«شهداء الصحافة» فى غزة.. الاحتلال يغتال الحقيقة
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
في فلسطين لا فرق بين صحفي يوثق صورًا ومشاهد لجرائم محتل غاشم ضد مدنيين أبرياء عزل ولادكتور ومسعف ولا دفاع مدني، ولا بين رجل ولا امرأة ولا طفل فالكل يحارب فى جبهته بأقل الإمكانات وفى ظل عدم تكافؤ، فالهدف التخلص من الفلسطيني بأي شكل من الأشكال.
والصحفيون يواجهون خطر الموت في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل لقطاع غزة فضلًا عن الصعوبات في الاتصالات والقلق على أسرهم، ونقص المستلزمات الأساسية للبقاء من غذاء وماء، وتم استهداف العديد من الصحفيين وأسرهم، فتجد دائمًا بالصفوف الأولى في الميدان، فبدلا من أن يبحث الصحفي عن الخبر أصبح هو الخبر.
واستمعت «البوابة» لحكايات معاناة الصحفيين الفلسطينيين ومدى صعوبة العمل الصحفى داخل قطاع غزة، منذ بدء عملية «طوفان الأقصى» وحتى الآن.
القوات الإسرائيلية تتعمد استهدافنا ولاتريد غير صوت إعلامها فى الحرب.. ومصطفى جعرور: القتل والتخويف لمنعنا من التغطية الإعلامية للمجازر الدموية فى فلسطين
المصور مصطفى جعرورطمس الحقيقةقال المصور الصحفى مصطفى جعرور مراسل شبكة العين الإخبارية، إن استهداف فريق الجزيرة كان آخر حدث حول استشهاد الصحفيين ، حيث تم استهداف الشهيد سامر أبو دقة ووائل الدحدوح وفريق الدفاع المدني وكانا برفقتهما سيارة إسعاف وكان لديها تنسيق للبحث عن المصابين والشهداء في مناطق شرق خان يونس عقب انسحاب آليات جيش الاحتلال من المنطقة، وكانا يصوران حالة الدمار الكبيرة التي خلفها القصف الإسرائيلي، وتمكنت عدستهما من الوصول إلى مناطق لم تصلها أي عدسة كاميرا من قبل، وحتى الطوارئ والإسعاف لم يصلوا إليها.
وتابع بعد انتهائهما من التصوير عاد أبو دقة والفريق الذي معه سيرا على الأقدام، لوعورة المنطقة التي لا يمكن للسيارات أن تسلكها، حتى قذفتهم طائرات مسيرة بصاروخ مباشر، وتناثرت معداتهم وأصيبوا بشظايا، واستطاع أبو دقة التحرك لمكان آخر بعد إصابته الأولى، ولكن تم استهدافهم بالصواريخ مرة ثانية وبقي سامر ينزف ملقى على الأرض، ولم تستطع سيارات الإسعاف الوصول إليه، وتمكن الدحدوح من السير مصابا لمسافة ٣٠٠متر .
وأوضح، أن الفريق ظل عالقا حتى تمكن مكتب الجزيرة من التحدث إلي قوات الاحتلال للسماح لسيارات الإسعاف وفريق الدفاع المدني من الوصول إلي المصابين والشهداء وهم سامر أبودقة وعدد من المدنيين و٢ من رجال الدفاع المدني منهم صديق عمري المصور الصحفي رامي بدير الذي كان يعمل مع الدفاع المدني مسئول الإعلام.
وقال: "إن جيش الاحتلال استهدف بشكل متعمد طاقم قناة الجزيرة للمرة الرابعة على التوالي في جريمة مكتملة الأركان ومخالفة للقانون الدولي فالاحتلال لايفرق بين الحجر ولا الشجر ولاطبيب ولاصحفي ولامسعف ولاطفل ولا امرأة الاحتلال يستهدف الجميع ".
