هذا ما ستواجهه أمريكا في حال هاجمت اليمن ؟
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
وفيما تؤكد صنعاء استمرارها في منع السفن الإسرائيلية من عبور المياه الإقليمية اليمنية في البحرين الأحمر والعربي ومنطقة باب المندب، فإنها أيضا، وبحسب ما أكده وزير الدفاع محمد العاطفي في كلمة له أمس الإثنين، أمام قيادات القوات البحرية والدفاع الساحلي، قد وصلت إلى أعلى درجات الاستعداد لمواجهة أي خطوة قد تقدم عليها أمريكا وحلفائها من قبيل شن هجوم على أهداف داخل الأراضي اليمنية.
وعلاوة على ذلك فإن صنعاء تبدو عازمة على تعزيز قوتها البحرية، وتقديم نفسها كدولة لها ثقلها البحري، الذي من شأنه أن يقف في وجه كل التحركات للسيطرة على المياه الإقليمية اليمنية، والتي تتمتع بمميزات استراتيجية وجيواستراتيجية، جعلتها محط أطماع السيطرة الدولية على مدى عقود إن لم يكن قرون من الزمن، فارضة بذلك معادلة لم يتمكن اليمن من فرضها من قبل، ومن شأن هذه المعادلة أن تسمح لليمن بالاستفادة من موقعه الجغرافي، في ما يسهم في نهوضه وازدهاره.
ومع ما شكله موقف صنعاء من العدوان الإسرائيلي على غزة، وانخراطها في الحرب ضد إسرائيل من زخم وحضور لاسم اليمن في الأوساط العالمية على كافة المستويات، فإن الحظر البحري الذي فرضته قوات صنعاء على السفن الإسرائيلية بدا للعالم أمرا مبررا بالنظر إلى جرائم إسرائيل في غزة وحصارها الخانق لسكان القطاع ومنع دخول الغداء والدواء إليهم، وهو ما أفشل مساعي أمريكا لتدويل هذا الحظر، عبر تسويقه كخطر يهدد الملاحة الدولية في المنطقة، وقاد بالتالي إلى انتكاسة كبيرة للتحالف البحري الذي أعلنته واشنطن، وانسحاب الدول التي تضمنها إعلان هذا التحالف واحدة تلو الأخرى.
وبالعودة إلى ما تضمنته الكلمة ألقاها وزير الدفاع أمام المشاركين في المؤتمر التحليلي لقادة وأركانات وضباط القوات البحرية والدفاع الساحلي للعام التدريبي والقتالي والعملياتي 2023م وكذا المهام المنفذة في البحر الأحمر والبحر العربي وباب المندب، يظهر مدى الاستعداد العسكري لقوات صنعاء، في مواجهة أي تصعيد عسكري من قبل أمريكا.
العاطفي قال في كلمته :"أسلحتنا الاستراتيجية الرادعة ومدياتها تصل إلى أبعد مما يتوقعه الأعداء ولا خطوط حمراء أمامنا وكل الاحتمالات مفتوحة وكل المسافة الزمنية مطلقة ونفسنا القتالي طويل والموت والقتال هي توجهات خبرناها ومستعدون لها لأنها طريق تفضي إلى خلود أبدي في الجنة إن لم توصلنا إلى الحق وإلى العدل"، مؤكدا الحرص على سلامة الملاحة الدولية واحترام المواثيق الدولية وأن كل سفن العالم ستكون آمنة وستحظى بالحماية عدا السفن التي حددتها القوات المسلحة اليمنية على لسان
وأوضح وزير الدفاع أن اليمن سُلب من حقه الطبيعي وموقعه الجيوسياسي لسنوات طويلة وعقود متعددة من الزمن .. وقال "مؤخرا بدأ اليمن يضع النقاط على الحروف ويمسك وبكل جدارة بحقه في الاطلالة الجيواستراتيجية على مضيق باب المندب وخليج عدن وجنوب البحر الأحمر وعلى البحر العربي".
وأضاف "طالما أدرك ذلك العالم كله يجب أن يحترم السيادة اليمنية ويقر بحرية واستقلال القرار السيادي اليمني في بحاره ومنافذه"، مؤكدا أن اليمن اختار أن يكون سنداً قوياً للحق ومع الحق وعوناً للمستضعفين في غزة المحاصرة ضد العنجهية الصهيونية التي جبلت على القتل والتدمير والتخريب والفساد والإفساد في الأرض وتوحشت على أطفال ونساء وشيوخ غزة الباسلة.
