موقع 24:
2024-09-29@05:42:42 GMT

دور الدبلوماسية الثقافية في التمكين السياسي

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

دور الدبلوماسية الثقافية في التمكين السياسي

من المهام السياسية في المنظومة الدبلوماسية تمكين الثقافة بكل محاورها في إطار ترسيخ القوانين المساعدة والتشريعات السياسية الداعمة للتمكين الثقافي.

الدبلوماسية المتزنة هي تلك الدبلوماسية المثقفة القادرة على تحقيق المعادلة الصعبة

فالدبلوماسية بشكل عامٍّ تُشير إلى إدارة العلاقات الدولية بالتفاوض، وبالأساليب التي تسير على وتيرتها هذه العلاقات على يد السفراء والمبعوثين، وتتسم الدبلوماسية بالدقة والمرونة، والأخذ والعطاء؛ في سبيل تحقيق الهدف، والتأكد من استمرار العلاقات وعدم انقطاعها حتى لو كانت ضعيفة جدّاً.

كما تعتبر الدبلوماسية الأداة التنفيذية للسياسة الخارجية للدولة، فهي تتمحور حول ثلاثة أبعاد: (السياسي، الاقتصادي، الثقافي)؛ إذ إن البعد السياسي يتضمن كافة الأمور المرتبطة بديمومة الكيان السياسي للدولة، ونموه ضمن إطار علاقات الصراع والتعاون بين أطراف المجتمع الدولي، في حين أن البعد الاقتصادي يعنى بتطوير علاقات الأمم فيما بينها، لتصبح الاعتمادية المتبادلة لتلبية المتطلبات المعيشية شكلًا من أشكال النظام الدولي.

أما البعد الثقافي فيعبر عن شعور الشعوب والحكام بأن ثقافته ومبتكراتهم تعتبر من المنجزات الإنسانية الحضارية، وعاملًا من عوامل قوة الدولة المضافة، والتي تساعد في تقوية سياستها الخارجية، وتهدف من خلالها إلى الوصول إلى المكانة والمنزلة الدولية، وبالتالي فإن هذا الوصف يختلف عن مفهوم العلاقات الثقافية التي سبقت الدبلوماسية تاريخيًّا من حيث التطبيق، باعتبارها عملية تبادل ثقافي.

وتُصوَّر الدبلوماسية من وجهة نظر تقليدية على أنها لعبة يتم فيها تحديد أدوار ومسؤوليات الجهات الفاعلة في العلاقات الدولية بوضوح، وإن التناقضات السياسية تحدث عندما يكون هناك غبش في الرؤية الثقافية.

كما أن الدبلوماسية المتزنة هي تلك الدبلوماسية المثقفة القادرة على تحقيق المعادلة الصعبة، وانتشال الأوطان من ثقافة الفوضى والغوغاء، ومن أهم أدوار الثقافة أنها تقاوم التوترات والمعضلات السياسية؛ ولهذا لا ينبغي الاستهانة بقوة الثقافة والفكر، فالثقافة لها مؤشِّر يقيس مدى تحقُّق التمكين السياسي؛ من أجل النضوج السياسي وجعله أكثر حضورًا.

لذا فإنه لا بدَّ من إشراك المثقَّفين في صنع القرار السياسي، ولا بدَّ من تفعيل الثقافة في شعوبنا العربيَّة التي ترزح تحت وطأة الأميَّة، والصراعات السياسيَّة، والمتغيرات الدمويَّة، وجميعها أزمات مستفحلة من واقع ثقافي متردٍّ، فضلًا عن الإرهاب والتطرُّف والتعصُّب، وما يشابهها من الظواهر السلبيَّة للثقافة الهشة، كما أنه لا بدَّ من الاعتراف بالثقافة العربية من خلال صقل تجارب النخب المثقفة والاستفادة من قدرتها على التواصل السلمي مع العالم.

كما تمثل الدبلوماسية الثقافية وتفعيلها عاملًا مشجعاً لصفوة المجتمع من المتميزين، لخلق جيل واع من القيادة الإبداعية الثقافية والأدبية، التي تنهل من العلوم التاريخية والثقافية والسياسية الدبلوماسية، ولذا فالحاجة ماسة إلى تبنِّي هذه القدرات والمواهب، ومنحها متنفَّساً لطاقاتها الفذَّة، وترتيبها عبر قنوات سليمة لخلق بنية فكريَّة صحيحة.

وإن الكاتب الوطني المخلص لقضايا أمته هو مواطن استثنائي، وتقديره واحترامه هو جزء أصيل من قيم الوطن والمواطنة.

