عربي21:
2025-04-29@19:21:55 GMT

لم يعد بالإمكان التزام الصمت.. التاريخ لا يرحم

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

طوال 80 يوما من التقتيل والتدمير لم تصدر عن أي دولة عربية أو إسلامية رسالة ذات مغزى حتى في الحدود الدنيا للتخفيف من وطأة الإبادة، فالولايات المتحدة وحلفاؤها لا زال لهم القول الفصل في استمرار أبشع إبادة جماعية ترتكب على رؤوس الأشهاد .

لا أعني هنا من حسمت خيانتهم وتآمرهم على غزة بما تمثله من قلعة أخيرة لتطلعات الشعوب العربية والإسلامية فحسابهم على الأيام فهي دول وسنرى، إنما أخاطب أولئك الذين نحسب أن لهم مواقف صادقة منذ بداية حرب الإبادة، إذ أصدروا الإدانات وسعوا في المحافل الدولية من أجل وقف إطلاق النار لكن دون أي نتيجة تذكر، فالمساعي الناعمة في الأمم المتحدة فشلت حتى اللحظة بوقف العدوان على الرغم من خطورة الموقف الذي عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة عندما فعل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة معتبرا أن ما تقوم به إسرائيل بحق السكان المدنيين في قطاع غزة يهدد السلم والأمن الدوليين.



السؤال المطروح ومن أجل تعظيم الضغط على إسرائيل وحلفائها هو: لماذا لم تقدم أي من هذه الدول على اتهام  إسرائيل بجريمة الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية؟ هل يكمن السبب في الخوف من أمريكا، أم في عدم فهم بنود معاهدة منع جريمة الإبادة الجماعية والعقاب عليها لعام 1948؟ أم أننا نحن الذين لا نفهم دهاليز السياسة وما يجري خلف الأبواب المغلقة!

لا يستطيع أي زعيم عربي أو إسلامي مع استمرار المذبحة بأبشع صورها أن يدعي أنه اتخذ موقفا مشرفا مما يحدث، فالواقع يؤكد أن قطاع غزة ترك وحيدا في مواجهة آلة عسكرية متوحشة، وكل المواقف التي اتخذت في كل المحافل كانت استعراضية افتقرت إلى الآليات لتنفيذها.وحتى يكون الجميع  على بينة من الأمر انظروا إلى ما تنص عليه المــادة الثانية في هذه الاتفاقية، إذ تعني الإبادة الجماعية أيا من الأفعال التالية، المرتكبة  بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عرقيه أو دينية، بصفتها هذه:

( أ ) قتل أعضاء من الجماعة.
(ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة.
( ج) إخضاع الجماعة، عمدا، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا.

أعطوني هنا أي فعل ورد في هذه المادة لم تقم به إسرائيل؟ بل إن هناك العديد من الجرائم التي ترتكبها وتدخل في مفهوم الإبادة الجماعية لم يخطر ببال من وضع هذه الاتفاقية أنها سترتكب مثل منع الأكل والشرب نهائيا وتلويث المياه واستهداف الأطفال واستهداف المشافي واستهداف الطواقم الطبية والإغاثة والدفاع المدني والقائمة تطول.

لا يستطيع أي زعيم عربي أو إسلامي مع استمرار المذبحة بأبشع صورها أن يدعي أنه اتخذ موقفا مشرفا مما يحدث، فالواقع يؤكد أن قطاع غزة ترك وحيدا في مواجهة آلة عسكرية متوحشة، وكل المواقف التي اتخذت في كل المحافل كانت استعراضية افتقرت إلى الآليات لتنفيذها.

صحيح أن المشاركين في جريمة الإبادة الجماعية كثر، وهؤلاء المشاركون لهم علاقات مع الأنظمة والدول التي تندد صباح مساء بالإبادة لكن دون أي نتيجة تذكر،  لذلك لا بد من اتخاذ مواقف يذكرها التاريخ من بينها الادعاء على إسرائيل وشركائها في هذه الجريمة وفق منطوق المادة الثالثة من المعاهدة والتي تنص على:

يعاقب على الأفعال التالية:
( أ ) الإبادة الجماعية.
(ب) التآمر على ارتكاب الإبادة الجماعية.
( ج) التحريض المباشر والعلني على ارتكاب الإبادة الجماعية.
( د) محاولة ارتكاب الإبادة الجماعية.
(هـ) الاشتراك في الإبادة الجماعية.

لا يوجد ما يبرر الخوف من الإقدام على مثل هذه الخطوة المتواضعة، كما ذكرنا أولئك الذي اصطفوا مع الاحتلال من أنظمة عربية تعرفونها حجزوا مكانهم في مزابل التاريخ وستلعنهم الشعوب جيلا بعد جيل كما لعنت أسلافهم، وكذلك التاريخ لن يرحم كل أولئك الذين وقفوا متفرجين ولم يفعلوا شيئا سوى الشجب والتنديد والتعبير عن القلق في حين أنهم يستطيعون فعل الكثير لوقف المذبحة.

