عربي21:
2024-12-25@20:50:05 GMT

لم يعد بالإمكان التزام الصمت.. التاريخ لا يرحم

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

طوال 80 يوما من التقتيل والتدمير لم تصدر عن أي دولة عربية أو إسلامية رسالة ذات مغزى حتى في الحدود الدنيا للتخفيف من وطأة الإبادة، فالولايات المتحدة وحلفاؤها لا زال لهم القول الفصل في استمرار أبشع إبادة جماعية ترتكب على رؤوس الأشهاد .

لا أعني هنا من حسمت خيانتهم وتآمرهم على غزة بما تمثله من قلعة أخيرة لتطلعات الشعوب العربية والإسلامية فحسابهم على الأيام فهي دول وسنرى، إنما أخاطب أولئك الذين نحسب أن لهم مواقف صادقة منذ بداية حرب الإبادة، إذ أصدروا الإدانات وسعوا في المحافل الدولية من أجل وقف إطلاق النار لكن دون أي نتيجة تذكر، فالمساعي الناعمة في الأمم المتحدة فشلت حتى اللحظة بوقف العدوان على الرغم من خطورة الموقف الذي عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة عندما فعل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة معتبرا أن ما تقوم به إسرائيل بحق السكان المدنيين في قطاع غزة يهدد السلم والأمن الدوليين.



السؤال المطروح ومن أجل تعظيم الضغط على إسرائيل وحلفائها هو: لماذا لم تقدم أي من هذه الدول على اتهام  إسرائيل بجريمة الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية؟ هل يكمن السبب في الخوف من أمريكا، أم في عدم فهم بنود معاهدة منع جريمة الإبادة الجماعية والعقاب عليها لعام 1948؟ أم أننا نحن الذين لا نفهم دهاليز السياسة وما يجري خلف الأبواب المغلقة!

لا يستطيع أي زعيم عربي أو إسلامي مع استمرار المذبحة بأبشع صورها أن يدعي أنه اتخذ موقفا مشرفا مما يحدث، فالواقع يؤكد أن قطاع غزة ترك وحيدا في مواجهة آلة عسكرية متوحشة، وكل المواقف التي اتخذت في كل المحافل كانت استعراضية افتقرت إلى الآليات لتنفيذها.وحتى يكون الجميع  على بينة من الأمر انظروا إلى ما تنص عليه المــادة الثانية في هذه الاتفاقية، إذ تعني الإبادة الجماعية أيا من الأفعال التالية، المرتكبة  بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عرقيه أو دينية، بصفتها هذه:

( أ ) قتل أعضاء من الجماعة.
(ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة.
( ج) إخضاع الجماعة، عمدا، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا.

أعطوني هنا أي فعل ورد في هذه المادة لم تقم به إسرائيل؟ بل إن هناك العديد من الجرائم التي ترتكبها وتدخل في مفهوم الإبادة الجماعية لم يخطر ببال من وضع هذه الاتفاقية أنها سترتكب مثل منع الأكل والشرب نهائيا وتلويث المياه واستهداف الأطفال واستهداف المشافي واستهداف الطواقم الطبية والإغاثة والدفاع المدني والقائمة تطول.

لا يستطيع أي زعيم عربي أو إسلامي مع استمرار المذبحة بأبشع صورها أن يدعي أنه اتخذ موقفا مشرفا مما يحدث، فالواقع يؤكد أن قطاع غزة ترك وحيدا في مواجهة آلة عسكرية متوحشة، وكل المواقف التي اتخذت في كل المحافل كانت استعراضية افتقرت إلى الآليات لتنفيذها.

صحيح أن المشاركين في جريمة الإبادة الجماعية كثر، وهؤلاء المشاركون لهم علاقات مع الأنظمة والدول التي تندد صباح مساء بالإبادة لكن دون أي نتيجة تذكر،  لذلك لا بد من اتخاذ مواقف يذكرها التاريخ من بينها الادعاء على إسرائيل وشركائها في هذه الجريمة وفق منطوق المادة الثالثة من المعاهدة والتي تنص على:

يعاقب على الأفعال التالية:
( أ ) الإبادة الجماعية.
(ب) التآمر على ارتكاب الإبادة الجماعية.
( ج) التحريض المباشر والعلني على ارتكاب الإبادة الجماعية.
( د) محاولة ارتكاب الإبادة الجماعية.
(هـ) الاشتراك في الإبادة الجماعية.

لا يوجد ما يبرر الخوف من الإقدام على مثل هذه الخطوة المتواضعة، كما ذكرنا أولئك الذي اصطفوا مع الاحتلال من أنظمة عربية تعرفونها حجزوا مكانهم في مزابل التاريخ وستلعنهم الشعوب جيلا بعد جيل كما لعنت أسلافهم، وكذلك التاريخ لن يرحم كل أولئك الذين وقفوا متفرجين ولم يفعلوا شيئا سوى الشجب والتنديد والتعبير عن القلق في حين أنهم يستطيعون فعل الكثير لوقف المذبحة.