تحية لقادتنا المخلصين الذين جعلوا الفكر الواعي المستنير وسيلتهم في الارتقاء بأمتهم، وجعلها العلم والثقافة ذراع الوطن الطولى، ودرعها الواقي الذي يحمي الوطن من كيد الكائدين، ومن تشويه المغرضين لأدواره في محيطه الإقليمي كله.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات

إقرأ أيضاً:

تحليل: تعثر الدبلوماسية الأمريكية.. غير قادرة على ردع اسرائيل

27 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة: لا تزال الجهود الأمريكية الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة يصيبها الجمود بعد نحو عام من القتال، ويواصل الحوثيون مهاجمة ممرات الشحن في البحر الأحمر، والآن وعلى الرغم من الدبلوماسية المكثفة التي تقودها الولايات المتحدة، يتصاعد خطر تحول صراع إسرائيل وحزب الله في لبنان إلى حرب إقليمية شاملة.

مع اقتراب موعد انتهاء ولاية إدارته، يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن سلسلة من الأزمات في الشرق الأوسط من المرجح أن تستعصي على الحل قبل مغادرته منصبه في يناير كانون الثاني، ومن المؤكد تقريبا أنها ستلطخ إرثه في السياسة الخارجية، بحسب محللين ودبلوماسيين أجانب.

وعانى بايدن على مدار العام الماضي من أجل تحقيق التوازن بين دعم إسرائيل ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة وجماعة حزب الله في لبنان وبين محاولته احتواء الخسائر بين المدنيين ومنع اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط.

وواجه مرارا أوجه القصور في هذه الاستراتيجية، كان آخرها رفض إسرائيل يوم الخميس لمقترح تدعمه الولايات المتحدة بإعلان هدنة مدتها 21 يوما عبر الحدود اللبنانية بينما تواصل إسرائيل شن ضربات قتلت مئات اللبنانيين.

وقال جوناثان بانيكوف نائب ضابط المخابرات الوطنية السابق لشؤون المنطقة في الحكومة الأمريكية “ما نراه هو حدود قوة الولايات المتحدة ونفوذها في الشرق الأوسط”.

ولعل المثال الأكثر وضوحا على هذا الاتجاه هو إحجام بايدن عن ممارسة قدر كبير من نفوذ واشنطن، باعتبارها أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل والدرع الدبلوماسي لها في الأمم المتحدة، لإخضاع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإرادتها.

على مدى ما يقرب من عام، سعت الولايات المتحدة دون جدوى إلى التوسط في اتفاق بين إسرائيل وحماس لوقف القتال وتحرير الرهائن الذين احتجزهم المسلحون في هجومهم عبر الحدود على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول والذي أشعل فتيل أحدث حرب في غزة.

وتقول مصادر مطلعة على الأمر إنه لا يوجد أي تقدم وشيك.

ويسارع المسؤولون الأمريكيون إلى إلقاء اللوم في فشل المفاوضات على حماس، لكن بعضهم أشاروا أيضا إلى تغيير نتنياهو للمطالب.

خلال الزيارات التسع التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، وجد الدبلوماسي الأمريكي نفسه على خلاف عدة مرات مع كبار القادة الإسرائيليين.

في إحدى المناسبات في نوفمبر تشرين الثاني الماضي، حث بلينكن في مؤتمر صحفي إسرائيل على وقف هجومها العسكري في غزة للسماح بدخول المساعدات إلى الجيب الفلسطيني. وبعد لحظات، رفض نتنياهو الفكرة في بيان أذاعه التلفزيون وقال فيه إنه أوضح لبلينكن أن إسرائيل ستواصل عملياتها “بكل قوة”.

ولم يستجب البيت الأبيض حتى الآن لطلب التعليق على هذا التقرير.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • إيران تحذر في خطاب بمجلس الأمن من أي هجوم على مقراتها الدبلوماسية أو مبعوثيها
  • اليافعي يؤكد أهمية إسهام المؤسسات الثقافية في إنجاح الحملة التعبوية الثقافية
  • «التضامن» تبحث التعاون في برامج التمكين الاقتصادي مع منظمة العمل الدولية
  • دبلوماسيون: الدبلوماسية الثقافية جزء من التنمية وتُسهم في تعزيز التعايش
  • فيديو | مركز جامع الشيخ زايد الكبير يعزز مكانته على خريطة السياحة الثقافية
  • مركز جامع الشيخ زايد الكبير يعزز مكانته على خريطة السياحة الثقافية
  • مركز جامع الشيخ زايد الكبير بأبوظبي يعزز مكانته على خريطة السياحية الثقافية
  • نادي روتاري مطروح يختتم دورات تدريبية لأولياء الأمور حول التمكين النفسي للأطفال
  • تحليل: تعثر الدبلوماسية الأمريكية.. غير قادرة على ردع اسرائيل
  • مسارات إبداعية وتجارب تعزز قوة السياحة الثقافية في دبي