سعي الولايات المتحدة بتشكيل تحالف دولي لحماية الملاحة في باب المندب والبحر الأحمر، يثير تساؤلا حول المستفيد من ذلك. وذلك بعد شهر من بدء جماعة الحوثي اليمنية استهداف السفن الإسرائيلية أو التي تنقل بضائع إسرائيلية تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ 81 يوميا تسبب باستشهاد أكثر من 20 ألف فلسطيني وجرح 52 ألفا آخرين.

وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري عن مبادرة لتشكيل قوات متعددة الجنسيات من 10 دول باسم "حارس الازدهار" بهدف ردع الهجمات بالبحر الأحمر.
والدول العشر هي بريطانيا وفرنسا وكندا وإيطاليا والبحرين وهولندا والنرويج وسيشل وإسبانيا، إلى جانب الولايات المتحدة، وسط أحاديث عن مشاركة دول أخرى تفضل عدم إعلان اسمها.

ومع توالي الهجمات ضد سفن مرتبطة بـإسرائيل، أعلنت شركات شحن حاويات عديدة، تعليق رحلاتها عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر.

وأبرز هذه الشركات، 3 تصنف أنها أكبر شركات شحن الحاويات عالميا، وهي: "إم إس سي"، وميرسك، إلى جانب "سي إم آي – سي جي إم"، فضلا عن شركة بريتش بتروليوم للنفط والغاز.

أزمة مصطنعة

يقول الخبير في الاقتصاد الدولي وشؤون الطاقة عامر الشوبكي، إن أزمة مضيق باب المندب تم تدويلها بشكل مصطنع، في محاولة من الدول الغربية لتوسيع التأثير ضد جماعة الحوثي والتخفيف عن إسرائيل.

وأضاف الشوبكي في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية، أن إعلان الحوثي كان وما زال واضحا في عدم شمول كل السفن العابرة بهجماتها، وإنما تستهدف الإسرائيلية منها والتي تحمل بضائع لها، في محاولة لإنهاء الحرب القائمة على غزة.

ولم تعلن جماعة الحوثي أو أي مصادر غربية رسمية، عن تعرض سفن لا علاقة لها بإسرائيل إلى هجمات قرب مضيق باب المندب.

واعتبر الشوبكي، أن ضغط الشركات الكبرى على الحكومات الغربية من خلال تعليق حركة الملاحة بالبحر الأحمر جاء بإيعاز من الإدارة الأميركية.

وللتدليل على ذلك، قال إن ميرسك الدانماركية وهي ثاني أكبر شركة ملاحة بالعالم، تتجه إلى إعادة الملاحة مجددا إلى طريق البحر الأحمر على الرغم من استمرار الهجمات الحوثية، معتبرا أن أميركا تهدف إلى تدويل قضية البحر الأحمر، والخطوة كانت مصطنعة لتحقيق أهداف سياسية.

وأعلنت ميرسك في بيان مساء الأحد، عن قرب استئناف رحلاتها في المضيق بعد تعليقها الملاحة في 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، موضحة أنها تلقت تأكيدا أن التحالف بدأ نشاطه بالمنطقة اعتبارا من 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وأوضح أن إعلان تحالف حامي الازدهار يشي بتحقيق فائدة لإسرائيل التي تستورد أكثر من نصف استهلاكها من الأسواق الدولية، من خلال تحشيد تحالف دولي لحماية الملاحة.

وينتقل 90% من التجارة العالمية بحرا، منها 12% تمر عبر مضيق باب المندب، بينما أكثر من 10% من النفط المنقول بحرا يمر عبر البحر الأحمر، و8% من الغاز الطبيعي، بحسب الشوبكي.

وتابع الخبير الاقتصادي أنه في الأيام الأولى لأزمة البحر الأحمر قفزت أسعار الغاز الطبيعي المسال 15% قبل أن تقلص هذا الارتفاع إلى 8% في الأيام القليلة الماضية.

واعتبر الشوبكي أن مرور السفن المختصة في نقل الطاقة، عبر طريق رأس الرجاء الصالح جنوب دولة جنوب أفريقيا، يسبب أزمات في بعض الموانئ المستقبلة للطاقة، إلى جانب نقص السفن، وستضاف إلى اضطرابات سابقة في أوروبا ناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية.

مصر متضررة

وقال الشوبكي إن مصر ترى في مضيق باب المندب أهمية استراتيجية لها، والسبب أن المضيق هو البوابة الوحيدة لقناة السويس، وأية تأثيرات تطال المضيق، ستكون تداعياتها داخل مصر.
وتعد إيرادات قناة السويس، إحدى أبرز مداخيل النقد الأجنبي لمصر، والتي تتجاوز سنويا حاجز 9 مليارات دولار، وسط تعويل الحكومة على زيادة الملاحة عبر القناة مع التوسع في مشاريع تطوير الممر المائي المصري.

