عدن الغد:
2025-04-07@15:47:04 GMT

مدرسة اسمها "عبدالله البردوني" في تونس

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

مدرسة اسمها 'عبدالله البردوني' في تونس

تونس (عدن الغد) د. زينب علي درويش:

في إطار جهوده الاستثنائية بالتعريف بالأدب اليمني وأعلامه للأدباء والشعراء والمختصين خارج بلاده، قدّم الباحث الأكاديمي مجيب الرحمن الوصابي أستاذ الحضارة والنقد في اليمن والجامعة اللبنانية الدولية قراءة في شعر عبدالله البردوني الذي وصفه الوصابي بأنه شاعر اليمن الأول على مر العصور والأكبر، ويشكل أيضا ظاهرة متميزة في الشعر العربي الحديث متميزا بخصائص أسلوبية وشخصية شعريّة تشكل مدرسة خاصة في مزجه بين المعاصرة والأصالة بشكل متميز فهو من أبرز المجددين في إطار الشكل التقليدي العمودي للقصيدة العربية.

واستشهد الدكتور الوصابي على هذا التجديد بقصيدة البردوني الذي كتبها في مطلع السبعينات من القرن المنصرم في ديوان لعيني أمّ بلقيس بعنوان " عينة جديدة من الحزن"   يقول فيها:

 

مثلما تعصر نهديها السحابة

تمطر الجدران صمتاً وكآبة

 

يسقط الظل على الظل كما

ترتمي فوق السآمات الذبابة

 

يمضغ السقف وأحداق الكوى

لغطاً ميتاً وأصداءً مصابة

 

مزقاً من ذكريات وهوى

وكؤوساً من جراحات مذابة

 

* * *

تبحث الأحزان في الأحزان عن

وترٍ باكٍ وعن حلق ربابة

 

عن نعاس يملك الأحلام عن

شجن أعمق من تيه الضبابة

 

تسعل الأشجار، تحسو ظلها

تجمد الساعات من برد الرتابة

 

* * *

ها هنا الحزن على عادته…

فلماذا اليوم للحزن غرابه؟

 

ينزوي كالبوم يهمي كالدبى

يرتخي، يمتد، يزداد رحابة

 

يلبس الأجفان، يمتص الرؤى

يمتطي للعنف أسراب الدعابة

 

يلتوي مثل الأفاعي، يغتلي

كالمدى العطشى ويسطو كالعصابة

 

يرتدي زي المرائي… ينكفي

عارياً كالصخر شوكي الصلابة

 

* * *

وبلا حس يغني وبلا

سبب يبكي ويستبكي الخطابة

 

يكتب الأقدار في ثانية

ثم في ثانية يمحو الكتابة

 

للثواني اليوم أيد وفم

مثلما تعدو على المذعور غابة

 

وعيون تغزل اللمح كما

تغزل الأشباح أنقاض الخرابة

 

* * *

من ينسّينا مرارات العدى؟

من يقوينا على حمل الصحابة؟

 

من يعيد الشجو للأحزان؟ من

يمنح التسهيد أوجاع الصبابة؟

 

من يرد اللون للألوان؟ من

يهب الأكفان شيئاً من خلابة

 

* * *

كان للمألوف لون وشذى

كان للمجهول شوق ومهابة!

 

* * *

من هنا...؟ أسئلة من قبل أن

تبتدي، تدري، غرابات الإجابة

 

وكان الباحث الوصابي في اليوم الأول من فعالية خمسة وعشرون ساعة شعر الذي نظمته جمعية منارة الأدب مؤخرا في (23/24) ديسمبر في فندق المأمونية بمدينة قليبية الساحلية على البحر المتوسط بتونس قد قدم للبردوني بقصيدة " ذات يوم " الخالدة للبردوني التي تصلح كما وصفها بأنها تتوافق مع يوم السابع من أكتوبر والمقاومة الفلسطينية وغزة التي قال فيها:

 

 

 

أفقنا على فجر يوم صبي

فيآ ضحوات المنى أطربي

 

* * *

أتدرين يا شمس ماذا جرى؟

سلبنا الدجى فجرنا المٌختبي!

