برلماني: تطوير "شق الثعبان" يتسق مع الاهتمام الرئاسي لتوسيع قاعدة مصر الصناعية
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
اعتبر الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن اهتمام الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، بإعداد رؤية متكاملة لزيادة صادرات منتجات الرخام والجرانيت ضمن مشروع تنمية وتطوير منطقة شق الثعبان، يأتي في إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتحويلها إلى منطقة متكاملة تحت مسمى "مدينة الرخام والجرانيت"، حتى تكون صديقة للبيئة، بما يزيد من فرص توطين الصناعات المحلية وكذلك الحد من التلوث البيئي، ورفع كفاءة المنطقة، من خلال إنشاء قاعدة بيانات لجميع المصانع والورش القائمة به.
وأوضح "أبو الفتوح"، أن منطقة شق الثعبان هى إحدى قلاع تصنيع وتصدير الرخام فى العالم وأكبر منطقة صناعية فى الشرق الأوسط، وتستهدف الدولة من عمليات التطوير تحويلها إلى مدينة عالمية في تلك الصناعة والوصول بحجم الصادرات من 350 مليون دولار سنويا إلى مليار دولار، مؤكدا على توفير الحوافز اللازمة لها وخلق مناخ استثماري بحل كافة التحديات وتسخير كافة الإمكانيات لتعزيز تنافسيتها وتحويلها لمنطقة استثمارية واعدة، لاسيما وأنها تضم 1372 مصنعاً وورشة، وتصل نسبة مساهمة المنطقة في الصادرات المحجرية المصرية إلى نحو 85% للعديد من الأسواق العالمية، كما تحتل المركز الرابع علي مستوى العالم من حيث حجم الإنتاج والجودة والعائد.
ولفت عضو مجلس الشيوخ، إلى أن كل ذلك يبرز ما توليه الدولة المصرية لتوسيع قاعدتها الصناعية ومكانتها الاقتصادية على مستوى الشرق الأوسط، وتعظيم الاستفادة من القدرات المصرية الكامنة باستعادة ريادتها، لفتح أسواق جديدة بالخارج وتعظيم الصادرات ومن ثم توفير العملة الصعبة وزيادة فرص العمل بجانب تحقيق الاكتفاء المحلي وخفض فاتورة الاستيراد.
وأشار إلى أن الرئيس لا يغفل في اهتمامه بترسيخ استراتيجية توطين الصناعات، في العمل على التوجه نحو الاقتصاد الأخضر وأن يتم تنفيذ ذلك المخطط في إطار منظومة صديقة للبيئة بالتعامل مع المخلفات بشكل آمن وعلمي، منوها أن "الرخام والجرانيت" من أهم الصناعات الحرفية التي تسهم في تشغيل عمالة كثيفة، فضلا عن وجود طلب عال عليها محليا ودوليا.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
القصيبي وأزمات الشرق الأوسط
القصيبي وأزمات الشرق الأوسط
بادئ ذي بدء، أعتقد أن أغلب الناس يعرفون من هو غازي القصيبي الشاعر، والأديب، والدبلوماسي، والوزير السعودي فكل هذه الصفات مارسها القصيبي بكفاءة نادرة من شخص تنقل بين أكثر من وزارة تخصصية وأكثر من سفارة.
ولديه الكثير من المؤلفات في الإدارة وفي الشعر وهناك روايات تحولت لان تكون مسلسل تلفزيوني ومنها رواية “شقة الحرية” كما أن كتابه “الحياة في الإدارة” يحكي فيها تجربته في العمل الحكومي وكيف أنه استطاع أن يتغلب على الكثير من التحديات الإدارية والتغلب على الصراعات الفكرية مع الذين يرفضون التغيير. ومع أنه توفي عام 2010 إلا أنه تزال كتبه مرجعاً للكثيرين ممن عشقوا العمل الإداري أو الشعر بل هناك من يرون فيه أنه أستاذ لهم مع أنهم لم يلتقوا به.
تلاميذ غازي القصيبي ممن أعرف بعضهم، تجدهم يرددون جملة باتت شهيرة عندما تأتي سيرته “القصيبي أستاذي الذي لم يدرسني” ويكاد أنهم يعرفون كل كتبه ويحتفظون بنسخ منها وعليك الحذر أن تبدي نقداً أو وجهة نظر فيما كتبه القصيبي، وهم لديهم كل الحق فهو يجمع الأستاذية بين الدراسة والعمل.
ومنذ أيام والناس مهتمة بالوضع السوري منذ سقوط نظام بشار الأسد بتاريخ 8 ديسمبر الجاري؛ في محاولة لفهم ما حدث والذي كان مفاجئاً للجميع على الأقل لأنه النظام الوحيد الذي استطاع أن يتجاوز أحداث ما كان يعرف بـ”الربيع العربي” قبل ما يزيد من عقد ومحاولة تقييم مستقبل سوريا الدولة المليئة بتفاصيل ديموغرافية ودينية وطائفية وتحيطها دول كل لديه مطامعه الخاصة فيه وهي مطامع ليست جديدة وإنما الفرصة الآن مواتية لهم وهو ما دفع بالدول العربية لأن تبدي قلقها وترفض التدخلات الإسرائيلية والتركية في الوضع السوري(ففي زحمة هذا النقاش) جاء غازي القصيبي من أحد تلاميذه النجباء ولكن هذه المرة في كتابه “الوزير المرفق” الذي يشرح فيه أن هناك مهام تأخذ الوزير من دوامة العمل الروتيني اليومي أبرز هذه المهام مرافقة الملك وولي العهد، في هذا الكتاب سرد القصيبي مجموعة من الأحداث جمعته برؤساء دول العالم منهم الرئيس جيمي كارتر.
فقد نقل القصيبي عن جيمي كارتر أنه كان على إطلاع واسع بمشكلة الشرق الأوسط (فلسطين) التي نراها اليوم بأنها “أم المشاكل” في هذا الإقليم فالكل تدخل فيها، وكل الأزمات والخلافات في الإقليم والعالم تمر من خلالها، والأحداث التي نعيشها اليوم في سوريا هي أحد إفرازات أحداث السابع من أكتوبر2023 المرتبطة بها والحديث اليوم أبعد من سوريا إلى تغيير الشرق الأوسط بأكمله.
حضور غازي القصيبي المتوفي في 2010 ولكن وجود تلاميذه وكأنه حاضر في وقتنا كان في تعليقه علة الرئيس الأمريكي في السبعينيات وبداية الثمانينات القرن الماضي حيث قال القصيبي: “لو كانت القدرة على حل مشاكل عويصة مرتبطة بالمعرفة وحدها لكان الرئيس جيمي كارتر هو من حل مشكلة الشرق الأوسط”، ما يعني أن الأمر يحتاج إلى جملة من العوامل.
المذهل في الأمر كله، رغم مغادرة غازي القصيبي عن دنياينا إلا أن ما يزال على مستوى متألق من الأحداث التي نعيشها بكتبه وشعره وتاريخه.