جريدة الوطن:
2025-02-05@09:02:30 GMT

بواكير الاهتمام الغربي بسلطنة عمان

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

بواكير الاهتمام الغربي بسلطنة عمان

انطلقت حركة الاستشراق في إقليم سلطنة عُمان في وقت مبكِّر من القرن السابع عشر، وذلك مع وصول المبشِّرين المسيحيِّين إلى المنطقة. علمًا أنَّ أوَّل هؤلاء المبشِّرين هو الأب البرتغالي «فرانسيسكو مينديس بيريس» Perez، الَّذي وصل إلى مدينة مسقط في عام 1579، حيث أصدر كتابًا عن رحلته إلى عُمان، وتضمَّن هذا الكتاب معلومات مُهمَّة عن تاريخ وثقافة عُمان.


وفي القرن الثامن عشر، بدأ المستشرِقون الأوروبيون اهتمامهم الجادَّ بدراسة عُمان. وكان من أبرز هؤلاء المستشرِقين هو الألماني «فردريك روبنسون»Frederick Robinson، الَّذي أصدر كتابًا عن (جغرافيَّة عُمان) عام 1798. كما أصدر المستشرِق الفرنسي «جان بابتيست بيروني» Juan Beroni كتابًا آخر عن تاريخ عُمان في عام 1799. وفي القرن التاسع عشر، واصل المستشرِقون الأوروبيون اهتمامهم بدراسة إقليم سلطنة عُمان. وكان من أبرز هؤلاء المستشرِقين هو البريطاني «جون جوردون لوريمر» John Gordon Lorimar (1870-1904)، الَّذي أصدر كتابًا عن تاريخ وحضارة عُمان في عام (1880). كما أصدر المستشرِق الألماني «كارل بروكلمان» Carl Brokelmann كتابًا عن تاريخ الإسلام، والَّذي تضمَّن معلومات مُهمَّة عن تاريخ عُمان. وكان للمستشرِقين الأوروبيِّين تأثير كبير على دراسة تاريخ وثقافة إقليم سلطنة عُمان. زدْ على ذلك أنَّهم أسهَموا في نشر المعلومات عَبْرَ الغرب عن الإقليم، خصوصًا بَيْنَ الأوساط العلميَّة الأوروبيَّة، كما ساعدوا في تعزيز الاهتمام بالبحث العلمي في مجال «الدراسات العُمانيَّة». أمَّا أبرز المستشرِقين الَّذين درسوا في إقليم السَّلطنة، فهم: البرتغالي فرانسيسكو مينديس بيريس Perez (1520-1599)، وكان أوَّل المستشرقين الَّذين درسوا منطقة عُمان. وقد أصدر كتابًا عن رحلته إلى عُمان، تضمَّن معلومات مُهمَّة عن تاريخ وثقافة المنطقة. أمَّا المستشرق الألماني فردريك روبنسون (1735-1805) فقَدْ أصدر كتابًا عن جغرافيَّة عُمان عام 1798، بَيْنَما جاء دَوْر المستشرِق الفرنسي جان بابتيست بيروني (1747-1828)، إذ أصدر كتابًا عن تاريخ عُمان في عام 1799. وقَدْ تلاهم المستشرِق البريطاني جون جوردون لوريمر (1821-1888) الَّذي أصدر كتابًا عن تاريخ وحضارة عُمان عام 1880. ثمَّ جاء دَوْر المستشرِق الألماني كارل بروكلمان (1849-1956)، إذ أصدر كتابًا عن تاريخ الإسلام، والَّذي تضمَّن معلومات مُهمَّة عن تاريخ عُمان.ر لقَدْ تناول المستشرِقون الأوروبيون دراسة المجالات الآتية في منطقة عُمان: (1) التاريخ، حيث أسهَموا في جمع ونشر المعلومات عن تاريخ عُمان منذ العصور القديمة حتَّى العصر الحديث؛ (2) الجغرافيا، حيث أسهَموا في رسم خرائط المنطقة ودراسة تضاريسها وخصائصها الطبيعيَّة؛ (3) الثقافة، حيث أسهَموا في دراسة اللُّغة العربيَّة والأدب العُماني والفنون العُمانيَّة. وقَدْ كان للمستشرِقين الأوروبيِّين تأثير كبير على تورخة الإقليم العُماني ودراسة ثقافته. زدْ على ذلك أنَّهم أسهَموا في نشر المعلومات عن المنطقة بَيْنَ الأوساط العلميَّة الأوروبيَّة المتخصِّصة حقبة ذاك. كما ساعدوا في تكريس الاهتمام بالبحث العلمي في مجال الدراسات العُمانيَّة. وفيما يلي بعض الآثار الَّتي تركها الاستشراق الأوروبي على دراسة عُمان، فقَدْ نشروا المعلومات عن إقليم السَّلطنة تاريخًا وثقافة وجغرافية، الأمْرُ الَّذي أسهَم في زيادة وتكريس الوعي الأوروبي بالسَّلطنة. كما أنَّهم أثاروا الاهتمام بالبحث العلمي بالسَّلطنة، إذ أسهَمت أعمال المستشرِقين الأوروبيِّين في إطلاق الاهتمام بالبحث العلمي في مجال الدراسات العُمانيَّة، الأمْرُ الَّذي قاد إلى ظهور العديد من الدراسات العلميَّة حَوْلَ السَّلطنة فيما بعد. وقَدْ أدَّت أعمال المستشرِقين الأوروبيِّين أعلاه إلى ظهور المزيد من الدراسات النقديَّة حَوْلَ أعمال المستشرِقين أنْفُسهم، ممَّا أسهَم في تطوير البحث العلمي في مجال «الدراسات العُمانيَّة». وعلى الرغم من الآثار الإيجابيَّة الَّتي تركها الاستشراق على دراسة سلطنة عُمان، إلَّا أنَّه قاد كذلك إلى بعض الآثار السلبيَّة، مِثل:
النظرة الاستشراقيَّة الاستعلائيَّة الَّتي ميَّزت أعمال المستشرِقين الأوروبيِّين بنظرة نمطيَّة حيال السَّلطنة، فكانت هذه نظرة تعتمد تعميمات وأحكامًا مسبقة، لبالغ الأسف. وكان جلُّ تركيز المستشرِقين على الجانب المادِّي، إذ ركز المستشرِقون الأوروبيون على دراسة الجانب المادِّي لسلطنة عُمان، مِثل التاريخ والجغرافيا، دُونَ الاهتمام بدراسة الجوانب الروحيَّة والاعتباريَّة والثقافيَّة.

أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: العلمی فی مجال المعلومات ع ة عن تاریخ على دراسة ع مان فی ة ع مان فی عام

إقرأ أيضاً:

لافروف .. خطط الاحتلال التهجير والسيطرة على الجزء الشمالي الغربي من نهر الأردن

#سواليف

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي #لافروف إن موسكو تتلقى إشارات حول ظهور مشاكل في تنفيذ #اتفاق_وقف_إطلاق_النار بين ” #حماس ” و #إسرائيل.

وأكد لافروف، أن روسيا نتلقى إشارات بشأن مشكلات في المرحلة الثانية من تنفيذ الاتفاق”

وقال”أعتقد أنها بدأت بالفعل، لأن بعض الدوائر في القيادات الإسرائيلية تصدر إشارات أنها غير راضية عن تنفيذ “حماس” للمرحلة الأولى من بنود الاتفاق، لهذا فكل البدائل مطروحة على الطاولة”.

مقالات ذات صلة طائرات تجسس بريطانية تراقب تسليم الأسرى الإسرائيليين بغزة 2025/02/04

وأضاف”ولهذا تواصل إسرائيل، بلا خجل، عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، فيما تقول مصادر موثوقة أن من بين خطط إسرائيل، إلى جانب #تهجير #الفلسطينيين من قطاع غزة، #السيطرة على الجزء الشمالي الغربي من #الضفة_الغربية_لنهر-الأردن، وكذلك البقاء داخل #الأراضي_اللبنانية، وكذلك #الجولان، التي أعلن ترامب الاعتراف بها كأراض إسرائيلية”.

