خطة مصر ومقترحات أخرى.. إلى أين وصلت مفاوضات غزة؟
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
قال مسؤولون إسرائيليون لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن مجلس الحرب الإسرائيلي اجتمع، الإثنين، لمناقشة الخطة المصرية المقترحة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، في وقت أشار فيه مسؤول أميركي للصحيفة، إلى أن هناك "خططا أخرى" على الطاولة أيضا.
وذكرت "وول ستريت جورنال" أنها اطلعت على المقترح المصري، ووصفته بأنه "خطة السلام الأكثر شمولا التي تم تقديمها للطرفين (إسرائيل وحماس) على مدار 11 أسبوعا من الحرب"، لكنها أشارت إلى أنه "من المتوقع أن بعض النقاط في الخطة لن تجد قبولا من الجانبين".
ويدعو المقترح لوقف إطلاق نار مبدئي لفترة تصل إلى أسبوعين، للسماح بإطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين ومن بينهم الأطفال والنساء وكبار السن الذين يحتاجون إلى رعاية طبية، في مقابل الإفراج عن حوالي 140 سجينا فلسطينيا لدى إسرائيل. ويتبع تلك الخطوة، تشكيل حكومة انتقالية في قطاع غزة والضفة الغربية من قوى فلسطينية متنوعة، من بينها حماس، وفق الصحيفة.
وتواجه إسرائيل ضغوطا في ظل استمرار احتجاز حماس لنحو 129 رهينة، من بينهم 22 جثة، بجانب ارتفاع عدد القتلى من الجنود الإسرائيليين خلال العملية البرية المتواصلة في القطاع، حيث بلغ عددهم منذ بدء الحرب 491 شخصا.
ونقلت "وول ستريت جورنال" قول الوزير الإسرائيلي، بيني غانتس، لمجموعة من عائلات الرهائن، إن هناك "العديد من المقترحات الحالية التي يتم العمل عليها"، بحسب ما ذكره أحد الأشخاص الذين حضروا الاجتماع، ليل الأحد.
وقال غانتس: "لا أرى أي تقدم حتى الآن. هناك مقترحات مصرية ومقترحات أخرى من جميع الاتجاهات".
ولم يعلق البيت الأبيض على المقترح المصري، لكن الصحيفة نقلت عن مسؤول أميركي، أن "هناك العديد من الأفكار المتنافسة، لذلك ربما يكون من الخطأ أن نضع الرهانات على خطة واحدة".
وشاركت مصر مقترحها مع إسرائيل وحماس وقطر والولايات المتحدة، وناقشت أجزاء منه مع السلطة الفلسطينية.
وبحسب مسؤولين مصريين، كان من بين تلك المناقشات، تشكيل حكومة تكنوقراط انتقالية بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
ولفتت "وول ستريت جورنال" إلى أن المقترح المصري "سيواجه عقبات كبيرة"، نظرا لأن مشاركة حماس في أية حكومة انتقالية، ستكون مخالفة تماما لهدف إسرائيل المعلن من حربها في غزة، وهو القضاء على الحركة المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى. كما أن الإفراج عن سجناء فلسطينيين بارزين سيواجه برفض قوي من الحكومة اليمينية في إسرائيل.
وأضافت أن قائد حماس في غزة، يحيى السنوار، "من المرجح أيضًا أنه لن يقبل بمثل هذا المقترح، الذي سيجعله يتخلى عن سلطته في غزة ويفرج عن المحتجزين الإسرائيليين".
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصدر وصفته بالمطلع، أن "مسؤولين أميركيين لا يزالون على اتصال وثيق بمصر وقطر بشأن تحرير مزيد من المحتجزين في غزة، وتم طرح العديد من المقترحات".
وأوضح المصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أنه في الوقت الذي يتم النظر فيه إلى المقترح المصري على أنه "بادرة إيجابية"، فإن هناك "قدرا كبيرا من الشكوك في أنه سيقود إلى انفراجة".
كما نقلت الوكالة عن دبلوماسي أوروبي، أنه "على علم" بالمقترح المصري، لكنه شكّك في قبول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وحكومته بالمقترح.
من جانبها، كانت وكالة رويترز قد نقلت عن مصدرين أمنيين مصريين، يوم الإثنين، أن حركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين رفضتا المقترح.
ورفض أحد مسؤولي حماس، الذي زار القاهرة في الآونة الأخيرة، التعليق بشكل مباشر على عروض محددة بشأن المزيد من فترات الهدنة الإنسانية المؤقتة، وأشار إلى رفض الحركة، مرددا موقفها المعلن رسميا.
وقال المسؤول لرويترز: "حماس تسعى إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي عن شعبنا، وإنهاء المجازر والإبادة الجماعية. تحدثنا مع إخواننا المصريين حول السبل لتحقيق ذلك. قلنا أيضا إن المساعدات لابد أن تزيد وأن تستمر وأن تصل إلى كل شعبنا في الشمال والجنوب".