غزة أيها السادة تنزف دما لأنها أغضبت قوة غاشمة لا ترحم، وأنتم إذا ما أغضبتهم من أغضبتهم غزة فما هو شكل نزيفكم؟ هل هو حصار اقتصادي، أم عقوبات، أم قطع للعلاقات، أم تراجع في سعر العملة المحلية؟ فليكن، هذه ألعاب قذرة تستطيعون التعامل معها فلديكم الكثير من الأوراق، المهم أن تنتصروا لإنسانيتكم  وتقولوا لا لأمريكا فقد آن الأوان لاتخاذ بعض الخطوات التي قد تفضي لوقف أبشع مذبحة عرفها التاريخ المعاصر فلم يعد بالإمكان التزام الصمت فالتاريخ لا يرحم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة العدوان الاحتلال احتلال فلسطين غزة عدوان رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإبادة الجماعیة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تنفي تحقيق تقدم بالمفاوضات وعائلات الأسرى تطالب باتفاق

نفت إسرائيل تحقيق انفراجة في المفاوضات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بقطاع غزة، في حين دعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة حكومة بنيامين نتنياهو لإظهار المسؤولية والتوصل لاتفاق يعيد كل المحتجزين وينهي الحرب.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية بينها هيئة البث الرسمية اليوم الثلاثاء عن مسؤول سياسي إسرائيلي لم تسمه، وصفه التقارير عن حدوث انفراجة في المفاوضات بأنها غير دقيقة، وقال إن إسرائيل "تعمل بلا كلل" مع الوسطاء بهدف التوصل إلى اتفاق.

كما تحدث مصدر إسرائيلي مشارك في المحادثات عن أن الخلاف بين الطرفين بشأن شروط وقف حرب الإبادة في قطاع غزة هو بالتحديد حول نزع سلاح حماس.

تأتي هذه التصريحات بعد تداول تقارير تشير إلى أن المفاوضات التي اختتمت السبت في العاصمة المصرية القاهرة حققت تقدما كبيرا.

ويتزامن ذلك مع إعلان الجيش الإسرائيلي أمس الاثنين أنه يستعد لتوسيع حرب الإبادة في قطاع غزة بذريعة وصول المفاوضات مع حركة حماس إلى طريق مسدود.

حرب بلا أهداف

ونقلت صحيفة معاريف عن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد قوله إن ذهاب الحكومة لتوسيع العملية العسكرية في غزة يعني أنها تنازلت عن الأسرى الإسرائيليين، وأكد أن "إسرائيل لن تنتصر في حرب لا تضع لها أهدافا".

من جانبها، دعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة حكومة نتنياهو للعمل بذكاء وإظهار المسؤولية والتوصل لاتفاق يعيد كل الأسرى وينهي الحرب.

وقالت الهيئة إن الحكومة تستطيع إعادة كل الأسرى غدا إذا اختارت أن تفعل ذلك.

إعلان

وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية قد أفادت بأن غضبا يسود العائلات عقب لقاء عقد بين ممثلين عنهم وعضو في فريق المفاوضات.

ونقلت القناة نفسها عن عائلات الأسرى الإسرائيليين قولها إن هناك فرقا بين ما يسمعونه وبين ما يفعله السياسيون، واتهموا الحكومة بالكذب عليهم طيلة الوقت.

وتقدر إسرائيل وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة. ومطلع مارس/ آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.

لكن نتنياهو تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/ آذار الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وبهدف تحقيق مصالحه السياسية، وفق إعلام عبري.

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست: على أميركا التحرك لوقف الإبادة الجماعية في السودان
  • إسرائيل تنفي تحقيق تقدم بالمفاوضات وعائلات الأسرى تطالب باتفاق
  • العفو الدولية: إسرائيل تمارس الإبادة الجماعية على الهواء مباشرة في غزة
  • نيوزويك: عطلة نهاية الأسبوع التي صنعت ظاهرة ترامب وغيرت التاريخ
  • «مصر» تطلق صرخة الحق أمام العدل الدولية: لماذا الصمت عن حقوق الشعب الفلسطيني؟
  • مندوب مصر أمام محكمة العدل: إسرائيل انتهكت كافة القوانين الدولية التي وقعت عليها
  • كيف يستخدم الاحتلال الإسرائيلي المحرقة لارتكاب الإبادة الجماعية في غزة؟
  • الإبادة الجماعية مستمرة.. 53 ألف شهيد و118 ألف جريح في غزة
  • ارتفاع عدد ضحايا الإبادة الجماعية في غزة
  • هآرتس: التحريض على إبادة الفلسطينيين سائد في إسرائيل