لم يعد بالإمكان التزام الصمت.. التاريخ لا يرحم
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
طوال 80 يوما من التقتيل والتدمير لم تصدر عن أي دولة عربية أو إسلامية رسالة ذات مغزى حتى في الحدود الدنيا للتخفيف من وطأة الإبادة، فالولايات المتحدة وحلفاؤها لا زال لهم القول الفصل في استمرار أبشع إبادة جماعية ترتكب على رؤوس الأشهاد .
لا أعني هنا من حسمت خيانتهم وتآمرهم على غزة بما تمثله من قلعة أخيرة لتطلعات الشعوب العربية والإسلامية فحسابهم على الأيام فهي دول وسنرى، إنما أخاطب أولئك الذين نحسب أن لهم مواقف صادقة منذ بداية حرب الإبادة، إذ أصدروا الإدانات وسعوا في المحافل الدولية من أجل وقف إطلاق النار لكن دون أي نتيجة تذكر، فالمساعي الناعمة في الأمم المتحدة فشلت حتى اللحظة بوقف العدوان على الرغم من خطورة الموقف الذي عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة عندما فعل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة معتبرا أن ما تقوم به إسرائيل بحق السكان المدنيين في قطاع غزة يهدد السلم والأمن الدوليين.
السؤال المطروح ومن أجل تعظيم الضغط على إسرائيل وحلفائها هو: لماذا لم تقدم أي من هذه الدول على اتهام إسرائيل بجريمة الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية؟ هل يكمن السبب في الخوف من أمريكا، أم في عدم فهم بنود معاهدة منع جريمة الإبادة الجماعية والعقاب عليها لعام 1948؟ أم أننا نحن الذين لا نفهم دهاليز السياسة وما يجري خلف الأبواب المغلقة!
لا يستطيع أي زعيم عربي أو إسلامي مع استمرار المذبحة بأبشع صورها أن يدعي أنه اتخذ موقفا مشرفا مما يحدث، فالواقع يؤكد أن قطاع غزة ترك وحيدا في مواجهة آلة عسكرية متوحشة، وكل المواقف التي اتخذت في كل المحافل كانت استعراضية افتقرت إلى الآليات لتنفيذها.وحتى يكون الجميع على بينة من الأمر انظروا إلى ما تنص عليه المــادة الثانية في هذه الاتفاقية، إذ تعني الإبادة الجماعية أيا من الأفعال التالية، المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عرقيه أو دينية، بصفتها هذه:
( أ ) قتل أعضاء من الجماعة.
(ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة.
( ج) إخضاع الجماعة، عمدا، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا.
أعطوني هنا أي فعل ورد في هذه المادة لم تقم به إسرائيل؟ بل إن هناك العديد من الجرائم التي ترتكبها وتدخل في مفهوم الإبادة الجماعية لم يخطر ببال من وضع هذه الاتفاقية أنها سترتكب مثل منع الأكل والشرب نهائيا وتلويث المياه واستهداف الأطفال واستهداف المشافي واستهداف الطواقم الطبية والإغاثة والدفاع المدني والقائمة تطول.
لا يستطيع أي زعيم عربي أو إسلامي مع استمرار المذبحة بأبشع صورها أن يدعي أنه اتخذ موقفا مشرفا مما يحدث، فالواقع يؤكد أن قطاع غزة ترك وحيدا في مواجهة آلة عسكرية متوحشة، وكل المواقف التي اتخذت في كل المحافل كانت استعراضية افتقرت إلى الآليات لتنفيذها.
صحيح أن المشاركين في جريمة الإبادة الجماعية كثر، وهؤلاء المشاركون لهم علاقات مع الأنظمة والدول التي تندد صباح مساء بالإبادة لكن دون أي نتيجة تذكر، لذلك لا بد من اتخاذ مواقف يذكرها التاريخ من بينها الادعاء على إسرائيل وشركائها في هذه الجريمة وفق منطوق المادة الثالثة من المعاهدة والتي تنص على:
يعاقب على الأفعال التالية:
( أ ) الإبادة الجماعية.
(ب) التآمر على ارتكاب الإبادة الجماعية.
( ج) التحريض المباشر والعلني على ارتكاب الإبادة الجماعية.
( د) محاولة ارتكاب الإبادة الجماعية.