غزة أيها السادة تنزف دما لأنها أغضبت قوة غاشمة لا ترحم، وأنتم إذا ما أغضبتهم من أغضبتهم غزة فما هو شكل نزيفكم؟ هل هو حصار اقتصادي، أم عقوبات، أم قطع للعلاقات، أم تراجع في سعر العملة المحلية؟ فليكن، هذه ألعاب قذرة تستطيعون التعامل معها فلديكم الكثير من الأوراق، المهم أن تنتصروا لإنسانيتكم  وتقولوا لا لأمريكا فقد آن الأوان لاتخاذ بعض الخطوات التي قد تفضي لوقف أبشع مذبحة عرفها التاريخ المعاصر فلم يعد بالإمكان التزام الصمت فالتاريخ لا يرحم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة العدوان الاحتلال احتلال فلسطين غزة عدوان رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإبادة الجماعیة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة

زعمت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأربعاء 25 ديسمبر 2024، بأن "حركة حماس ترفض تقديم قائمة المحتجزين الأحياء والأموات الذين سيفرج عنهم في المرحلة الأولى، وسيتم تبادلهم مع أسرى فلسطينيين، في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار والافراج عن المحتجزين".

وأضافت الهيئة نقلاً عن مصادر، أن الحركة تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف المحادثات وعادت لتطالب بإنهاء الحرب.

إقرأ أيضاً: الإعلام العبري: مفاوضات غزة لم تنهار وتفاهمات بشأن فيلادلفيا ونتساريم

وفي وقت سابق، أفادت وكالة الأنباء الفرنسية، نقلًا عن قيادي في حركة حماس، بأن اتفاق وقف إطلاق النار سيقضي بوقف الحرب تدريجيًا والانسحاب الإسرائيلي من غزة.

وأضاف القيادي بحركة حماس، أن اتفاق وقف إطلاق النار سينتهي بصفقة جادة لتبادل الأسرى والمحتجزين ووقف دائم للحرب، ومن الممكن أن يرى اتفاق وقف إطلاق النار النور قبل نهاية العام الجاري، إذا لم يعطله رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو .

وأشار إلى أن هناك بعض النقاط العالقة في مفاوضات وقف إطلاق النار لكنها لا تعطل التوصل لاتفاق، مضيفًا أنه تم الاتفاق على معظم النقاط المتعلقة بقضايا وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.

وأكدت قناة كان العبرية نقلاً عن مصادر مطلعة على مفاوضات صفقة الأسرى، أن المفاوضات لم تنهار، وأن عودة الوفد الإسرائيلي كانت بهدف اتخاذ قرارات في إسرائيل بشأن كيفية المضي قدمًا في المفاوضات.

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكد، مساء أمس، عن عودة فريق المفاوضات الإسرائيلي الذي يضم مسؤولين رفيعي المستوى من الأجهزة الأمنية إلى تل أبيب، وذلك بعد أسبوع من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، المكثفة في قطر.

وقال مكتب نتنياهو، في بيان صحفي، إن الوفد الذي يضم مسؤولين من جهاز الموساد والأمن العام (الشاباك) والجيش الإسرائيلي، يعود لـ"إجراء مشاورات داخلية في إسرائيل بشأن استكمال المفاوضات لإعادة الأسرى" المحتجزين في قطاع غزة.

وأشار مكتب نتنياهو إلى "أسبوع مهم من المفاوضات" في قطر، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • رئيس مهرجان السينما الفرنكوفونية : استقبال طلبات التقدم لمسابقة "أفضل سيناريو" لإنتاج فيلم حول حرب الإبادة الجماعية حتى ٣١ يناير
  • إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة
  • التجمع المسيحي بالأراضي المقدسة: المسيحيون في قلب معركة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي
  • منع دخول المساعدات.. سلاح إسرائيل لمواصلة الإبادة الجماعية في غزة
  • باحث: نتنياهو يستغل المفاوضات لتمرير الإبادة الجماعية في غزة
  • بالصور.. شمال غزة يسطّر فصلًا جديدًا من البطولة في مواجهة الإبادة الجماعية
  • سيناتور أمريكي: الكونغرس الحالي هو «الأسوأ في التاريخ»
  • لمحاكمتها بتهم الإبادة الجماعية..بنغلاديش تطالب الهند بتسليم الشيخة حسينة
  • قيادي بـ«فتح» عن الإبادة الجماعية في غزة: إلى متى سيظل العالم صامتًا؟
  • سيناتور أمريكي يصف الكونغرس الحالي بأنه الأسوأ في التاريخ