وجاءت تصريحات لافروف في إطار فعاليات المؤتمر الرابع عشر لنادي “فالداي” للحوار حول قضية “الشرق الأوسط 2025: التعلم من الماضي وعدم الضياع في الحاضر والتخطيط للمستقبل”.

ويشارك في المؤتمر إلى جانب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، سياسيون من سوريا ولبنان والعراق وفلسطين ودول أخرى في المنطقة.

وتابع لافروف”لقد أسفرت الأزمة في غزة عن ضياع أرواح أكثر من 46 ألف من المدنيين الفلسطينيين وأصيب نحو 100 ألف إنسان، والعدد مرشح للارتفاع، لأنه بصرف النظر عن وقف إطلاق النار فثمة انتهاكات تحدث بين الحين والآخر”.

وأضاف “رد الفعل على أحداث السابع من أكتوبر “الإرهابية” والتي أكدنا على إدانتها من اللحظة الأولى، لم يسبق له مثيل في تاريخ حقوق الإنسان، وتمثل في سياسة العقاب الجماعي لسكان القطاع وكذلك في الضفة الغربية”.

ووفقا لبعض الإحصائيات، بحسب لافروف، فقد بلغ عدد الضحايا من المدنيين الفلسطينيين في أحداث غزة خلال عام واحد ضعف عدد المدنيين من ضحايا الصراع الأوكراني من الجانبين الروسي والأوكراني على مدار عشر سنوات.

ومدى الدمار الذي لحق بغزة أكبر من أي دمار وقع منذ بداية الصراع في عام 1948، بما في ذلك خلال حرب عام 1967.

وزاد”بالطبع نشعر بالارتياح لاتفاق وقف إطلاق النار بعد ما يقرب من العام من اجتماعات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، التي استخدمت فيها الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو” سبع مرات، ثم خرجوا بمشروع قرارهم، الذي بدا وكأنه سيحل جميع المشكلات، إلا أنه لم تكن هناك إجابة ما إذا كانت إسرائيل مستعدة لتنفيذ مثل هذا القرار، وقد امتنعنا عن التصويت لصالح هذا القرار، وكما كان متوقعا، فلم يتغير أي شيء”.

وأكد أنه يجب الاعتراف بفضل الإدارة الأمريكية الجديدة، إلا أن الدور الرئيسي بالطبع كان لمصر وقطر الذين قاموا بمساعدة الأمريكيين بالضغط على الطرفين وحصلوا من إسرائيل ومن “حماس” على هذا الاتفاق. حيث تجري الآن خطوات المرحلة الأولى من الاتفاق.

مقالات مشابهة

  • الكاتب الأردني محمد سناجلة: يجب الاهتمام بالبحث العلمي في مجتمعاتنا لسد الفجوة مع الخارج
  • رئيس جامعة الزقازيق يصدر قرارات بتعيين وكلاء جدد لكليتي الطفولة المبكرة وطب فاقوس
  • لافروف .. خطط الاحتلال التهجير والسيطرة على الجزء الشمالي الغربي من نهر الأردن
  • التطهير العرقي في فلسطين.. تاريخ طويل من العنف والإبادة يشهد عليه كتاب «إيلان بابه»
  • برلماني: الاهتمام بالتعليم العالي والبحث العلمي يدعم مسار التنمية المستدامة
  • عضو بـ«الشيوخ»: الاهتمام بالبحث العلمي يدعم مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية
  • إعلام عبري: محمد الضيف أصدر أمر هجوم 7 أكتوبر قبل أسبوعين من تنفيذه
  • إعلام إسرائيلي: الضيف أصدر أمر هجوم 7 أكتوبر قبل أسبوعين من تنفيذه
  • المنطقة العسكرية الساحل الغربي: داهمنا سوق غير قانونية للوقود والمهربين فروا
  • في الأفق حرب كبيرة يؤججها الدعم الغربي لرواندا