(هـ) الاشتراك في الإبادة الجماعية.
لا يوجد ما يبرر الخوف من الإقدام على مثل هذه الخطوة المتواضعة، كما ذكرنا أولئك الذي اصطفوا مع الاحتلال من أنظمة عربية تعرفونها حجزوا مكانهم في مزابل التاريخ وستلعنهم الشعوب جيلا بعد جيل كما لعنت أسلافهم، وكذلك التاريخ لن يرحم كل أولئك الذين وقفوا متفرجين ولم يفعلوا شيئا سوى الشجب والتنديد والتعبير عن القلق في حين أنهم يستطيعون فعل الكثير لوقف المذبحة.
غزة أيها السادة تنزف دما لأنها أغضبت قوة غاشمة لا ترحم، وأنتم إذا ما أغضبتهم من أغضبتهم غزة فما هو شكل نزيفكم؟ هل هو حصار اقتصادي، أم عقوبات، أم قطع للعلاقات، أم تراجع في سعر العملة المحلية؟ فليكن، هذه ألعاب قذرة تستطيعون التعامل معها فلديكم الكثير من الأوراق، المهم أن تنتصروا لإنسانيتكم وتقولوا لا لأمريكا فقد آن الأوان لاتخاذ بعض الخطوات التي قد تفضي لوقف أبشع مذبحة عرفها التاريخ المعاصر فلم يعد بالإمكان التزام الصمت فالتاريخ لا يرحم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة العدوان الاحتلال احتلال فلسطين غزة عدوان رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإبادة الجماعیة
إقرأ أيضاً:
الحسيني يكشف عن الدولة التي اغتالت حسن نصر الله| ويؤكد: ليست إسرائيل
الباحث الشيعي محمد علي الحسيني (مواقع)
في تصريحات مفاجئة وغير متوقعة، كشف محمد علي الحسيني، الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي، عن حقيقة مثيرة تكشف لأول مرة بشأن اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله.
ففي لقاء تلفزيوني مع الإعلامي عبدالله المديفر، خلال برنامج "الليوان"، رد الحسيني على سؤال المديفر حول من قتل نصر الله بشكل صادم، قائلاً: "من قتل حسن نصر الله هو الجيش الأمريكي، وليس الجيش الإسرائيلي."
اقرأ أيضاً صنعاء تكشف عن خيارها الوحيد لإسقاط القرار الأمريكي الأخير 4 مارس، 2025 هل الأرز أفضل من الخبز؟: مختص يكشف الحقيقة الصحية التي ستغير نظامك الغذائي 4 مارس، 2025الحسيني، الذي لم يتردد في الإشارة إلى الجيش الأمريكي باعتباره المسؤول عن الاغتيال، شدد على أنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا التصريح.
الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات حول طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة وحزب الله في تلك الفترة، ويزيد من الغموض المحيط بمقتل نصر الله الذي لطالما ارتبط اسمه بإسرائيل في الأذهان كالدولة المسؤولة عن اغتياله.
غموض حول المصادر:
ورغم خطورة التصريح، رفض الحسيني الإفصاح عن أي تفاصيل إضافية حول المصادر التي استند إليها في هذه الفرضية المثيرة.
وأوضح قائلاً: "هذه من مصادري، ولا أتكلم عن القوة في مصادري، لكنها مصادر قوية وعميقة، تسمع وترى وتحلل." ما يفتح الباب أمام مزيد من التساؤلات حول ماهية هذه المصادر، التي يعتقد الحسيني أنها تقدم معلومات غير متاحة للعامة.
ماذا يعني هذا التصريح؟:
هذه التصريحات جاءت لتزيد من تعقيد قضية اغتيال حسن نصر الله، وتثير شكوكًا جديدة حول الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في المنطقة.
إذا كانت هذه المعلومات صحيحة، فإنها قد تفتح بابًا جديدًا لفهم علاقات القوى العالمية مع حزب الله، وتسلط الضوء على التوترات الخفية التي قد تكون قد دارت خلف الكواليس.
هل سيؤدي هذا الكشف المفاجئ إلى تغييرات في فهم العالم لكيفية تعامل القوى الكبرى مع حزب الله؟ الأيام القادمة قد تحمل إجابات جديدة لهذا اللغز المثير.