وأضاف في تسجيل صوتي لـ"البوابة"، أن استهداف طاقم الجزيرة يأتي في إطار "ترهيب وتخويف الصحفيين"، ولكن محاولة فاشلة لطمس الحقيقة ومنعنا من التغطية الإعلامية والدليل علي ذلك رجوع الدحدوح للعمل ونحن أيضا مستمرون في التغطية وما زلنا علي العهد حتي آخر لحظه أم الانتصار أو أن نكون من قوافل الشهداء فنحن ٢مليون و٤٠٠ألف سقط منا ٢٠ ألفا، والباقي في عدد الانتظار، لقد تعودنا علي جرائم وهمجية وعدوان الاحتلال بشكل يومي"، مؤكدا أن جيش الاحتلال قتل خلال الحرب على غزة ٩٧ صحفيا واعتقل ٨ آخرين وأصاب العديد منهم.
وأشار إلى واقعة استشهاد الزملاء الثلاثة الذين استشهدوا بعدما تم خداعهم ومن ثم استهدافهم بشكل متعمد، بعد أن أخلى برج حجى غربى غزة بعد تنبيه من الاحتلال بقصفه، ثم ابتعدوا متجهين إلى برج الغفرى على بُعد نحو ٤٠٠ أو ٥٠٠ متر، وكانت المفاجأة قنص الاحتلال الزملاء الثلاثة عند عمارة بابل فى منتصف الطريق الواصل بين البرجين، أى الذى يبعد بعد نحو ٣٠٠ متر من البرج المقرر قصفه، بينما كانوا يهرعون فى محاولة لتنبيه الناس للابتعاد عن المكان ومساعدتهم فى الخروج حتى لا يطالهم القصف، لنتفاجأ جميعا دون سابق إنذار بأن الاحتلال أقدم على قصفهم بصاروخ دمر ٣ عمارات متلاصقة، وخلف أضرارا متفاوتة بها وتحول زميلانا محمد صبح وسعيد الطويل إلي أشلاء وهما ممسكان بكاميراتهما و كانا يحاولان توثيق القصف أو حالة الهلع فى صفوف المدنيين العزل بينما تفصلهما لحظات عنه، فالاحتلال يتعمد قصف الصحفيين باستمرار لطمس الحقيقة ولترهيبنا، لكن التغطية ستظل مستمرة حتى الموت.
سلاح الكاميراأكد الصحفي محمد البرعى، بالتليفزيون الفسلطيني، انه لافرق بين صحفي ومجاهد يحمل السلاح دفاعا عن أرضه المغتصبة، فالصحفيون سلاحهم "الكاميرا والقلم" لفضح العدوان الغاشم علي قطاع غزة فاستهداف الصحفيين أصبح مباشرة سواء للصحفيين أو أسرهم وهذا ماحدث لأسرة الزميل وائل الدحدوح فتم استهداف أسرته أولا ثم هو، وماحدث مع الشهيد سامر أبودقة مراسل بيبي سي وأيضا مع سعيد الطويل وغيرهم كثير من الصحفيين.
وأضاف البرعي في حديثه لـ"البوابة"، أنه لايوجد مكان آمن ولا احترام لإشارة الصحفيين ولا الدرع والفسفور والخوذة التى توضح أنه صحفى، فسترة الصحفي أصبحت لاتحمي كما يحدث في كل دول العالم وإنما أصبحت في غزة للتدفئة، فالاحتلال استهدف في أول أيام العدوان القطاع وكل المباني الخاصة بالوكالات والصحف الإعلامية، ثم أصبح الاستهداف للصحفيين والكاميرات وسائل النقل الخاصة بالصحفيين. وأوضح البرعى، أن الصحفيين يحاولون تغطية الأحداث فى ظل الحصار ويبذلون أقصى جهد مشيرا إلى أن كل المراسلين يعملون بحرفية شديدة رغم القصف والظروف الصعبة والتنقل، وسط محاولاتهم لحماية عائلتهم أيضا فلم نهب رصاصات العدو، وعلى الرغم من ذلك نتمسك بالتغطية لكن أصبح الوضع سيئا للغاية بسبب الإنترنت فنجد صعوبة كبيرة فى إرسال الأخبار ولايوجد كهرباء ولايوجد وسائل موصلات.