وتابع: "بعد أن ينتهي العدوان وتتم زيادة المساعدات، يمكن الحديث عن صفقة تبادل".
وفي 7 أكتوبر، اندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007، بعد هجمات نفذتها الأخيرة على مناطق وبلدات في غلاف غزة.
وأسفرت تلك الهجمات، عن مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، واختطاف نحو 240 على يد الحركة الفلسطينية ونقلهم إلى قطاع غزة، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على ذلك، تشن إسرائيل قصفا متواصلا على القطاع، أسفر عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفق سلطات القطاع الصحية، وتدمير البنية التحتية للقطاع، ووضعه تحت حصار كامل.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وول ستریت جورنال المقترح المصری قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
مهندس "خطة الجنرالات" يكشف: إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها في غزة
اعتبر الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أن إسرائيل منيت بـ"فشل ذريع" في حربها على غزة، مؤكدا أن النتائج الميدانية تعكس عجزها عن تحقيق الأهداف التي وضعتها منذ بداية الهجوم، وفقاً لما ذكرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
وقال آيلاند إن إسرائيل فشلت في فرض إرادتها على حركة حماس، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي اضطر إلى فتح معبر رفح، والانسحاب من محور نتساريم، بينما عاد آلاف الفلسطينيين إلى المناطق التي كان مخططا إخلاؤها بالكامل.
خطة لم تكتملوذكرت الصحيفة أن "خطة الجنرالات"، التي تبناها منتدى الضباط والمقاتلين في الاحتياط، هدفت إلى تهجير سكان شمال قطاع غزة بالكامل وتحويله إلى منطقة عسكرية مغلقة.
ورغم تنفيذ جزء من الخطة عبر الضغط العسكري والحصار، فإن الصحيفة أكدت أن المعطيات الميدانية تشير إلى فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها الرئيسية.
Relatedترامب يجدد تهديداته لحماس ويحدد توقيتاً لإعادة الأسرى: ما مصير الاتفاق؟هل بدأت إسرائيل في تطبيق "خطة الجنرالات" في شمال غزة؟ وقف تنفيذ خطة الجنرالات شمال قطاع غزة وخلاف حاد في المؤسسة العسكرية الإسرائيليةخطة الجنرالات: تهجير شامل وحصار عسكري على شمال القطاع لإجبار حماس على الاستسلامكما أن المخطط الأصلي كان يهدف إلى إجبار نحو 300 ألف فلسطيني على مغادرة شمال القطاع خلال أسبوع، تمهيدا لتنفيذ عمليات عسكرية موسعة.
لكن التطورات الأخيرة أظهرت أن جزءا كبيرا من السكان عادوا إلى مناطقهم، ما اعتبره آيلاند "إخفاقا استراتيجيا".
ثلاثة أخطاء استراتيجيةفي مقال لصحيفة"يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، حدد آيلاند ثلاثة أخطاء رئيسية ارتكبتها إسرائيل في الحرب:
1. تبني الرواية الأميركية بشأن حماسيرى آيلاند أن إسرائيل أخطأت حين ساوت بين حماس وتنظيم الدولة الإسلامية، مشيرا إلى أن الحركة ليست مجرد "تنظيم إرهابي"، بل كيان سياسي وعسكري يدير قطاع غزة منذ سنوات.
2. عدم استغلال نقاط ضعف حماسأشار آيلاند إلى أن الحرب تهدف إلى إجبار حماس على اتخاذ قرارات ضد إرادته، وهو ما يتطلب استراتيجيات متعددة تشمل العقوبات الاقتصادية، ودعم حكومة بديلة داخل غزة، وهي خطوات لم تنفذها إسرائيل بالشكل المطلوب.
انتقد آيلاند غياب رؤية إسرائيلية واضحة لما بعد الحرب، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يقدم أي خطة سياسية خلال زيارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن إلى تل أبيب، حيث اكتفى بالقول "عندما نصل إلى اليوم التالي، سنتحدث عن اليوم التالي".
كما شدد آيلاند على أن إسرائيل بحاجة إلى مراجعة استراتيجياتها في الحروب المستقبلية، مؤكدا أن الضغط العسكري وحده غير كافٍ لتحقيق نصر استراتيجي.
واعتبر أن غياب رؤية شاملة تشمل البعدين السياسي والاقتصادي أدى إلى إطالة الحرب دون تحقيق مكاسب حقيقية، وهو ما يفرض على القيادة الإسرائيلية إعادة تقييم سياساتها العسكرية والأمنية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حماس: لغة التهديد والوعيد التي يستخدمها ترامب ونتنياهو لا تخدم تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار ترامب يجدد تهديداته لحماس ويحدد توقيتاً لإعادة الأسرى: ما مصير الاتفاق؟ صفقة التبادل بين التململ الإسرائيلي وخطة ترامب وتصعيد حماس.. فهل تندلع الحرب مجددا في غزة؟ قطاع غزةحركة حماسترحيل - طردإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني مخيمات اللاجئين