزام بالمعايير الأخلاقية الدولية.
وتعمل اللجنة تحت إشراف الدكتور جمال بدر، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة جيهان نبيل فتيح، عميدة كلية الصيدلة، والدكتورة تهاني حسن الفحام، الأستاذ بقسم الصيدلانيات ومقررة اللجنة.
وأشاد الدكتور المنشاوي بجهود كلية الصيدلة في تطوير منظومة البحث العلمي وضبط الجوانب الأخلاقية للأبحاث، بما يتوافق مع المعايير الأكاديمية الدولية. وأكد أهمية دور اللجنة في تنظيم آليات إجراء الأبحاث والمشروعات البحثية.
يُذكر أن لجنة أخلاقيات البحث العلمي بكلية الصيدلة تأسست وفقًا لقرار مجلس الكلية في جلسته رقم 714 بتاريخ 22 أبريل 2022، وتم تسجيلها رسميًا بالمجلس الأعلى لأخلاقيات البحوث الإكلينيكية التابع لمجلس الوزراء في 2 يناير 2025، لتصبح الأولى من نوعها بجامعة أسيوط التي تحظى بهذا التسجيل والاعتماد.
وتهدف اللجنة إلى تعزيز النزاهة والمصداقية في الأبحاث العلمية بالكلية، وزيادة الوعي بالمعايير الأخلاقية بين الباحثين، وضمان حماية حقوق المرضى والمشاركين في الدراسات العلمية. كما تسعى إلى تطبيق القواعد الأخلاقية في رعاية واستخدام الحيوانات في البحث العلمي والتعليم، بالإضافة إلى مراجعة واعتماد خطط البحوث والرسائل العلمية وفق معايير النزاهة البحثية والمواثيق الدولية.
وفي إطار سعي الجامعة لتعزيز جودة البحث العلمي وخدمه المجتمع، تقوم اللجنة بمراجعة إجراءات النزاهة البحثية في المعامل والمختبرات بالكلية، ورفع التوصيات لمجلس الكلية، ومتابعة تنفيذ قرارات اللجنة المركزية، بالإضافة إلى توثيق حقوق جميع أطراف العملية البحثية، بما يشمل حماية الملكية الفكرية وترتيب الباحثين في الأوراق العلمية المنشورة.
كما تعمل اللجنة على ضمان حقوق الباحثين الجدد وحمايتهم، فضلًا عن احترام حقوق الملكية الفكرية للبيانات والمعلومات العلمية والصناعية والإحصائية الخاصة بالجهات الحكومية والخاصة، وفقًا للضوابط المتفق عليها.