وأكد، أننا كصحفيين نحاول الوصول للعالم بالحقيقة فصور أطفالنا وهى تقتل ممنوعة من الوصول إليكم، نحاول بكل ما أوتينا من قوة أن نتواجد على شاشاتكم، لكن الرواية الوحيدة المسموحة للنشر هى رواية المحتل، فمنصات التواصل الاجتماعى تقيّد حساباتنا وتمنع كل محتوى حقيقى من الانتشار، لأن الاحتلال الإسرائيلي لا يفرق بين أحد بأي شكل من الأشكال.
الصحفي إيهاب الحلوالقصف متواصلوقال إيهاب جهاد الحلو، صحفي من غزة: "إني كصحفي أعاني من انعدام التغطية الصحفية من غزة وشمالها حتى جنوبها بسبب القصف الإسرائيلي برا وبحرا وجوا وصعوبة التنقل وانقطاع الإنترنت والاتصال، وهذا يؤدي إلى صعوبة معرفتنا بجرائم الاحتلال بحق المدنيين العزل وذلك يجعلنا نمر بأوقات صعبة جدا في وقت ارتكاب الاحتلال إبادة جماعية كاملة ومجازر لا تعد ولا تحصى و مجاعة ونقص في الغذاء والدواء والكساء، بالإضافة إلي غياب وخروج كامل للخدمات الطبية عن الخدمة، أن إسكات الصوت القادم من غزة وشمالها والآن جنوبها وخاصة في مدينة خان يونس هو هدف بحد ذاته لأنها ليست مصادفة".
وأضاف الحلو في تصريحات لـ"البوابة"، أن استهداف الصحفيين وأسرهم ومنازلهم لحجب ولمنع نقل الحقيقة والمجازر البشعة التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين العزل ولتسويق أكاذيبهم ورواياتهم الكاذبة، وطمس جرائم الاحتلال التي يرتكبها ضد المدنيين العزل بشكل غير مسبوق وبقصد وصل لحد شطب عائلات وأحياء بأكملها ضمن سياسة الأرض المحروقة وفرض الحصار الكامل على شعبنا، الاحتلال يرتكب جريمة حرب متكاملة ومركبة ضد الأجنة والرضع والأطفال والنساء والأطباء والصحفيين والإعلاميين وكل ما يتحرك هنا، مشيرا، إلي أن الاحتلال الإسرائيلي يعلم تماما تأثير الصورة لذلك يحرص على أن تكون مجازرهم خارج التغطية الصحفية".
استهداف متعمدوقال محمود الهمص، مصور وكالة الأنباء الفرنسية، أن ٩٧صحفيا فلسطينيا فقدوا حياتهم في هذه التغطية منذ السابع من أكتوبر سواء مع عائلاتهم أو في ميدان التغطية، بسبب الانتهاكات وكثافة النيران الإسرائيلية واستهدف كل من يسكن قطاع غزة سواء صحفيين علي رأس عملهم أو حتي صحفيين مع عائلاتهم فالكثير من زملائنا استشهدوا مع عائلاتهم بالكامل، وكانت شاهد عيان علي استهداف الصحفي سعيد الطويل وهشام فقط تم استهدافه في المبني الخاص بالوكاله ونحن أيضا استهدف أقاربنا الاستهداف يطول الجميع.
وأضاف الهمص في تسجيل صوتي لـ"البوابة"، أن استهداف الصحفيين واضح ومتعمد وآخر استهداف كان للزميل والصديق وائل الدحدوح والمعروف بيننا بـ "أبوحمزة" وسامر أبودقة الذي كان معي قبل ذهابه مع فريق قناة الجزيرة والدفاع المدني إلي منطقة خان يونس حينما استهدفتهم طيارة استطلاع الاحتلال قائلا: "ونحن نعرف أن طيران الاستطلاع دقيق جدا يعرف الهدف ويعرف إلي أين يواجه الهدف لذلك لامجال للشك أنه استهداف متعمد، لأن الجيش الإسرائيلي يعرف كل من يتحرك علي الأرض وخاصة الصحفيين لأنهم يلبسون زيا ودرعا مميزا ويركبون عربيات تحمل إشارات الصحافة ولكنها لم تحميهم".