وتابع قائلا: "نؤكد لواشنطن وتل أبيب ولندن ومن معهم وعملائهم في المنطقة ومن يدور في فلكهم أن يمن اليوم غير يمن الأمس وكل ما رأيتموه من أعمال ومواقف هو تمهيد وخطوات أولية لأننا نوفر لكم القادم المؤلم طالما أنكم مازلتم تتمادون في مواقفكم العدائية ضد إخواننا وأهالينا في غزة المحاصرة المعتدى عليها"، مضيفا: "كونوا على يقين أننا سنحول جغرافية البحار من البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وباب المندب إلى لعنة الجغرافية التي ستحل على رؤوسكم كالصواعق".
وكانت القيادة في صنعاء قد حذرت الولايات المتحدة في كلمة له الأسبوع الماضي، من الأقدام على أي حماقة ضد اليمن حسب تعبيره، مؤكدا أنه” إذا كان لدى الولايات المتحدة توجها باستهداف اليمن فلن نقف مكتوفي الأيدي”.
وقالت إذا أرادت أميركا محاربة موقف اليمن الداعم لفلسطين فسيكون في مواجهة كل الشعب اليمني، وسيكون أمام وضع أقسى مما واجهه في أفغانستان وفيتنام، مضيفا أنه “يجب ألا يتصور الأميركي أن بإمكانه توجيه ضرب هنا وهناك وانتهى الأمر بل سيكون تورط بشكل تام”، مؤكداً أن أي” استهداف أمريكي لبلدنا سنستهدفه ونجعل البوارج والملاحة الأمريكية هدفاً لصواريخنا ومسيراتنا”.
البوابة الاخبارية
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخا أطلق من اليمن
أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الخميس، اعتراض صاروخ أُطلق من جهة اليمن، مستهدفا منطقتي غوش عتصيون والبحر الميت شرقا. وأوضح الجيش أن عملية الاعتراض تمت باستخدام منظومة دفاع جوي متطورة قبل أن يصل الصاروخ إلى المجال الجوي الإسرائيلي.
وأشار البيان إلى أن أنظمة الإنذار المبكر قد فعّلت صفارات الإنذار في المناطق المستهدفة لتحذير السكان، كما أكد البيان عدم وجود أي أضرار أو إصابات حتى الآن. ولم ترد معلومات مؤكدة عن الهدف المحدد للصاروخ.
وعلى الرغم من عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، فإن الأنظار تتجه إلى جماعة الحوثي اليمنية التي كثفت في المدة الأخيرة هجماتها على أهداف إسرائيلية في البحر الأحمر والمناطق القريبة منها تضامنا مع قطاع غزة.
استمرار هجمات الحوثيبدوره، أكد رئيس الحوثيين، عبد الملك الحوثي، استمرار الهجمات على المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن، إذ قال إن الشعب اليمني "يواصل عملياته في البحار لمنع الملاحة الإسرائيلية من البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب، وصولا إلى المحيط الهندي. سنواصل دعم غزة لأن المعركة مستمرة، وهذا الحضور يعبر عن الإيمان والجهاد".
وأشار الحوثي إلى أن جماعته تعمل على تطوير قدراتها العسكرية لتحقيق "نجاحات مذهلة"، مضيفا أن هذه العمليات جزء من التحركات الشعبية لدعم فلسطين.
وأعلنت الجماعة منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها بصواريخ ومسيرات. ووسعت عملياتها لتشمل استهداف مواقع داخل إسرائيل، وذلك تضامنا مع سكان قطاع غزة في مواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية.
وأصدر مجلس الأمن الدولي في الأيام الماضية بيانا شديد اللهجة يدين الهجمات الحوثية ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن. وأكد المجلس أهمية منع مزيد من التصعيد الذي قد يؤدي إلى "عواقب وخيمة" على الأمن الإقليمي والدولي.
وطالب البيان بمزيد من التعاون الدولي، مشددا على أهمية دور الأمم المتحدة والدول الساحلية في مراقبة مثل هذه الهجمات ومنعها.