الدعم السريع يخطط لعزل «الشرق» تمهيدًا للتقسيم
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
رصد – نبض السودان
رغم المكاسب العسكرية التي حققها الدعم السريع استمر الجيش في مقاومة محاولة قوات حميدتي بسط سيطرتها الكاملة على العاصمة مستفيدة من القوي الجوية التي توفر عليها لتحسين موقعها في الخرطوم وبعض المقار العسكرية مثل القيادة العامة للجيش، كما تسعي قوات الدعم السريع الي نقل الصراع الي داخل المناطق التي يسيطر عليها الجيش، كما هو الشأن بالنسبة لمدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط البلاد والتي أعلنت قوات الدعم السريع دخولها هذا الأسبوع ما تسبب في نزوح ما يناهز 300 ألف شخص منذ منتصف الشهر الجاري بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
وبدوره قال اللواء محمد عبد الواحد الخبير الاستراتيجي والعسكري، في تصريحات خاصة عن الأوضاع في السودان بعد المعارك المشتعلة بين قوات الدعم السريع والجيش، أن النزاعات المسلحة باتت أقل استجابة للحلول التقليدية وأصبحت طويلة الأمد ويغلب عليها العنف الشديد، وهذا يرجع لتأثرها بالنزاعات الإقليمية، أي تتحول من السياسية الي الاجتماعية كما حدث في دارفور.
وتابع علي الرغم من مرور 9 أشهر الا أن النزاع ما زال مستمر بين الطرفين ولا أمل في أفاق للتسوية قريبا بسبب اصرار كل طرف علي الحسم العسكري وتحويل الصراع الي مواجهات صفرية، والتخلص من الطرف الأخر، وهو ما سيدفع الصراعات بأخذ أشكال أخري ربما تؤدي الي انفصال اقاليم، وهو ما يمكن أن يكون شبيه بدرجة كبيرة الي الحالة الليبية، إضافة لذلك هناك تدخلات اقليمية موجودة تطيل من أمد الصراع، فهناك تعقيد من البيئة الداخلية داخل السودان، وهناك تعقيدات خارجية وداخلية والمبادرات السعودية لم تحقق شئ، وحتي مبادرة شركاء السودان لم تحقق شئ، ومبادرة الإيجاد لم تحقق شئ، وبالتالي أي نية تسوية ستكون بعيدة لاسيما وأن الدعم السريع حقق في الفترة الأخيرة العديد من النجاحات علي الأرض في الخرطوم وسيطرته علي مساحات شاسعة وكذلك في دارفور وعدم وجود مقاومة من الجيش تذكر، حتى في مدينة ود مدني الصراع أخذ شكل غريب في 4 أيام كوجود انسحاب للفرقة الاولي بالكامل وسيطرة الدعم السريع علي مقدرات هذه الولاية من سلاح وعتاد.
وأشار إلى أن ولاية الجزيرة ولاية استراتيجية كونها يوجد بها أكبر مشروع زراعي يعتمد علي الرأي في أفريقيا بالكامل، كما انه مشروع به طرق رئيسية تمد الي الخرطوم وبالتالي من السهل قطع سبل الدعم اللوجيستي علي الجيش السوداني، فهي منطقة تقصل شرق السودان عن محافظات مهمة من الشرق القضارف وسينار من الجنوب وولاية النيل الابيض من الغرب،لذا فالسيطرة عليها يعزل مناطق الشرق عن مناطق الغرب والولايات الهامة، ونجاحهم في الاستيلاء علي السلاح والعتاد يشجع الدعم السريع في الاستيلاء علي اماكن استراتيجية ومن المحتمل ان يتجه لمناطق الشرق والذي قد يشكل خطورة كبري كونها يوجد بها مطار وميناء والسيطرة عليه يعزل السودان عن العالم الخارجي.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الدعم السريع لعزل يخطط الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع ترتكب مجزرة أودت بحياة 31 شخصا وتدمر طائرات بمطار الخرطوم
أكدت وزارة الخارجية السودانية أن قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" نفذت مجـزرة أدت إلى مقتل 31 مدنيا جنوب أم درمان واصفة الفعل الجرمية الإرهابية، بينما جرى تدمير العديد من الطائرات في مطار الخرطوم بعد قصف من الجماعة ذاتها.
وطالبت الخرطوم المجتمع الدولي بتصنيف قوات الدعم السريع كجماعة إرهابية، واتهام الدول الداعمة لها برعاية الإرهاب، محذرة من استمرار تغذية الصراعات في المنطقة.
قالت شبكة أطباء السودان، إن قوات الدعم السريع قتلت 31 شخصا بينهم أطفال، في حي صالحة جنوبي مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، موضحة أن ذلك أكبر جريمة قتل جماعي موثقة تشهدها منطقة صالحة بتهمة الانتماء للجيش.
???? الخارجية السودانية تتهم في بيان لها قوات الدعم السريع بتنفيذ مجـزرة أدت إلى مقتــل 31 مدنيا جنوب أم درمان الأحد، واصفة الفعل بالجــريمة الإرهــابية.
▪ وطالبت الخرطوم المجتمع الدولي بتصنيفها جماعة إرهــابية واتهام الدول الداعمة لها برعاية الإرهـ ـاب محذرة من استمرار تغذية… pic.twitter.com/PCIW9eBMRm — عربي21 (@Arabi21News) April 29, 2025
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لعناصر يرتدون زي "الدعم السريع" وهم يطلقون الرصاص على مجموعة من الأشخاص في الشارع العام بحي صالحة جنوبي أم درمان.
وأعربت الشبكة عن أسفها لعمليات القتل الجماعي ضد المدنيين العزل بمناطق سيطرة "الدعم السريع"، الأمر الذي قالت إنه "يهدد آلاف المدنيين العزل بحي صالحة".
وجاء في البيان: "تعتبر الشبكة ما تم تنفيذه من تصفية جماعية جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية".
وطالبت الشبكة المجتمع الدولي "بالتحرك العاجل لإنقاذ من تبقى من المدنيين وفتح مسارات آمنة تضمن خروجهم من حي صالحة الذي يضم آلاف المدنيين العزل، والضغط على قادة الدعم السريع لوقف الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين (الواقعين) تحت سيطرتها وحفظ أرواحهم".
وغرب السودان، قُتل أكثر من 20 مدنيا وجُرح 40 آخرون في الأيام الثلاثة الأخيرة في قصف للدعم السريع أيضا على مخيم للنازحين تضربه المجاعة في غرب السودان، وفق ما أعلن مسعفون الاثنين.
وفق بيان لغرفة طوارئ معسكر أبوشوك، قصفت قوات الدعم السريع مخيم أبوشوك للنازحين قرب الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور بالمدفعية والرصاص الطائش، وهو الذي يأوي عشرات آلاف الفارين والنازحين.
ومن ناحية أخرى، أظهرت مقاطع مصورة تحطم طائرات مدنية سودانية واحتراقها في مطار الخرطوم بعد قصف لقوات الدعم السريع للمطار.
تحطم طائرات مدنية سودانية واحتراقها في مطار الخرطوم بعد قصــف ميـليشيا الدعم السريع للمطار pic.twitter.com/FyKMO2oST7 — عربي21 (@Arabi21News) April 29, 2025
ومنذ أسابيع تشهد مناطق متفرقة في أم درمان اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تدافع الأخيرة عن آخر مناطق سيطرتها في ولاية الخرطوم.
وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مؤخرا مساحات سيطرة "الدعم السريع" في ولايات السودان لصالح الجيش، وتسارعت انتصارات الأخير في الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.
وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد الدعم السريع تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور (غرب).
ويخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.