وتابع: "نحن نقاتل من أجل استمرار التغطية وإيصال صوت وصورة فلسطين للعالم لكي يري العالم لكل مايحدث في قطاع غزة، نحن كصحفيين هجرونا من مدينة غزة إلي خان يونس كبقاء سكان قطاع غزة وما زلنا في التغطية، وبينما يعاني الجميع في غزة نقص الوقود والغذاء والماء، فإن الصحفيين في حاجة ماسة إلى الكهرباء لشحن الهواتف والكاميرات وأجهزة الكمبيوتر، وهم يعانون انقطاع الكهرباء المستمر والانقطاع المتكرر للاتصالات، وقد دمرت المكاتب والسيارات الخاصة بهم والمعدات وتنقل من مكان إلي مكان لنبحث عن وسائل لاستمرار التغطية واضطررنا إلى اللجوء إلى أساليب مبتكرة لمواصلة العمل، مثل الصعود إلى أسطح المنازل لالتقاط إشارة لإرسال المواد المصورة، وصعوبة التحرك أيضا بالسيارة لنفاد الوقود كل هذه معوقات ولكن ما زلنا مستمرين في التغطية إلي جانب هموم العائلة في تأمن أبنائنا وتوفير الطعام لهم في ظل النقص الشديد للطعام وعدم وجود مكان للنوم وكثافة النازحين".
بيان المكتب الإعلامى فى غزة
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الثلاثاء الماضي، ارتفاع عدد الشهداء من الصحفيين إلى ٩٧ "منذ بدء الحرب الوحشية" على القطاع في ٧ أكتوبر الماضي.
وأفاد المكتب في بيان بارتفاع حصيلة الشهداء عقب استشهاد الصحفي عادل زعرب جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلته بمحافظة رفح جنوب قطاع غزة.
وكان المكتب الإعلامي في غزة اتهم في وقت سابق الاحتلال بتعمد قتل الصحفيين بهدف تغييب الرواية الفلسطينية ومحاولة طمس الحقيقة وعرقلة إيصال الأخبار والمعلومات إلى الرأي العام الإقليمي والعالمي.
ومن بين الشهداء: “محمد الحسني - سائد حلبي - جمال الفقعاوي - أحمد أبو مهادي - ياسر أبو ناموس - سلمى مخيمر - دعاء شرف - سلام ميمة - ماجد كشكو - ماد الوحيدي - حذيفة النجار - نظمي النديم - مجد عرندس - اياد مطر - محمد البياري - محمد أبو حطب - زاهر الأفغاني - مصطفى النقيب - هيثم حرارة - محمد الجاجة - يحيى أبو منيع - محمد أبو حصيرة - محمود مطر - أحمد القرا - موسى البرش - أحمد فطيمة - يعقوب البرش - عمرو أبو حية - مصطفى الصواف - عبد الحليم عوض - ساري منصور - حسونة إسليم - بلال جاد الله - علاء النمر - يات خضورة - محمد الزق - عاصم البرش - محمد عياش - مصطفى بكير - أمل زهد - مصعب عاشور - نادر النزلي - جمال هنية - عبد الله درويش - منتصر الصواف - مروان الصواف - أدهم حسونة - محمد فرج الله - حذيفة لولو - حسان فرج الله - شيماء الجزار - محمود سالم - عبد الحميد القريناوي - حمادة اليازجي - حسام عمار - عُلا عطا الله - دعاء الجبور - نرمين قواس - محمد أبو سمرة - عبد الكريم عودة - أحمد أبو عبسة - حنان عيّاد - سامر أبو دقة - رامي بدير - عاصم كمال موسى”.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غزة فلسطين الصحفيين المدنیین العزل استهداف الصحفی الدفاع المدنی تم استهداف سامر أبو خان یونس أبو دقة فی غزة
إقرأ أيضاً:
في كفردونين.. استهداف الهيئة الصحية وسقوط شهداء وجرحى
صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، بيان أعلن أن العدو الإسرائيلي واصل خرق القوانين الدولية والأعراف الانسانية وشنّ غارة استهدفت نقطة تموضع لجمعية الهيئة الصحية الإسلامية - الدفاع المدني في بلدة كفردونين، ما أدّى إلى استشهاد مسعف وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.