وختم الشوبكي، بالقول إن مصر متضرر رئيس مما يجري في جنوب البحر الأحمر.. لأن الهجمات دفعت أكثر من 100 سفينة إلى تغيير وجهاتها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، وبالتالي فإن إيرادات مالية فقدت، تضاف إلى الإيرادات المالية المعلقة، بسبب وقف شركات شحن رحلاتها.

وبلغت إيرادات قناة السويس 9.4 مليارات دولار خلال العام المالي 2022-2023 المنتهي في يونيو/حزيران الماضي، وهي الأعلى في تاريخ القناة، حيث بلغ عدد السفن التي مرت بالقناة خلال العام المالي الماضي 25837 سفينة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مضیق باب المندب البحر الأحمر أکثر من

إقرأ أيضاً:

بتأييد 12 عضوا وامتناع الجزائر.. مجلس الأمن يتبنى قرارا يطالب الحوثيين بوقف استهداف السفن

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

اعتمد مجلس الأمن الدولي،  يوم الخميس، قرارا يجدد مطالبته لجماعة الحوثي بوقف فوري لهجماتها على السفن في البحرين الأحمر والعربي.

وصدر القرار رقم 2739 بتأييد 12 عضوا، وامتناع 3 عن التصويت، بينهم الجزائر، وفق بيان نشرته الأمم المتحدة على موقعها الالكتروني.

وجدد القرار الذي قدمت مشروعه الولايات المتحدة واليابان، المطالبة بأن يطلق الحوثيون فورا سراح السفينة “غالاكسي ليدر” وطاقمها.

وشدد على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية، بما في ذلك النزاعات التي تسهم في التوتر الإقليمي والإخلال بالأمن البحري، من أجل ضمان الاستجابة بسرعة وكفاءة وفعالية.

وحث القرار على توخي الحذر وضبط النفس لتجنب المزيد من تصعيد الوضع في البحر الأحمر وعلى صعيد المنطقة ككل.

وشجع على تعزيز الدبلوماسية التي تبذلها جميع الأطراف لتحقيق هذه الغاية، بما في ذلك مواصلة تقديم الدعم للحوار وعملية السلام في اليمن تحت رعاية الأمم المتحدة.

وتعليقاً على القرار، قال عمار بن جامع الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، في كلمة، إن “تصويت بلاده على مشروع القرار الحالي يتوافق مع امتناعها عن التصويت على القرار السابق”، حسب البيان نفسه.

وقال: “الامتناع عن التصويت يعكس القلق بشأن تطبيق القرار 2722 وما نؤمن بأنه إساءة استخدام وإساءة تفسير للحق في الدفاع من خلال شن هجمات على أراضي دول ذات سيادة”.

وأكد السفير الجزائري على الضرورة القصوى لمعالجة الأسباب الجذرية للتوتر الراهن في البحر الأحمر والمنطقة بأسرها.

وشدد بن جامع: “لا يمكننا تجاهل العلاقة الواضحة بين الوضع المدمر في غزة وتصاعد الأعمال العدائية في البحر الأحمر، واليوم مجددا لا يمكننا التأكيد بما يكفي على الحاجة الملحة للوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في قطاع غزة”.

 

مقالات مشابهة

  • الجيش الأميركي: تدمير 7 مُسيّرات ومحطة تحكم حوثية تهدد الملاحة الدولية
  • الحوثيون يرفعون وتيرة الهجوم على السفن المتجهة للاحتلال.. 4 في يوم واحد ‏
  • سقوط صواريخ قرب سفينة بالبحر الأحمر ومجلس الأمن يطالب بوقف استهداف السفن
  • سقوط 5 صواريخ بالقرب من سفينة أثناء إبحارها قبالة ساحل الحديدة اليمني
  • هيئة بحرية بريطانية: سقوط 5 صواريخ بالقرب من سفينة أثناء إبحارها قبالة ساحل الحديدة اليمني
  • مجلس الأمن يتبنى قرارا يطالب الحوثيين بوقف استهداف السفن
  • بتأييد 12 عضوا وامتناع الجزائر.. مجلس الأمن يتبنى قرارا يطالب الحوثيين بوقف استهداف السفن
  • أنصار الله: استهدفنا موقع حيوي بميناء حيفا وسفينة SEAJOY في البحر الأحمر
  • هجوم حوثي يستهدف سفينة تجارية متوجهة إلى السعودية
  • مجلس الأمن يعتمد قرارا يطالب بوقف الحوثيين لجميع الهجمات على السفن