كيف أنذرت انقلابات أفريقيا بهجوم حماس؟
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
بعد سقوط منطقة الساحل في إفريقيا بسبب الانقلابات العسكرية من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر، كتبت كيه ريفا ليفينسون عن العوامل التي شجعت المسلحين هناك على التحرك، والاعتقاد أنه يمكنهم النجاة بفعلتهم.
الشرق الأوسط ليس إفريقيا. وغزة ليست النيجر. وداعش ليس حماس
وبعد ذلك بأسابيع، شنت حماس هجوماً على إسرائيل، ما أثار ردّاً عسكريّاً إسرائيليّاً أدى إلى مقتل الآلاف من المدنيين الفلسطينيين وأطلق العنان لموجة واسعة من معاداة السامية في أمريكا والديمقراطيات الغربية الأخرى.
وتقول ليفينسون، الرئيسة والمديرة التنفيذية لشركة كيه آر إل إنترناشيونال الاستشارية بواشنطن العاصمة والمختصة بالأسواق الناشئة في العالم، في مقالها بموقع "ذا ماسينجر" الأمريكي: "بوصفي دارسة لإفريقيا، وكأمريكية يهودية من الجيل الأول وصلت أمها وهي في السادسة إلى جزيرة إليس سنة 1934 كلاجئة من ألمانيا، شعرت بأنني ملزمة بتطبيق إطاري التحليلي على الحرب الدائرة في غزة على أمل رؤية ما غفل عنه الآخرون أو تجاهلوه أو قللوا من شأنه".
وأضافت: "أفعل ذلك مع إيماني بأن أعظم ما تصدّره أمريكا إلى العالم هو قيمها الديمقراطية. أكتب وكلّي ثقة بأن الإسرائيليين سيحاسبون قادتهم في نهاية المطاف على الإخفاقات التي أدت إلى هجمات 7 أكتوبر وكل ما حدث منذ ذلك الحين".
أسباب انهيار الديمقراطيات في إفريقيا
وفي تحليلها لانهيار الديمقراطيات الدستورية في إفريقيا، ذكرت عدة أسباب، بما في ذلك القيادة الفاشلة، والمؤسسات الضعيفة، ولجأت إلى بيانات الاستطلاعات المستقلة التي أظهرت انخفاضاً في دعم الديمقراطية لأول مرة منذ 25 سنة، وجموداً في الحوكمة، مما ترك القارة أقل أمناً وأماناً وديمقراطية.
In her latest, KRL CEO @RivaLevinson writes about the widespread human cost of the war between Israel and Gaza, the malign forces responsible, and the parallels with Africa.https://t.co/5ARkNtN4mH
— KRL International (@KRLintl) December 20, 2023
وقالت: "الشرق الأوسط ليس إفريقيا. وغزة ليست النيجر. وداعش ليس حماس، ومع ذلك فجميع الأطراف تتخذ قرارات بناءً على حسابات معقدة للطموح والتهديد والميزة التكتيكية ونقاط ضعف خصومهم والفرص السانحة ومطالب مموليهم، وها هو ما قادني إليه إطاري التحليلي الأفريقي".
ووفق أحدث تقرير للباروميتر العربي، مشروع قياس الرأي العام الأطول أمداً في المنطقة، كانت حماس قوة مستهلكة متجهة صوب هجومها الأخير.
فقد وجد استطلاع الباروميتر العربي، الذي أُجري ميدانياً قبل هجوم حماس بأسبوعين، أن 67% من المشاركين في الاستطلاع ليست لديهم ثقة كبيرة (أو ليست لديهم ثقة على الإطلاق) في حماس، وأن 70% يرون فساداً كبيراً في المؤسسات التي تقودها حماس والتي قال 75% منهم إنها مرتبطة ارتباطاً مباشراً بتدهور جودة حياتهم.
وفيما يتعلق بالحريات الأساسية، قال 60% من المشاركين في الاستطلاع إنهم لا يستطيعون التعبير عن آرائهم بحرية، و72% إنهم لا يستطيعون الاحتجاج سلمياً ضد الحكومة التي تقودها حماس، وعندما سئلوا عمّن يتحمل المسؤولية عن معاناتهم، عزت غالبيتهم السبب إلى فساد حماس أكثر منه إلى الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.
In the context of these comments by @SecBlinken my column @TheMessenger today on what drove Hamas and its conspirators to act on 10/7. Lessons from #Africa. @AvivaKlompas @EliLake @bariweiss @afrobarometer @Mo_IbrahimFdn https://t.co/bE67cK84Dp https://t.co/nGJ38GRmYD
— K. Riva Levinson (@RivaLevinson) December 20, 2023
تقول الكاتبة: "تكشف البيانات أن مواطني غزة كانوا يرون أن حماس فاسدة، وغير مهتمة برفاههم، وتحوّل الأموال إلى المقاتلين وإلى أتباعها والمتآمرين معها، وأن الشعب الفلسطيني كان يخشى المجاهرة برأيه، وكان قادة حماس يدركون أنهم فقدوا شرعيتهم الشعبية، وأن السكان المدنيين مستاؤون منهم، هذا إن لم يكونوا عدائيين تجاههم".