 

وكان النعاس على مقلتيك

يوشوش، كالطائر الأزغبِ

 

أتدرين أنّا سبقنا الربيع

نبشر بالموسم الطيبِ؟

 

وماذا؟ سؤال على حاجبيك

تزنبق في همسك المذهبِ؟

 

وسرنا حشوداً تطير الدروب

بأفواج ميلادنا الأنجب

 

وشعباً يدوي: هي المعجزات

مهودي، وسيف (المثنى) أبي

 

غربت زماناً غروب النهار

وعدت، يقود الضحى موكبي

 

* * *

أضانا المدى، قبل أن تستشف

رؤى الفجر، أخيلة الكوكبِ

 

فولى زمانٌ، كعرض البغي

وأشرق عهدٌ، كقلب النبي

 

طلعنا ندلي الضحى ذات يوم

ونهتف: يا شمس لا تغربي

 

الجدير ذكره ان الناقد والمفكر اليمني الوصابي كان قد أثنى على تونس وفعالياتها الثقافية المختلفة ومساندتها لفلسطين وقضيته بحماس وايمان، وقال إن تونس تشهد في هذه الأيام وتعيش ازدهارا ثقافيا لا يدانيها في أي قطر عربي، ونحن في بقية العالم العربي نغبطكم عليه.

المصدر: عدن الغد

إقرأ أيضاً:

تونس تبدأ ترحيل آلاف المهاجرين الأفارقة

قال مسؤول أمني لرويترز، اليوم السبت، إن السلطات التونسية فككت خياما عشوائية تؤوي نحو 7 آلاف مهاجر غير شرعي من أفريقيا جنوب الصحراء في غابات بجنوب البلاد، وبدأت عمليات ترحيل قسري لبعضهم،‭‬‬ في خطوة تهدف إلى تخفيف أزمة المهاجرين المتفاقمة.

وتواجه تونس أزمة مهاجرين غير مسبوقة، مع تدفق آلاف الأشخاص من دول جنوب الصحراء على البلاد سعيا للوصول إلى أوروبا بالقوارب، انطلاقا من السواحل التونسية.

وقال المسؤول في الحرس الوطني حسام الدين الجبابلي "قمنا بتفكيك خيام تؤوي 7 آلاف مهاجر في غابات بلدة العامرة، (تابعة لولاية صفاقس)، والعملية لا تزال مستمرة بحضور القوات الأمنية وطواقم طبية والحماية المدنية".

وأضاف أنه خلال العملية تم اعتقال عدد منهم بسبب العنف وجرائم، مؤكدا بدء عمليات ترحيل قسرية إلى أوطانهم منذ مساء أمس الجمعة.

وأضاف أن السلطات تسعى في الوقت نفسه إلى إعادة الآلاف إلى أوطانهم بشكل طوعي.

سيوف وسكاكين

ولم يقدم الجبابلي أرقاما عن عدد المهاجرين المتوقع ترحيلهم قسرا، لكنه قال إن هناك عددا كبيرا. وذكر أنه تم ضبط سكاكين وسيوف بحوزتهم.

وتقول الحكومة التونسية إن نحو 20 ألف مهاجر يعيشون في خيام بالغابات في بلدات العامرة وجبنيانة (ولاية صفاقس)، بعد أن منعتهم السلطات من الوصول لأوروبا في قوارب عبر البحر المتوسط.

إعلان

وأصبح تدفق الآلاف من المهاجرين من بلدان جنوب الصحراء قضية شديدة الحساسية وتثير التوتر في تونس.

وبينما يشتبك المهاجرون بشكل متكرر مع بعض السكان المحليين الذين يطالبون بإبعادهم من مناطقهم، تتهم جماعات حقوق الإنسان المحلية السلطات بتبني خطاب عنصري وتحريضي ضد المهاجرين.

مقالات مشابهة

  • ماذا حدث في جولة وزير التعليم بمدارس المنوفية اليوم؟| تفاصيل كاملة
  • الزوبية: علينا المطالبة باستعارة محافظ لمصرف ليبيا المركزي من تونس
  • تونس-لامبيدوزا.. محنة العابرين بين الضفتين
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • استئناف رحلات القطار الدولي الجزائر-تونس
  • تونس تبدأ ترحيل آلاف المهاجرين الأفارقة
  • شاهد | "اليوم" ترصد الإقبال الكبير على منتزه الملك عبدالله بالأحساء
  • بكري حسن صالح .. الرجل الذي أخذ معنى الإنسانية بحقها
  • "اليوم" ترصد الإقبال الكبير على منتزه الملك عبدالله بالأحساء في عيد الفطر
  • ندوة في لندن تكشف تصاعد الاستبداد وتدهور الأوضاع السياسية في تونس