وفي هذا السياق، يمكننا أن نقدّر بشكل أفضل تصميم خطة حماس، إذ كانوا متأكدين من حدوث رد غير مسبوق من جيش الدفاع الإسرائيلي بعد هجمات أكتوبر (تشرين الأول).
وتقول الكاتبة: "كانت حماس تعرف أيضاً أن الفلسطينيين غير المقاتلين هم الذين سيتحملون وطأة الهجوم الإسرائيلي المضاد فيما يختبئ قادة حماس في شبكة أنفاقهم التي توفر لهم الحماية".
حرب إقليمية
وكما هو الحال في غرب إفريقيا، كان لحماس شركاؤها، ففي استعراض للمعلومات الاستخباراتية للعثور على "دليل دامغ" على التواطؤ، تم اسقاط ما هو بديهي: فهذه حرب إقليمية، وإيران هي التي أكدت بذلك.
وإيران هي الداعم المالي الأبرز لحركة حماس، بالإضافة إلى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، كما أنها تمول الحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، والشبكات الإرهابية في البحرين والعراق وسوريا.
وهذه الجماعات موجودة لغرض وحيد هو زعزعة استقرار الدول الوطنية.
إيران تخسى السلام
تقول الكاتبة: "تخشى إيران السلام إذ يشكل تهديداً مميتاً لإيران".
في أبريل (نيسان) 2023، أعلن النظام الإيراني تعهده باستخدام "كافة الأدوات العسكرية والسياسية" لإفساد العلاقات الناشئة بين تل أبيب والعواصم العربية.
ورأت الكاتبة أن "هجمات 7 أكتوبر كانت عملاً من أعمال الحفاظ على الوجود بالنسبة للنظام الإيراني وبالنسبة لوكيله حماس، التي تستمد سلطتها من كفاحها المعلن ذاتيّاً وليس من رضا الشعب الفلسطيني".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
وفاة الكاتبة الباكستانية بابسي سيدوا المعروفة برواياتها عن تقسيم الهند البريطانية
واشنطن "أ.ف.ب": توفيت عن 86 عاما في هيوستن بولاية تكساس في جنوب الولايات المتحدةالكاتبة الباكستانية بابسي سيدوا، وفق ما أفادت وكالة فرانس برس ابنة المؤلِّفة التي عُرفت برواياتها عن تقسيم الهند البريطانية. وُلِدَت بابسي سيدوا في 11 أغسطس 1938 لعائلة بارسية في كراتشي، ونشأت في لاهور، وهي مدينة تقع عند الحدود الهندية تدور فيها أحداث عدد من رواياتها. وكانت بابسي سيدوا أول باكستانية تكتسب شهرة بفضل مؤلفاتها المكتوبة بالإنكليزية، ممهدّة بذلك الطريق لجيل معاصر من الكتّاب الباكستانيين باللغة الإنكليزية، من أبرزهم كاملة شمسي ومحمد حنيف. وتُعَدّ "كراكينغ إنديا" Cracking India، التي كان عنوانها الأصلي "آيس كاندي مان" Ice Candy Man لدى صدورها عام 1988، روايتها الأكثر شهرة، وهي مستوحاة من ذكريات طفولتها، وتتمحور على قصة فتاة بارسية تعاني شلل الأطفال كما كانت بابسي سيدوا نفسها، خلال مرحلة تقسيم الهند البريطانية عام 1947 بين الهند وباكستان، والنزاعات الطائفية التي أعقبت ذلك. وأدرجت محطة "بي بي سي" البريطانية هذا الكتاب في قائمتها عام 2019 للروايات المئة الأكثر إلهاما. واقتُبِس من رواية "كراكينغ إنديا" لاحقا فيلم سينمائي عام 1998، من بطولة النجمين البوليووديين عامر خان ونانديتا داس. وهاجرت بابسي سيدوا أيضا إلى الولايات المتحدة، حيث زاولت التدريس في مؤسسات عدة للتعليم العالي من بينها جامعتا كولومبيا وهيوستن. وحصلت مؤلفات سيدوا على عدد من الجوائز، ومنها وسام "ستارة امتياز"، وهو ثالث أعلى وسام مدني في دولة باكستان، وجائزة "مونديلو" للكتاب الأجانب عام 2007. وأدى تقسيم شبه القارة الهندية في نهاية الإمبراطورية البريطانية إلى ولادة باكستان والهند في 14 و15 أغسطس 1947.